سامر أبوالقاسم
الحوار المتمدن-العدد: 1490 - 2006 / 3 / 15 - 10:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن وعينا بالحمولة السياسية والدينية والاجتماعية والتربوية للمواطنين وللأسر بالمغرب، هو الذي يدفعنا أكثر، ويحملنا على المزيد من الاعتقاد بأن الدراسة والبحث والاستقصاء عن الخيوط الناظمة، التي عملت وتعمل على إنماء شروط وعوامل الغلو والتطرف داخل المجتمع المغربي على مستوى ترويج الأفكار والمواقف، هي على درجة كبيرة من الأهمية في وقتنا الحاضر.
وأملنا الكبير في الوقت الحاضر، هو أن نحافظ لأنفسنا على المسافة الضرورية واللازمة التي تجعلنا نبتعد كل البعد عن منطق تحميل الإسلام مسؤولية الفهوم والتأويلات المغرضة، وكذا الأحداث والوقائع الشنيعة، التي ترتكب في حق الإنسانية اليوم باسم الدين. فإيماننا عميق وراسخ بأن ما حدث أو سيحدث هو محصلة النصوص الدينية المتعددة والمتنوعة والمفتوحة على كل الاحتمالات التفسيرية والتأويلية من جهة، وكذا هو نتاج فهم بشري تأويلي مغرض للدين، يتضمن شحنات عالية من الغلو والتطرف الديني.
ومن منطلق العديد من الاستنتاجات، يمكن اعتبار مختلف التعبيرات السياسية والاجتماعية المغالية والمتطرفة للتيار السياسي الديني بالمغرب ـ على الرغم من اختلاف مرجعياتها السياسية ـ لا زالت غارقة في نوع من الانغلاق الديني، المحكوم بردود أفعال قوية تجاه ثلاثة عوامل أساسية:
"عملية التنميط العالمي" من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
"الطرح الحداثي" للقوى الديمقراطية والتقدمية الداخلية.
"الشرعية الدينية" للمؤسسات السياسية الرسمية.
وإن كانت العوامل المؤدية إلى الاهتمام بالمسألة الدينية والمذهبية في المغرب متعددة ومتداخلة، على اعتبار تداخل الخارجي منها والداخلي؛ من انتقال التطرف والغلو من ظاهرة داخلية قابلة للتطويق إلى ظاهرة عالمية بفعل سياسات الإقصاء والتهميش والإجحاف الاقتصادي والاجتماعي والسياسي على المستوى الداخلي، ومن هشاشة على مستويات بنيات التوجيه والتأطير السياسي والديني والتربوي، ومن اعتماد شبه كلي على المقاربة الأمنية / القمعية...إلخ، غير أن ذلك لا يمنع من البحث والتنقيب من أجل تحديد بعض العوامل الأساسية التي صبت بشكل أو بآخر في قلب إستراتيجية إنماء شروط التطرف والغلو، خاصة تلك القابعة في مستقر الآراء والمواقف السياسية/الدينية التي يتم التعبير عنها في الساحة السياسية والاجتماعية المغربية، خاصة من طرف جماعات التيار السياسي الديني.
ولئن كان القضاء على ظاهرة الغلو والتطرف الديني بالمغرب، ولو في حدود التقليل من انتشاره والتخفيف من حدة تداعياته، يتطلب بالضرورة إستراتيجية شمولية تتكامل فيها الجوانب الدبلوماسية على مستوى العلاقات الخارجية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية والتربوية والدينية والإعلامية الداخلية...إلخ، فهذا لا يمنع على مستوى البحث والدراسة والتنقيب من التركيز على بعض هذه العوامل المتداخلة، خاصة ما ارتبط منها بأدبيات جماعات التيار السياسي الديني، وكذا بطرق وآليات تأطيرها وتوجيهها
#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟