بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة مفتوحة إلى :
*جماهير شعبنا التركماني وقواه السياسية والثقافية .
* كافة الأطراف والحركات الكردستانية والعراقية .
*دول الجوار .
إن الهدف الرئيسي الذي دعانا لتوجيه هذه الرسالة هو أن نعلن أن ولاءنا الوطني يأتي في المرحلة الأولي من نضالنا وبعده يأتي ولاؤنا القومي ومن هذا المنظور ارتأينا الحديث عن الشعور باحتمال حدوث تطور يصيب جوهر العلاقة الأخوية القائمة بين التركمان وأشقائهم في الوطن وبينهم وبين إحدى الدول الإقليمية . وهذا الترقب أفرزه سلوك سياسي لا مسؤول لأشخاص يحملون الهوية التركمانية يعيشون من خيرات الوطن ولا يرغبون بسلامته واستقلاله ، وينكرون نضال شعبنا ضد الاحتلال الأجنبي وضد الدكتاتورية مشتركين مع بقية الشعوب العراقية كما حصل في انتفاضة آذار 1991 التي خلقت المناخ الديموقراطي الذي لم يشهده العراق سابقا ، فاستفاد منه شعبنا التركماني حيث شكل أحزابا وحركات عديدة كان بعضها وما يزال لا يحبذ التفاعل مع واقع طموحات الشعب العراقي عموما و كوردستان خصوصا ، لا بل يمارس دورا سلبيا لأحداث شرخ في جدار التآخي الوطني القائم أزليا ، ويمنح نفسه الحق في التطاول على حرمة نضالهم والإنجازات التي اكتسبوها بدمائهم . ان شعبنا التركماني الذي واجه انتهاكات عديدة وحُرِم من أبسط حقوقه المشروعة على امتداد عقود من الزمن لم يجد مغيثا ولا ناصرا له من قبل المنظمات الدولية لحقوق الإنسان ولا من الدول الإقليمية ، علما أن تركيا وهي تمنح لنفسها حق التدخل في الشأن الداخلي لأقليم كوردستان العراق بذريعة ( المحافظة على سلامة التركمان وأمنهم ) كانت طيلة العقود المنصرمة ملتزمة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق على الرغم مما كنا نتعرض له . ويحق لنا أن نتساءل عن الهدف من وراء التباكي على حقوق شعبنا الذي يمتلك الآن كامل حريته على كافة الأصعدة . ويشيد أبناء شعبنا بالمساعدات الإنسانية التي تبديها المنظمات والدول لكنه يرفض رفضا قاطعا أي تدخل عسكري إقليمي خصوصا ذلك الذي يستخدم التركمان جسرا ومبررا لتنفيذ مخططاته التوسعية . ولا يفوتنا أن نذكِّر بأن بقية الدول الإقليمية الأخرى تبحث عن مبررات لأجل نيل شرعية التدخل ، وسيكون ذلك ممكنا في حال اقدام تركيا على تنفيذ ما تخطط له . وهذا ما سيؤدي إلى الإخلال بالموازين السياسية في المنطقة .
يا أبناء شعبنا التركماني :
إن الدسائس التي تنسجها أيدٍ تركمانية في الليالي المظلمة دون أن تدرك نتائجها المأساوية قد عكست صورة سلبية لواقعنا القومي والوطني ، فالجميع يعلم أن ما يسمى بـ ( الجبهة التركمانية ) وممارساتها على امتداد زمن تواجدها شوَّهت أصالتنا القومية وأضرَّت بالعلاقة القائمة بين التركمان والقوميات الكردستانية والعراقية الأخرى ، وحرمت شعبنا من نيل وتطوير الكثير من حقوقه المشروعة خاصة وأن برلمان وحكومة إقليم كوردستان فسحت المجال للمشاركة والعمل من أجل بناء الأسس المتينة للمجتمع المدني ، وسعت هذه الفئة أيضا جاهدة إلى إحداث تغيير في الخارطة السياسية للعراق اعتمادا على منظور خيالي ، وأكبر دليل على ذلك أنها قامت بالأمس القريب على تحريض النظام العراقي الغاشم لاعادة احتلال الجزء المحرر من وطننا ، وتقوم اليوم بدون خجل باستدعاء الآلة العسكرية لإحدى الدول الإقليمية للتجاوز على الحدود الدولية وهذا الأمر يتنافى مع العهود والمواثيق الدولية في وقت أقرَّت فيه المعارضة العراقية بكافة فصائلها في مؤتمرها بلندن واجتماعاتها في صلاح الدين بالوقوف أمام أي تدخل إقليمي لا يخضع للقرارات الدولية ، علما أن ممثلي هذه الفئة قد وقَّعوا على ذلك . وفي رسالتنا المفتوحة هذه ، نطالب ما يسمى بـ ( الجبهة التركمانية ) بالآتي :-
1 . أن ترفع يدها عن أبناء شعبنا التركماني وعدم التحدث باسمه ، ولا ضير أن تتحدث باسمها وباسم مجاميعها لحين انتخاب الممثل الشرعي لشعبنا .
2 . أن تعتذر رسميا وجماهيريا من شعبنا والشعوب الكوردستانية والعراقية قاطبة لما بدر منها من مساوئ سياسية .
3 . أن تعترف بواقع التجربة الديموقراطية في الإقليم الكوردستاني ومؤسساته الشرعية وأن تسعى للحصول على الشرعية في ممارستها للعمل التنظيمي أسوة ببقية التنظيمات العاملة مع الاحترام التام للقانون .
4 . أن تعمل من أجل تحقيق الغد المشرق لأبناء شعبنا وذلك بالتناغم مع الأطراف الوطنية التركمانية ومن خلال توقيعها على ميثاق الشرف الوطني التركماني .
5 . أن تعمل على توحيد الخطاب السياسي الصادر عن أطراف المعارضة العراقية ، وأن تبتعد عن كل ما من شأنه إثارة أزمات مفتعلة لا تخدم جدول نضال المعارضة .
كما أننا نطالب الفصائل والتنظيمات والحركات الكوردستانية والعراقية كافة بالتالي :
1 . أن تلتزم الحكمة والرؤية الثاقبة في التفاعل مع المسألة التركمانية وضرورة التمييز بين شعبنا التركماني المسالم و المجاميع التركمانية التي تعادي طموحات الوطنيين جميعا .
2 . أن تتخذ موقفا واضحا وصريحا من الجهات التي تسعى إلى إجهاض الإنجازات المكتسبة والعلاقات الاجتماعية المتينة التي تربط التكوينات المتنوعة لمجتمعنا .
3 . أن توصي عناصرها وقواعدها بالالتزام والتمسك بالقيم الإنسانية المثلى التي تحترم الخصوصيات الرسمية والشعبية لأية دولة وعدم المساس بها . وأن لا تتأثر بالتجارب السيئة التي خطط لها ومارسها نفر ضال بهدف تأزيم الأوضاع . وندعوها الى تفضيل الولاء الوطني على الولاء القومي حرصا على التعايش الأخوي .
وفي ذات الوقت نخاطب العقل السياسي لدولة تركيا الجارة التي تتمسك باحترام المواثيق والاتفاقيات الدولية ، والتي تحترم نضال الشعوب المكافحة والتواقة الى الحرية والديموقراطية وحفظ الأمن والسلام الدوليين أن تعيد النظر في ما قدمته من خدمات ومساعدات للطرف الذي أظهر استثنائية في علاقته معها بينما قام هذا الطرف بتشويه صورتها في المنطقة والساحة الدولية مما أدى إلى إضافة مُـعوِّق آخر لدخولها الاتحاد الأوروبي ، و إثارة القلق في شوارعها وحدوث فجوة بين جماهيرها وحكومتها . لذا بات من الضروري على تركيا أن تنصت لصوت المنطق والعقل في ما تنوي الإقدام عليه ، كما عليها أن تدرك جيدا بأن الشعوب التي ذاقت الطعم الحقيقي للحرية يستحيل عليها الرضوخ للعبودية من جديد ، وأن لا تذعن الى الادعاءات الباطلة والزائفة التي تشير الى تكبيل التركمان واضطهادهم . فنحن في ظل المناخ الديموقراطي المتاح في الإقليم الكوردستاني نعيش في أوج حريتنا ورخائنا ، ونأمل من صميم وجداننا بنقل هذا الواقع الى كل شبر من أرض وطننا في إقليميه .
ختاما فإننا نشهد الله والوطن والتاريخ على الاستمرار في نهجنا الوطني والإنساني وندعو بالسلام و الاخاء و الرفاه لكل شعوب العالم .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وليد شركه
الأمين العام لحزب الاخاء التركماني / العراق
أربيل – كوردستان العراق
9 / آذار / 2003