عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 5840 - 2018 / 4 / 9 - 23:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يظن العديد أن ابن سلمان بفتحه لدور السينما أمام شباب السعودية والاختلاط بين الجنسين؛ و سماحه للقوارير بسياقة السيارات في شوارع المملكة؛ وحبسه لأبناء عمومته وتصويرهم للرأي العام بالفاسدين الذين صنعوا ثرائهم الفاحش باسم آل سعود؛ يظن الناس أن ابن سلمان بصنيعه هذا قد وضع المملكة على سكة التحديث والانفتاح على المجتمعات الانسانية؛ بذل التقوقع في كهوف و شعاب مكة الرهيبة.
.
ولعل أغرب تصريح لابن سلمان هو ذاك الذي قال فيه لجريدة واشنطن بوست ؛ أن المملكة العربية السعودية كان قد أجبرها الغرب بقيادة واشنطن لتبني الوهابية كوسيلة مثلى للتصدي للسوفيات أيام الحرب الباردة؛ ومنع تمدد الدب الروسي الطامح للاستحمام بالمياه الدافئة.
.
أما اليوم فقد حان الوقت لاحداث قطيعة مع هذه الوهابية الظلامية المفلسة ؛فلا لزوم لنا بها اليوم بعد أن صارت مفقسة لجند الله الحريصين على تفجير أشلائهم بين المدنيين للظفر بلحم الحور العين و الاستمتاع بالتلوط مع غلمان الجنة .
.
وفي تصريح آخر مقتطف من حوار أجرته معه مجلة التايم الأمريكية حذر ابن سلمان الغرب الذي كان مشايخ مكة والى عهد قريب يصفونه بدار الكفر والغرب الصليبي الكافر؛ أن على العالم أن يأخذ حذره من الإسلاميين؛ حتى لا تتحول أوروبا مستقبلا لإمارات إسلامية اخوانية؛ ومرتع لتفريخ الارهاب ..
غريب أمر هذا الغرب الصليبي الكافر؛ بالأمس قام بإجبار السعودية على تبني الوهابية لمحاربة الفكر الشيوعي الملحد؛ و اليوم يجبرها على دفع الجزية وإحداث قطيعة مع ابن تيمية وابن عبدالوهاب وابن باز ؛و قد تكون السعودية مجبرة غدا على فتح شواطئ للعراة في جدة وينبع؛ وخمارات وصالات للقمار في مكة والمدينة للترفيه والتسلية .
.
والحال؛ أن الوهابية بالنسبة للسعودية هي بمثابة سم زعاف بين زعانف و أنياب ثعبان أقرع مخيف ؛ و وتجريد أفعى الصحراء القاتلة من سمها سيمنعها من اصطياد فرائسها و الدفاع عن بيضها بين كثبان الرمال الحارقة و شقوق الصخر الأصم .
.
يستحيل لحاكم ينحدر من سلالة الملك عبدالعزيز آل سعود أن يتخلى عن المرجعية الوهابية؛ لأنها الهواء الذي يتنفسه معظم الشعب السعودي أو بالأحرى قبائل نجد و الحجاز ؛ ولهذا لا يمكن للحداثة أن تطل برأسها الا بعد تدمير قلعة الدرعية وسقوط حكم الضباع.
حال ابن سلمان اليوم كحال وحش مفترس يتقنع بقناع الفضيلة ليغري من يحيط به بأنه وضع حدا لوحشيته وتغوله؛ ولا نظن أن العالم سيصدقه .
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟