أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - و صارلنا سجن كردي حكاية المعتقل الأسود في عفرين















المزيد.....

و صارلنا سجن كردي حكاية المعتقل الأسود في عفرين


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5847 - 2018 / 4 / 16 - 01:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


و صارلنا سجن كردي
حكاية المعتقل الأسود في عفرين

إبراهيم اليوسف

ينظر إلى السجن، كأبشع نقيض للحرية اكتشفه الإنسان عبر التاريخ، بما يوازي فعل القتل الأسطوري الأول، وقد تباينت وجهات النظر إليه، إذ عدَّه بعضهم مدرسة تأديبية، وعده آخرون مدرسة نضالية، كما أن هناك من عده صنواً للقتل، أو حالة تتعدى الموت أو القتل، لأنه سياق واقعي متجدد لفعل القتل، لاسيما في ظل سطوات الطغاة، إذ إن هناك سجون في البلدان التي تحترم حقوق الإنسان، وتكاد الحياة فيها تكون أفضل حالاً من حياة الناس الطلقاء، في سجنهم المفتوح في البلدان التي تعاني من الظلم والعسف وانعدام الحريات، وإن كان السجن أولاً وأخيراً أ بشع وأعظم قيد، أياً كان، وفي أي زمان ومكان، مع الإقرار بأن له أشكالاً متباينة، تتعلق بدرجة احترام مبادئ حقوق الإنسان، من قبل القائمين عليه، أو تحديداً من قبل أولي أمور المكان.
وبعيداً عن الرؤية الطوباوية للسجن، فإن الآراء اختلفت فيه كثيراً، عبر التاريخ الإنساني، إذ ثمة من رأى ضرورة أن يكون العالم من دونه، وهي نظرة الشعراء، والفلاسفة المثاليين، كما أن هناك من رأى ضرورة وجوده كشرط للحياة الآمنة، إذ إن السجن قد يغدو وفق هذا المفهوم كخيار بديل عن الفناء، لاسيما عندما يُلجأ إليه، كمكان عقابي، بحق من ينتهك الحريات، وذلك ضمن جملة شروط وقوانين ودساتير ولوائح حقوقية، بل وبعيد تهيئة أجواء المحاكمة العادلة بحق من يسبب في إلحاق الأذى بالآخرين، أو يلحق الضرر بممتلكاتهم، وغير ذلك، ومن الممكن هنا أن نضع أنفسنا في موقع من يوضع أمر أحد الإرهابيين الذين آذوا الآخرين، وتسببوا في قتل الأبرياء، والسطو على ممتلكاتهم، أو انتهاك كراماتهم، بيده، وهو موقف جد محرج يضع المحاكمات الأخلاقية والعقلية على محكات ومواجهات وأطروحات نظرية جد محرجة!؟
واتخذت شخصية السجان، أو الجلاد، اللذين يترجمان دكتاتورية الحاكم، كأحد الرموز في الأدب، والمخيال الشعبي، ما أدى إلى النفور من مثل هاتين الشخصيتين القميئتين، لاسيما عندما نكون أمام حالة- سجن سياسي- أو سجن نتيجة الرأي، أو سجن نتيجة الموقف، وغير ذلك، كما أن السجن يأخذ رمزية تختصر القيود المعنوية والواقعية للحاكم، كأن يحول هذا الأخير، البلاد كلها، إلى مجرد سجن كبير، وما هذا السجن إلا مكان مكثف، رمزي، كأداة للشر، لاسيما عندما تنعدم الحريات في هذه البلاد، ليكون السجن صنو القمع، ومكانه المكثف، وأداته، وصورته، وصدى مصطلحه الذي تقشعر له الأبدان.
ولقد كان الكردي، على امتداد خريطة وجوده في التاريخ المعاصر من عداد نزلاء سجون جغرافيتهم، على اختلاف لغات سجانيها: أتراكاً، وفرساً وعرباً- وهذه المصطلحات غير قابلة للتعميم البتة- ولقد نُظر إلى السجين السياسي، من قبل الكردي على أنه ذا مرتبة متميزة اجتماعياً، لا يمكن لأي مناضل أن يصلها، لاسيما عندما يكون سبب اعتقال هذا السجين هو نضاله الحقيقي، الصرف، من أجل سواه، بعيداً عن اعتقالات"المصادفة" "العابرة" التي قد تخلو من أي رصيد نضالي ملموس، إلا أن المعتقل هنا أيضاً ليعدُّ ضحية موقف نضالي، حتى وإن لم يقم به هو نفسه، وسبب انتشار هذا النمط من الاعتقالات هو أن الكثير من الأنظمة المتعاقبة في المنطقة لطالما لجأت إلى اعتقالات المظنة، أو الحكم على النوايا، أو اعتقالات الهوية، وكان هناك معتقلون، في المقابل، لا رصيد اجتماعياً، أو نضالياً، في سجلاتهم، إلا أن من يتم اعتقاله من أجل رؤاه، أو من أجل سعيه للتغير، وخدمة سواه من أبناء مجتمعه أو بلده، فهو الذي يتفرد بالاحتفاء والعناية، إذ إن عبارة" معتقل سابق" أو" معتقل حالي" تضفي على اسم أي مناضل مكانة، وتمنحه منزلة كبرى، لدى من لهم مواقفهم ممن بيده مفاتيح سجون البلاد.
وإذا كان حزب العمال الكردستاني ، من عداد الأحزاب الكردستانية التي دفعت قائمة كبيرة من أعضائه حياتهم في سجون تركيا وإيران وسوريا وبغداد، والعالم، ولايزال قائده السيد عبدالله أوجلان- فكَّ الله أسره- معتقلاً لدى تركيا منذ أكثر من تسع عشرة سنة، وكان عليه- أي هذا الحزب وتوابعه- بل وعلى قياداته النفور من فكرة حجز حريات بعض المختلف معهم في الرأي، بعيد الظهور المفاجئ لهذا الحزب وعبر واجهته المحلية في سوريا، نتيجة ظروف معروفة بعيد الثورة السورية2011، وبموجب اتفاقات إقليمية باتت تظهر جلياً لمن لم يستقرئها جيداً، قبل سنوات فإن من استولوا على دفة قيادة المكان في المناطق الكردية في سوريا، من الكرد، وتحت يافطة شعارات خيالية، لجأوا إلى اعتقال أصحاب الرأي الذين انتقدوا سياساتهم المغامرة، ولم يذعنوا أمام تفردهم بقيادة مصير أهلهم، من كرد سوريا، من دون تاريخ نضالي مسبق لهم دفاعاً عن هؤلاء، ممن طالما اتخذوا شبابهم وبناتهم وقوداً لمخططهم، في تركيا، على نحو خاص، ومن ثم في إيران، أو العراق، وما شريط الفيديو الذي انتشر بسرعة البرق، عبر وسائط التواصل الاجتماعي، عن السجن الأسود، بعيد احتلال عفرين من قبل تركيا، إلا دليل بيِّن على أن القائمين على هذا السجن قد ثأروا من سجاني الدول التي تتوزع عليها الخريطة الكردية، من خلال بناء سجن يجمع بين بشاعات كل السجون التي مرَّ بها مناضلوهم السياسيون الحقيقيون، وكان إنسانهم الكردي سجيناً سياسياً في مكانه، من قبل شقيق له، من خارج حدوده، في الوقت الذي لم يقصر في الوقوف إلى جانبه، إلى درجة تعرض وجوده للمحو، وهنا فإننا أمام مفارقة كبرى لا يمكن لها إلا أن تفسر إلا ضمن مفهوم تقمص شخصية الجلاد، لتكون الذات، في بعدها الآخر، الافتراضي، هي الضحية، وهي الجلاد...!؟
*عن جريدة الحياة8-4-2018










http://www.alhayat.com/Articles/28608612/%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D9%84%D9%86%D8%A7-%D8%B3%D8%AC%D9%86-%D9%83%D8%B1%D8%AF%D9%8A----%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%86



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدريبات على الدكتاتورية إلى الصديق نعمت داوود
- حزب الاتحاد الديمقراطي في مأزقه تصعيد الاستبداد في مواجهة ال ...
- كلمة في وداع الشيخ عبدالقادرالخزنوي
- الشيخ عبدالقادر الخزنوي خارج الأسوار العالية
- ثم ماذا بعد أيتها الحرب اللعينة..!؟
- بعد مرور سبع سنوات على انطلاقة الثورة السورية لماذا هذا المص ...
- نوروز الرقة2010: وقصة نشر وتوزيع فيديو إطلاق الرصاص على المح ...
- حوار مع المجلة الثقافية الجزائرية
- ثلاثة بوستات صباحية:
- لاتفقدوا البوصلة إنها عفرين..! 1
- في بارين كوباني تلك اللبوة التي كتبت قصيدتها..!
- موعد مع روبرت فورد!؟
- مابعد كركوك
- العدوان التركي على عفرين: صفقة مكتملة بمقاييس دولية
- على مشارف عفرين الكردية الجيش الحريقتل مرتين..!
- امتحان عفرين وإعادة ترتيب العلاقات ضمن المعارضة السورية
- إيزيديو عفرين والفرمان الرابع والسبعون
- استعادة داعش بارين كوباني تخلع رداء الزيف عن قاتليها
- عفرين وتأشيرة فتح أردوغاني
- الفنان الكردي كانيوار إبداع مبكر ورحيل مبكر


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - و صارلنا سجن كردي حكاية المعتقل الأسود في عفرين