أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم رمزي - رقابة عبثية .. في الفضاء الفسيح














المزيد.....

رقابة عبثية .. في الفضاء الفسيح


إبراهيم رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 5839 - 2018 / 4 / 8 - 22:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مما قرأت اليوم:
وضع عامل سلا (محافظ مدينة سلا) دعوى قضائية استعجالية، ضد المطبعة التي طبعت كتاب: "صحيح البخاري نهاية أسطورة" للكاتب: رشيد أيلال.
وأصدرت المحكمة قرارا استعجاليا بحجز جميع الكتب المطبوعة، والنسخ التي هي قيد الطبع، مع شمول القرار بالنفاذ المعجل، وذلك بحجة: أن الكتاب المحجوز يمس بالثوابت الدينية والأمن الروحي للمغاربة - حسب منطوق الحكم -.

العالم قرية صغيرة ووسائل الاتصال قصّرت المسافات، وقفزت فوق الحدود والحواجز.
بالأمس كنا معلبين، نفتح أعيننا وآذاننا على: صحيفة الحاكم، وإذاعة الحاكم، وتلفزيون الحاكم، وخطب الحاكم، وأنشطة الحاكم، وتصرفات أعوان الحاكم ..
الآن أصبح العالم بين يديك .. بضغطة زر تتنقل في أنحائه .. وتتعرف على أخباره: الرصين ـ منها ـ والمائع، .. الجدّي والهازل، .. الباني والهادم .. الصادق والكاذب، .. لم يعُد شيء يَخفى .. كل صاحبِ هاتفٍ صار يزاحم كاميرات المراقبة في ممارسة التوثيق والتسجيل .. وويل لمن ضبط متلبسا بسلوك مشين.
من الأمثال المغربية الدالة على سهولة انتشار "الأنباء/ المعلومات" كانتشار البخور: (ريال ديال الجاوي يبخَّر مدينة) .. وقياسا عليه، يمكن القول: خبر واحد يبخر العالم. ولك أن تضع مكان "خبر" أي كلمة تشاء: رسم، .. صورة، .. مقال، .. كتاب، .. خطاب، .. تصريح، ..
صارت المعلومات قريبة المتناول، وصارت المقالات والكتب الإلكترونية تحاصرك من كل حدب وصوب، تعرضها عليك مواقع اختصت في منحى معرفي معين، أو لها مناحي اهتمامات متعددة. فأين ذلك من فترة كنا نقصد فيها المكتبات العامة، نمضي الساعات وأعيننا مدفونة في الأوراق، وقد نحصل على مبتغانا، وقد نخيب .. لنبدأ الكرة من جديد ..

ولهذه التكنولوجيا عدد من المزايا، منها:
*إسقاط سلطة الرقيب، وحجره على الأفكار،
*تخطّي الحدود السياسية، والمعرفية، والتنميطية،
*سهولة الاطلاع على مختلف الإنتاجات الإبداعية والمعرفية .. قديمها وحديثها .. التقليدي منها والمجدِّد، .. المروَّض والمتمنِّع، .. المسبِّح بها والعازف، ..
*كشْف ممارسات سدنة هياكل الوهم، وتربّحهم على حساب المريدين والأتباع وكل السائرين في ركاب القطيع.

ولها مساويء، منها:
*تسويق الضلال والوهم في صورة الهداية، بحجج سوفسطائية.
فكم من حق أضفي عليه الزيف، وكم باطل لُوِّن بالخداع والتدليس.
ولا ينقذك من التيه إلا المِراس وتنويع مصادر الاطلاع، ثم المقارنة وإعمال العقل .. فالبقاء للأصلح.

وبرجوعنا إلى الخبر الذي انطلقنا منه، نتساءل:
*هل اطمأن عامل سلا على تحصين الثوابت الدينية والأمن الروحي للمغاربة – بعد حكم المحكمة -؟
*هل كانت مبادرة العامل انفرادية وشخصية، تتجاوز تبعيته لسلطة وزير الداخلية؟ أم كانت بإذن من وزيره؟
*ولماذا لم يتخذ هذه المبادرة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية؟ أو أحد المجالس أو الهيئات "العلمية" التابعة له؟
*ما موقف المناوئين للكاتب رشيد أيلال، من الكتب التالية، والموجودة – كنماذج- بالمجان على الشبكة:
جناية البخاري – زكريا أوزون
جناية قبيلة "حدثنا" – جمال البنا
أكثر أبو هريرة – مصطفى بوهندي
شيخ المضيرة أبو هريرة – محمود أبو رية
وهناك المئات من الكُتّاب في مختلف المواقع والمدونات قتلوا الموضوع بحثا وتشريحا ومناقشة وتعليقا .. وما زالوا ينبشون في حفريات المحدِّث وتجريد لُقاه .. لكشف "قيمة" مخلّفات البخاري.
فهل قرأ المناوؤون واحدا من هذه الكتب وحكموا بمنعها حماية للثوابت ... إلخ؟ أم هم محجمون لدرايتهم بخوض مناوشات دونكيشوطية؟

*أمَا يزال للرقابة والمنع دورٌ حقيقي في حياتنا؟ أم هي عجاج يثار لتعمية العيون، قبل انجلائه، وخبوّه، وعلى إثره تظهر الحقيقة عارية.
الشبكة العنكبوتية "حمّالة أوجه"، تتجاوز سلطة الرقيب في هذا البلد أو ذاك. بل إن الرقيب "يستحق" الشكر حينما "يَمنع" فيصبح المنع دعاية للممنوع، وكل ممنوع مرغوب فيه.



#إبراهيم_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحكمة بين الإعدادين: -العالمي- و-الأنجلوساكسوني-
- سبحان الفوتوشوب
- أنتروبولوجيا دينية
- تغريدات 5/5
- تغريدات 4/5
- تغريدات 3/5
- تغريدات 2/5
- تغريدات 1/5
- المتدين والعلمانية
- مدرستي الحلوة - كتابة ساخرة -
- الموقع العتيق
- -مساهمة- في فوضى الفتاوي
- هواية إصدار الفتاوي
- فتوى غريبة
- عيد الحب
- محكمة تفتيش
- الوزير والجَرَّة - كتابة ساخرة
- وقال أشرف فياض
- مهاجر: أما آن لهم أن يخجلوا ...؟
- نكتة رئيس الحكومة المغربية


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم رمزي - رقابة عبثية .. في الفضاء الفسيح