أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كاظم حبيب - أليس هناك من يحمي حياة مواطنينا من الصابئة المندائيين من مخاطر الاضطهاد والقتل أو القبول بالتشيع؟















المزيد.....

أليس هناك من يحمي حياة مواطنينا من الصابئة المندائيين من مخاطر الاضطهاد والقتل أو القبول بالتشيع؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1489 - 2006 / 3 / 14 - 11:20
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


نشرت "جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة" بالاضطهاد في شباط/فبراير من العام 2006 مقالاً, كما وجهت نداءً إلى مستشارة ألمانيا الاتحاديةً, دعت فيه إلى العمل من أجل تأمين الحماية لأتباع الديانة الصابئة المندائية في العراق الذين يواجهون مخاطر جمة من مواطنيهم في العراق, ومنها الانقراض, وطالبت الحكومة الألمانية بقبول جمهرة تعد بالآلاف من المواطنات والمواطنين الصابئة الذين يجبرهم الوضع الذي يواجهونه في العراق إلى ترك العراق والهجرة إلى بقية بلدان العالم الغربي أو الموت على أيدي المتعصبين من المسلمين. وأورد المقال عدداً من الأمثلة الفعلية الموثقة حول الاعتداءات اليومية التي يتعرض لها الشباب والنساء من أتباع الديانة المندائية في العراق. والسؤال الذي يدور في بال الناس في أوروبا هو: هل ما ورد في المقال حقيقة أم خيال أولاً, وهل تحولت جمهرة كبيرة من المسلمين العراقيين, الذين تخلصوا لتوهم من اضطهاد الدكتاتور صدام حسين إلى مستبدين يرفضون الاعتراف بالأديان الأخرى والمذاهب الأخرى والأفكار الأخرى ثانياً؟
كل الدلائل تشير إلى وتؤكد صواب تلك الأمثلة وما ليدنا أكثر مما نشر بكثير أولاً, وأن هناك جمهرة كبيرة من المسلمين تحولا إلى أفظاظ قساة ومستبدين ومتعصبين إزاء أتباع الأديان والمذاهب الأخرى, ومستعدون لقتل الناس, كما حصل في المنطقة الجنوبية وفي غيرها من مناطق الوسط والجنوب إزاء الصابئة المندائية ثانياً, وهم موضوع بحثنا في هذا المقال.
المجتمع العراقي يعرف بأن أتباع الديانة المندائية يعيشون في العراق منذ ألاف السنين, وهم من أصل سكان العراق القديم ومن بين أقدم الديانات التي وجدت في العراق, وأنهم حافظوا على ديانتهم طيلة القرون المنصرمة رغم ما أصابهم من استبداد وعنت وحيف وإساءات من قبل المتعصبين والمتزمتين من أتباع الدين الإسلامي, رغم دورهم الإنساني والثقافي والإبداعي الصناعي والفني في حياة المجتمع العراقي. وهم أقلية سكانية أنجبت الكثير من خيرة العلماء والفنانين والأدباء والشعراء العراقيين, بينهم نسوة أيضاً.
ومن المفروض أن المسلمين يعرفون ما جاء به القرآن الكريم بشأن الصابئة باعتبارهم أهل كتاب. فقد ورد في القرآن الكريم ما يلي: "إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.", (سورة البقرة, آية 62). وجاءت ذات الآية (69) في سورة المائدة, ثم تكررت في الآية 17 من سورة الحج مع إضافة المجوس بعد النصارى. وبالتالي يفترض أن يعامل المسلمون الصابئة المندائية معاملة كريمة وسليمة وإنسانية باعتبارهم جزءاً من هذا الشعب العراقي بكل مكوناته القومية والدينية والمذهبية والفكرية والسياسية, وأنهم متساوون في الحقوق والواجبات, ولهم الحق في ممارسة عباداتهم والبقاء على دينهم.
ولكننا في الواقع العراقي المعاش نقف اليوم أمام حالة استثنائية غريبة ومريعة في آن واحد. وأعني بها أن جمهرة غير صغيرة من المسلمين ترفض الاعتراف بما جاء في القرآن وتتعامل مع الصابئة المندائية على أساس أنهم كفرة ينبغي إما أن يقتلوا أو أن يتركوا دينهم ويتحولوا إلى الإسلام أو أن يتركوا العراق, والمواقف الثلاثة مخالفة للقرآن والسنة والإسلام في آن, إنها مخالفة لتلك السورة التي تعترف للآخرين بحقهم في أي دين يختاروه, حتى لمن كفروا بالله واليوم الآخر حين ورد في القرآن الكريم باختصار "... لكم دينكم ولي دين".
كما هو معروف للمجتمع العراقي يقطن الصابئة المندائيين بشكل خاص في المنطقة الجنوبية من العراق, إضافة إلى غرب إيران. وأغلب سكان جنوب العراق هم من المسلمين من أتباع المذهب الشيعي. وبالتالي فأن من يعرضهم للاضطهاد والتهديد بالقتل والقتل الفعلي والتهجير القسري وفرض التحول إلى الإسلام هم جمهرة من المسلمين الشيعة على نحو خاص. ولقد كتبنا أكثر من مرة حول هذه المسألة. إن ما ورد في المقال المشار إليه في أعلاه يجسد جزءاً من الواقع المأساوي الذي يعيش فيه الصابئة حيثما وجدوا في العراق, وأنهم يعانون أكثر من ذلك بكثير. ونحن مسؤولين عن ذلك معاً.
إن مسؤولية ما يتعرض له الصابئة المندائية من اختطاف واغتصاب للنساء وقتل وتهجير قسري والتحويل القسري عن دينهم يقع على عاتق الحكومة العراقية التي يفترض أن تكون مسؤولة عن أمن المواطنين وحمايتهم من كل أذى يمكن أن يلحق بهم ومنحهم حق الإيمان المطلق بدينهم. ولكن هذه المهمة هي في الوقت نفسه من مسؤولية رجال الدين, إذ أنهم مسؤولون من الناحية الدينية, الأخلاقية والاجتماعية, عن حسن سلوك وتصرف المسلمين الأخلاقي والاجتماعي إزاء الآخر وعن حماية غير المسلمين من أذى أتباع الدين الإسلامي الجهلة وغير الواعين وغير المدركين للدين أو المتعصبين والمتزمتين والمتطرفين. إنها من مسؤولية آية الله العظمى السيد علي السيستاني الأخلاقية والاجتماعية وبقية علماء الدين الأفاضل في المنطقة الجنوبية وفي كل مكان في العراق أن يمنعوا الأذى عن الصابئة المندائية وعن المسيحيين واليهود والأيزيديين وغيرهم أتباع الأديان والمذاهب الأخرى من سكان العراق.
إن التخلف الديني والتعصب المذهبي والفتاوى الخاطئة لبعض رجال الدين ودور المتطرفين من رجال الدين, الذين يؤكدون على وحدة المسلمين, ولكنهم يبتعدون عن تأكيد وحدة الشعب العراقي بكل مكوناته القومية والدينية والمذهبية والفكرية وضرورة ضمان الاعتراف والاحترام المتبادل, يساهمون في دفع الأميين من المسلمين الشيعة في العراق, إلى إلحاق الأذى بأتباع الديانة المندائية.
إن النداء يتوجه إلى رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة الإقليم والوزراء, إلى أجهزة الدولة المسؤولة عن حفظ أمن واستقرار وحياة جميع المواطنات والمواطنين, إلى علماء الدين المسلمين شيعة وسنة, إلى كل المثقفات والمثقفين, إلى كل الناس الطيبين في العراق في أن يعملوا من أجل حماية الصابئة المندائية, والدفاع عنهم ورفع الأذى والحيف اللاحق بهم ومنع تهجيرهم قسراً إلى خارج العراق أو فرض التشيع عليهم أو قتلهم.
إن ما يجري في العراق في هذا الصدد جريمة كبرى ينبغي أن لا نسكت عنها. لنرفع صوت الاحتجاج ضد هؤلاء المارقين الذين يمارسون هذه الأفعال الدنيئة ضد الصابئة المندائيين, لنطالب بتقديمهم إلى المحاكمة لينالوا العقاب العادل, سواء من كان مسؤولاً عن تنفيذ تلك العمليات الجبانة, أم من يعطي التوجيهات بتلك الممارسات القذرة.
13/3/2006 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يستخدم الإرهابيون الصراع الطائفي لصالحهم في العراق؟
- أتباع السيد مقتدى الصدر وسماحة القائد!
- من تاريخ التمييز إزاء المرأة في العراق
- هل من مناورات جديدة للمتهمين ولمحامي الدفاع في محاكمة الطغمة ...
- محاكم الدكتاتور اللاشرعية, والدكتاتور أمام محكمة شرعية!
- هل من مخطط إيراني جديد للتدخل شي شؤون العراق الداخلية؟
- أيها السياسيون في العراق:عجلوا بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية, ...
- الإرهابيون المجرمون يحاولون تفجير فتنة طائفية في العراق! لتش ...
- الرأي الآخر: هل قيام حكومة وحدة وطنية هو السبيل المناسب لموا ...
- ما هي المهمات التي ستواجه حكومة الجعفري القادمة؟
- الرأي الآخر: هل يختلف العرب وغيرهم عن الكرد في الموقف من الع ...
- هل يجري العمل حقاً من أجل تحويل الجامعات إلى حسينيات والأسات ...
- نداء إلى طلبة وزملاء وأصدقاء الراحل العالم الجليل الأستاذ إب ...
- ما الطريق لحماية وتطوير العلاقات الإنسانية بين أوروبا والعال ...
- هل من مشكلة بين الدانمرك والعالم العربي والإسلامي؟
- هل من محنة جديدة تواجه الكِتاب والكاتب في العراق؟
- هل من تعقيدات في الموقف الدولي من مساعي إيران النووية؟
- رسالة مفتوحة إلى لجنة اجتثاث البعث!
- مسرحية بائسة ينظمها اتحاد المحامين العرب في دمشق!
- التحالف الإيراني السوري إلى أين؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كاظم حبيب - أليس هناك من يحمي حياة مواطنينا من الصابئة المندائيين من مخاطر الاضطهاد والقتل أو القبول بالتشيع؟