كايد عواملة
الحوار المتمدن-العدد: 5841 - 2018 / 4 / 10 - 00:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
منذ فترة أردت شراء الخبز من أحد المحلات في إسبانيا فعثرت على خبز عربي كتب عليه " حلال "..
لا أعرف ما الذي تفعله كلمة " حلال " على كيس خبز!
فالخبز مكون نباتي بالكامل ولا يمكن أن يدخل فيه منتج حرام!
هل يحتاج أشخاص في هذا العالم حقا لمن يؤكد لهم أن الخبز حلال!
فهل هذا يعني أن المنجل الذي حصد القمح "مقري عليه "!
أو أن الفرن الذي خبز الرغيف كتب فوقه "نار وقودها الناس والحجارة" فتباركت النار بذكر الله..
ربما كان هذا الشعار مناسبا:
"من حبة القمح إلى المستهلك لا تمسه أيدي الكفار".
هناك محاولات لإصلاح الإسلام حول العالم وبغض النظر عن تلك المحاولات فإنها لا يمكن أن تتم بدون الاستغناء عن مصادر معينة من التراث.. ولكن العائق الأكبر الذي يقف بوجه تلك المحاولات هو الاقتصاد الإسلامي وأعني بهذا كافة أشكاله وبضائعه من بنوك وتأمين وملابس إلى الخبز الحلال!
تجارة هائلة بالمليارات قامت أساساتها على كتب ومصادر التراث الإسلامي.. فالمرجعية التي حددت أسس هذا الاقتصاد ورسمتها هي كتب التراث الإسلامي فحتى ابن تيمية يعتبر أحد المصادر التي ترسم الفرق بين الحلال والحرام في الاقتصاد.
على التوازي مع هذا هناك خط الزبائن ومعادلته التي تقول كلما كان الزبائن أكثر تدينا كلما زاد استهلاكهم للمنتجات.
وكلما كانوا أكثر تعصبا ازداد ولاؤهم كمستهلكين لمنتجات الاقتصاد الإسلامي وحدها.
إصلاح التراث سيكون بالتأكيد ضد مصلحة الاقتصاد الإسلامي!
تخيل كم هو حجم الخسارة لو حذفنا من التراث فكرة واحدة فقط كالحجاب أو أحاديث التمر.
خلق زبون بهذا الشكل يفسر مصادر الثروات الهائلة التي يتمتع بها دعاة التشدد الديني والتعصب الديني كذلك.
فالترويج للمصادر كجزء لا يتجزأ من الإسلام هو عامود الاقتصاد الإسلامي ولا يمكن إصلاح الإسلام دون الاستغناء بالجملة عن مصادر التراث الإسلامي.
فكل المصادر الإسلامية التي استندت إليها داعش بما قامت به تعتبر أيضا مصادرا تشريعية للاقتصاد الإسلامي فالأمر ليس مقتصرا على القروض والرِّبا.
كم هو يا ترى حجم التعصب والتشدد ورفض الآخر الذي استطاع خلق زبون في هذا العالم يحتاج لمن يقول له بأن الخبز " حلال ".
#كايد_عواملة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟