|
أيها الريسوني :السبي والرق أشد خسة من الدعارة 1/2.
سعيد الكحل
الحوار المتمدن-العدد: 5852 - 2018 / 4 / 21 - 10:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في مقالة للدكتور الريسوني تحت عنوان "تكريم المرأة على الطريقة الحداثية" على موقعه بتاريخ 17 أبريل 2018، هاجم الحداثة ودعاتها من حيث لا يدري أنه يسقط أوراق التوت عن نفسه وعن الفقه الإسلامي الذي شرعن أبشع استغلال للنساء وأحطه على الإطلاق . وقبل مناقشة الدكتور في بعض القضايا التي أثار ، أدعوه لمراجعة أدبيات الجمعيات النسائية ووثائقها وبياناتها ومطالبها من أجل إقرار حقوق المرأة وصيانة كرامتها وفي مقدمتها حق التعليم والشغل ، لعله يدرك الفرق الشاسع بين مطالب الإسلاميين بمن فيهم الريسوني نفسه وجمعياتهم النسائية من أجل شرعنة زواج القاصرات والطفلات وحرمانهن من التعليم والشغل وكل ما يضمن لهن الكرامة والحرية (بالمناسبة سبق لسيدة تمارس البغاء أن طالبت عبر جريدة 8 مارس "أعطوني عملا أتخلى عن الدعارة"). سيدرك الدكتور ، لا محالة، أن الهيئات النسائية الحداثيات يناهضن أي استغلال للنساء وفي كل المجالات ، ويطالبن بوضع تشريعات قانونية تحميهن من كل أشكال العنف ، بينما يناهض حزب الريسوني وحركته تلك المطالب. وليتذكر الريسوني الحرب التي خاضها وجماعته ضد مشروع الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية ، ليأتي اليوم متقمصا دور المدافع عن كرامتهن .لو أن للدكتور ذرة حياء لاعتذر لنساء المغرب وانسحب نهائيا من مجال التنظير والإفتاء واكتفى بالتعبد في إحدى الزوايا تقربا إلى الله ، فيكفي ما "سنه من سنن سيئة" عبر فتاواه المشرعنة لاستغلال النساء التي سيظل وزرها ووزر من عمل يلاحقه إلى يوم الدين. وهذه بعض الأمثلة عن انحطاط ما يدعو إليه الدكتور أو ما يدافع عنه : 1 ــ السبي أحط لكرامة المرأة من الدعارة. يزعم الريسوني أن الدعارة "أسوأ من الرق" بحجة أن "في حالة الرق كان الاستعمال الجنسي للمرأة قاصرا على من يملكها".فهل يعلم الفقيه الرسوني أن الرق ناتج عن السبي ؟ وأن السبي هو اختطاف النساء والفتيات وقتل أهليهن وأزواجهن ثم تعريضهن لكل أشكال الاستغلال الجسدي والجنسي ؟ هل يعلم أن السبية لا تملك من أمرها شيئا وليس لها حتى حق اختيار من يملكها ويستغلها جنسيا ؟ هل يعلم أن السبية ليس لها حتى حق الحياة فأحرى أجرة الاستغلال الذي تتعرض له ؟ هل تستحضر ، أيها الفقيه ، سوق النخاسة وكيف يُعرضن السبايا عاريات بكل مهانة واحتقار فتعبث بأعضائهن الأيادي القذرة على مرأى العموم ؟ أليس وضع مهنة الدعارة في الغرب أضمن لحقوق المشتغلات بها في اختيار الأجر والشريك والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي ، وقبل كل شيء حق الحياة والأمن وقرار التوقف عن الممارسة مؤقتا أو كلية ؟ هل يستحضر الريسوني كيف كانت السبايا تساق كالبهائم وفي أعناقهن وأرجلهن السلاسل وسياط المغتصب تجلد ظهورهن ؟؟ فهل تخضع العاملة في بيوت الدعارة الغربي لنفس المعاملة ؟؟ ألا يصلك عويل السبايا وهن مجرورات في شوارع الحواضر والقرى التي غزاها المسلمون ؟ ألا يؤلمك أنينهن من شدة فراق الأهل وقسوة الجلاد ووحشية المغتصب ؟؟ المشتغلة بالدعارة لها دخل مادي ولها أهل ولها حياتها الخاصة وقرارها بيدها ، فهل هو حال السبية والأمَة ؟ والدكتور الريسوني وهو يربط بين الحداثة والحداثيين وبين العهر والدعارة كما لو أن الحداثة هي سبب الدعارة ، هل دار في خلده أن المجتمع العربي في الجاهلية كان أكثر انحلالا ودعارة من المجتمعات الغربية التي ينتقدها ؟وأن المجتمع الإسلامي ، في مراحل كثيرة، عرف من الانحلال ما لم تعرفه المجتمعات الغربية ؟ دعني أيها الفقيه أذكّرك بصاحبات الرايات الحمر وما كن يوفرنه من متع جنسية لطالبيها في مجتمع بينه وبين الحداثة 1500 سنة ، لكن به حارات للبغايا ، وبعض أهل الرايات كن مملوكات لسادة مكيين يجنون أرباحا من عملهن . ولعلك تعرف أن المجتمع العربي عرف أنواعا من النكاح لم تعرف بعضها المجتمعات الحداثية ، ومنها : أ ـ"نكاح الجمع" بمعنى الجنس الجماعي ؛ وإذا حملت البغية وولدت ألحقت الولد بمن غلب عليه شبهه منهم. ب: "نكاح الاستبضاع"، حيث كان يختار الرجل في الجاهلية أحد الفرسان الأشداء، أو ذوى البأس والقوة، أو أحد أصحاب السطوة والنفوذ، ليقدم له امرأته ويطلب منه أن يمارس معها الجنس، عسى أن تحمل منه فيكون له ولد من صلب هذا الفارس أو ذاك الشخص". ج ــ" نكاح السفاح" حيث تقبل المرأة ممارسة الجنس مع عدد من الرجال في وقت واحد وفي مكان مفتوح للجميع .د ــ "نكاح الرهط"حيث يجتمع الرجال (لا يزيد عددهم عن 9 ) ويتفقون على ممارسة الجنس مع نفس المرأة بالتناوب. هـ ـ نكاح المقت ،حيث ينكح الأبناء ما نكح آباؤهم . هذه أنواع من الأنكحة التي طبّع معها المجتمع العربي في الجاهلية التي لا عهد لها بالحداثة . قد تقول إن الجاهلية جبّها الإسلام بقيمها وممارساتها ، لكن ما عرفته المجتمعات الإسلامية فيما بعد من انحلال وتفسخ لا يقل عما كان في الفترة الجاهلية ، لدرجة أن الخليفة عمر بن الخطاب ، وأمام تكاثر "اللقطاء" في المدينة المنورة ، أمر بأن يتحمل بيت المال نفقتهم . هكذا يذكر ابن سعد في طبقاته كيف اعتنى عمر باللقطاء :( وكان إذا أتي باللقيط فرض له مائة درهم وفرض له رزقا يأخذه وليه كل شهر ما يصلحه ثم ينقله من سنة إلى سنة وكان يوصي بهم خيرا ويجعل رضاعهم ونفقتهم من بيت المال ) .إذا كان هذا يحدث في مدينة رسول الله وفي عهد عمر ، فكيف كان عليه الحال في باقي المدن والفترات اللاحقة ؟ ولو أردت سيدي لقدمت لك لائحة نساء شهيرات وعدد من صحابة رسول له كانوا أبناء بغايا يعملن في بيوت الرايات الحمراء . إذا نسيت ، سيدي ، كل هذا أعد مشاهدة فيديوهات الدواعش وهم يسْبُون الإيزيديات ويعرضوهن للبيع أو شهادات الناجيات منهم وحجم المآسي والوحشية التي تعرضن لها .فالدواعش يفعلون ما فعله المسلمون طيلة غزواتهم عبر التاريخ الإسلامي .وجهاد النكاح الذي ابتدعه شيوخ التطرف هل هو من إبداعات الحداثة ؟؟ للحديث بقية.
#سعيد_الكحل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العنف ضد النساء جريمة تغذيها الإيديولوجيا الأسلاموية .
-
من يُنقذ حرية الفكر والتعبير من الاغتيال ؟
-
العرائض تفضح المتاجرين بالعقائد .
-
لله دركم آل المرابط .
-
حوار حول أسباب التحرش الجنسي
-
تولي المرأة منصب -عدل- خطوة لتكريس المساواة.
-
لنحتفل بالسنة الميلادية ولينعق الناعقون.
-
المساواة في البنوة يدعمها الدين والدستور.
-
الفقر في وطني صناعة ممنهجة وليس قضاء الهيا.
-
الزلزال السياسي ينبغي أن يصل مداه .
-
فشل المشروع التنموي ،ما العمل ؟
-
حقوق المرأة وإستراتيجية الإجهاز والنكوص.
-
حقوق الإنسان بين مكيالين.
-
زواج المسلمة من كتابي جائز شرعا .
-
مصلحة أمريكا في الحرب على الإرهاب لا القضاء عليه .
-
تغول المخزن وعناد الدولة .
-
ارفعوا الغبن عن الريف .
-
انزعوا فتيل الفتنة بدل إذكائها .
-
محاربة الإرهاب تستوجب محاربة منابعه.
-
هل يستفيد المغاربة من الدرس الفرنسي ؟
المزيد.....
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|