|
دورة حياة ووجود واحدة
ضحى عبدالرؤوف المل
الحوار المتمدن-العدد: 5852 - 2018 / 4 / 21 - 18:50
المحور:
الادب والفن
دورة حياة ووجود واحدة قراءة في كتاب "الديمقراطية التعبيرية" للدكتور" علي نعمة" ضحى عبدالرؤوف المل وضع الدكتور "علي نعمة" قوى متعددة الاتجاهات في كتابه الديمقراطية التعبيرية بين المفهومين القومي والاسلامي الصادر عن "دارفواصل" والذي يجمع فيه الكثير من الافكار المؤدية إلى تعبيرات مثقلة بالخبرات والنظريات، والمفاهيم التي تقود الى الرقي الاجتماعي قبل السياسي. اضافة الى التعاطي الاجتماعي والاهتمام المتزايد بالنظريات المشددة على اتقان فكرة الديمقراطية التعبيرية، واستنادها الى النهج القائم على سلسلة من النظريات. لا اعرف حقيقة مدى تطبيقها في البلدان. الا انها تحمل مثالية متشددة تؤدي الى ما يشبه المدينة الاجتماعية والسياسية الفاضلة ذات الصلة بالمبادىء والنظم الدقيقة المفيدة في تطوير السياسات العامة او الامم، وان كانت الافكار في كتاب دكتور "علي نعمة" هي نوع من شبكات متصلة بعلاقات تدعم بعضها البعض، وتسهم في تحقيق الديمقراطية التعبيرية، وبمميزات تتمتع بنظريات متلائمة مع التطلعات والشروط المدمجة بالمتحد الاجتماعي" الذي يضمهم وطبيعته وتضبط تطوره نحو تشكل السلطة فيه وبناء النظام الاجتماعي السياسي الخاص به، وسيطرة هذا النظام على كافة شؤون الحياة والعيش في المتحد "مما يسمح بدمج الافكار لاستنتاجات تشكل مضمونا حقيقيا للديمقراطية التعبيرية دون النظر الى المفهومين القومي والاسلامي حيث تبناهما في كتابه. ليحدد المفهومين من خلال الديمقراطية التعبيرية، وفي هذا نوع من التخصيص الذي يؤدي الى تحجيم الفكرة الغنية التي استعرضها بتأن ملموس يؤدي الى تحسين الامكانيات لمحو المخاوف من المواقف الاجتماعية والسياسية معا . ربما يقول البعض ان الكتاب محمل بالادبيات السياسية والاجتماعية. الا انه يجلو البصر ويضع الفكر امام المثل التي تتيح مجموعة اقتراحات يمكن تحديثها بشكل متلاحق ان تم تطبيقها بهدف تحسين الامم او المجتمعات التي غلبت عليها المخاوف. ليوفر دكتور "علي نعمة " في كتابه اولويات تتمتع بامكانيات التنفيذ ان تم ادراجها، لتحقيق الكثير من الاهداف التي يشير اليها انسانيا من خلال التفاعل الايجابي بين المكونات الاجتماعية البشرية، وان اظهر ايضا الوعي الذاتي للعيش دون احتراب " اذا غلب التفاعل الايجابي انصهر المجتمع وتوحدت الامة. واذا غلب التفاعل السلبي تمزق المجتمع وانتهت السلطة بالتفكك ايذانا لدورة جديدة من الصراع، وتمهيداً لنشوء دول وامم اخرى" ليمهد لاحقا لدورة حياة ووجود واحدة . فهل يمكن هذا في الحياة التي تحمل في ثناياها الاضداد ؟ وما من مثل في مدينة اجتماعية وسياسية فاضلة مبنية على نظريات يصعب التكهن بنجاحها او فشلها ، وان حملت عنوانا "الديمفراطية التعبيرية" وبين مزدوجين اسمح لنفسي وضعهما في المفهومين القومي والاسلامي. لان التحرر في كتاب دكتور علي نعمة هو المنهج الذي يسير على الوعي الذاتي من خلال المتحد الاجتماعي الذي يشدد عليه، ووضع له الاسس والمبادىء والنظام او " الوعاء الفكري الكبير الذي يسع ويجمع ماضي الامة وحاضرها" وسؤالي هنا ماذا عن مستقبلها بعد كل هذا الفكر المتقن والمدوزن او البناء الاجتماعي والسياسي في الكتاب، ونحن امة تتخبط في الحروب ، وباتت ثقافتها على المحك ان لم اقل يتم تدميرها تدريجيا لتمحى من الذاكرة " اذا فسد شريط الذاكرة الكبير الذي تقوم عليه الشخصية الثقافية الخاصة المميزة للامة ، وتسربت اليها ثقافات ومفاهيم وقيم واخلاط وسموم من الامم الاخرى ..واذا فسدت هذه الشخصية الثقافية الخاصة المميزة للامة، فسدت معها قاعدة انطلاق العصبية القومية، اي ما نسميه الهوية الاجتماعية السياسية لاي امة او شعب او قوم او متحد او مكون اجتماعي" فما هي اللغة بعد ذلك؟ وما الذي يسعى اليه في كتاب هو مكون لمجتمعات تشترك في حالة سياسية او سمات صنفها بشكل دقيق وبدرجات متفاوتة، وان وضع في راس الهرم او سلم الاوليات اللغة ." اللغة هي باب الصعود والارتقاء الخطير الذي ينهض بالامة ويحصن وحدتها ويؤجج عصبيتها ، وهو ايضا سلم الانحدار الخطير الذي قد تهوى اليه الامة وتفقد به وحدتها وعصبيتها وشكيمتها" فما هي نتائج الديمقراطية التعبيرية ان تم تنفيذ ما جاء فيها عمليا؟ ان القوة الاعلامية والقوة الثقافية من اهم القوى في كتاب "الديمقراطية التعبيرية " الذي استنفذ كل النظريات في السلطة وانواعها او سماتها وفي خصائص وانواع الكيان السياسي وعلاقة مكوناته بالسلطة، ومن ضمنها ضعف العصبية المنتجة للسلطة وهي" حالة تماهي ذهنية وجماعية وفردية مشتركة ، نفسية وعقلية معا، تجمع بين الكبير والصغير وتضمهما في بوتقة التماهي والشعور الواحد بالمصير الواحد، هي حصيلة العاطفة والعقل، والوعي والادراك، والمعرفة والعلم، والتربية والعادة، والطبع والرصد والترقب ، والحلم والواقع والطموح ..وصولا الى التخطيط والتنفيذ" ان السلطة في كتاب" دكتور علي نعمة" هي جزء من التكوين الحضاري الذي يضع سلبياته وايجابياته تحت المجهر المكبر بعدسات توضح المضمون وتناقشه، وتظهر كل ما من شأنه ان يعيق الديمقراطية التعبيرية حتى ليتساءل القارىء هل يضع دكتور "علي نعمة " السياسات الفاضلة في كتاب هو دولة قائمة بحد ذاتها نظريا ؟ وما هو الانتماء والمعتقد والعصبية وشكل العلاقات المتنافرة في الفصل الثاني الذي يجعلنا نقف امام الانظمة الفكرية وجها لوجه ؟ يحاول دكتور "علي نعمة" الاحاطة بموضوع الديمقراطية التعبيرية، وباعتراف ضمني انه لا يمكن لمجموعة من " الكتاب والباحثين تعريف ماهيتها بشكل كامل والدخول الى عمقها او معرفة جوهرها يحتاج لجرأة " في الدخول الى قلب هذا " الهيولي المجهول" لتلمس ابعاده ورسم حدوده وابراز ملامحه الرئيسية وسماته الاساسية وسبر اغواره" فكيف يمكن لموضوع الديمقراطية التعبيرية ان يتم في كتاب بمثابة دولة قائمة على هذا المفهوم النظري الذي لا اعرف مدى اهمية تطبيق. ه الا انني وجدت فيه نوعا من المثل السياسية القائمة على التفاعلين الايجابي والسلبي والتطور السكاني والمعيشي والاقتصادي والثقافي والسياسي، وبتعريف كامل لاقسام هي بمثابة بوابة عبور للفصل الرابع، والقناعة لترسيخ مضامينها دون ان ينسى دور الثقافات الانسانية الايجابية المساعدة في التأسيس الذي يشكل غايتها وترسيخها ضمن كتلة من المعطيات تتصل ببعضها البعض، وفي الحالة التي يذكرها او الشروحات التي يصهرها في بوتقة واحدة تؤدي الى تساؤل مهم، وهو ان فشلت واحدة من المعطيات الا تفشل البقية كلها ؟ وبالتالي تنهار اسسها ومعطياتها بالكامل ، وان كان ليس يمقدور اي مجتمع اعتماد النظام الديمقراطي الخ ..ما لم تترسخ " القناعة الفكرية والعقلية والنفسية والعقيدية الواعية لدى الغالبية العظمى من نخبة فكرية..." وهنا تبرز اهمية دور الثقافة الحضارية الخاصة بالمجتمع المعني الذي يتغذى بالاحترام للاخر، وبالمضامين الانسانية العميقة القائمة على التسلسل الفعال الذي انشأه دكتور "علي نعمة" في الفصل الرابع، وبتماسك ان انهار فيه الفصل الواحد انهارت كل الفصول في الكتاب الذي لا يمكن فصل اي باب من الابواب التي وضعها بتأن وتؤدة. لندخله بحرص شديد على ان يفهم القارىء الابعاد والقيم الخاصة بكل المضامين التي طرحها نقاشيا بامتداد فكري يتسع كالوعاء الذي ما ان امتلأ حتى استعدت الانفس لتذوقه باريحية دون ان ننسى " اعتبار الانسان قيمة دينية الهية تستحق التكريم والتفضيل والعناية والصون والحماية" فهل يمكن الخروج من الكتاب دون النفع من المبادىء الفاضلة التي زرعها فيه ، وان لم يجد القارىء فيه غايته او قناعته الشخصية بالمضامين التي جاءت فيه؟ اقول في نهاية مقالي وبعد قراءة ثالثة متأنية لهذا الكتاب الغني فكريا بكل ما يمكن ان يتساءل عنه المرء خاصة الفصل الخامس وبناء الديمقراطية والضيط لمعاييرها من خلال الشرح المكثف لدور كل ممارسة من ممارساتها، وصولا الى الفصل السادس والرقابة الضامنة والضابطة لقناعات فكرية ونفسية ، والمرجعيات بمختلف ادوارها واطوارها. لنجلس في الجزء الثاني على ارضية انسانية تهدف الى تكريم الانسان ورعايته وهدايته ومنحه الرؤية الواضحة لمنظومة الحرية في الاسلام، وهنا تبدأ الاشكالية في كتاب الديمقراطية التعبيرية. او اليقظة الفاعلة في الاحساس اننا امام نظام فكري معقد وليس المدينة السياسية الفاضلة. لانه يخصص في الفصل الرابع ما يستنتجه القارىء تحديدا وهي " اشكالية العلاقات بين الفعاليات التمثيلية في ظل السلطة الديمقراطية. لنصل الى الفئوي منها وحساسية كل سبب من اسباب الاشكاليات المؤدية الى وضعنا على ارض ثابته تنفي المدينة السياسية الفاضلة. لان كل من هذه الاشكاليات تحتاج الى دراسات اخرى يرافقها الدروس العملية او الفعل القائم على الاختبارات الفعلية التي تنتج الديمقراطية التعبيرية الموجودة في كتاب دكتور "علي نعمة" والفكرة الحبيسة بين غلافين اولهما العنوان واخرهما مدى امكانية التفاعل في هذه المفاهيم ...
#ضحى_عبدالرؤوف_المل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لحظة الكشف الاصيلة
-
تحطيم القيم الموضوعية بعض مظاهر ادب الحروب
-
الحياة الاجتماعية في ظروف المناطق الغامضة
-
الحرب والكشف الذاتي لعقد الانسان
-
قوة التعبير البصري المحمل بالدعم اللوني وحبكة اللوحة التشكيل
...
-
رمزية ادب الحرب في كشف دواخل الانسان
-
مبدأ الصدمة وسقوط الانسانية في متاهات الحروب
-
النفس الانسانية وامكانية اعادتها الى النهج الصحيح من خلال ال
...
-
نقطة ارتكاز قراءة في كتاب- السياسة الدولية في الشرق الأوسط -
...
-
الإدارة الثقافية للحوارات... مفهوم الحرية كل متكامل
-
مؤثرات القضية الفلسطينية وتاثيرها على فن البوستر الفلسطيني
-
ازمنة ارتبطت بامكنة شاهدها - ديفيد روبرتس- بعين الفنان وبصير
...
-
تنظيمات لونية ذات انعكاس مرئي متناقض مع الشكل
-
البناء الفني في شكل الانسان
-
التفاصيل النحتية المرتكزة على ديناميكية لا محدودة
-
المشهد الحسي الانطباعي المتكون من نظرة واقعية
-
التعبيرية في المدرسة الاميركية
-
الواقعية في المدرسة الاميركية
-
الرمزية في المدرسة الفنية الامريكية
-
الانطباعية في المدرسة الاميركية
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|