أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبدالخالق حسين - الإقتصاد العراقي - الماضي والحاضر وخيارات المستقبل















المزيد.....

الإقتصاد العراقي - الماضي والحاضر وخيارات المستقبل


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 420 - 2003 / 3 / 10 - 04:26
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



الأحد 09 مارس 2003 15:57

 
ترددت بعض الشيء في الكتابة عن كتاب خبير إقتصاد النفط الدكتور محمد علي زيني الموسوم (الاقتصاد العراقي- الماضي والحاضر وخيارات المستقبل) والذي صدر حديثاً بطبعته الثانية عن دار الرافد - لندن. إذ أتذكر عندما كنا في مرحلة الدراسة الإعدادية، نتضايق من درس الإقتصاد ونعتبره "جافاً" وعسيراً على الفهم. ولكن بعد عقود من السنين والرغبة الجامحة في الإحاطة بمختلف المعارف، وفق مبدأ من كل شيء بقدر، وجدت كتاب الدكتور زيني مغرياً ليس على القراءة فحسب بل وحتى على الكتابة عنه. وسبب هذا الإغراء يعود إلى أمرين: الأول، أن الكتاب وضع بأسلوب واضح وشيق يسهل على القارئ العام مثلي فهم هذا الموضوع المعقد. والثاني، أنه حافل بالمعلومات، ليس عن تاريخ الإقتصاد العراقي خلال النصف الثاني من القرن العشرين فحسب، بل وهناك ثروة معرفية كبيرة من هذا العلم الواسع بشكل عام. وبذلك يبدو أن المؤلف قد استهدف فريقين من القراء: الإقتصادي المختص والمثقف العام، حيث يستفيد منه السياسي والتكنوقراط، وأي شخص آخر له إهتمام بالشأن العراقي خاصة فيما يتعلق ببناء عراق المستقبل بعد هذا الخراب الذي جلبه عليه الحكم الغاشم خلال أكثر من ثلاثة عقود.
كذلك إن المختص قد يعتمد الرطانة المهنية المعقدة في تعليقه على الكتاب مما يجعل كلامه عسيراً على فهم القارئ العام في الوقت الذي نحتاج أن يكون العرض سلساً سهلاً على الفهم بأن يستعرض الكتاب من وجهة نظر المثقف العام وحسب ما تمكن من إستيعابه للموضوع يريد أن يوسع من أفق ثقافته في عصر يتطلب منه أن يكون ملماً بكل شيء، فكما يقول فرانسيس بيكون (المعرفة سلطة Knowledge is power).

وكما يقول المؤلف في المقدمة أنه احتاج أن يستقيل من وظيفته كنائب رئيس شركة نفط Intoil Inc الأمريكية في تموز 1992 ليتفرغ لتأليف هذا الكتاب حيث صدرت طبعته الأولى في سنة 1995. وقد واجه المؤلف الكثير من الصعوبات في جمع المصادر، خاصة وإن الحكومة العراقية تعتبر أي معلومة عن الإقتصاد من الأسرار الممنوعة.

ويشير المؤلف إلى أن دوافع إعادة الطبعة الثانية هي ليس نفاذ الطبعة الأولى من الأسواق فحسب، بل التطورات الداعية إلى ذلك أيضاً، حيث حصل خراب شامل في الإقتصاد العراقي نتيجة للحصار المفروض على العراق عقب غزو النظام للكويت وما توفر له من مصادر ومعلومات لم تكن في متناول يده من قبل. فبرزت الحاجة إلى تحديث وتنقيح الكتاب في طبعة جديدة. لذلك فقد ظهر الكتاب بتغيير في المحتوى وإضافة فصول جديدة وحتى بإسم جديد من (الإقتصاد العراقي في ظل نظام صدام حسين "تطور أم تقهقر") في طبعته الأولى إلى العنوان الجديد (الإقتصاد العراقي- الماضي والحاضر وخيارات المستقبل) في الطبعة الثانية. وإذا كانت الطبعة الأولى تتكون من أربعة عشر فصلاً، فالطبعة الجديدة تتكون من ستة عشر فصلاً.

يقول الكاتب عن أهمية الإقتصاد: " تأخذ الأبعاد السياسية للأحداث الكبرى في حياة الشعوب المقام الأول في بادئ الأمر، ولكن السياسة لا بد أن تتراجع، إن عاجلاً أو آجلاً، ليحل محلها الإقتصاد، ذلك أن السياسة وسيلة والإقتصاد غاية والغاية هي خير الإنسان وسعادة الإنسان". وكدليل على أهمية الإقتصاد في حياة الشعوب يستشهد الكاتب بفشل جورج بوش (الأب) في الإنتخابات الرئاسية رغم أنه انتصر في حرب الخليج الثانية، لأنه فشل في إدارة الإقتصاد.

ويتكون الكتاب من مبحثين، يحتوي الأول على ستة فصول تغطي الإقتصاد العراقي حتى وصول صدام حسين إلى الحكم. ويحتوي الثاني على عشرة فصول. يبدأ بالفصل السابع الذي يتحدث عن الجهود المحمومة من أجل التسلح، ثم تستعرض الفصول الباقية الحرب العراقية-الإيرانية وآثارها الإقتصادية وحرب الخليج الثانية ودمار البنية التحتية والنتائج الإقتصادية لتلك الحرب. ويخصص الكاتب فصلاً للحصار وآثاره على الإقتصاد العراقي، ثم فصلاً آخر بعنوان (صدام والإقتصاد العراقي).

ينتهي الكتاب بالفصل السادس عشر بعنوان (برنامج للبناء) ويقدم الكاتب في هذا الفصل - بعد أن كشفت الفصول السابقة تفاصيل الكارثة التي حصلت بالعراق - الخيارات التي يمكن أن تشكل أرضية صالحة لمواجهة المشاكل التي تواجه العراق اليوم، وذلك من أجل تخليص الشعب العراقي من المحنة الكبرى التي وقع بها والنهوض به من ناحية، ومن أجل تأهيل العراق ورد الإعتبار له كدولة حتى يصبح عضواً صالحاً ونافعاً في حظيرة المجتمع الدولي من ناحية أخرى. ويعالج الكاتب في هذا الفصل مشكلة الإستبداد في الحكم ومشكلة الديون الخارجية ومشكلة تعويضات الحرب ومشكلة إعادة بناء البنية التحتية. ثم ينتهي الكاتب إلى القول بأن إقامة نظام ديمقراطي تعددي بالعراق هي ليست غاية نهائية، كما إن معالجة مشكلتي الديون والتعويضات وإعادة البناء هي أيضاً ليست غايات نهائية. وإن الغاية النهائية هي تحقيق التطور الإقتصادي في العراق وصولاً إلى حياة أفضل للإنسان. ومن أجل تحقيق التطور الإقتصادي يضع الكاتب تصوراته ضمن أطر عامة لما يجب أن يكون عليه الدور الصالح للحكومة العراقية فيما يخص: 1-التخطيط والإنفتاح والشفافية (2) الإستثمار بما يحتاجه من توفير البيئة المناسبة وتطوير الموارد البشرية وإصلاح النظام التعليمي (3) الإنتاج بما يحتاجه من توفير البيئة المؤاتية لعمل السوق (4) طريقة الحكم الداخلي فيما يخص فصل السلطات، الحساب والمسؤولية، مؤسسات الحكم المدني، المشاركة، واللامركزية في الحكم.

يقع هذا الكتاب في 420 صفحة من القطع الكبير (وزيري) ويحتوي على 83 جدولاً. صورة الغلاف تختزل مأساة الإقتصاد العراقي وهو يتأرجح من بندقية صدام، ممثلاً بالناتج المحلي ودخل الفرد، حيث نرى الناتج المحلي في سنة 2000 وقد انخفض إلى أقل من نصف ما كان عليه في عام 1980. أما دخل الفرد فقد انخفض في سنة 2000 إلى حوالي ربع ما كان عليه سنة 1980، كما انخفض إلى حوالي ثلثي ما كان عليه في سنة 1960. بمعنى آخر أن الفرد العراقي في سنة 2000 أصبح أفقر بكثير من الفرد العراقي في سنة 1960. 

يعد هذا الكتاب - كما يقول الناشر- في طليعة الكتب التي صدرت بشأن المأساة العراقية الحالية. والحق أن هذا الكتاب أعتبر منذ صدور طبعته الأولى إسهاماً كبيراً في مجال التعريف بمبادئ التنمية الافقتصادية وبالإقتصاد العراقي على وجه الخصوص والعربي على وجه العموم.
أنني بعد أن قرأت هذا الكتاب - أؤيد هذا الرأي تأييداً تاماً وأهيب بالمثقف العراقي اقتناء هذا الكتاب القيم.

الكتاب: "الاقتصاد العراقي -الماضي والحاضر وخيارات المستقبل"
المؤلف: د. محمد علي زيني
الناشر: مؤسسة الرافد-لندن
الطبعة الثانية
عدد الصفحات: 420  من القطع الكبير (وزيري).

إيلاف خاص



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف فرنسا وألمانيا من الحرب المرتقبة انتهازي نفعي وليس اخلا ...
- هل تؤثر المظاهرات على قرار الحرب؟
- نصرالله يقوم بدور عمرو بن العاص
- أسباب اغتيال ثورة 14 تموز العراقية
- هل الحرب من أجل النفط؟
- رداً على المدعو -عبد الجبار علي الحسني- في تطاوله على الزعيم ...
- عراق الغد بين العلمانية والإسلاموية
- لماذا الهجوم على كنعان مكية والمعارضة العراقية في هذا الوق ...
- هل يستفيد العراقيون من التجربة الإيرانية؟
- مؤتمر المعارضة العراقية.. ما له وما عليه!
- موقف المثقفين العرب من القضية العراقية.. رد على إدوارد سعيد
- الحوار المتمدن علامة مشرقة في مجال تكريس الديمقراطية
- رد على بيان المثقفين السعوديين الجديد
- هل حقاً أمريكا تريد الديمقراطية للعراق؟
- هل يبقى العراق موحداً بعد صدام؟
- مناقشة هادئة لشعار: -لا للحرب.. لا للديكتاتورية
- تحية للمثقفين الكويتيين على تضامنهم مع شعبنا
- موقف العراقيين من الضربة الأمريكية للنظام!
- شكراً لجورج بوش على موقفه لنصرة الشعب العراقي
- إعلان شيعة العراق.. ما له وما عليه!!


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبدالخالق حسين - الإقتصاد العراقي - الماضي والحاضر وخيارات المستقبل