أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - مقابلة مع عصام شكري حول مهزلة الأنتخابات البرلمانية في العراق !!















المزيد.....

مقابلة مع عصام شكري حول مهزلة الأنتخابات البرلمانية في العراق !!


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 5842 - 2018 / 4 / 11 - 03:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقابلة مع عصام شكري حول مهزلة الأنتخابات البرلمانية في العراق !!
عصام شكري عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

نحو الأشتراكية:
هناك عشرات الاحزاب السياسية و الكتل يشاركون الانتخابات المزمع اجرائها في 12 آيار القادم. و هذه المسألة ساخنة و ميدان للصراع الطبقي في العراق. لكن الحزب الشيوعي العمالي اليساري يعتبرها مهزلة سياسية و يرفض هذه الأنتخابات ما هو دواعي هذه الموقف من الأنتخابات؟
عصام شكري:
لابين سبب اعتباره مهزلة سياسية اولا ثم اعرج على تذكير القراء الكرام بطبيعة تشكيلة الدولة في العراق. الانتخابات البرجوازية في حد ذاتها هي ركن اساسي من اركان الديمقراطية. وهي تهدف بشكل اساسي الى اضفاء الشرعية على النظام السائد واعادة انتاجه. ليست للديمقراطية علاقة البتة بما يسمى تمثيل الجماهير او حقوقها او توفير مصالحها وامالها واهدافها. هذا اصبح معروفا لدى الجماهير بعد ان ذاقوا "تقيحات" الديمقراطية في العراق. في اهم معاقل الديمقراطية في العالم تتضح فضائح وفساد هذه الديمقراطية يوما بعد يوم ويصرخ الناس الما: أهي نفس الوجوه تأتي لتقول نفس الكلام المعسول الكاذب كل 4 سنوات؟. اهي نفس الاموال الطائلة تنهمر؟. اهو نفس الرياء والتمثيل والكذب ورفع الاكمام لزراعة زهرة او تنظيف شارع امام عدسات التلفزيون وبشكل دعائي فج؟. نعم. انها نفس المسرحيات التي لم تعد هزلية. تذكروا. فمازلت اتحدث عن ارقى عواصم الديمقراطية. انظروا الى انتخاب ترامب. انظروا الى انتخاب اليمين البريطاني برئاسة تيريسا مي. انظروا الى استفتاء بريكست وفضائح تزوير اصوات الناخبين. انها مهزلة في بلدان الديمقراطية العريقة فما بالكم بالعراق الكسيح.
لنرجع الى كارثة العراق. جماهير العراق تعرف اكثر من غيرها انها لا تعيش ضمن ظروف دولة متعارفة او اعتيادية. لم ينجحوا في اقامة دولة بعد مرور اكثر من 15 سنة. العراق يحتل القعر في كل الاحصاءيات تقريبا. اسوأ مدن للمعيشة فيها واسوا جواز سفر واسوا خدمات واسوا وضع صحي واسوأ وضعي امني وهلمجرا. حتى باكثر الاطر والتعاريف بؤسا وضحالة لم ينجحوا في بناء دولة. تدهورت الاوضاع اكثر فأكثر تحت حكمهم الميليشياتي الاسلامي والطائفي. الجميع يعترف ويقر، حتى الاعلام والصحافة والاحزاب المأجورة تقر ان السلطة في العراق سلطة ميليشيات. لا يحتاج الامر الى ذكاء خارق. لم تستطع هذه القوى الميليشياتية ان تتخطى هذا الحاجز. داخل الدولة العراقية الحالية لا يستقيم الامر الان لمجرد اعلانك انك ميليشيا شيعية ترفع اللافتات الحسينية وتتظاهر بالبكاء والعويل في المناسبات الدينية. هذا لم يعد مجديا ولا يكفي. بل اصبح الامر شبه مسخرة. هذه الميليشيات كلها ترفع اللافتات الخضراء ولكنها ومن وراء هذه القطع بدأت بطعن بعضها بالخناجر. ويزداد الامر بعد انهيار داعش ضراوة.
ابان الاحتلال الامريكي للعراق قرروا اجراء انتخابات "ديمقراطية". حينها كانت قوات الاحتلال الامريكية مسيطرة على كل مفاصل العراق. وتسائلنا حينها: كيف تقوم انتخابات ديمقراطية في دولة محتلة من قبل اكبر جيش في العالم؟ كيف تعمل انتخابات في سجن الكل فيه معتقل؟ تلك الانتخابات لم تجر بظروف احتلال فحسب، بل بظروف احتراق المجتمع بلهيب صراع الارهابيين: ارهاب الجيش الامريكي وطرف الاسلام السياسي الارهابي. سمينا الانتخابات حينها مهزلة. لا يمكن ان تجري انتخابات نزيهة في ظروف البلد فيها محتل وهناك صراع دموي بين قوى بربرية والناس لا تأمن حتى على اطفالها حين يذهبون لشراء الحلوى من الدكان او الذهاب الى المدرسة في وضح النهار. الازمة الدموية لم تحل بل ازدادت تفاقما وازداد عجز تلك القوى وانقسامها.
وفي العام 2011 خرجت التظاهرات الاحتجاجية ضد الاوضاع. تصاعدت المظاهرات ولكن لماذا؟. مشكلة اخرى ظهرت للبرجوازية بعد خروج امريكا: فضح فشلهم وعجزهم عن ادارة الدولة. لا بل فضح نهبهم ولصوصيتهم ودجلهم. رفعت الجماهير حينها شعارات "باسم الدين باكونا الحرامية". وكانت الشرارة التي اعلنت علمانية الشارع في العراق. ليس في بغداد حاضرة التمدن فحسب بل في معاقل الاسلام السياسي الشيعي وجيوش القدس والمخابرات الايرانية؛ كربلاء الناصرية النجف العمارة الحلة والبصرة.
ان شرعنة اعادة انتاج هذه القوى اليوم مهزلة لان الجماهير اصبحت على معارضة قطبية مع هذه القوى. يحاولون القيام باعادةاصطفافات للتمويه وللقول ان هناك قوى جديدة تنبثق. هذه هي وظيفة الانتخابات. اعادة شرعنة القوى المافياوية التي نهبت المجتمع عن بكرة ابيه وامه وهم يريدون بصمة الجماهير مجددا لكي يأخذوا المجتمع الى هاوية جديدة ومأزق جديد .
نحو الأشتراكية:
هناك تغيرات جدية على الكتل السياسية و انقسم الأحزاب السياسية الى كتل مختلفة. مثلا حزب الدعوة عندهم قائمتين، المجلس الأعلى انقسم الى تيار الحكمة الوطني و مجلس الاعلى, و الاسلامين السنة انقسموا ايضا الى قسيمين، و القوميين الكرد انقسموا عدة قوائم ما هو اسباب هذه الأنقسامات داخل الاحزاب و الكتل؟ و هناك ادعائات بالوطنية و المواطنة و الأصلاح و غيرها من الشعارات، ما هو فحوى هذه الشعارات ؟
عصام شكري :
نعم. كانت القوى الاسلامية الشيعية والسنية اكثر تماسكا بشكل نسبي في السابق. ومع مرور الوقت تزداد الانقسامات بينها. في السابق كان الاحتلال الامريكي وازعا لتلك القوى لادامة تلاحمها ولو شكليا (اقصد المجاميع الشيعية مع الشيعية والسنية مع السنية). ولكن عندما رفع الغطاء وانسحبت امريكا تفتت "السيكوتين" الذي كان يلصقها ببعضها. ومن جانب اخر فان الميليشيات الاسلامية الشيعية فقدت "عزيز" آخر: العداء لامريكا الشيطان الاكبر وشيئا من "المظلومية الحسينية" نتيجة انفضاح لصوصيتها. ناضلت تلك القوى جديا لابقاء ذلك الشعار حيا في الشارع وخاصة الاجزاء الجنوبية من العراق. الا ان الرفيق المناضل - اي الجمهورية الاسلامية – وقع اتفاق الخمسة + واحد وفجأة انتقل الجميع الى حضن الغرب الاستكباري الدافئ . خفت نجم المرشد الاعلى الثوري ومعه خفتت اصوات "كلا كلا امريكا" في العراق. بدأ مقتدى الصدر يبحث عن شعار اخر يديم به تياره المتلهف للمعارك الطاحونية الديماغوجية.
ان الانبثاقات السياسية الجديدة والتشعبات داخل صفوف الطبقة البرجوازية الرجعية الحاكمة في العراق سببها اساسا الانشقاقات داخل الميليشيات الشيعية والسنية القومية العرقية بتشكيلتها السابقة. هذه الانبثاقات الجديدة سببها التململ والاعتراضات الجماهيرية العلمانية مما استدعى اعادة اصطفاف تلك القوى لتظهر نفسها وكأنها معترضة هي الاخرى. فتنشق. ثم تشكل كتلة جديدة. ثم تظهر اعتراضات جديدة في الشارع. فتنشق مرة اخرى. كما فعل حزب عمار الحكيم وحزب الدعوة والتيار الصدري وبقية المجاميع الاسلامية والقومية. هذه الانشقاقات مصدرها الشارع العراقي العلماني الذي يظطرم بالغليان والتهكم والنقد. يصعب تظليل الناس اليوم كما كانوا حتى قبل داعش. يغيرون الاسماء والتحالف والقوى ولكن الوجوه تظل عالقة في الاذهان؛ مكروهة. لن تمر هذه الالاعيب على احد. اصاب النخر هذه القوى حتى العظم.
وكأستنتاج فان التقسيمات واعادة التشكيل الحاصلة هي طريقة لاعادة انتاج نفس تلك القوى بصيغ جديدة. المشكلة ان الشكل لا يمكن ان يخدع ماهية المحتوى. المحتوى لصوصي وفاسد ورجعي ولا يمكن مطلقا تحليته بالسكر او العسل.
نحو الأشتراكية:
هناك كتلة " السائرون " التحالف بين حزب الشيوعي العراقي و التيار الصدري، انهم يدعون يمثلون التيار المدني. ما هو علاقة هذه التحالف بالتمدن و المدنية؟ اننا نعرف بان مطاليب الجماهير في ساحة التحرير و المدن الأخرى كان تتمحور حول التمدن و العلمانية و الدولة المدنية ضد الحكومة الطائفية و المحاصصة القومية و الطائفية، هل هذه القائمة تستطيع ان تمثل تطلعات الجماهير المتعطشة للتمدن و العلمانية؟
عصام شكري :
الحقيقة ان الموضوع لا يمت الى المدنية باي صلة. المدنية تبناها التيار الصدري لسببين: اولهما انهيار ركائزه الايديولوجية والانقسامات الحاصلة في صفوفه والتي بدأت منذ انسحاب امريكا من العراق وتأكدت بالضربة القاضية التي اعلنها الاتفاق الايراني – الغربي المسمى الخمسة زائد واحد وتنازل ملالي الجمهورية الاسلامية الايرانية وخاصة المرشد الاعلى عن شعار الشيطان الاكبر. ثاني تلك الاسباب هي تصاعد الاحتجاجات في الشارع العراقي نفسه. ان الغرق يستدعي التمسك باي قشة للبقاء على قيد الحياة. وقشة التيار الصدري هو الحزب الشيوعي العراقي وكلمة المدنية. تبنى التيار الصدري شعار المدنية للركوب على الموجة الاعتراضية العلمانية. ولكن تبني المدنية لم يكن فقط لكي ينقذ نفسه من الانحلال بل كطريقة لتدمير واجهاض الحركة العلمانية نفسها وتفريغها من محتواها. هذه المحاولة وضحت حين بدأ هذا التيار بمحاولات اختراق المظاهرات الجماهيرية الحاشدة في ساحة التحرير حتى الاجهاز عليها كليا. كانت تلك بنظري مهمته التي استلمها من البرجوازية الاسلامية الطائفية الحاكمة. تسلم بعدها الحزب الشيوعي العراقي المقود ليدير ازمة هذا التنظيم وبالطبع ورطته الذاتية. وهنا انتقل الى المنقذ. الحزب الشيوعي العراقي؛ ذلك التيار البرجوازي الصغير Petit Bourgeois القومي اليساري. هذا الحزب يمتلك تراثا مهما في التحالفية مع اعتى القوى رجعية. ففي الستينات تحالف مع العسكر "الاحرار" ممثلي البرجوازية الوطنية لتأتي السبعينات وتحالفات مع حزب قومي يميني. اليوم يتحالف مع اقصى اليمين لاسلامي المعادي للامبريالية! لم لا؟ لم يعد الامر غريبا. لم يعد الامر مخجلا. تحالف مع الاسلام السياسي الذي قتل وروع الشباب والنساء في الجنوب! نعم الى هذه الدرجة. ان ميل هذا الحزب الى جهة الاسلام السياسي اليميني والرجعي تتضح بشكل اكثر اجتماعية (والتحالف الرسمي الحالي هو تتويج للموقف الاجتماعي الانتهازي وليس بداية له). ان تأريخ الانتهازية للدين والموقف من المناسبات الدينية والاشتراك في اللطميات والمواكب وحملات جلد الذات من قبل "الرفاق المناضلين" قد اوصل الحزب العريق الى درجة كبيرة من السخرية في الشارع العراقي، وللاسف لان هذه الخسارة تحسب على اليسار والحركة الانسانية في العراق ايضا.
برأيي ووفق ما تقدم فان المدنية في العراق لم يعد يمثلها الحزب الشيوعي العراقي. ربما كان يمثلها ورائدها في الاربعينات والخمسينات. ولكن اليوم لا يمكن له ان يمثلها. اصبح متأخرا ومتخلفا جدا عنها. لهذه المدنية ممثلين اخرين اليوم. انها الجماهير. انها الشارع العراقي الواعي؛ انه شارع الشباب والشابات التحرري الحداثي العلماني الناقد لتدخل الدين وللانتهازية. الشارع الذي لا يمكن خداعه بسبب التواصل العالمي ومواقع التواصل الاجتماعي والخروج من الاطر المحلية الضيقة وصعوبة الخداع عن طريق الابواق الاعلامية المحلية. حزبنا ينتمي الى هذه القوى وينهل من منهل ثوريتها ونقدها البتار لكل ما هو موجود. وهو يسعى الى ان يكون ممثلها لانه يحمل نفس راياتها العلمانية والمساواتية والانسانية والتحررية.
نحو الأشتراكية: هناك حركة اجتماعية في المجتمع تحت اسم المقاطعة و هناك تنسيقيات كبيرة يعملون على هذه الأتجاه و كما يبين في بياناتهم انهم يرفضون الأنتخابات و يوم بعد يوم يتطور هذه التجمعات. هل برأيك هذه الأتجاه تستطيع ان تغير التوازن القوى الطبقية في الساحة السياسية العراقية؟ ويبين انهم قريبون من وجهة نظرحزبكم حول الانتخابات.
عصام شكري:
نعم بالتأكيد. هذه هي القوى التي اتحدث عنها؛ انها القوى العلمانية والانسانية والمساواتية والنسوية والعمالية والراديكالية التي تنتمي الى الشارع لا الى السلطة ودهاليزها وحوزاتها وجوامعها وصحفها الصفراء ومأجوريها، القوى التي تؤلف باظطراد من الشباب والشابات التحررييين، من العمال الاشتراكيين والمعادين للرأسمالية الذين يدركون يوما بعد يوم كيف ان الاسلاميين هم ممثلين اكثر رجعية لرأس المال في العراق، من النساء المقموعات والمظطهدات والناقمات على انتهاك انسانيتهن بالدين والعرقية والعشائرية وعلى المجتمع الرجولي الظالم وعلى شظف العيش، من المثقفين الاحرار العلمانيين الذي يهان ذكائهم ويتم اغتيالهم او تهميشهم او وصمهم بالالحاد او الكفر لتصفيتهم، من الكتاب والصحافيين الذين يعرفون ان دورهم الهادف الى تعميق وعي الناس ينتهك، من شباب وشابات الجامعات الذين يحلمون بالحرية والرفاه والمساواة وامكانية بناء مجتمع عصري، حديث، متساو، انساني، حر، لكل مواطن ومواطنة وطفل، هذه القوى برأيي هي صاحبة المصلحة وبامكانها الان ان تلتحم مع بعضها لتعلب دورا مهما في تغير المعادلة.
ان الخطوة الاولى هو في توحد هذه القوى حول مفاهيم الحرية والمساواة والعلمانية والانسانية وحرية المرأة والمساواة وحرية التعبير. ان مطلب الدولة العلمانية اللا دينية واللا قومية هو مطلب مناسب وممكن ويشكل اطارا نضاليا جيدا للقوى الانسانية التحررية في العراق. ندعو الى تشكيل دولة علمانية لا دينية ولا قومية والى انشاء الجمهورية الاشتراكية في العراق ونطلب من الجماهير ان تقف خلف هذا الشعار وتتبناه. لا يمكن الحديث عن رفاه وحرية ومساواة وانسانية دون تحقيق الجمهورية الاشتراكية والدولة العلمانية اللا دينية واللا قومية في العراق؛ دولة المواطنة المتساوية والمرفهة للجميع بلا اي استثناء على اساس جنس او عرق او دين او طائفة او مركز اجتماعي او طبقي.
الشارع العراقي اليوم راديكالي. العصر اليوم هو عصر التغيرات العميقة داخل المجتمعات. فشلت خيارات القوميين العرب (البعث) في الماضي وانهارت بدائل الاسلاميين في الحاضر وافلست هذه التيارات ولم يعد بالامكان اعادة انتاجها لا بانتخابات ولا باي طريقة اخرى. صاروا ينادون بالاسلام المعتدل ولكن لا يمكن. لم يعد للبرجوازية بدائل. هذا الوقت مناسب لبروز الصف الراديكالي والانساني في العراق. للمطالبة بدولة علمانية لا دينية ولا قومية، للمطالبة بالمساواة الكاملة للمرأة بالرجل، للمناداة بحرية التعبير الكاملة غير المشروطة، للمناداة بسيطرة الجماهير على السلطة بتشكل مجالس جماهيرية في مختلف القطاعات والمناطق، مجالس تنتخب انتخابا مباشرا لا في الدهاليز المظلمة وبتمرير الصفقات المالية. هذه مطالب القوى الانسانية وهي مطالب محبوبة وانسانية وتجد صدى واسع.
نحو الأشتراكية:
القوميين الكورد يشكلون ركنا اساسيا من العملية السياسية في العراق منذ 2003سنة لحد الأن و انهم مشاركون في هذه الأنتخابات و في نفس هذه الأيام جماهير كردستان العمال و المعلميين و الموظفين بداوا بمظاهرات جماهيرية ضخمة في مجمل المدن الكردستانية ضد سلطة القوميين الكرد و بشعارات "يسقط اللص و شريك اللص". في هكذا حالة ما هو موقفكم و ما هو بديلكم لسلطة القوميين الكرد؟
عصام شكري :
ان كان الوضع في العراق (اي الجزء العربي) هو وضع محتقن جدا ومتحفز لتبني الخيارات العلمانية والاشتراكية والمساواتية والانسانية فهو في كردستان العراق برأيي يمتلك خصائص الوضع الثوري اليوم. ان طبيعة الشعارات السياسية التي ترفعها الجماهير توضح بما لا يقبل الشك بان هذه الجماهير تريد الثورة واقتلاع القوى القومية العشائرية التي حكمتها لاكثر من 26 سنة وازداد تدهور اوضاعها وبؤسها وتراجع حقوقها، هي ضرورة ملحة ومطلب واسع جدا في كردستان.
ان محاولة البارزانيين والقوى القومية الرجعية والاسلامية وحتى المعارضة حرف انظار الجماهير عن نضالهم ضد حاكميهم اللصوص لم تجد نفعا. ان الجماهير لم تنتظر استقلال كردستان بل هي تنزل اليوم للشارع من اجل قلب الاوضاع بايديها. لم تعد تحتمل. بلغ السيل الزبى والجماهير المحرومة من كل الاوساط والقطاعات والفئات تخرج لتعترض. لا يتوهمن احد ان هذه الاعتراضات مطلبية معيشية يمكن تلبيتها بسهولة. ان الجانب المعيشي غالبا ما يكون وسيلة لبلوغ اهداف سياسية اعمق واكثر راديكالية للجماهير. ان انهاء السلطة وقلبها وانشاء سلطة جديدة اصبح جزء من الشعارات المطروحة. انه تغير جدي. لم يعد هناك مجالا للاصلاح في كردستان. صارت الثورة قاب قوسين او ادنى. هذا ما اود قوله بصدد كردستان. الوضع ثوري ويجب ان ترتقي القوى السياسية الى مستوى النضوح الذي يحصل في الشارع اليوم.
ان العمال والكادحين والنساء والمثقفين والمحرومين في كردستان بحاجة الى مساندة وتعاضد واخوة الجماهير العراقية. ان على جماهيرنا العمالية في العراق وفي كل مكان من المنطقة ان تناصر وتقف الى جانب الاعتراضات العمالية والمهنية للعمال والكادحين والمعلمين والمعلمات والبيشمركه المحرومين من الرواتب، الى الصحفيين الذين يتم قمعهم وتعذيبهم واغتيالهم على يد الاسايش وقوات الامن المتمسكة باظافرها بالسلطة لانها لا تريد التنازل عن النهب واللصوصية، الى الكادحين الذين تزداد معاناتهم وازمتهم، الى النساء اللواتي يعانين من الرجولية والقمع والضرب والقتل غسلا للعار، هذه الجماهير الشقيقة بحاجة الى دعم اخوتهم في العراق.
اني اوجه نداءا الى جماهير العمال والكادحين واليساريين والاشتراكيين والنساء في العراق الى مساندة اخوانهم واخواتهم ورفاقهم في كردستان في نضالهم من اجل حريتهم ومن اجل لقمة خبزهم. ان المشاعر القومية المسمومة التي بثتها السلطة الاسلامية الفاشية في العراق يجب ان تنتقد. يجب ان نزيل الاوهام باننا مختلفين لمجرد اننا ننطق بلغات مختلفة. ساندنا العمال في اضرابات كوريا الجنوبية وعمال المناجم في جنوب افريقيا. علينا ان نساند جماهير كردستان التي روعت لسنين طويلة من قبل القوميين العرب والحملات العسكرية والان تعاني الامرين بين فكي كماشة الاسلام السياسي وتهديداته في بغداد من جهة والقوميين الكرد ولصوصيتهم وبطشهم من جهة اخرى. لنقف بشكل صلب ازاء اي محاولة لتفريق الطبقة العاملة والكادحين والمحرومين وعموم الجماهير بالهويات المزيفة القومية والدينية والطائفية والعرقية والعشائرية ولنبرز على ارض الواقع قولا وفعلا هويتنا الانسانية.
نحو الأشتراكية:
شكرا جزيلا



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعاون الامريكي الايراني في العراق
- لا اسلام معتدل! يجب تحريم كل الاحزاب الدينية كما حرمت اوربا ...
- عصام شكري - سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي الي ...
- نداء لتشكيل جبهة مناهضة البربرية في العراق
- فرنسيس، ماذا تفعل في فلسطين ؟
- الى جميع القوى السياسية والجماهير المتمدنة
- سخام الديمقراطية ومأزق الدولة
- بمناسبة الذكرى 11 لحرب امريكا في العراق - رسالة سعيد نعمه ال ...
- رسالة تضامن الى هيئة التنسيق النقابية في لبنان
- هل الدين أخلاقي ؟
- علمانية السيد علاوي!
- انقذوا خالد خليفة محمود
- حول اسقاط تمثال لينين وتحطيمه في كييف
- أضرار جانبية* Collateral Damage
- ايران 5+1 ، جنيف 2، وتفكيك جبهة الاسلام السياسي”الممانع“
- زياد الرحباني واليسارية الاعتذارية
- خطاب يوم العمال العالمي *
- عمال العراق: وحدتكم تخيفهم !
- رسالة الى فاتو بيسودا محامية الادعاء في محكمة الجنايات الدول ...
- وقاحات اردوكان وتغريدات ساي


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - مقابلة مع عصام شكري حول مهزلة الأنتخابات البرلمانية في العراق !!