|
ويلك يا عراق من ملايين ( الماركسيين ) و ( الشيوعيين ) ..
هيام محمود
الحوار المتمدن-العدد: 5841 - 2018 / 4 / 10 - 23:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أرى أنّ الميزة الأهمّ في موقع الحوار هي " الاختلاف " وكونه نموذجا لما يُمكن أن يُسمّى " علمانية " في وقتنا الحالي أي اليوم , وهي " علمانية " وإن كنت أراها "مزيفة " إلا أنها " اليوم " وكَـ " مرحلة اِنتقالية " يمكن اِعتبارها " صحية " ولا خيارَ دونها : " مُزيّفة " لأنها تهدِم الأوطان وتُساهِم في تخريبها وزيادة اِغراقها في سببي تخلفها الرئيسيين أي العروبة وإسلامها .. وبالرغم من ذلك , لا خيار " اليوم " عن منح الجميع " الحرية " في الرأي على الأقل كـ " مبدأ " حتما سيتمّ ( مراجعته ) يوم تستيقظ نُخبنا من أوهامها التي وبصدق لا أعلم كيف إلى اليوم تتخبّط فيها .
كما هو معلوم للجميع , نحن ( عرب ) ( مسلمون ) كل شيء في بلداننا وفي مجتمعاتنا مبني على الإسلام والعروبة اللذين لا ينفصلان ويَستحيلُ التمييز أو التفريق بينهما . المُلفِتُ للنظر أنّ كل مواردنا وطاقاتنا مُسَخَّرَة للدفاع عن العروبة والإسلام ولتأصيل كوننا ( عربا ) و ( مسلمين ) ومن التساؤلات التي يجب أن يسألها كل عاقل في هذا الصدد :
1 - الإسلام " دينٌ " من عند " خالقِ " هذا الكون , من المفروض أن يكون " الحقَّ البَيِّنَ " الذي لا يستطيع أحد التشكيكَ فيه , فمن الأعظم يا ترى : حقيقة دوران الأرض أم حقيقة الإسلام ؟ حقيقة الجاذبية أم حقيقة الإسلام ؟ .. لا تُسَخَّرُ ( كلّ ) مواردنا للدفاع عن "حقيقة دوران الأرض" بل عن "حقيقة الإسلام" لأنّ دوران الأرض حقيقة ولأن الإسلام أكذوبة وككل أكذوبة يجبُ العمل على تغطيتها واِخفائها وتجميلها كي لا تُكْشَفَ .
2 - [ نحن ( عرب ) قدم " أجدادنا " مع " الفتح " الإسلامي من صحراء البدو , نحن اليوم " الأغلبية الساحقة " ( عرقيًّا ) وكل " القوميات " الأخرى الموجودة تُعَدُّ مجرد " أقليات " "عرقية " ولِـ " قوة " و " عظمة " حضارة " أجدادنا " لمْ يَبْقَ من ثقافات هذه الأقليات شيء , صحيح أننا اليوم لا نتكلم باللغة العربية " الفصحى " لكننا نتكلّم بِـ " لهجاتٍ عربية " " أصلها " اللغة العربية لغة " أجدادنا " .. وكل هذا يُؤكِّد أننا ( عرب ) ( جينيًّا ) ( لغويًّا ) ( ثقافيًّا ) وبالطبع ( جغرافيًّا ) فَـ " نحن " " نقطنُ " و " نملك " هذه الجغرافيا منذ قرون . ] : هكذا يُقال في بلداننا وعلى هذه الأكاذيب وغيرها تُرَبَّى شعوبنا وسؤالي : كل شيء ( عربي ) في بلداننا حتى الهواء عَرَّبُوه , فلماذا تُسَخَّر كل طاقاتنا للدفاع عن " عروبتنا " المزعومة , فمن المفروض أن تكون " عروبتنا " " حقيقة " لا تُناقش ؟ لماذا لا يُشكِّكُ أيّ أحد في عروبة بدو الصحراء ؟ ولماذا في دولهم لا أحد يتشكّكُ في أصوله الصحراوية ولا توجد نقاشات حول هذا الموضوع أصلا ؟ هل يُعقل مثلا وجود جمعيات ومنظمات في بلداننا تُدافِع عن اللغة العربية ؟ هل سمعتم بجمعيات شبيهة في الصين تُدافِع عن اللغة الصينية ؟ أو حتى في البرتغال كمستعمرَة برتغالية سابقة تُدافِع عن اللغة البرتغالية ؟
3 - لماذا كل شيء في بلداننا فيه إسلام وعروبة لا يأتِ منه إلا الجهل والذلّ والهوان ؟ فليبحث لي أي أحد منكم عن أي شيء فيه ذكر للإثنين عادَ بالخير على شعوبنا : كل التنظيمات والمؤسسات الإسلامية ومعها كل الهيئات والجامعات العربية لم تأتِ منها ( ذرّة ) خير لشعوبنا ولدولنا .. لماذا ؟! هل المشكلة تكمن في " الهيأة " و " المؤسسة " نفسها / ذاتها أم في كونها " إسلامية " و " عربية " ؟!
ضمن هذه التنظيمات والمؤسسات نجد اليسار , الماركسية , الشيوعية + إضافة لقب " العربي " " العربية " واللقبُ ينسِفُ نسفًا هذا اليسار الذي وعلى حد علمي لم يُقدِّم شيئا لشعوبنا ولدولنا غير المزيد من الاستلاب والغرق في ثقافة البدو .. حقيقة هذا اليسار أنه ليس " عربيا " فحسب بل و " إسلامي " ولسائل عاقل أن يسأل كيف يُجمع بين محمد وتأبّط شرا وماركس في نفس الكيس ؟ وأيّ نتيجة سنتوقع من هذه " الوحدة " ؟ .. لمن لم يرَ إلى الآن نتيجة هذا الخلط في مجتمعاتنا مع أنه واضح وضوح الشمس , أدعوه لقراءة كيف يُؤسِّس لهذا السفه العقلي " مثقفونا " " الماركسيون " وكمثال لذلك : السيد محمد الحنفي " الماركسي - العربي - المسلم " في مقاليه الأخيرين تحت عنوان (( الأعراب وحدهم يؤدلجون الدين الإسلامي )) وكما يقال أن أول القصيدة " كفر " سأقول أن العنوان وحده يُلخِّص المأساة : العنوان يقول أننا نحن ( العرب ) " المتحضرون " " اصحاب الحضارة العظيمة " لسنا " أعرابا " أيْ بدوا همجا , الإسلام دين عظيم " شوَّهه " " الأعراب " واِمتدادهم اليوم " أعراب الخليج " وهو " بريء " من " فعلهم " .. والكاتب " ماركسي " ومن أكثر كتاب الحوار " قراءة " و " زيارة لموقعه " من رواد الحوار .. الكاتب " الماركسي " - والماركسية مادية جدلية - يَستندُ على القرآن ليُثْبِتَ أنّ " العرب " شيء و " الأعراب " شيء آخر [ سَأُفَنِّدُ هذه الأكذوبة العروبية في كتابات مستقبلية ] ويستعمل ألفاظا لا تليق ولم يكن " مُجبرا " على اِستعمالها كَـ " كريم " عن القرآن أو " المحاربون من المسلمين، في مختلف الغزوات، التي يخوضونها، ضد كل من يهاجمهم، ويحاول استئصال الدين الإسلامي من الواقع " وهو كلام سمعتُ مثله " تماما " من " العلامة " " الشهيد " البوطي ومعناه أن الإسلام لم يُهاجم بل كان فقط " يدافع !!" عن نفسه ووجوده !! .. إلى آخره من أقوال الكاتب ..
أُوجِّه سؤال للماركسيين : لماذا لا تقولون أنكم وبكل بساطة عروبيون ليس إلا ؟ ولماذا لا تتركون ماركس وشأنه ؟ وللقارئ " البسيط " أقول كلاما قلته سابقا : مقال السيد الحنفي ليس اِستثناء وهو يؤكد قولي " الماركسية في بلداننا = عروبة = إسلام " لذلك لا ولن تقوم لنا قائمة ما ظل الصوت الوحيد المسموع هو صوت الإسلاميين والعروبيين أو جماعة "تأبط شرا - محمد - ماركس" الذين يُسمون أنفسهم بِـ "الماركسيين" . وللسيدة نادية محمود التي تقول أنّ (( الشباب يتجه نحو الماركسية والشيوعية في العراق )) أقول : أنقذوا العراق من الماركسية / الشيوعية " العربية " , يا ويلك يا عراق من ملايين العروبيين القادمين للقضاء عليك نهائيا مع إخوانهم الإسلاميين !
#هيام_محمود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
Loca por ti ..
-
هدية إلى النساء + الملحدين القوميين ..
-
عروبة , يهودية , مسيحية و .. إسلام ..
-
تأملات سريعة قد تفيد في القطع مع الأيديولوجيا العبرية .. ذلك
...
-
Mi corazón y mi hígado ..
-
Dios, me gustaría presentarte .. Tamara !
-
إلى الملحدين القوميين : رسالة قصيرة .. إلى حين ..
-
تأملات سريعة في ترهات لا تستحق حتى مجرد الإلتفات ..
-
عن أصحاب الفضل و ( الفكر ! ) ..
-
مع الأستاذ صلاح الدين محسن : الهدف واحد .. لكن المنهج مختلف
...
-
من وحي خرافة ( عروبتنا ) المزعومة .. 1 ..
-
كلمة سريعة عن مقال السيد عقراوي (( عفرين! .... الدولة القومي
...
-
حبيبتي البدوية ..
-
إلى ..
-
إلى هيأة الحوار , إلى الملحدين , إلى اللادينيين وإلى العلمان
...
-
إلى هيأة الحوار , إلى الملحدين , إلى اللادينيين وإلى العلمان
...
-
إلى هيأة الحوار , إلى الملحدين , إلى اللادينيين وإلى العلمان
...
-
قالَ البدوُ وقُلتُ ..
-
لن يستحوا !!
-
Dios me ama .. 2 ..( مع كلمة عن بعض كتابات الأستاذة [ التنوي
...
المزيد.....
-
بطاركة كنائس القدس: قصف مستشفى المعمداني في غزة إهانة لجميع
...
-
لورا لومر صحفية يهودية تحمل لواء معاداة المسلمين في أميركا
-
قتلى بمظاهرات ضد قانون إصلاح الأوقاف الإسلامية بالهند
-
رغم وجوده في فترة نقاهة.. البابا فرانسيس يقوم بزيارة مفاجئة
...
-
إصابتان وتضرر عدة مركبات في هجوم للمستعمرين غرب سلفيت
-
أسعدي طفلك..تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعر
...
-
مفتي القاعدة السابق يروي سبب انتقال بن لادن من أفغانستان إلى
...
-
لماذا تدعم الطرق الصوفية المصرية الدولة وتحتمي بها؟
-
إعادة انتخاب نوري المالكي أمينا عاما لحزب الدعوة الإسلامية ا
...
-
إعادة انتخاب نوري المالكي أمينا عاما لحزب الدعوة الإسلامية ا
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|