|
كتابات حول توقعات الرد الايراني على قصف اسرائيل قاعدة تي فور السورية
صافي الياسري
الحوار المتمدن-العدد: 5849 - 2018 / 4 / 18 - 17:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كتابات حول توقعات الرد الايراني على قصف اسرائيل قاعدة تي فور السورية صافي الياسري وقد اختص النظام قاعدة تي فور في سوريا دون بقية المواقع العسكرية التي تتواجد فيها ميليشياته ،بسبب مقتل عدد من جنوده وضباطه جراء القصف ،وهنا يتبين التمييز العنصري للملالي في تقييم وجود عسكرها في سوريا والدفاع عنهم وعدم الاهتمام بالميليشيات المسلحة المحلية والعراقية واللبنانية والافغانية والباكستانية ،ومع ان الكثيرين لا يتوقعون ردا ايرانيا جديا وحقيقيا على القصف والغارة الاسرائيلية الا اننا سنناقش الامر وكانه ممكن الحدوث وبالكيفية التي نتصورها وبموضوعية تاخذ شكل دفاع محامي الشيطان للوصول الى نهاية درب الحرامي ،على وفق مقولة العراقي اتبع الكذاب الى باب داره وهنا ترى اسرائيل كما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية- نقلاً عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين- أنّ إيران عازمة حقا على الرد على الضربة الإسرائيلية التي طالت مطار التيفور "T4" وأودت بحياة جنود إيرانيين في أقرب وقت ممكن، مشيرةً إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يستعد ويعتقد أنّ الرد الإيراني سيكون "مدروساً ومتكافئاً"، ومحذرةً من أنّه سيؤدي إلى تصعيد في المنطقة إذا أوقع قتلى إسرائيليين. وعدّدت الصحيفة الخيارات الإيرانية كما يلي: 1 - عملية عبر الوكلاء أو ضربة مباشرة؟ وقالت الصحيفة إنّ إيران تقف أمام خياريْن للرد على إسرائيل، فيمكنها اللجوء إلى "الخلايا الشيعية" في سوريا أو الخلايا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، من أجل تنفيذ عملية ضد هدف إسرائيلي على "الحدود الإسرائيلية الشمالية". ولم تستبعد الصحيفة اختيار إيران "حزب الله" لتنفيذ العملية، مستدركةً بأنّه لا يرد على إسرائيل إلاّ إذا استهدفت أعضاء في الحزب، وإن كانوا خارج لبنان، أو إذا نفذت تل أبيب عملية على الأراضي اللبنانية. في المقابل، تحدّثت الصحيفة عن إمكانية اتجاه مقاتلي "حزب الله" إلى تنفيذ العملية من الأراضي السورية، لإبقاء لبنان بمنأى عن الرد الإسرائيلي. 2 - طائرة مسيّرة أو صواريخ؟ رجحت الصحيفة اتجاه إيران إلى إطلاق وابل من الصواريخ من سوريا على المستوطنات الإسرائيلية الشمالية، من دون أن تستبعد أن يكون تصويبها على حيفا وتل أبيب. ورأت الصحيفة أنّ هذا الخيار "بسيط" بالمقارنة مع سواه، فالأسلحة متوافرة، والتحضير له لا يستغرق أسابيع أو أشهر كغيره. وفي ما يتعلّق بخيار إيران إرسال طائرة مسيّرة ومحزمة بالمتفجرات بعد الضرر البالغ الذي أُلحق بقاعدتها ، قالت الصحيفة إنّه قادر على بعث رسالة إيرانية مزدوجة، إذ أن ذلك يدل على أنّ طهران استطاعت الانتقام من إسرائيل، وتعزيز قوة الردع الخاصة بها ورسم خط أحمر جديد في ما يتعلق بالهجمات على أصولها في سوريا، ويظهر أنّها ما زالت تملك طائرات مسّيرة إضافية. 3 - إطلاق عشرات الصواريخ من الجولان نظراً إلى وجود مستشارين إيرانيين في الجولان، تناولت الصحيفة إمكانية رد إيران على ضربة الـ "T4" في إحدى المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، مرجحةً أن ينفذ العملية المقاتلون المحليون الذين يدعمون الجيش السوري والذين أرسلهم الحرس الثوري الإيراني إلى المنطقة. وفي هذا السياق، تحدّثت الصحيفة عن وجود دبابات وناقات جند مدرعة وصواريخ مضادة للطائرات ورشاشات في الجولان السوري، بالقرب من الشريط الحدودي، متوقعةً أن يشمل الرد الإيراني، إذا ما نُفذ من المنطقة المذكورة، إطلاق عشرات الصواريخ والقذائف المدفعية على قوة إسرائيلية أو موقع عسكري بالقرب من الشريط الحدودي، أي مثلما ردّ "حزب الله" على اغتيال القيادي جهاد مغنية في العام 2015. 4 - هجوم إلكتروني أو من وراء البحار ألمحت الصحيفة إلى إمكانية استهداف إيران "أهدافاً إسرائيلية" خارج "الأراضي الإسرائيلية" وإلى شنّها هجوماً إلكترونياً للرد على ضربة الـ "T4" ، محذرةً من قدرة هذا الهجوم على تعطيل حياة الإسرائيليين وإن دام لساعات قليلة ،ومع ذلك مضت اسرائيل الى القول انها لن تسمح بتثبيت اقدام النظام الايراني في سوريا وانها ستستهدف كل القواعد وساحات الوجود الايراني فيها ،وهذا تصعيد وتحد يوحي ان اسرائيل غير مبالية بالرد الايراني ان حدث او انها لا تصدق حدوثه لما عرف عن النظام الايراني من الاستعراضات الكلامية الفارغة .وفي تقرير اخر من اسرائيل . أشار مصدر أمني إسرائيلي إلى "تقديرات" تشير الى أن إيران قد توجه ضربات داخل إسرائيل عن طريق طائرات دون طيار، بعد غارات يعتقد أنها إسرائيلية على مواقع عسكرية سورية، ليل الاثنين. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن المصدر الذي لم تذكر اسمه، تحذيره من أن "إسرائيل سترد بقوة على أية عملية انتقام إيرانية ضدها تنفذ من الأراضي السورية". وأعلنت سوريا أنها تصدت لصواريخ اخترقت أجواء ريف حمص وسط البلاد، واستهدفت مطار الشعيرات، الذي يعد أحد أكبر القواعد التي يستخدمها الإيرانيون في سوريا. وقال المصدر: "قاسم سليماني قائد قوات القدس (التابع للحرس الثوري) يقود حملة الانتقام الإيرانية التي يمكن أن تكون وشيكة بواسطة طائرات دون طيار للاستطلاع والهجوم، وصواريخ تطلق على إسرائيل". وكشف المصدر الأمني الإسرائيلي، أن قائد قوات الطائرات المسيرة التابعة للحرس الثوري كان بين قتلى مطار التيفور في ريف حمص وسط سوريا، الذي شهد غارات يعتقد أنها إسرائيلية قبل أيام. وفي وقت سابق، أعلنت القناة الثانية الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي سيكشف عن كل منظومة الطيران الإيرانية في سوريا، استباقا لأي رد إيراني محتمل بعد قصف مطار التيفور. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القوات الجوية الإيرانية في سوريا تضم 3 وحدات، هي وحدة استطلاع الطائرات دون طيار، ووحدة صوارخ قصيرة ومتوسطة المدى، ووحدة الدفاع الجوي ويقرا الكثير من المحللين والمتابعين تاخر ايران في الرد على اسرائيل بمثابة وسيلة للتهرب من هذا الرد .
والان ياتي السؤال المحرج – كيف سترد ايران ؟؟ ومن المعلوم امام هذا السؤال ضرورة اعمال الحساب الايراني في صفحتي الربح والخسارة والكلفة في حال الرد ،فاسرائيل في كل الاحوال والكيفيات التي سترد بها ايران ،لن تسكت وقد يجر ذلك المنطقة الى حرب شرسة على الاراضي السورية واللبنانية وربما الايرانية ايضا ،واذا اقتصر الرد الاسرائيلي على المعاقبة في سوريا ولبنان فان ايران تجد نفسها غير معنية بمواجهة اسرائيل هناك،وموضوع الرد الايراني لا يزال قيد النقاش داخل الأوساط الإيرانية وكان من المتوقع جدًا كما أعلن موقع لبنان الجديد عن توقعه تحويل الأراضي السورية الى ساحة للصراع والمواجهة بين إيران واسرائيل في مرحلة ما بعد (داعش). ففي مقال تحت عنوان: "هل تتجه إيران لمواجهة إسرائيل بعد القضاء على (داعش)؟" الذي نُشر في 17 اكتوبر 2017 توقع موقع لبنان الجديد أن تكون نهاية تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هي بداية لمرحلة جديدة أو فتح مرحلة في الصراع بين إيران وإسرائيل حيث أن إيران ترفع منذ ما يقرب اربعة عقود شعار إزالة الكيان الصهيوني كشعار ديني أيديولوجي وربما تراهن على دور تلك المواجهة في توحيد صفوف المسلمين السنة والشيعة بعد أحداث دامية استمرت أكثر من سبع سنوات بينهم في الشرق الأوسط زادت الشرخ بينهم.
وجاء أول الغيث قطرة عند تحليق الطائرة المسيرة التي اعتقدت السلطات الصهيونية أنها دخلت سماء اسرائيل من أجل الاستهداف وليس من أجل الاستطلاع ما دفع الكيان باستهداف مواقع عسكرية عدة داخل الأراضي السورية. ولكن الهجوم المباغت على موقع تي فور الذي أدى الى مقتل 7 من الضباط الإيرانيين لم يعرف حتى اللحظة عن المبرر المباشر لقيام اسرائيل به، اللهم إلا أن يقال أن الوجود الإيراني العسكري في سوريا خط أحمر لإسرائيل. أعقب هذا الهجوم الذي عبر عنه السيد (نصر الله) بأنه منعطف تاريخي يقسم التاريخ الى ما قبله وما بعده الهجوم الكيماوي الذي تم في الغوطة الشرقية واستدعى قوى غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الى التدخل ووجدت إيران أن الانظار حرفت عن تي فور واتجهت الى (الغوطة) ويتعرض (نظام الأسد) الى تهديد غربي. وهكذا تم تهميش قضية الضحايا الإيرانيين في موقع تي فور. وبالرغم من ذلك أشار (نصر الله) بمفردات هي أبلغ من التصريح خلال خطابه الأخير بأنه مع خيار ضرب إسرائيل جزاءًا وفاقًا مع مقتل عدد من الضباط الإيرانيين. بطبيعة الحال رأي الامين العام يعكس عقيدة "الحرس الثوري الإيراني" والمتشددين في إيران الذين يصرون على خيار المواجهة مع إسرائيل الا أنهم ملتزمون بأمر المرشد الأعلى.
وفي المقابل فإن أوساط الحكوميين والإصلاحيين يفضلون عدم التصعيد مع الكيان الصهيوني ويقول الدبلوماسي السابق فريدون مجلسي خلال مقابلة مع موقع برشيا دايجست أن "الولايات المتحدة فسحت المجال لإيران بالتدخل العسكري في سوريا للقضاء على (داعش) وبعد القضاء على (داعش) وصل الدور الى حماية إسرائيل ولن تتنازل أمريكا عن هذه الغاية تحت اية ظروف". وأضاف مجلسي أن "إسرائيل تتعمد ضرب القوات الإيرانية حيث أنها لا تشعر بأي تهديد من الجيش السوري الذي انهار فعلا خلال الحرب الداخلية"، وفيما يتعلق بأسباب ذلك يرى مجلسي أن "إيران هي الدولة الوحيدة التي أعلنت الحرب ضد إسرائيل". وطالب مجلسي الجمهورية الإسلامية بعدم التدخل في العلاقات العربية الاسرائيلية ودعم العرب فيما يريدون أيا تكن إرادتهم في إشارة الى ميول العرب التصالحية مع الكيان الصهيوني. والسؤال هنا هل تنقسم إيران على موضوع الرد المناسب على إسرائيل كوسيلة للهرب من القيام به جديا أم تتوحد الأطراف على التصعيد معها؟ سؤال يصعب الإجابة عليه حاليًا
ومن حزب الله نقرأ بشان الرد الايراني ما قاله أمينه العام السيد حسن نصرالله عن انّ الغارة الاسرائيلية هي محطة مفصلية، ما بعدها غير ما قبلها. وقال لـ«الجمهورية»: «ايران اتخذت قرارها بالرد، وجرى التأكيد على ذلك على لسان القادة الايرانيين الذين قالوا انهم سيردون في الزمان والمكان المناسبين، إيران لا تستطيع الّا ان ترد، ونحن على يقين من انها سترد، لأنّ عدم الرد سيثبت انّ اسرائيل تمكنت من فرض قواعد اشتباك جديدة مع ايران، وسيطلق يدها مجدداً للقيام بعمليات واستهدافات مماثلة. وبالتالي، لا نستبعد ان يتم هذا الرد في وقت ليس بعيداً، ونتوقع ان يتم الرد في سوريا او من سوريا. وبحسب معلوماتنا يريد الايرانيون ان يكون الردّ موجعاً لاسرائيل، وكما شيّعت ايران ضحايا الغارة السبعة، يجب على اسرائيل ان تشيّع جنودها ايضاً». وفي السياق، قال مرجع سياسي لـ«الجمهورية»: «يبدو انّ الغارة العسكرية ضد سوريا لم تحقق المراد منها، ولم تُرض اسرائيل، فلجأت الى تمرير ضربة عسكرية ضد مركز ايراني تحت غطاء الضربة الثلاثية». اضاف: «ما ينبغي لَحظه هو انّ الغارة على المركز الايراني، تأتي على مقربة من شهر ايار، وهو الشهر الذي سيحسم فيه دونالد ترامب موقفه من الملف النووي الايراني، ما يعني انها ضربة تهدف الى خلق واقع جديد لدفعه الى تنفيذ وعده بالانسحاب من الاتفاق، هذا في وقت ما زال هذا الاتفاق خاضعاً للنقاش في واشنطن، ويغلب عليه موقف البنتاغون الذي أعلن قبل فترة قصيرة انّ في هذا الاتفاق مصلحة لواشنطن». وأضاف: «الوضع يبعث على القلق، واحتمال تدهوره وارد في اي لحظة، انا اعرف الايرانيين، هم جدّيون، وألزموا نفسهم بالرد، وأعتقد انّ السوريين والروس قد ابلغوا بذلك، اضافة الى حلفاء ايران في لبنان، وتحديداً «حزب الله». وقال: «انّ تدهور الاوضاع، فيما لو حصل، معناه انّ الازمة السورية دخلت في مرحلة جديدة، وانّ المنطقة معها على باب تحولات خطيرة انطلاقاً من الميدان السوري. صورة المنطقة حالياً تقع على برميل بارود، وما أخشاه ان نكون حالياً في مرحلة الهدوء الذي يسبق العاصفة وخَلص الى القول: «وضع المنطقة كله في خطر، وفي لبنان يجب علينا دائماً وأبداً ألّا نأمن من الغدر الإسرائيلي. وعلى رغم معرفتي بمدى العلاقة الوثيقة بين نصر الله وملالي ايران الا اني ارى انه لا يصلح ناطقا باسمهم وهم لا قبلون ذلك ايضا كما ان قوله ((عدم الرد سيثبت انّ اسرائيل تمكنت من فرض قواعد اشتباك جديدة مع ايران، وسيطلق يدها مجدداً للقيام بعمليات واستهدافات مماثلة)) لا يصلح لاسناد ادعائه بان الرد الايراني سيكون موجعا لاسرائيل وكما سقط جنود ايرانيون يجب ان يسقط جنود اسرائيليون . وفي مقال للكاتب عيسى طه في ذات السياق ورد انه
لقد أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن ما قبل ضربة مطار التيفور العسكري ليس كما بعده. واعتبر أن إسرائيل وضعت نفسها في مواجهة مباشرة مع إيران، التي ستردّ بالتأكيد على استهداف قواتها في سوريا. لا يمكن أن تمرّر إيران هذا الاستهداف دون ردّ، لكنها تتحيّن الفرصة واللحظة المناسبتين لذلك. تتضارب التقديرات إزاء الوضعية الإيرانية في سوريا. وفيما هناك من يرى صعوبة في تحجيم نفوذها، ثمة من يعتبر أن التصعيد ضدها بدأ وسيستمر.
من الواضح توسع النفوذ الروسي السياسي والميداني. منذ سقوط حلب، حيث بدأ وضع خطوط حمر أمام الإيرانيين، فمنعت طهران من السيطرة على الأحياء الشرقية في المدينة. وقد دخلت قوات من الشيشان بالتنسيق بين الروس والأتراك. هذا النموذج تعمم في المعارك الأخيرة. فالشرطة العسكرية الروسية هي التي دخلت الغوطة، ولم تدخل إيران أو حلفاؤها. ولم تشارك إيران في معارك الغوطة، فيما هناك معلومات تفيد بضغط لانسحاب حزب الله من الزبداني ومضايا، لتقويض الوجود الإيراني في سوريا.
في المقابل، تستعد إيران لخيارات الردّ، وهي تدرس أكثر من احتمال لذلك. منها فتح الجبهة في لبنان، لأن فتح جبهة في سوريا أصبح صعباً إلى حدّ ما، في ظل التسيد الروسي. من بين الخيارات الإيرانية في لبنان، إلى جانب الخيار العسكري، هو الحصول على عدد كبير من النواب من مختلف الطوائف، بحيث تحظى بالأكثرية، للتقدم بإقرار قانون يشرّع وجود حزب الله ويحمي سلاحه ويبقيه رديفاً شرعياً للجيش اللبناني، على غرار النموذج العراقي. وذلك لمواجهة الضغوط التي تتعرض لها مع الحزب من جانب الأميركيين. ويعتبر البعض أن إيران لن تستطيع إطالة أمد الردّ، لأن الوقت ليس لمصلحتها، خصوصاً إذا ما استشعرت زيادة في تقلّصات نفوذها. إذ إن روسيا تتقدّم على حسابها. وهنا، يُطرح سؤال أساسي إذا ما ستلجأ طهران إلى قلب الطاولة في لبنان.
من بين الخيارات، العمل في اتجاه الجنوب السوري. تتجه إيران إلى الردّ في جنوب سوريا، لكن هذا الرد لن يكون قريباً بالنسبة إلى وجهة النظر هذه. هناك نصائح تتلقاها طهران، لا سيما من موسكو، بشأن ضرورة الحفاظ على الاستقرار في سوريا. في المقابل، تلفت المصادر إلى أن الإيرانيين وضعوا خطة عسكرية جديدة لسوريا. فبعد الغوطة، هناك توجه نحو الحجر الأسود وبابيلا، وفي اتجاه القلمون الشرقي بعدهما. وفيما بعد إلى إدلب، إذ إن الإيرانيين يهتمون بانهاء ملف كفريا والفوعة وفك الحصار عنهما.
لكن هذا لا يعتبر الردّ الإيراني على ضربة التيفور، إذ تحرص طهران على أن يكون الرد في جنوب سوريا. ولكن بعد ضربة التحالف هناك معطيات تشير إلى أن إسرائيل ستستكمل ضرباتها واستهداف مواقع لحزب الله وإيران في سوريا. قد تكون إسرائيل هي المايسترو في المرحلة المقبلة. تحت شعار إخراج إيران من الملف السوري. وهذا، إذا ما توسع، قد يمتد إلى لبنان وقد يُطلب من حزب الله الردّ في لبنان، لأن إيران لن تسلم بالخروج من سوريا.
ولكن للضربة الثلاثية مفاعيل سياسية، وفق ما يعتبر البعض. وهي إعادة النظام على طاولة التفاوض وفق مندرجات جنيف واحد، فيما محور روسيا وإيران يعتبر أن الحل السياسي أوقف. يتلاقى ذلك مع انتهاء ظاهرة أمراء الحرب، بعد سقوط قلاعهم كأحجار الدومينو، لا سيما جيش الإسلام في الغوطة. وهذه ستشكّل مناسبة لعدم قبول ذرائع النظام الرافض العودة إلى بحث الحل السياسي، والنقاش القانوني عبر تلطيه خلف شعار محاربة الإرهاب.
تنطوي المرحلة أيضاً على عودة المجتمع الدولي إلى الاهتمام بالشأن السوري، تترافق مع سعي حثيث لإعادة السعودية بقوة إلى الساحة السورية، تزامناً مع المفاوضات التي ستبدأ لتسليم ريف درع الشرقي وريف حمص الشمالي إلى روسيا. وهذا ما سيظهر في الأيام المقبلة، سواء أكان عبر التفاوض أو عبر توجيه ضربات.
هذه التطورات كلها غير مناسبة بالنسبة إلى الإيرانيين. فهم يقودون المعارك. ففي حلب التي قاتلت إيران فيها بشراسة، انتهت المعارك مع دخول قوات عسكرية روسية بالتنسيق مع الأتراك. وهذا يعني فشل إيران في السيطرة على مناطق عدة. وهو مؤشر يُبنى عليه في مسألة مواجهة سيطرة إيران بعد التغييرات الديموغرافية. وهناك مزيد من التسويات ستحصل على حساب النفوذ الإيراني. عليه، لا بد من انتظار الردّ الإيراني، الذي غالباً ما ينطوي على مفاجآت.
#صافي_الياسري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفجوة بين الاجر وكلفة العيش في ظل ولاية الفقيه ** الارقام ا
...
-
الانتفاضة الشعبية الايرانية جنى دعوات الاحرار وقادتهم لهذا ا
...
-
هل من قيمة لقرارات القضاء الايراني ؟؟
-
الضربة والسياسة الاميركية – هل تغير شيء ؟؟
-
بوتين وروما الثالثه
-
انهم يقتلون الفلاحين والعمال جوعا اصفهان الثائرة تحت الحكم ا
...
-
في مجلس الامن مشروع قرار متعدد الاوجه حول استخدام الاسلحة لك
...
-
تداعيات الضربة في يومها الاول
-
ويدا ايقونة مطالب المرأة الايرانيه
-
ايران والانتخابات العراقيةبنسختها الرابعة وترشيح هادي العامر
...
-
الضربه
-
سوء استخدام المال قبل نقصه علة العلل في ازمات ايران
-
مجزرة دوما – التغطية مستمرة - 2
-
بالتزامن مع غموض موقف ترامب من الاتفاق النووي مع ايران العمل
...
-
خارطة الفقر في ايران بالارقام
-
مجزرة دوما – المتابعة مستمرة
-
مجزرة دوما بالكيمياوي تثير فزع العالم وغضبه
-
ملالي ايران والعودة الى تزوير هوية الانتفاضة الشعبية الايران
...
-
هل مستشار الامن القومي الاميركي بولتون خيار الرجل المناسب في
...
-
المال الفاسد في بورصة الانتخابات العراقية
المزيد.....
-
-قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ
...
-
سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء
...
-
-سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد
...
-
برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت
...
-
إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات
...
-
بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول
...
-
مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
-
بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
-
-ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|