أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - نبيل حاجي نائف - المعارف العلمية والمنهج العلمي















المزيد.....

المعارف العلمية والمنهج العلمي


نبيل حاجي نائف

الحوار المتمدن-العدد: 1490 - 2006 / 3 / 15 - 10:32
المحور: الطب , والعلوم
    



قيل الكثير في طلب العلم , والكل يقولون العلم هو الهدف الأول . . إلخ
ولكن ما هو العلم المطلوب ؟ وما هي خصائصه ؟ وما هو منهجه ؟
وكيف يتم إنتاج المعرفة العلمية وانطلاقاً من ماذا ؟
وما هو مفهوم الواقع كما يتعامل معه العلم , وكما يشتغل عليه ؟
وما هي طبيعة النظريات العلمية ؟
وما هي وسائل إثباتها واختبارها ؟
وكيف تتطور العلوم , وما هي القوانين المتحكمة في نموها وتطورها ؟
وما هي ميزات العلم الأساسية , وما هي تأثيراته على بقية المعارف ؟

إن العلم في مفهومه الحالي يتمثٌل بالمعارف العالية الدقة , والمتوضعة في الكتب والوثائق وغيرها .
فالعلم هو كمية هائلة من المعارف المترابطة في سلاسل وأنساق , ومنتظمة في بنية واحدة تقريباً . وهذه المعارف عالية الدقة وتنطبق بدرجة عالية على الواقع الذي نعيشه . وهي خاضعة للاختبار دوماٌ .
والذي يميز المعارف العلمية عن باقي المعارف , مثل المعارف العادية , كالأمثال والمعارف الشعبية والعقائدية والفنية والفلسفية وغيرها هو :
أولاً درجة دقة تنبؤاتها العالية وانطباقها على الواقع بشكل كبير
ثانياً تترابط هذه المعارف مع بعضها في سلاسل وأنساق , فهي مترابطة بشكل كبير في بنية واحدة متماسكة
ثالثا اعتمادها من قبل أغلبيةً كبيرة , ومنتشرة في كافة البلدان . أي عموميتها وتوحيدها الكبير . وهذا يجعل تداولها بين الشعوب المختلفة سهلاً , إذا لم تصطدم مع المعارف العقائدية – المقدس - المعتمدة . وهذا بعكس المعارف الشعبية والعقائدية وباقي المعارف , التي يصعب تداولها بين الجماعات التي تتبنى كل واحدة منها معارف خاصة بها . والمعارف غير العلمية هائلة جداً وهي في كل المجالات , ولقد تنوعت وتعددت مصادرها وأصولها , وهذا ما جعلها غير منسقة ومتناقضة مع بعضها في أغلب الأحيان .
رابعاً المعارف العلمية لا تحمل قيمة إلا مقدار دقة انطباقها على الواقع , فهذا الذي يعطيها قيمتها , مثا ل : " كل المعادن تتمدد بالحرارة " , فليس المهم أن يكون هناك فائدة أو ضرراً لهذا التمدد , فالمهم هو أنها تتمدد باحتمال شبه مطلق . فالقيمة للمعارف العلمية تأتي من دقة تنبؤها العالية بانطباقها على الواقع .
خامساً هذه المعارف متسلسلة في درجة دقتها , فالمعارف الرياضية الهندسة والحساب والجبر والتفاضل.. تأتي في القمة ودقتها تامة أي مطلقة , تليها المعارف الفيزيائية ودرجة دقتها تتجاوز 10 قوة 12 تليها المعارف الكيميائية , ثم المعارف البيولوجية , ثم المعارف الاجتماعية . . . والمعارف العلمية تنمو وتتوسع وتزداد دقة باستمرار .
من أين تأتي دقة المعارف العلمية
إن كافة معارفنا يتم بناؤها بالاعتماد علىالتعميم أوالاستقراء ( أوالاستنتاج والتنبؤ) إنطلاقاً من عدد من الحالات التي تم رصدها أو مشاهدتها واعتمدت كأساس للاستقراء يتم الاعتماد عليه في بناء استنتاجات هي بمثابة تعميمات , والميزة الأساسية للمعارف العلمية هي أنها تعتمد استقراء واسع جداً في بناء التعميم , وهذا التعميم يكون على شكل قوانين أو نظريات , فالاستقراءات التي يعتمدها العلم تشمل ملايين أو مليارات من الحالات التي يتم رصدها وبناء الاستقراء بالاعتماد عليها .
وهذا لا يحدث في باقي المعارف , فأغلب المعارف غير العلمية تعتمد بضعة حالات في تعميماتها , وبعضها يطلق التعميم بالاعتماد على حادثة واحدة أحياناً , من قصة مروية ويبنى التعميم عليها .
وغالبية المعارف العلمية أو غير العلمية , بما فيها القوانين والنظريات العلمية , نأخذها من الآخرين ولا نقوم نحن ببنائها بعد التجريب والاختبار فهذا مستحيل .
وما يميز المعارف العلمية هو قابليتها للتكذيب , فنحن نستطيع أن نختبر أي قانون ( أو نظرية ) علمية , وإذا كذبه اختبار واحد , عندها سوف نسعى لتغييره أو تعديله , وكذلك إذا تناقض قانون في مجال معين مع قانون آخر , عندها نسعى لأزالة هذا التناقض , إما بإلغاء أحدهم أو كلاهم , أو تعديل أحدهم أوكلاهم . فيجب أن لا تتناقض القوانين والنظريات العلمية مع بعضها .

إن المنهج العلمي المعتمد على الفيزياء والرياضيات – فهو لايكتفي بالمنطق - كأساس لكافة المعارف , قد حقق الوصول للكثير من المعارف الموضوعية والدقيقة جداً .
فقد استطاع هذه المنهج تحقيق فهم دقيق للكثير من الأشياء والأحداث التي نصادفها . وتم بناء منظومة واحدة من العلوم المترابطة والواسعة جداً , والتي تشمل الكثير من مناحي حياتنا , والمعارف في هذه المنظومة تستمد قوتها من عدم تناقضها مع بعضها , وبانطباقها الكبير على الواقع , بالإضافة إلى أنها موحدة ومعتمدة من قبل الجميع تقريباً .
هذه العلوم سمحت لنا بالتعامل المجدي والفعال مع الواقع المادي ( الصناعة والزراعة والعمران . . ) , من أجل تحقيق أهدافنا وغاياتنا .
لقد اعتمد غالبية العلماء في تشكيل المعارف العلمية على القوانين والنظريات الفيزيائية لأنها أكثر العلوم دقة وعدم تناقض مع بعضها كأساس يتم الانطلاق منه . فالعلوم الفيزيائية هي الأساس الذي تبنى عليه باقي العلوم , ويتم تشكيل القوانين والنظريات والمعارف الكيميائية بالانطلاق من القوانين والنظريات الفيزيائية , ثم تبنى العلوم الفزيولوجية والبيولوجية وباقي العلوم .
ماهي العلوم الفيزيائية ؟ وإلى أين وصلت الآن؟
إن الواقع هو دوماً منطلق تفكيرنا في كل شيء , وقد قسم الأقدمون هذا الواقع إلى عالمين مختلفين , عالم الأشياء أو البنيات المادية الملموسة التي لها حجم ووزن وخصائص أخرى , وعالم غير مادي وهو مؤلف من البنيات غير المادية , طاقة , أو قوة , أو نار , والبنيات نفسية , وروحية , وفكرية . وهذين العالمين مختلفين لا يمكن إرجاع أحدهما إلى الآخر , ولكل منهم خصائصه وقوانينه .
يقولون أن الفلسفة أم العلوم , وهم لا يذكرون كيف نشأت هذه الأم , كيف ولدت , وكيف نمت , وكيف تطورت . كان من الأنسب أن يقولوا " أن الفيزياء هي أم العلوم " . فكل المعارف والأفكار تشكلت وتم بناؤها , نتيجة التأثيرات الفيزيائية على حواسنا وبالتالي على عقلنا ( أوفكرنا ) وعلى معالجة فكرنا لها . وغالبية الأفكار الفلسفية بنيت أو انطلقت من المعارف المادية أو الفيزيائية . والفلسفات التي انطلقت من الأفكار قليلة , وكانت غالباً غير مفهومة من قبل الكثيرين , نظراً لابتعادها عن الواقع المعاش .
إن المنهج يواجه صعوبات كثيرة للوصول للمعارف الدقيقة في كافة المجالات , نتيجة اتساع هذه المجالات التي نتعامل معها , بالإضافة لتعقيدها , وخاصة المجال النفسي والاجتماعي والاقتصادي .. .
ولكن يظل الكثيرون يؤمنون أن المنهج العلمي والمعارف الفيزيائية الدقيقة التي تم التوصل لها , هو الأفضل للوصول إلى معارف عالية الدقة في تلك المجالات .
يقول " جون بروكمان " في مقال عن " الإنسانيين الجدد " :
تتمثل المستحدثات في ظهور بيولوجيا جديدة عن العقل وتحقيق تطورات مهمة تعتبربمنزلة طفرة واسعة في ميادين البيولوجيا العصبية والذكاء الصناعي والشبكات العصبية وغيرها من الإنجازات العلمية التي تؤلف تحدياً للافتراضات القديمة عن الطبيعة البشرية وعن معنى الإنسانية .
لقد أصبح مركز الفعل العقلي – حسب تعبيره – في أيدي العلماء والمفكرين ذوي الميول العلمية , وهؤلاء هم الذين يؤلفون ( الإنسانيين الجدد ).
" فالعلم الطبيعي الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا ... "هوإذاً مركز الثقل في الثقافة الجديدة على عكس ما كان عليه الوضع في الماضي غير البعيد , فلم تعد معرفة الشخص لآراء مفكرين كبار من أمثال فرويد وماركس أو الإحاطة باتجاهات الحداثة مؤهلاً أو مسوغاً كافياً لاعتبار ذلك الشخص مثقفاً لأن هذه الثقافة (لا أمبيريقية) تغفل العلم , بل إنها على أفضل الأحوال مجرد شروح على شروح أو تعليقات على تعليقات سابقة, ولا تأخذ في اعتبارها عالم الواقع بشكل دقيق , فهي ثقافة تعتمد معلومات متواضعة الدقة .



#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان والموت
- هل مدينة باريس موجودة؟ - نظرية المعرفة
- الأنثى هي المسؤول الأول عن استمرار النوع
- اللذة والألم
- الكائنات الحية


المزيد.....




- الطيران المسيّر للاحتلال يستهدف مجددا الكوادر الطبية لمستشفى ...
- أفضل نمط حياة لصحة القلب وفحوصات مهمة
- عاجل | مراسل الجزيرة: إصابات بين الطواقم الطبية في مستشفى كم ...
- إصابة 3 من الطاقم الطبي لمستشفى كمال عدوان شمال القطاع بطائر ...
- راقب لعب طفلك وانفعالاته.. علامات وعلاج اضطراب ما بعد الصدفة ...
- رويترز: المغرب يفرض غرامة على شركة أدوية أميركية عملاقة
- هل تنازلت إسبانيا عن المجال الجوي للصحراء الغربية لفائدة الم ...
- محكمة جزائرية تقبل شكوى ضد الروائي كمال داود الفائز بجائزة غ ...
- 5 علامات تحذيرية لمرض الكبد الدهني في الليل
- عقار الاغتصاب -GHB-.. أضرار بالغة و3 نصائح لتوعية الفتيات ...


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - نبيل حاجي نائف - المعارف العلمية والمنهج العلمي