|
رسالة إلى -حكماء وعقلاء الريف-
منير الكرودي
الحوار المتمدن-العدد: 5839 - 2018 / 4 / 8 - 21:33
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
تحيّة رفاقيّة تمتحي من عميق الحكمة إلى كلّ عقلائنا من رفيقكم وأخيكم في وطن لم يعد يتّسع للجميع، تحيّة أخويّة ترتشف من عبق الإيمان الرّاسخ بمصيرنا المشترك، تحيّة أمازيغيّة من داخل هذا الشّتات الرّازح على قلوبنا جميعا، غصبا وكرها، تحيّة وفقط، اسمحوا لي أن أتجرّأ على تعكير بعضا من مزاجكم المحنّط بالنّار والغبار، أن أقلق بعضا من هدوءكم المصطبغ بالمواجع والهواجس، اسمحوا لي على فضاضتي في مخاطبة مقاماتكم ومعاليكم، على أن أكسر هذا الصّمت المصطنع، أو بالأخرى هذا الضّجيج الذي علا على صوت الضّمير الغائب، في مكاشفة صريحة طالما نتراشقها جميعا في فضاعاتنا الإجتماعيّة بكلّ أريحيّة، ليس جهلا، بل يقينا بما نحن عليه من ضرورة إحداث صدمة عنيفة في جدار وهم أصنامكم، يقينا بما صرنا عليه من إشفاق على حالكم الثّاوي لجينات الذّل المكتسبة، ومورثات العار المنسدلة على نضالاتكم، ومن طفرات الهجانة في تحوّلكم الماسخ إلى غراب ينعق في الخِراب، تملؤون الدُّنْيَا ضجيجا، بكاء ونوّاح كاذب كما علّموكم بعد أن تمرّستم على سلخ جلودكم في حضرة -جدبة- شيطانيّة بطقوس خليط من شعوذة إيديولوجيّة، تعاويذ قومجيّة وطلاسيم عروبية حتى نسيتم من أيّ طين عُجنتم، فتحولتم بقدرة قادر من أحرار إلى عبيد داخل أسوار سجن اسمه التّنظيم..
أَيُّهَا السّادة الحكماء والعقلاء بالرّيف،
لعلّ قلوبكم قست، وأبصاركم عمت، وبصيرتكم تاهت في بحر سنوات من الضّياع، تأدلجتم وتقومجتم، ربّوكم على الإغتراب في الوطن، درّسوكم تاريخا ليس لكم، حقنوكم بآلام غير آلامكم، رسموا لكم أحلاما لا تعود لكم، صنعوا لكم أهلا ليسوا أهلكم، وإخوانا ليسوا من صلب آبائكم، وشعبا ليس لكم ولستم له، وخلقوا لكم عدوًّا منكم وإليكم، استصغروكم واستصغروا زعمائكم وتاريخكم، وشيطنوا هويّتكم ولسانكم، ومن يومها وأنتم تحاربون طواحين الهواء، تشحذون سيوفكم وتشهرونها في وجوه آبائكم وإخوانكم من داخل تنظيماتهم/كم، تتبعون أهوائهم في الإنتصار لسياساتهم المغلّفة باحتكار سوق القيّم النضاليّة في سجلاّت تجاريّة يعرفون كيف يساومون بها، يستغفلونكم ويستحمرونكم باسم أنّ الصراع يتطلّب نفسا طويلا، وحطبا من أجساد إخوانكم، وتنازلات استراتيجيّة بخطوة للوراء من أجل خطوتين للأمام، وهم يعلمون أنّ الخطوات لن تكون إلاّ للوراء، عوّدوكم على النّكوص، وهم بكل فخر يستهزؤون ويسخرون من ذكائكم في جلسات خمريّة بحانات مصنفة على المقاس، يقهقهون وهم يستحضرون صراعاتكم التي دسّوها لكم بقليل من الحيلة مع إخوانكم، في الداخل وفِي الخارج، حتى صدّقتم أَنَّكُم فعلا تناضلون من أجل القيّم الإنسانيّة، ومن أجل الديمقراطيّة والحريّة والحداثة..
أَيُّهَا السّادة الحكماء والعقلاء بالرّيف،
قد يحدث أن نتحمّلكم، أن نتفهّم أَنَّكُم تحت وقع سحر أسود لعين أصابكم، أن نتقبّل أفعالكم، وردود أفعالكم المنفعلة، الخارجة عن إرادتكم، وقد يحدث أن نستوعبكم داخل نسيجنا الذي نحاول جميعا أن نرمّمه بآلامنا وأحلامنا، بانكساراتنا وإصرارنا، بمعاناتنا وصبرنا، بجراحاتنا وشجاعتنا، وبالكثير من عناد شحذ ذاكرتنا الجماعية وخصوصياتنا المشتركة بين أهالينا في الشّمال، وقد يحدث أن تكونوا حجرة عثرة في طريقنا نحو رسم آفاقنا المستقبلية بعيدا عن وصايات الرّباط التي يريدون فرضها علينا من خلالكم، إنّهم يعسكرون الرّيف بكم، عسكرة لا ترونها، لكنّنا نستشعرها، نلمسها ونراها جليَّة في جميع مناحي حياتنا، لقد جعلوكم جنودا علينا، تفتّشون في أفكارنا، تتحسّسون نبضات قلوبنا، تحرسون أحلامنا، قناعاتنا ومبادئنا أن تزيغ عن أهدافهم المرسومة بكم، وأكثركم مرّسوهم على الوشاية باسم التّنظيم، وهذا أمر ليس يخفى على أحد داخل تنظيماتهم/كم التّي تعجّ بالصّراصير والمخبرين والواشين، أصبح من خلالها التمييز بين الرّفيق والرّقيق الواشي أمرا مستحيلا، ومنهم من تدرّجوا مراتب الوشاية حتى تقلّدوا مناصب رفيعة في مؤسّسات الدّولة، وأنتم أقصى ما يمكن أن تلعبوه، عندما يجيّشون عواطفكم، أن تكونوا رجال إطفاء طارئين تسيّجون نار الغضب الشعبي من أن يمتدّ إلى الرّباط، وإلى رؤوس الفساد الذّين يشاركونهم زعماؤكم الكثير من المصالح المتبادلة، ففي الوقت الذّي تقدِّمون فيه تضحيات جسام، ظَنّا منكم تخدمون قضيّة عادلة، يضعون رهاناتهم عليكم في الرّباط على أنخاب النّبيذ، وكؤوس الويسكي تزيّن موائدهم ببائعات الهوى في المنتديات الراقيّة، يطلقون الضّحكات عاليّا، يقهقهون وهم ينظرون إليكم تتناتفون مثل الديّكة في حلبة أحسنوا تسييجها وتطويقها، يحدث كل هذا ونحن كلّنا إيمان أَنَّكُم لستم على ما أنتم عليه، بل أنتم عجينتكم من طين الأحرار، اختلطت دماؤكم بالشّهامة والشّجاعة، ومصيركم أن تستفيقوا يوما من هذا السّحر الأسود اللّعين الواقع عليكم..
أَيُّهَا السّادة الحكماء والعقلاء بالرّيف،
قد تعتقدون أنّنا نتبلّى عليكم، أو على الأقل كما يفهونكم من الرّباط، شوفينيّين ورجعيّين، رغم أن كلّ دراساتنا وأطروحاتنا تستقي من العلوم الحيّة التّي هجرتموها قصرا، ورغم أنّنا نحاججكم بالعلم والوقائع والأحداث، إلاّ أنّ اللّؤم قد استحكم فيكم حتى صرتم تتماثلون معهم في ذات الصّفات، وذات الأفعال، وفي ذات العداء الذي حمله أجدادهم لأجدادكم، عبثا نحاول أن نستقرأ إنسانيتكم باستفهام الهوّية، ونسائل ضميركم بسؤال الإنتماء، بالعبث ذاته تستغبوننا بمرور الوقت، نتناسا كي لا نجرحكم، وفِي كل مرة نقول هذه المرة قد استفاقوا، حتى أتى الحراك الشعبي الجماهيري الريفي، ناصبتموه، نهارا جهارا، عداء مستميتا، تجنّدتم، كبيركم قبل صغيركم، راديكاليّوكم قبل مخزنيّوكم، كي تقتلوه، كما فعلتم مع حركة عشرين فبراير، وصفتم ناصر، قائد الحراك، ومفجر الغضب الشعبي، باعترافكم أخيرا على مضض يخفي غابة من المؤامرات، بالدّاعشي، واجتهد كبيركم في التّحليل الرّصين وسمّاه -عاو عاو-، ورحتم جميعكم على النّهج المرسوم فوصمتم نشطاء الحراك بأصحاب الهدر المدرسي، سيرًا على نهج نبيلة منيب في وصفها لإلياس العماري، وإن كان هذا الأخير منكم وإليكم، وتهكّمتم على الملفّ المطلبي الذي صاغته الجماهير الشّعبيّة، واستهجنتم عدم إشراك ما أسموتموه عنوة -القوى التّقدميّة والحداثيّة-، رغم أنّ الحراك أنتج موقفا واضحا مِمَّا أسماه بالدّكاكين، سياسيّة كانت أم حقوقيّة أم نقابيّة، لم تحترموا إرادة الجماهير الشّعبيّة، وسعيتم بما أوتيتم من المكر واللّؤم كي تقودوه إلى حتفه الأخير، تتماهون إلى أبعد الحدود في نهج المخزن، حيث يغيب هذا الأخير تحضرون أنتم نيّابة عنه، حتى صار هذا الأخير لا يقضي أمرا بدون استشارتكم، والأخذ بنصائحكم، في مؤسّسات وسيطة، كالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومن داخل تظيماتكم المركزيّة، السّياسيّة الدّيمقراطيّة التّقدّميّة، إلى أن شنَّت الأجهزة القمعيّة المغربيّة سلسة اختطافات واسعة في صفوف الجماهير الشّعبيّة، فاجتهدمتم لامتصاص الغذب الشّعبي، سوّقتم للمناظرة الوطنيّة حول الوضع في الحسيمة، وليس في كل الريف تقزيما مقصودا، شارك البعض منكم فيها، تنظيرا وتنظيما، في ما وقف البعض الآخر في وضع ما يشبه عمليّة البخّ على النَّار لتنطفئ بسرعة..
أَيُّهَا السّادة الحكماء والعقلاء بالرّيف،
يؤسفنا أن نخبركم، رغم أنّكم أعلم منّا، بأنّ إخوانكم تعرّضوا لأبشع أنواع المعاملة الحاطّة بالكرامة الإنسانيّة، عُذِّبوا ونكَّلوا بهم، وصفتهم الأجهزة القمعيّة بأبشع النّعوت، من أولاد -صبليون-، وأولاد العاهرات، هدّدوهم باغتصاب أمّهاتهم وأخواتهم، أجبروهم على التّوقيع على محاضر مفبركة، وهم الآن ممدّدون في زنازين انفراديّة، مصابون بالمرض والوهن، يخوضون إضرابات عن الطَّعَام والماء والسّكر، حتى صارت أجسادهم هياكل عظمية متحرّكة، يوزّع عليهم الجلاّد سنوات ثقيلة من السّجن، بهم يحاكمون تاريخكم، يحتقرون زعماءكم، يستهزؤون من رموزكم التّاريخية، ويستخفّون بأسر وعائلات إخوانكم المختطفين، وأنتم ماذا تفعلون؟، تحاولون عبثا أن تقنعونا بأنّ الشّباب لم يكونوا أكثر من متهوّرين، بدون بوصلة، بدون تنظيم، بدون خطّة استراتيجية، بدون أهداف، بدون وعي بالصّراع الطّبقيي، وبدونكم يستحقّون كلّ ما يقع لهم، تطلقون دعوات الوحدة المغشوشة، تتعاملون مع المختطفين بانتقائية كريهة، وبذات العبث المتأصّل فيكم تحاولون أن تفهمونا بأنّكم أشدّ خوفا على المعتقلين منّا، فأصبحتم بقدرة قادر تستدلّون بناصر وتناصروه، تتشبّثون بسقف الملفّ المطلبي، تختصرون الحراك في المطلب الخبزي الصّرف، تقيسون مطالب الحراك بترموميتر مطالبكم الذاتيّة الفرديّة الأنانيّة، تجتهدون في التّدليس السّياسي، وتغافلتم، عمدا متعمّدا، بأن إنهاء العسكرة بالرّيف يتجاوز السّقف السّياسي إلى إنهاء كل مظاهر الإستعمار بالريف برمّته، ترسمون صورة قاتمة من فوبيا المقاربة السّياسيّة لملفّ الرّيف، تنشرون المخاوف على طول الخطّ من أن يقترب ملفّ الرّيف من السّقف السّياسي، تقفون سدّا منيعا من تدويل الملفّ، تحصرون قضيّة المختطفين، وقضيّة الرّيف، في الشَّأْن الداخلي، تعزلون إخوانكم، وقضيّة الرّيف معه، عن العالم، بدعوى الخوف من إغراق المعتقلين..
أَيُّهَا السّادة الحكماء والعقلاء بالرّيف،
يسعدنا أن نرفع إليكم تحايا المحبّة من إخوانكم المختطفين القابعين بالسّجون المغربيّة، ويسعدنا أيضا أن نرفع إليكم معنويّاتهم الموصولة بخيط من حديد إلى إراداتكم المستقلّة والنّزيهة، فهم لم ينكسروا، ولم يبدّلوا تبديلا كما فعل كثير منكم، بل هم مازالوا أقويّاء بشموخهم، مازالوا على القسم والوفاء للجماهير الشّعبيّة، رغم السّجن والمعانات، رغم المحاكمات الجائرة والمستبدّة، لا يتسلّل الخوف إلى قلوبهم، إنّهم بإرادة من فولاذ، يرافعون باستماتة في محاكم التفتيش المغربيّة، يعطون دروسا في الصَّبر والجلد والتّحدي من داخل زنازينهم، يحاججون الجلاّد بذهن صاف واع بمصيرهم، وقودهم أنتم جميعا، وأملهم أن تستفيقوا من غفلتكم، فتنظيماتكم خذلوهم، فهم لم يرفعوا تقريرا واحدا مفصّلا عن أحداث الرّيف للمنتظم الدّولي، بهيآته الحقوقيّة، ومنظّماته الدّوليّة، وبرلماناته الأوروبيّة، ومؤسّساته الإنسانيّة، وهم حريصون أن لا يفعلوا مستقبلا، وإن فعلوا سيكون من أجل ابتزاز النّظام المغربي، كما فعلوا بسنوات الجمر والرّصاص، وهم بارعون في ذلك، ولن يتوانوا عن الإرتماء والرّكوع عند عتبات أبواب قصور السّلطان، كما فعل كثيرون منهم، فصاروا إقطاعيين وأصحاب الضّيعات والحسابات البنكيّة الضّخمة، ورأسماليّين متعفّنين تنكَّروا لرفاقهم المبدئيّين مثلكم، فالعبرة، كل العبر، بالخواتم لا بالبدايات، لأنّها أصدق إنباء من الشّعارات، وآخرون ينتظرون دورهم بصبر وجلد كبيرين، فلا تصدِّقوا أَنَّكُم تجمعكم بهم وحدة التّنظيم والهدف، فهم سيبيعونكم مثل الخراف عند أوّل سعر يقدّمه السلطان، ولكم في شهدائنا بحركة عشرين فبراير، وباقي كلّ الشُّهَدَاء، خير دليل، فقد راحوا خلف التّحقيقات مع النيّابة العامّة إلى أبعد الحدود، ولَم يعودوا لليوم، فلا تكونوا على إخوانكم عيونا بصّاصة، ولا يدا بالتّقارير دّوانة، ولا لسانا بالوشاية همّاسا، ولا تستقووا الجلاّد على إخوانكم القابعين في سجون الذّل والعار، ولا تكبّلوا الأحرار باسم الخوف على المختطفين، ولا تبخّسوا الإرادات الحية، فهم على الأقلّ صادقون في ما يفعلون، ولا تصادروا حقّهم في الحلم، كما نحلم جميعا بوطن أفضل، تسوده الحرّيّة والكرامة والعدالة الإجتماعيّة، تحت أيّ راية كانت، وتحت أيّ شكل من أشكال الدّول الديمقراطيّة المتعارف عليها عالميّا..
أَيُّهَا السّادة الحكماء والعقلاء بالرّيف،
لا يغرّنكم اصطفافكم الأعمى للتّنظيمات، كلاسيكيّة كانت أو إديولوجيّة، ولا استقوائكم بها على إخوانكم، ولا احتمائكم بداخلها، فهم يصنعون جيلا من الضّباع، جيلا مهلهلا بالشّعارات الثّوريّة الفارغة، جيلا يتوشّح الشّالات، جيلا مغتربا في وطنه، جيلا بدون أفق سيّاسي، جيلا جاهلا بانتمائه الجغرافي والهويّاتي، غير مدرك بتمايزه الإثني والثّقافي والحضاري، جيلا بشواهد عليا بالكاد تستطيع أن تستخلص فكرة واحدة واضحة بالكثير من الجهد، هذا دون احتساب الأخطاء الإملائيّة والنّحويّة القاتلة في كتاباتهم، هذا إذا احتسبنا ما يكتبون ويدوّنون كتابة، فهم يتعسّفون على اللّغة، كما يتعسّف الجلاّد على المختطفين، يسيؤون لكم، ولا يشرّفونكم، يفضحون تعاليكم النّخبوي الماسخ، يجزّون بكم في معارك ليست من مقامكم، معارك تجاوزتكم، وتجاوزت كتاباتكم المملّة بالتكّرار، والغارقة في النّزوعات الإديولوجيّة ما قبل سقوط جدار برلين، وانهيار الإتّحاد السّوفياتي، وتجاوزت تحليلاتكم العقيمة والجامدة، لا تراعي تطوّر المجتمع، ولا تراكماته وتجاربه الإنسانية، إنكم تقيسون الحاضر بمقاييس الماضي، وتفسرون الوقائع بما لا يستقيم من التّحاليل، فانعزلتم عن الجماهير الشعبية، وشيّدتم بروجا من القطيعة، فها هو المختطف محمد جلّول، أيقونة الحراك، وشيخ النضال الحقيقي، الذّي كُنتُم تستدلّون بحكمته، ورجاحة عقله، يريد أن يعيدكم إلى صفوف الجماهير الشّعبيّة من داخل أسره، فهو ليس ضدّ أي تصعيد، بل هو معه بشكل من الأشكال، يدعوكم بذكائه المعهود، وفطنته الرّاجحة، وبدون خوف، ولا يتنكّر لإخوانه، ولا يستعير منهم، أو يخجل من معرفته وصداقته لهم، فلا تتّخذوه هزؤا، ولا تتنكّروا له، ولا تتموقفوا منه، ولا تديروا له، وللمختطفين كافة، ظهوركم، ولا تُوَلُّوا الأدبار، وعودوا إلى صفوف الجماهير الشّعبيّة، انزلوا من أبراج وهمكم العاليّة، فلا تتعالوا على الوعي الشّعبيّ، ولا تفرضوا عليهم دعواتكم إلى الوحدة، لأنكم لا تجتمعون إلاّ لتتفرّقوا أكثر مِمَّا أنتم عليه من التّفرقة، ولا للتّنسيق، لأنّ تنسيقيّاتكم انقساميّة، كونوا مع الوعي الجماعي، وليس ضدّه، وإن لم تستطيعوا وخفتم على إيجازاتكم وعطلكم الصّيفيّة، فأقّل الإيمان أن تلتزموا الصّمت، وتنخرسوا إلى الأبد..
وفِي الأخير، نرجو منكم، رجاء لا ينقطع، أن لا تأخذوا رسالتنا بعين أحكام قيّمكم الجاهزة المعهودة، بل قاربوها بالتفكير في ما قلناه، بهدوء وتفكير عميق، قد نكون على خطأ، وقد تكونون على صواب، فنحن لا نكرهكم، ولا نحطّ من قدركم، ولا نزدريكم كما تفعلون، بل سيكون فخرا لنا جميعا أن نكون ذاك الشّعب الذّي أعطاه قائدنا وزعيمنا الرّوحي فرصة للحياة، سنكون سعداء لو أَنَّكُم تصارحوننا بما يخطّطون لنا من تنظيماتهم/كم المركزيّة في الرّباط، سيكون هذا عربون محبّة وأخوّة ريفيّة من طرفكم، ومعبرا إلى قلوب الجماهير الشّعبيّة بالرّيف، ولنحدّد مصيرنا الجماعي بكلّ مسؤوليّة، بعيدا عن هؤلاء الذّين يتاجرون بمعاناتنا وآلامنا، ولكم منّا كلّ التّحايا، وكل المحبّة..
#منير_الكرودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-العمل التطوّعي بين الإلتزام والتملّص..-
-
-سجين وسجان..-
-
-سجن بحجم الوطن..-
-
محمد الساسي ومشروع القومية العربية
-
جهوية سياسية ديمقراطية تستمد سلطتها وسيادتها من الشعب
-
الإستثناء المغربي يتهوى أمام ضربات احتجاجات حركة 20 فبراير ب
...
-
الحركة الأمازيغية ، القناع ... ، أو الوجه الآخر للمخزن ...
المزيد.....
-
مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف
...
-
مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي
...
-
الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز
...
-
استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
-
كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به
...
-
الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي
...
-
-التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
-
أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
-
سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ
...
-
منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|