أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - ماجدة منصور - كن بسيطا..تكن سعيدا (الحلقة الثالثة)














المزيد.....

كن بسيطا..تكن سعيدا (الحلقة الثالثة)


ماجدة منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5840 - 2018 / 4 / 9 - 07:23
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


عن نفسي سأحدثكم أيتها السيدات و أيها السادة.
لقد عشت معظم سنوات عمري في عالم شديد الثراء و البذخ.
سأقول لكم ،ببساطة، إن عالمي شديد العهر و فاسد بكل ما للكلمة من معنى...وفي كل ثانية من ثواني عمري كنت أدرك ،وما زلت أدرك، بأني لا أنتمي لهذا العالم من قريب أو بعيد.
أكتشفت أنه لا مكان لحب نزيه أو صداقة حقيقية في عالمي الرذيل و السافل فجميع من حولي ،هم أشد نفاقا و فسقا مني أنا!!
في عالم الرفاهية تضيع القيم الأصلية و تتوه روحي التواقة للخلاص من دهاليز الرأسمالية القذرة.
كنت أصارع من أجل إيجاد معنى السعادة و ما زلت لغاية هذه اللحظة.
نسيت أن أقول لكم: إني مراقبة جيدة لمشاعري و إنفعالاتي وها أنا أجد أن مشاعري قد إبتدأت بالتصحر و الجفاف و إن إنفعالاتي قد أصبحت شديدة التوتر...أصبحت كوتر مشدود تماما.
عرفت فيما بعد، بأنني لست أنا، أنا إمرأة أخرى ...لا تنتمي الى ( أنا).
أصبحت لدي حياتين...حياتي الأصلية و فطرتي البسيطة. و حياة أخرى ..باذخة...فاسدة...حقيرة...مادية...متطلبة...شديدة الكبرياء و التنطع...كثيرة الشكوى...متذمرة...باكية...وخاصة عندما أرى ضحايا الحروب و المجازر التي تٌرتكب على
أيدي الطغاة.
إنخرطت بكل حواسي و من عمق وجداني بكل ما هو مشروع إنساني...لكني وجدت ..و بعد فترة طويلة...بأن أصحاب المشاريع الإنسانية...هم زمرة زعران و قطاع طرق ولكنهم يرتدون ثوب إنساني.
أصحاب المشاريع الإنسانية...يعطون للفقير من الجمل إذنه فقط لا غير.
لقد كفرت بهم بعد أن أمسكت سرقاتهم و إحتيالهم...مسك اليد.
إذا...كيف السبيل للتخلص من ثقل (المادة ) على روحي البسيطة أصلا؟؟
قررت أن أعيش حياة بسيطة بكل ما للكلمة من معنى...أدرت محرك سيارتي...و إتجهت صوب الريف الإسترالي الجميل...هذا الريف الذي طالما عشقته حينما كنت طفلة في سوريا.
ذهبت لوحدي و دون إذن من زوجي.
طالما أذهلني الريف و سحرني شجر الغابات و أسكرني صوت خرير المياه و أطربني صوت الطيور على أغصانها.
لقد إتخذت قرارا لا رجعة فيه....سوف أرجع للعيش البسيط الذي يشبهني/ أريد أن أستجمع بقايا نفسي و روحي ...أريد أن أحيا...كما أريد...فها أنا يدفعني الشوق الجامح كي أعيش ما تبقى من عمري...ببساطة منقطعة النظير.
أريد أن أجد نفسي التي أفسدتها الرأسمالية اللعينة.
في عالم الرأسمالية...أنت تعيش كتمثال صامت ..كريه...لا حياة تدب به و لا روح تطرب للطبيعة و خالقها...فكل ما تنتجه الرأسمالية الفاجرة هو بلا طعم أو لون أو رائحة.
تبا للرأسمالية و مخترعوها الجشعون.
ما لذة الحياة و أنا أرى أطفال سوريا و هم أشلاء ممزقة؟؟
ما لذة الحياة و أنا أرى الظلم يحيط بالعرب من المحيط الى الخليج؟
كيف لي أن أنجو من عذاب ضميري...حين أتناول أشهى المأكولات و أطفح أرقى أنواع الخمر...و صبايا سوريا و اليمن و العراق و فلسطين ...يباعون في سوق النخاسة...لخول خليجي..أو عرصة رأسمالي؟؟
تبا للرأسمالية فهي بلا قلب أو روح أو وجدان.
هيا أيها الفقراء...هبٌوا جميعكم...و إنتزعوا حقوقكم...من كل مارق و عرصة و سرسري و حرامي و إبن كلب...فأنتم أشد إحتياجا للقمة تحفظون بها حياتكم.

فقد بلغ سيلكم...زباه.
أيها الفقراء...لا تأخذكم بنا رحمة أو شفقة...فنحن سبب شقائكم و عذابكم و بؤسكم...نحن سبب حروبكم و دمائكم في رقبتنا الى يوم الدين.
خذوا حقكم بالقوة...فنحن أقوياء قد تمرسنا بأساليب تعاستكم و تعتيركم.
نحن قد صادرنا حق البسطاء بالحياة الكريمة.
نعم...نحن الرأسماليون...قمة النذالة و الوطينة.
نحن المتهمون أمام البسطاء اللذين إستغلينا عرقهم و تعبهم و جهدهم.
تبا لي...و ها هي بصقة أقذفها في وجه كل من إستغل فقيرا ...بسيطا...لم تسعفه الحياة كي يحيا...كبني البشر .
أعتذر لكم أيها البسطاء في كل أنحاء الكرة الأرضية /المستلقية كمصيبةـ في هذا الكون الفسيح.
أقبل أياديكم...و أمسح دموعكم..و أسعفكم بما إستطعت.
أنتم ملح الأرض و ضمير الله...و ما نحن إلا سارقي قوتكم ..وعرق جباهكم الكريمة...نحن الأنذال...و أنتم الأسياد.
فهل تقبلوني بصفوفكم أيها البسطاء؟؟
عنكم سوف أتحدث...وها أنا قد نذرت عمري...كي أكون خادمتكم.
هنا أقف
من هناك أمشي
للحديث بقية



#ماجدة_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كن بسيطا..تكن سعيدا (الحلقة الثانية)
- كن بسيطا..تكن سعيدا
- همسات...إمرأة حرة
- رسائل خالدة ل البرنس محمد بن سلمان
- إني أحترق...و أحلم
- سنوات الندامة و الحزن الشارد
- حديث الزنادقة و الغرانيق العلى
- رسالة لإبنتي 7
- حكم العدالة 3
- رسالة لإبنتي 6
- رسالة لإبنتي 5
- حكم العدالة 2
- حكم العدالة 1
- رسالة لإبنتي....4
- رسالة لإبنتي...3
- رسالة لإبنتي....2
- رسائل لإبنتي 1
- هذا الكتاب
- رسائل للدكتور ياسين الحاج صالح
- نداء عاجل


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - ماجدة منصور - كن بسيطا..تكن سعيدا (الحلقة الثالثة)