أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - متى نتعامل .. -بالمنطق العراقي-؟!!














المزيد.....

متى نتعامل .. -بالمنطق العراقي-؟!!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 1490 - 2006 / 3 / 15 - 10:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من المؤسف حقا أن يكون "العراق" ملتقى لكل أواع التطرف القومي و الديني و الأيديولوجي ، لكن أيضا علينا أن لا ننظر إلى الموضوع من جانب واحد فقط ، فنحسب أن الأمــر لا يعدو أن يكــون "غضبا إلهيا" حل علينا ، و الملاحظ أن كل الحتميات سواء الدينية أو الماركسية تدفع باتجاه الكآبة و الرضوخ للحتمية ، هناك حقيقة علينا أن لا ننكرها أو نتهرب منها ، بل نعالجها بفهم الواقع و التعامل معه .
نحن مدركون أن هناك عوامل تاريخية و اقتصادية و اجتماعية جعلت من بلدنا هذا المركّب الشديد التعقيد و القابل لجميع أنواع التناقضات ، فالعراق كان مركز و محور لكل العمق الإسلامي التاريخي ، فشهد على أرضه بزوغ المذاهب الفكرية و الفقهية من شيعة و سنة و مــعتزلة و خوارج و صراع أموي عباسي علوي ، و الهجرات البدوية العربية القادمة من الجزيرة العربية و الصحراء الشامية و القبائل البدوية الأخرى من أتراك و أكراد قدموا من الشرق و الشمال ، و الحروب المستمرة مع "ثغور" الروم و ما يسمى الآن بالحروب الصليبية "التي كانت ردّ فعل على الغزو الإسلامي لأوربا" ، كل هذه الأسباب و غيرها جعلت من مركب "الإنسان العــراقي" شيئا يصعب على أكبر العقول فهمه و استيعابه .
و هذا التعقيد جعل السياسيين و المفكرين الغربيين حــائرين لحد الآن عن فهم الواقع العراقي ، و ربما يقف العراقي نفسه مشدوها عاجزا عن فهم واقعه و نفسه قبل كل شيء ، ففي بلد كالعراق لا تستغرب مثلا من وجود سياسي "ملحد طــائفي" أو شيخ عشيرة "عضو في الحزب الشيوعي" أو سكير مدمن يؤمن "بالنظــام الديني الإسلامي" أو إسلامي مؤمن بالقومية ، فهذا الواقع موجود ، و لا أعتقد أننا سنتخلص منه قريبا بعد ذلك التشــوه القبيح الذي تسبب به نظام البعث المباد .
الحقيقة أنني لن أدعي هنا أن نظام "البعث" شوه مجتمعا "مثاليا" و متكاملا ، لكن تسلط البعث جاء كنتيجة لتشوه المجتمع و زاد أسباب تأخره ، كان العراق فيما سبق البعث يعيش "كمجتمع" صراع آيديولجيات شديدة التعصب ، لكن العراق كدولة كان يخطو خطواته البطيئة تجاه "التمدن" و العقل اللبرالي ، لو لا أن الأغلبية الشيعية التي عزلت نفسها عن العالم "و هو في رأيي شعور ناتج عن الشعور بالاضطهاد التاريخي الذي وقع عليهم" ، مما أفسح المجال للأقلية السنية "بعربها و كردها و تركمانها" أن تتصارع على السلطة و انتهت النتيجة بانفراد البعث بالحكم 35 عاما .
إن الدارس للواقع العراقي يكتشف أن تعدد الانتماءات الجانبية "ما تحت العراقية" من قومية أو دينية أو مذهبية أو عشائرية ، هي التي تجعل البلد مقسما و عرضة للحكومات الدكتاتورية التي تقدم نفسها بديلا للفشل الديمقراطي ، و المصيبة أن الأغلبية الشيعية في العراق مقسمة بين الشعور الوطني أو الانتماء الإسلامي و القومي ، حالهم حال الأكراد السنة و العرب السنة و التركمان السنة ، إن العراق غير قادر ، لحد الآن على الأقل ، على الخروج من مستنقعات الأزمات بسبب افتقاد زعاماته السياسية إلى الصراحة و حتى لغة "المواجهة الفكرية" ، أستطيع أن أزعم أن السياسيين العراقيين الذين يعكسون فعلا انقسامات اجتماعية و فكرية ، يتناقشون على الأكثر بأساليب المجامــلات و الخطاب العاطفي الوعظي المتعدد الانتماءات .
ذات مرة كنت جالسا في إحدى الدوائر الحكومية في كردستان العراق ، و كنت و مجموعة من الشبان نشاهد نقلا حيا لمشادة حادة بين أعضاء البرلمان "التركي" و ازداد الوضع تأزما إلى حد أن الأمر تحول عراك بالأيدي و تبادل اللكمات ، راح من حولي يضحك ـ و طبعا ضحكت أيضا ـ لكن من هؤلاء الشبان ، قال أحدهم :
ـ هل هذا برلمــان ؟! أم مـــهزلة ؟!!.
قلت لهم ضاحكا :
ـ إن هؤلاء أعقل منا ـ و كانت تلك فترة الحرب الأهلية الكردية التي امتدت طوال التسعينات ـ فهم يتقاتلون في البرلمان باللكمات و الصفعات بدلا من خلق صراعات مسلحة ، يستطيع المواطن التركي أن ينام مطمئنا إلى أن هؤلاء الذين يتبادلون الصفعات و اللكمات سيصلون إلى اتفاق غدا .
لو كان ممثلو الشعب العراقي يتبادلون في جلسة واحدة كما هائلا من الصراحة و الوضوح و حتى السباب و الشتائم و يتوج اللقاء الصريح بنتائج صريحة ، لجنبنا مجتمعنا كل هذه الويلات ، إن السياسيين العراقيين يغلب عليهم طراز التفكير و المنطق القديم ، و لذلك لا نجدهم يضعون أيديهم على الجرح ، إن مثال الطبيب الخجول ينطبق على سياسيينا ، فقد كان هناك طبيب خجول و جاءته امرأة تريد أن تعرف ما بها من مرض ، لكن الطبيب كان خجلا بين أن يقوم بالفحص كما يجب أو يقوم بعمله كإنسان خجول ، فلم يستطع تشخيص المرض .
فلنقلها بصراحة : نــحن مجتمع مريض و بحاجة إلى علاج "صريح" و لحد الآن لم أر أحدا أو سوى قلة يقولون أن السياسيين الأكراد يتعاملون مع العراق و كأنهم ليسوا عراقيين بل جزء من الأمة "الكوردية"!! و العرب السنة جزء من الأمة "العوربية"!! بينما الشيعة كأغلبية لا يعرفون هل هم عراقيون أم جزء من "أمة إسلامية"!! ، لكن ما يجعلني متفائلا أن كثرة في الشيعة ـ و هم عــرب ـ تتبرأ من المنطق القومي العربي العنصري ، و هي كما ترى خطوة ممتازة نحو "التبرؤ من منطق الأمة الإسلامية" أيضا ، فالمنطق يجب أن يكون عراقيا مائة بالمائة .



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياتي و 11 سبتمبر - الفصل الرابع و الأخير
- حياتي و 11 سبتمبر - الفصل الثالث
- حياتي و 11 من سبتمبر
- حياتي و 11 من سبتمبر
- القلم -يذبح- أحيانا..!!
- كوميديا -العقل العراقي-!!
- كاريكاتير العالم -الإسلامي-!!
- هل أصبح -العراقيون- غرباء في بلدهم ؟!!
- ترشيح الجعفري .. خطوة ديمقراطية -
- وزارة التقوى و تبديد المال العراقي
- حكومة جديدة !! أم حديقة -عشائر-؟!!.
- من يعاقب العالم -الظلامي-!!
- كاتب قومجي و موقع طائفي !!
- محاكمة -صدام- تحت المجهر..
- ماذا سيحدث .. لو انتصر -الإرهاب-؟!!.
- أوهام السيد قادر .. من صنعها !!
- ماذا يريد -الرئيس-!! .. الطالباني ؟!!
- مهزلة العقل الإيراني
- ماذا بعد .. الانتخابات !!
- الأمة العراقية .. المشروع الحقيقي للبناء


المزيد.....




- زيادة كبيرة.. مصر تستقبل 3.9 مليون سائح خلال أول 3 شهور من 2 ...
- السودان: ما دلالات استهداف الدعم السريع لقاعدة جوية في بورتس ...
- أوكرانيا: إصابة 11 شخصًا في هجوم روسي بطائرات مُسيرة على كيي ...
- الكرادلة يدخلون مرحلة الصمت الانتخابي قبيل انعقاد المجمع الم ...
- المحادثات النووية مع أمريكا - شكوك وأمل لدى المعارضة الإيران ...
- الجيش السوداني يعرض أسلحة غنمها من الدعم
- مصر.. الكشف عن قضية فساد تضم 16 مسؤولا حكوميا
- -سرايا القدس- تعرض مشاهد تفجير عدد من آليات الجيش الإسرائيلي ...
- نتنياهو يتوعد بشن -المزيد من الضربات- على اليمن
- غزة.. 65 ألف طفل مهددون بالموت جوعا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - متى نتعامل .. -بالمنطق العراقي-؟!!