أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - شذرات فكرية














المزيد.....

شذرات فكرية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5852 - 2018 / 4 / 21 - 16:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الخلاص
جولة صغيرة في بغداد أوأي مدينة عراقية في أيام الأنتخابات هذه تعطيك تصور حقيقي وقريب لما يدور في عقل وذهنية المواطن العراقي ناخبا كان أو مرشحا فيها، لكن الصورة قد تبدو مختلفة بعض الشيء لو نظر لها مراقب لا يهمه ما تجره الأنتخابات من نتائج بقدر ما يهتم بدراسة ما يدور في ذاكرة المجتمع العراقي العميقة، إن ما يعتمر داخل الضمير الجمعي اليوم في مجتمع دولة متأرجحة تفتقد للأستقرار والتوازن الضروري لبقائها قادرة على أداء دورها كجامعة وطنية هي فكرة الخلاص، الخلاص من واقع مفروض تأريخيا وجغرافيا ناتج عن إرث مشوش يخضع في كل لحظة إلى عوامل صراع ذاتية بين قيم وقيم مضادة، وتحركه إرادت أيضا متناقضة في التوجهات والنتائج المطلوبة.
إذا نحن أمام إشكالية ضاربة في جذورها بعمق تكوين االمجتمع العراقي ولا تتصل بما يدور حاليا من تنازع وأستحواذ على السلطة، تحت شعارات زائفة تخفي هذا التراكم الهائل من عوامل ومحركات أجتماعية وسياسي مأزومة، المشكلة في تصوري أكثر من كونها إنعكاس واقع متخبط في خياراته وتوجهاته العامة، بل هي إنعكاس لأزمة حضارية وثقافية بحاجة إلى تحليل ودراسة وفهم علمي كي نتمكن من تحليل عناصرها أو على الأقل تحديد الخطوط العريضة للخلاص من أثر الأزمة وإشكالية الكوين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من بعض مظاهر التخريب الديني في الواقع الإسلامي أن جعلوا من القرآن تطريبا ودغدغه للمشاعر بدل أن يكون أداة لترطيب هذا الواقع ووسيله لتنشيط العقل وسبر أغواره العميقة، إن إنشاد آيات الله بالشكل الذي يجري تحت عنوان الترتيل والتجويد الهدف منه الإفتنان بصوت القارئ وحلاوة المقامات الغنائية، وليس دفع الناس ليستمعوا لأحسن الحديث حتى يتبعوا خير ما فيه لخير ما فيهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التقية في مواجهة الظالم حق لمن لا قدرة له للدفع بالتي هي أشد حين يكون الأمر حفاظا على موقف أو حياة ضرورية بميزان التفاضل بين أن تكون حرا أو تمسي عبدا، ولكن حينما تتحول هذه التقية إلى ستار للجبن والمراوغة والأختفاء خلف اللون الرمادي، هذا يناقض تماما مع غائية قول الله تعالى (وأتقوا الله حق تقاته....)، فمن لم يتق الله بالحق لن يجد له وليا ولا نصيرا وهو المطالب أولا بقول كلمة أنتصار في وجه سلطان جائر، أو تحذير لمجتمع يحاول القفز فوق حاجز الباطل لينتصر له أو ينصره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما نعرفه من فهم الدين للمسؤولية الأخلاقية والإنسانية أن يكون الفعل مطابقا للواجب الضروري ومعبرا عن حقيقة الإيمان به، ولكن حينما نتساهل في منح الفعل أو الموقف هذا درجة من التسويف إنما نتلاعب بأسس الإيمان الصادق، كي نتحرك خطوة بأتجاه النفاق الذي ذمه الله وحذر منه، لأنه يماري في أمر لا يمكن أن يكون مطابقا للحق ولا يكشف الحدود بينه وبين باطل أطل برأسه مدعوما بدعوى المنافقين أن سد الذرائع أولى من الجهر بالدوافع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون شعار رفعه الكهنة للتفريق الطبقي في المجتمع الديني وتأطير للجهل بالمحافظة على هذا الواقع لمصالح أنانية، نعم الجاهل مطالب بالمعرفة ولكن العالم مطالب أكثر برفع هذا الحد والمشاركة في العلم والمعرفة حتى لا يكون للمعتذر عذر ولا للمتعلم حجة، فوراء كل جاهل عالم فاسد لا يريد أن يرى النور في رابعة النهار حتى لا يفقد ميزة التعالي والمفاخرة على الأخرين.
ـــــــــــــــــ
في دين الله لا أحساب ولا أنساب ولا صلة ناجحة تعبر عن الإيمان الحق غير الإقرار بنظام الخير والفلاح، فخيركم خيرا للناس وأشركم من كان عدوا لله والإنسان حتى لو كان أبن نبي أو زوجا له، فأتقوا الله بالحق قبل أن تتشبثوا بما لا تعرفونه على وجه اليقين قاطعين به، ولا تدركوه تماما إلا بما أراد أو يريد صاحب الأمر والنهي في أمره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حينما يكون المتصدي لفهم الدين إنسانا سويا يبتغي الحق ويسعى له من غير منه على أحد أو إدعاء بمنزله، عندها يكون الدين لله وللإنسان ومدارا لكل الخيرات وحامل للمعرفة على أنها طريقا للمؤمنين، أما أن تتربع في مقام المسؤولية وتخشى الناس وتخشى أمر فرض على بني آدم على أنه حق لا بد منه، فلا أنت أصلحت ولا تصالحت ولا دعوت لربك بالتي هي أحسن، رجل الدين الحقيقي هو الجسر الأمين الذي يصل الناس بربهم وليس الضفة التي يقف عليها الناس ليروا الضفة الأخرى وهم عاجزون عن أجتياز النهر.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لا تسأل عن دين الله من كان لا يؤمن أنك أحق بالحق منه بذلك، فهو مؤتمن وأنت صاحب الأمانة ومن لا يؤتمن على دين الله لا أمان له ولا مؤمنا بما يدعي، فمن يريد الأستنقاذ من الجهل أكبر درجة عند الله من عالم وأكتم ما علم أو عالم ولا يعمل بما علم به حتى لو كان أحتوى كل العلم في وعاء عقله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يصرح متفقه ومجتهد في الدين أن الأمر الكذائي يعمل به من باب الأحتياط وجوبا أو أستحبابا، إنما يكشف أنه عاجز عن إدراك الحق كاملا وبينا وواضحا ويفقد به أعلميته تماما، فلا أحتياط بين أداء عملين إلا لمن لا يدرك المعنى ولا يستدل على علة القصد من الحكم وهذا يتنافى مع إدعاء العلم ووجوب أن يتبع، فهو باطل بالنتيجة والمقدمة أما أن تقول هذا قولي وأجتهادي الخاص والله أعلم أو تسكت عن جهل أنت فيه، فقد يكون الأحتياط مورد مخالفة أو محل شك ولا شك في أداء الإيمان والعمل به.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الفكر الديني شموليا خارج حدود الزمان والمكان أم إنعكاس لر ...
- تكامل الدين والعلم في تكوينية العقل الإنساني وجودا ونتاج
- التدوين وإشكالية المحافظة على النص الديني الأصل كمعيار قياسي
- الفلسفة ووظيفة التغيير
- دروس في الأدب الثوري..... ح1
- من الأدب الثوري .....ح2
- المعرفة والتجربة وصورتهما في المدرسة العقلانية
- هل الأخلاق والأخلاقية ضرورة للمجتمع الإنساني
- العرب الضاربة والعرب الهاربة.
- الدين والتوسط الكهنوتي وبدعة المرجعية الفكرية.
- إشكالية سلطنة الدين في المجتمع.
- عاهره كبيره تحتفل بعيد الطهر...
- المؤسسة الدينية وواجب الإصلاح والتجديد الضروري لها.
- حدث في ذات نهار غير طبيعي
- العدل والعدالة والشروط السيكولوجية في تحقيقهما.
- الأعتزال بين فكرة التكليف ومبدأ التبليغ
- دراسة في نقد الفكر الشيعي . ح6
- دراسة في نقد الفكر الشيعي . ح7
- دراسة في نقد الفكر الشيعي . ح5
- دراسة في نقد الفكر الشيعي . ح4


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - شذرات فكرية