جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5844 - 2018 / 4 / 13 - 02:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الدين و الظلام
الدين و الظلام او من النور الى الظلمات – عندما تغمض عينيك يسود الظلام و اذا كنت اعمى تتعود على العيش في الظلام – لا تخاف من الظلام الدامس لان الاسود هو لونك المصيري و لكن البصير يخاف من الظلام لانه لم يتعود و لربما هناك اشياء مخيفة تختبئ في الظلام كما يتصور خيالك - فمثلا تتحول خزانة الملابس الى مارد او وحش يهجم عليك ليأكلك او لربما يتحول شرشف السرير الابيض الى شبح يتبعك.
عنما تخاف من شيء فانك بالتأكيد تتكلم مع هذا الشيء و لكن المشكلة هي ان هذا الشيء لا يجيب ليزيد خوفك - لذا يحول الظلام الواقع الى شيء غامض – مجهول - الى اسرار اي يوفر الجو المناسب لاشكال و الوان من القصص و الخرافات – عدم وجود الكهرباء و المصابيح في الليل سابقا (واحيانا اليوم في المناطق التي تشكو من عدم وجود الكهرباء و مصادر الضوء الاخرى و التلفزيون و الراديو) يوفر لك الوقت الكافي و ارض خصبة للاديان و الخرافات و سرد القصص.
لاحظ ان العربية تصيغ كلمة (المصباح) من الثلاثي (صبح) مع السابقة (مـِ) للدلالة على وسيلة او واسطة او اداة مثل المفتاح و الممحاة اي ان المصباح اداة لتحويل ظلام الليل الى الصباح لان العرب لم تخترع الكهرباء (استعارة من الفارسية) لذا تعجبت عندما لاحظت كيف يحول المصباح الليل الى النهار و سمت هذه الطريقة بالمصباح و ان القرآن يلعب على وتر الليل و السجى و السراج (استعارة من الفارسية) و الضحى خاصة و ان ظلام الليل في صحراء الجزيرة العربية وفرت ارض خصبة لقصص عاد و ثمود و غيرها.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟