سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1490 - 2006 / 3 / 15 - 10:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التقارير الأخبارية التي وافتنا بها الزميلة لميس الحديدي من واشنطن في الأيام الماضية رسمت صورة كئيبة للأجواء التي أحاطت بتحركات واتصالات بعثة طرق الأبواب التابعة لغرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة في العاصمة الأمريكية.
حيث عبر أعضاء بعثة طرق الأبواب خلال لقاءاتهم الأمريكية عن »إحباطهم« من السياسات الأمريكية مزدوجة المعايير في المنطقة.
وانتقد بعض أعضاء البعثة »السياسات التجارية الأمريكية« التي اختارت دولا صغيرة في المنطقة لتوقيع اتفاق تجارة حرة في حين تركت الدولة الأهم، حيث قررت الإدارة الأمريكية »إخراج مصر من قائمة الدول المرشحة لاتفاقات تجارة في الوقت الراهن«.
وأبدي عضو آخر بالبعثة استغرابه من أن تتركز اهتمامات كثير من المسئولين الأمريكيين الذين قابلوا بعثة طرق الأبواب علي قضية حبس الدكتور أيمن نور أكثر من كل القضايا الاقتصادية التي تهم البلدين!
وحسب تصريحات نبيل فهمي السفير المصري في واشنطن فإن الإدارة الأمريكية رأت بعد صدور حكم بحبس أيمن نور رئيس حزب الغد أن الوقت ليس ملائما لطرح مفاوضات تجارة حرة مع مصر.
أي أن حبس أيمن نور أهم -من وجهة نظر واشنطن- من اتفاق التجارة الحرة.
والواضح أن المسألة ليست مسألة أيمن نور فقط، بل إن هناك سياسة متشعبة تنتهجها الإدارة الأمريكية ليس تجاه مصر فقط وإنما تجاه المنطقة بأسرها.
وهذه السياسة »الإمبراطورية« لم تعد تقيم وزنا لـ»ماضي« العلاقات المصرية- الأمريكية، أو العلاقات السعودية- الأمريكية، علي سبيل المثال، وإنما تقوم علي حسابات جديدة إلي حد بعيد.
ورغم أن الملامح العريضة لهذه السياسة الإمبراطورية »العدوانية« واضحة، فإن البعض لايزال غير قادر علي استيعابها أو تصديقها أو تصور أبعادها وعواقبها.
وبالتالي فإن هذا البعض مازال حائرا إزاء ابتكار سياسة جديدة ومختلفة قادرة علي التعامل مع مستجدات وتحديات هذه الاستراتيجية الإمبراطورية الأمريكية وتجلياتها في الشرق الأوسط تحت عنوان »مشروع الشرق الأوسط الكبير«.
وربما كان مجرد مظهر واحد من مظاهر هذه الحيرة الإصرار علي سفر بعثة طرق الأبواب إلي واشنطن في هذا التوقيت، رغم أن كل المؤشرات كانت تؤكد انه توقيت لا يتيح الفرصة لأي حوار مثمر، وأنه إذا سمح بأي شكل من أشكال الحوار فإنه لن يكون سوي حوار الطرشان.
وأن طرق الأبواب -في ظل مثل هذه الملابسات- لن يكون له سميع ولا مجيب في العاصمة الأمريكية المشغولة بصياغة قواعد جديدة لـ»اللعبة«، بينما نحن مصرون علي »اللعب« وفقا لقواعد قديمة لم يعد لها أي احترام في الجانب الآخر من المحيط والنصف الغربي من الكرة الأرضية.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟