|
العقل الإخباري بين حمل الأسفار وتقديس الآثار
عبد الملك بن طاهر بن محمد ضيفي
الحوار المتمدن-العدد: 5839 - 2018 / 4 / 8 - 11:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
العقل الإخباري بين حمل الأسفار وتقديس الآثار نقطة البحث [ لن تكون تابعا منقادا إلا إذا رأيت في الناس أسيادا يملكون حق توجيهك فكرا واعتقادا ] إذا كنت تعتقد أن ماضيك يعيش فيك فاعلم أنك عندما تقدسه سيلغيك وعندما تلعنه سيعاديك وإذا حاولت استصحابه فسيعيقك ويلهيك ولن تستفيد منه ما دام فيه ومنه ما يؤذيك فاعمل على تحقيق ونقد ماضيك ثم اعبره إلى مستقبل لا تكرر فيه مخازيك وليكن حاضرك المكان الذي تحقق فيه أمانيك والزمان الذي يئد أخطاء ماضيك ولا يقطع مع محاسنه التي كانت وما زالت تثريك وتؤثر فيك لا تلتفت إلى الماضي لتساكنه ولا تُعرض عنه لا تقدسه ولا تلعنه بل حاوره لتحرره وتتحرر منه ولا تتوقف كثيرا أمام المخدوعين الذين يصدقون إفك الكهنوتيين بل حُل بينهم وبين وصاية الإخباريين الذين لا يزيد دورهم على النقل ولا فرق عندهم بين منقول لتنوير العقل وآخر لتكثير الجهل سل السلفيين مِن أهل الكتاب يهودا ومسيحيين ومسلمين مَا المُقَدَّسُ مَنِ المُقَدِّسُ وَلِمَاذَا يُقَدَّسُ؟ أيها اليهودي إذا كنت تعتقد أن دينك هو دين الحق وأن أتباعه هم صفوة الخلق فهلا أجبتنا هل معالم هذا الحق الذي تدعيه واضحة هل طريقه مستقيمة لاحبة هل كل مذاهب كهنتك تمثل ملتك هل هذا القتل الذي تمارسه مشروع في ديانتك ما موقفك من باقي الأديان وهل في دينك ما يدعوك إلى احترام حقوق الإنسان ولماذا تقدس تعاليما تدعوك إلى احتقار المرأة وسلبها كل حقوقها لماذا تستقذرها لماذا تعاملها معاملة البهائم لا حق لها في الميراث بل تُورث وتباع مثل ما يباع المتاع هل في كتابك الذي تقدسه ما يجعلك تلعن المسيح وتكفره ثم تتقرب بدمه إلى المحتل ليقتله وأنت أيها المسيحي هلا أجبتنا عما سلف من أسئلتنا لنسألك عن الملكوت ومن يدخله وعن متبوعك وأقانيمه وعن دينك وتعاليمه هل متبوعك رسول لخراف إسرائيل الضالة أم أنه مرسل إلى الناس كافة هل هذا التكفير المتبادل بين طوائف المسيحيين من ثوابت الدين ما موقف المسيحيين من المخالفين السابقين واللاحقين كاليهود والمسلمين لماذا نجد في الكتاب المقدس حضا على التمييز بين الناس على أساس الأعراق والأجناس لماذا جعلت أيها المسيحي من الزواج سجنا مقدسا لا تهدم أسواره إلا إذا هتكت أسراره وأنتم أيها المسلمون إذا كنتم تعتقدون اليوم أنكم الوحيدون الناجون وأن كل مخالفيكم هالكون فلماذا لا تبينون للناس الطريق القويم والصراط المستقيم الذي يوصلهم إلى النعيم وينجيهم من الجحيم ألا تجيبون؟ هل السنة هم الناجون وما حكم الشيعة عندهم هل هم مسلمون وإذا كان الشيعة هم الناجون فما حكم السنة عندهم هل هم ناجون هذا بين الطائفتين فما حكم الخلاف داخل الفرقتين ما حكم الأشاعرة عند الحنابلة وما حكم الصوفية عند الخوارج وما حكم المعتزلة عند الظاهرية وهل وصل الخلاف بين هذه الفرق إلى التكفير هل تقاتلوا هل سالت الدماء وهل تعاملوا تعامل الأعداء وكذلك الأمر بين فرق الشيعة كالإمامية والعلوية والإسماعلية والزيدية وهل شق الخلاف حتى صف الفرقة الواحدة كالذي حدث بين الصفرية والجارودية مثلا إذا كان الله قد استخلفكم وأمركم بالبلاغ عنه فهل يوجد اليوم مستخلف غيركم أم أنكم الوحيدون المؤتمنون على الحق المأمورون بهداية الخلق وإذا كان الأمر كذلك وأن كل من خالفكم هالك فما هو هذا الخير الذي تحملونه وكيف يمكن للناس الانتساب إلى هذا الحق الذي تدعونه هل هو الإسلام المدون في كتب تراثكم هل هو القران والسنة بفهم سلف الأمة وأي كتبكم هي التي تفسر وتشرح وتبين للخلق دينكم أهي كتب الشيعة الإمامية كالكافي وغيره أم كتب المحدثين كالبخاري ومن وافقه أم كتب المذاهب أم كتب القائلين بخلق القران مثل مفتي سلطنة عمان أم كتب الوهابية أم المراجع الأزهرية أم كتب وكتب وكتب وكتب ووووووو وبأي سلف الأمة تقتدون أبمالك والشافعي أم بالكشي والطبرسي أم بابن القيم أم بالرازي أم بالحلاج أم بابن حزم أم وأم وأم وبعد كل هذا الخلاف والتدابر بين الطوائف والملل من كل الأمم من يملك القول الفصل من يستحق لقب العالم وشرف العلم ومن الموصوم بالجهل وما السبب في كل هذا الشنآن بين بني الإنسان هل هي حقيقة الأديان أم طبيعة الإنسان وهل المعرفة متاحة ممكنة في حدود قدرات ومؤهلات الإنسان بعيدا عن كل ضرب من ضروب العلم الغيبي الروحاني وعن كل درب من دروب الماورائي غير المحسوس أو الملموس المشهود للعيان هل الهدى والفلاح ممكنان بعيدا عن أي قبس من الإلهام أو الوحي العلويان هل الشك واليقين لا يجتمعان هل هما متعارضان متناقضان متباينان أم أنهما متشابكان متلاحمان أم متكاملان يمثل أحدهما المقدمة الطبعية وأحيانا الضرورية لحصول وتحصيل الثاني أم أنهما طرفان معرفيان يُمكن أحدهما من المعرفة ويُمكن لها الثاني أم هما منهجان قويمان وطريقان مستقيمان يفضيان بالإنسان إلى بر الأمان أم هما مرحلتان من مراحل سير الإنسان في طريقه إلى حقيقة الحقيقة بعد تحقيق الإيمان أي أنهما طرفان ضروريان حتميان لازمان للكمال المعرفي والجمال العرفاني أم أنهما ملازمان للأول منفصلان عن الثاني أم أن كل ما سلف عرض من أعراض الخرف أو مرض من أمراض الخبال والهذيان وفي أحسن أحواله لا يخرج عن عالم الخيال والأماني ولعل متهم الأديان لا يدري أنه ثمة وزران أو لعنتان تنوء بهما كواهل الكهان -أولهما تغييب الله وطرده من القلوب والأذهان ليحل محله تاريخ الأديان -ولا يتم ذلك إلا بجعل الفهم والتأويل بديلان عن الكتاب المقس والقران وهذان هما المصدران الحقيقيان لسلطة وسطوة محتكري الإيمان ما جعل من المتمشيخ والصوفي والسلفي والحركي والجهادي وكل لص ديني يتصدر لإنتاج المعرفة وصنع المعاني ليصبح هذا الجاني في أغلب الأحيان الجهة الشرعية والوحيدة المقررة لشكل الاجتماع والعمران وهذا ما ظهر جليا للعيان في هذا الشرق بعدما وسد الأمر إلى الوهابية والإخوان الذين يستبيحون بلادي ويرابطون على حدود فلسطين يقتلون السوريين يفجرون المصريين يروعون اللبنانيين يسبون الإزيديين يحرقون المسيحيين يكفرون المسلمين يستهدفون الدروز الموحدين يغتالون العلويين يشردون الإسماعيليين يهجرون الصابئة المندائيين يعادون السريان والآشوريين يستبيحون مخيمات الفلسطينيين يقاتلون جيوش العرب والمسلمين ولا يطلقون رصاصة على الصهاينة المحتلين والأزهر الشريف جدا وجل المفتين والوهابية ووعاظ السلاطين ما زالوا إلى اليوم ينسبون قطعان الهمجيين الإرهابيين المتوحشين إلى المسلمين الذين لم يتخلصوا بعد من وصاية الإخباريين فالعقل الإخباري هو المرجع الحقيقي لكل القتلة الهمجيين المتوحشين وكل ما يصدر عن الإرهابيين مثبت مدون في كتب وعقول الإخباريين لذلك لا تستغرب موقف الأزهريين وغيرهم من الكهنوتيين الذين لا يزيد دورهم على تكريس وصاية الإخباريين ولا تخرج معارفهم عن التلقين تحملا وأداء لتخرج معاهدهم قتلة أو فقهاء لا يروننا إلا جهلة أو أعداء فإذا لم يمت في أرضنا ببغاء إخباري يمجده القطيع فليمت الجميع ما دام في هذا الشرق غباء اختياري يجدده الربيع
#عبد_الملك_بن_طاهر_بن_محمد_ضيفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحبيب بورقيبة: قوة المنهج والضلع الأعوج
-
متى تخرج الإنسانية إنسانها من إهابه ليكف إنساننا عن توحشه وإ
...
-
سؤال الهوية
-
بنياه تقلد وسامي: وسام الحب والسلام
-
نقد وتحليل وجوه عزازيل
-
الكلمات والمعاني
-
الطائفية الدستورية
-
تميمة الجهاد
-
سؤال العقل؟
-
أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل كذبة صهيونية وأحموقة عرب
...
-
التسامح يبعدك عنك ليقرب الآخر منك
-
أمت أناك تنهض أمتك وتتحقق رؤاك
-
مَا المُقَدَّسُ مَنِ المُقَدِّسُ وَلِمَاذَا يُقَدَّسُ؟
-
ما علاقة المتأول بالمعنى الأول؟
-
ما الذي يجمع بين أبي عثمان وبين نابغة اليونان؟
-
التحرش ينتهك حرمة المكان والزمان ويهدر كرامة الإنسان
-
وليد التليلي: شاعر بلا نخبة أديب بلا مرتب ولا رتبة مبدع في ز
...
-
لماذا تعج أرض العرب والمسلمين باللاجئين الأوربيين؟
-
مت أيها العربي ولا تبالي
-
لا نموت ولا تحجبنا القبور
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|