سلامه ابو زعيتر
الحوار المتمدن-العدد: 6211 - 2019 / 4 / 25 - 09:25
المحور:
ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي
النقابات العربية تعتبر أحد أهم مؤسسات المجتمع المدني، والأكثر تأثيراً برغم ما تواجه من تحديات ومعوقات تبدو ملامحها صعبة، والتي تأتي بكل ثقلها لتمثّل محطة متميزة لعمل النقابات ودورها، وإذا ما اهتمت النقابات العمالية في العالم العربي بالتخطيط والتنفيذ بالعنصر البشري، وهو العامل، وأعطته أولويات عملها كما هو واجبها، وصاغت برامجها وأنشطتها بما يحقق الهدف، الذي قامت على أساسه، وهو حماية مصالح العمال والدفاع عنهم، وتوفير بيئة عمل مناسبة، ورعاية العمال وتنمية قدراتهم الإبداعية ومساعدتهم على القيام بالرسالة التاريخية التي تميزت بها الحركة العمالية، كقوى منتجة عبر مراحل التطور التاريخي, فقد نشأت بطبيعتها كطبقة صانعة للحياة, ومنتجة للخيرات المادية كأحد أهم المقومات الأساسية لاستمرارية هذه الحياة, ومن هنا تصبح هذه القوى المنتجة تنتج عقلاً وفكراً إلى جانب إبداعاتها المهنية والحرفية.
فلا يمكن تصور إحداث تنمية بعيداً عن العمال، فالاهتمام بهم وبقدراتهم ورعاية مصالحهم كعنصر بشري، وقوى منتجة يؤدي للتنمية البشرية المنشودة في كل أقطار الوطن العربي، وغير ذلك فإن بقاء النقابات العربية على ما هي عليه، وانتظار أن تقوم بتحسين أداء وظائفها، بدون محاولات محدثة ليس إلا من قبل وضع العربة أمام الحصان على أمل أن تسير إلى الأمام ، فهناك ضرورة لتدعيم دور النقابات العمالية العربية، ورفع الكفاءة المهنية فيها وإيصالها إلى المستوى المطلوب مهنياً ونقابياً، وذلك لأسباب مختلفة تتعلق بالظروف الخاصة بكل بلد عربي، كما ويتطلب تدعيم الثقافة العمالية وزيادة الكفاءة المهنية للعمال على مستوى الدول العربية، واتخاذ القرارات المناسبة بشكل يضمن التمويل اللازم لها، فهذا كله يساهم في أن تلعب النقابات العربية دورا أكثر فعالية في التنمية البشرية، وقيامها بتحقيق الأهداف التي أُنشأت من أجلها؛ لخدمة العمال بما تقوم به من برامج وأنشطة تستهدف تنمية قدراتهم، ومهاراتهم، وبما يحافظ عليهم ويرقى بإمكانياتهم بالتدريب والتعليم والرعاية الصحية والاجتماعية، والتمكين لتحقيق التنمية البشرية المنشودة.
#سلامه_ابو_زعيتر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟