|
تجربة أمريكية فاشلة
أحمد السعد
الحوار المتمدن-العدد: 1490 - 2006 / 3 / 15 - 10:55
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
العراق – تجربة أمريكية فاشلة أرتكبت الولايات المتحدة خطأ فادحا فى العراق حين اعتقدت ان خمسة وثلاثون عاما من الحكم الدكتاتوري والتسلط البغيض سيجعل الشعب العراقى تواقا الى ممارسة الديمقراطية ومتطلعا الى بناء مجتمع تسوده قيم المساواة واحترام الرأي الآخر والتداول السلمى للسلطة وراهنت الأدارة الأمريكية على الانتخابات العراقية متصورة انها يمكن ان تأتى بقوى الديمقراطيه والليبراليه الى الحكم بعد ان ذاقت جماهير العراق المر من الحكم الشمولى المتمثل بصدام حسين ونظامه ولكن المفاجأة التى لم تكن فى حسابات الأميركان ان الانتخابات جاءت بقوى كان الأمريكان لا يتمنون مجيئها لكنهم عملوا دون ان يدركوا على مجيئها وتسلطها على الحكم فى العراق وعن طريق صناديق الاقتراع . الحسابات الأمريكية لم تكن صائبة ودقيقةوغابت عنها اشياء كثيرة منها ومن أهمها التأثير الكبيرة للقوى والاتجاهات الأقليمية وخصوصا تأثير أيران على شيعة العراق وتدخلها المباشر فى الشأن العراقى وممارستها لعنف منظم وبروباغاندا منظمه على الشارع العراقى . جاءت نتائج الأنتخابات مخيبة لآمال الأميركان وغيرهم لأن العراقيين – فى معظمهم- صوتوا لقومياتهم وطوائفهم ولم يصوتوا لمستقبل العراق كما اريد للأنتخابات ان تسفر عنه . هذا من ناحية ومن ناحية اخرى كانت الولايات المتحدة قد ارتكبت خطا قاتلا لآخر عندما شكلت مجلس الحكم على اسس الانتماء الطائفي وليس على اساس التمثيل السكانى ولم تحاول تشكيل حكومة من التكنوقراط المستقلين لتمنع التخندق الطائفى لكنها وضعت اسسه وأسست له وهى الآن تحاول تصحيح الخطأ دون ان تدرى انه من غير الممكن حاليا على الأقل العودة الى الخيار الوطنى وتغيير قناعات العراقيين بأن المصلحة الوطنية يجب ان تطغى على المصالح والانتماءات المناطقية والطائفية والعشائرية وأن الولاء للوطن يجب ان يتصدر الولاءات الأخرى فمهدت الى تطاحن بين الطوائف وأشعلت نار الفتنة الطائفية الى ستمتد الى وقت طويل قبل ان يدرك الجميع انهم فوتوا على الوطن فرصةتاريخية ان يستعيد توازنه ويستفيق من أثر الحكم الصدامى لينطلق فى عملية البناء والأعمار وترسيخ الوحدة الوطنية . لقد مارس الكرد فى الشمال نوعا من الضغط بحجة ان لهم وضعا مختلفا وراحوا يفرضون ايجندتهم القومية ويهددوا بالأنفصال لأنهم يدركون ان الحكومة المركزية الضعيفة لن تستطيع فرض هيبتها على كل العراق لأنها منخورة ومخترقة وناقصة الأهلية . العراق وضع الآن على شفى حرب أهلية بل ان الحرب الأهلية قائمة فعلا ما دام هناك ميليشيات مسلحه تجوب الشوارع وليس للدوله هيبة او سلطة على أحد ، هناك عناصر للمخابرات الأجنبية تصول وتجول فى المدن العراقية تمارس الأغتيالات والتفجيرات والتفخيخ ويجرى اتهام هذا الطرف او ذلك بالتصعيد ويكون المواطن العراقى البسيط المغلوب على امره هو الخاسر الوحيد حيث يضيع الوطن وتتبدد ثرواته وتتعرض للسرقة والنهب وثرواته للتهريب والتخريب . اما آن الأوان الآن لكى تقف القوى الوطنية الشريفة لتتسائل : من هو المستفيد الفعلى من هذا الوضع المأساوى الذى يعيشه العراق ؟ من هو المستفيد الفعلى من صعود اسعار النفط الى حدود الـ65 دولارا للبرميل فى حين يتعرض النفط العراقى للتهريب وتتعرض انابيب نقل النفط الى التخريب والتدمير ؟ من المستفيد فعلا من أفشال وتعثر العملية السياسيه فى العراق ونجاحها ومن الذى يريد ان يثبت للعالم ان العراق يسير الى الخراب بعد صدام ؟ ومن يريد أن يصعد مسألة تقسيم العراق مستغلا الظرف الحالى والتهديدات التى تطلقها بعض القوى بفصل أقليم الجنوب و(حرمان ) الوسط والشمال من ثرواته وكأن ثروات الجنوب صارت ملكا صرفا لهذه القوى تتحكم فيه وتمنعه عمن تريد ؟ من المستفيد من الأقتتال بين العراقيين ومن المستفيد من غياب سلطة الدوله وتفشى الفساد والمحسوبية فى دوائر الدوله المنخورة والمتخمه ببطالة مقنعه وغير مقنعه وعجز فاضح فى ميزان المدفوعات ووقوع تحت ضغوط الدول المانحه وشروط البنك الدولى الذى يريد فرض نظام اقتصادى معين على العراق ؟ ومن المستفيد من موت النشاط الزراعى وتخلف الصناعة وأمتلاء الأسواق بالبضاعة المستوردة من المناشىْ الرديئة ؟ ومن المستفيد من الهجرة غير المسبوقة من الريف الى المدينه والأستيلاء على اراضى الدوله والبناء العشوائى للمساكن على الأراضى غير المخصصه للسكن وتدمير التخطيط العمرانى للمدن العراقيه ؟ هل تستطيع اية من القوى السياسيه العراقية ان تجيب على هذه التساؤلات التى يثيرها رجل الشارع او على التساؤل الرئيسى المفزع : الى متى سيستمر الحال ؟
#أحمد_السعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول الذكرى السنوية ليوم المرأة العالمى
-
نحن والجعفرى وأنفلونزا الطيور
-
جيش الحسن الصباح يطبق على بلاد السواد
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|