أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باقر الفضلي - العراق: حيرة المتفائلين..!















المزيد.....

العراق: حيرة المتفائلين..!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1490 - 2006 / 3 / 15 - 10:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الكل حائرون، بدءّ من السفير ألأمريكي السيد خليل زادة، وأنتهاءّ برئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني..! ولا نريد الذهاب بعيدا لنشرك السيد (بوش) في حيرة الجميع..! لقد أطلقوا "المارد" من قمقمه، وهم في نشوة النصر؛ حسبوه منقادا.. شاكرا لجميل "عرفانهم"، ساجدا في محراب ملكوتهم، مطيعا مسبحا بحمد آلائهم.. فيالها من خيبة أمل لم يحسبوا لها حساب ، وفرحة لم يكتب لها دوام..!
قادة النخب السياسية حيارى وهم في مواجهة بعضهم البعض..!؟ و"العملية السياسية" التي رعوها وغذوها بدماء مئات ألألوف من أبناء هذا الشعب التي حصدها ألأرهاب، تلفظ أنفاسها، تحت وثير كراسيهم..!؟ وهاهم في مربعهم ألأول، عاكفون على أيجاد مخرج من مأزقهم الذي أوصل البلاد الى حافة الهاوية، أن لم تكن قدماه منزلقة فيها..!؟
"الطوائفية" التي وضعوا لبناتها ألأولى أساسا لبنائهم الجديد ، فرحين متفائلين، بعراق النخبة الجديدة، من طفيليين ومرتزقة ومطبلين، قد أرتدت الى نحورهم، عاصفة ب"ديمقراطيتهم الجديدة"، فاضحة صدق نواياهم..!
فالشعب الذي لم يعرف فسحة للديمقراطية منذ نصف قرن، ولم يعتد الحياة السياسية البرلمانية، وجبل على ثقافة الطاعة والتبعية للقبيلة والحاكم ورجل الدين؛ الشعب المحروم من ممارسة حقوقه السياسية، المكبل بقيود الدكتاتورية، هو أكثر سلاسة من غيره للأنقياد الى عملية سياسية شكلية لم تعبر ألا عن مقاصد راسميها؛ ولأن تمحورت "العملية السياسية" بما سمي بشرعية "صناديق ألأنتخاب"، فهي في الحقيقة لا تعكس المعنى الصحيح للديمقراطية كممارسة حضارية ذات مدلول سياسي واضح المعالم..! فالقوائم ألأنتخابية التي بنيت على أساس "الطوائفية" لا يمكن بأي حال من ألأحوال أن تعبر بشكل دقيق عن ممارسة سياسية حقة ، بقدر ما جسدته من تعبير شكلي عن توزيع للسكان على أساس ألوانهم ( العشائرية ، العرقية، الدينية "المذهبية" ) ولا تمت بأي صلة لمنافسة برنامجية أقتصاأجتماعية..! وبالتالي فأن ما ترتب عليها من نتائج أنتخابية، لا يعكس في الحقيقة، الجوهر الديمقراطي المنشود من وراء هذه النتائج، عدى عن كونه قد كرس من الناحية ألأخرى ، الطابع الطائفي العرقي في البلاد، وجعل منه أساسا مستقبليا للنظام السياسي المبني على ألأسس "الطوائفية"، وهذا ما أستهدفتة النخب الرئيسة المشاركة في "العملية السياسية" منذ بدايتها ..!؟ فليس هناك من وجه للغرابة في أن تتخندق كل فئة أجتماعية في موقعها خشية من أن تجد نفسها وقد همشت من قبل الفئات ألأخرى ألأكثر عددا وألأقوى نفوذا..!

فالطريق "المسدود" الذي وصلت اليه هذه العملية، يعكس بما لا يقبل الشك، ما آلت اليه السياسة "الطوائفية"، التي سارت عليها بل وأنتهجتها النخب السياسية منذ البداية، من نتائج سلبية ومن تقاطع غير محمود العواقب بين "الطوائف" نفسها..!

فلقد فجرت النتائج ألأنتخابية، بما لها وما عليها، حدة الصراع بين تلك "الطوائف" المختلفة، والتي وجد البعض فيها، ضالته ووسيلته لتحقيق حلمه في التشبث بالسلطة وبناء دولته "الطوائفية" على هذا ألأساس..! فلا غرو أن تتمسك بعض هذه النخب ب"ألأكثرية العددية" كأحد ثوابتها في تشكيل الحكومة الجديدة..!؟ وهذا ما صدم النخب ألأخرى في صميم تطلعاتها ووضعها في موضع المواجهة مع هذا التمسك الذي قد تعدى حق الدفاع عن ألأغلبية البرلمانية ، ليصبح تعبيرا عن حق "الطائفة" في قيادة العملية السياسية برمتها..!! ولا غرابة في أن يعلن أصحاب هذا الحق ، وعلى لسان قياديهم، وردا على طلب ألقوائم ألأخرى بتغيير مرشحهم لرئاسة الوزراء، بأنه "أنتحار سياسي"..!؟ تلك النتيجة التي وضعت البلاد في أزمة خانقة، سدت أمامها جميع الطرق للوصول الى حل مقبول من الجميع..؟!

أن "العملية السياسية" الجديدة التي أستتبعت سقوط الديكتاتورية، لم تكن بحد ذاتها مستكملة شروطها الموضوعية ولا حتى الذاتية، فأن أطرافها المشاركين فيها، محكومون عمليا كل بمصالحه وأهدافه الخاصة، في الوقت الذي أثبتت مسيرة السنوات الثلاث الدامية، حاجة بعضهم لبعض في مواجهة التحديات التي شكلت ولا زالت تشكل تهديدا على وجود العملية نفسها..!
فألأرهاب الذي أستشرى دماره في طول البلاد وعرضها حتى حصد مئات ألألوف من ألأبرياء، قد أصبح أحد أوراق الضغط التي يمارسها الجميع قي اللعبة السياسية..!؟ فما يعلنه بعض القادة اليوم؛ بان الصراع القائم في البلاد هو فقط بين "مركب الشعب كله ضد مركب ألأرهاب كله"، وما يصرح به الجميع من بيانات الشجب وألأدانة قد يبدو في ظاهره دعوة الى التماسك والتوحد ضد ألأرهاب، وكأنه الخطر الوحيد الذي تواجهه البلاد..! أما أسبابه وعوامل أستشرائه وأهدافه، فلا تبدو ذات أهمية في عقول ألمستنكرين..؟! ولكن ذلك لا يخفي حقيقة الصراع القائم بين المصالح المتعارضة للنخب الطوائفية نفسها..؟ ذلك الصراع الذي يقف اليوم حائلا دون تشكيل الحكومة الجديدة ، وواضعا كل فصيل من هذه الطوائف في عزلة، لا يحسد عليها..! مما شل فعالية جميع ألأطراف بما فيها (سلطة ألأتتلاف) ذات ألأغلبية العددية، وصاحبة المسؤولية الحكومية..!؟ وأصبح عدم المبالاة سمة من سمات عدم الشعور بالمسؤولية عما يجري في الشارع العراقي من حرب مشرعة تحصد ضحاياها من ألأبرياء ممن ليس لهم مصلحة فيما يجري من صراعات بين الكتل المتنازعة..!؟

فأذا كان "مركب الشعب كله ضد مركب ألأرهاب كله" ، فما الذي يمنع الكتل السياسية من أطراف العملية السياسية، أن تجمع قواها وتسرع في تشكيل الحكومة الوطنية، التي أجمع الكل على أن غيابها يصب في خانة ألأرهاب..!؟ فهل من حيرة على الشعب أقسى في نتائجها من حيرةالسياسين.؟؟ أم أن ألأرهاب نفسه بات احد لاعبي الساحة ومن وسائل الضغط في توجيه العملية السياسية.؟!

لقد أعمى التمترس وراء المصالح ألأنانية الخاصة، جميع أطراف أللعبة السياسية، فهم رغم أدراكهم لأولوية التوحد وراء صيغة برنامجية وطنية، تراهم يغمضوا أعينهم عن واقع العراق المأساوي، الذي أغلقت فيه جميع الملفات الساخنة، بدأ من الملف ألأمني وأنتهاء بملف النفط والغاز والكهرباء و..الخ من الملفات ألأخرى، وأصبحت لعبة الكراسي ديدنهم ألأول ، رغم ألأقرار؛ بأن هذه اللعبة قد وصلت الى طريق مسدود..!؟ فهل وراء اللعبة من بصيص نور للخروج من ظلمات النفق السياسي..؟؟
أم ان تصريحات السيد (خليل زاده) حول "انشغال الساسة العراقين بالمراكز وليس بمصير البلاد"، تلميح الى "دايتون" جديد كدايتون يوغسلافيا..؟ فالطريق الى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة..!

أما المواطن العراقي؛ فهو مجرد رهينة بيد المتصارعين..؟؟!



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !..حقوق المرأة.. ملف مفتوح
- !..العراق: المسؤولية المفقودة وصراع المصالح
- الفتنة الفتنة...!!؟
- أبو غريب...؟؟
- !.. حقوق ألأنسان حسب المقاس
- !..عفوية ألحدث.. و المنطق
- الملف -النووي الأيراني- والصمت العراقي
- الارهاب..تلك ألالة العمياء
- الثوابت وآفاق تشكيل الحكومة المرتقبة في العراق
- !...قناة -الفيحاء- ليست أستثناء
- ألقضاة لا يكذبون ...! تداعيات استقالة القاضي رزكار محمد أمين
- رباعية الثوابت.. والمخاض المرتقب
- الجيش العراقي...بين احتلالين..!!
- ليتوقف قتل الابرياء


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باقر الفضلي - العراق: حيرة المتفائلين..!