أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - الحرب التي لا تنتهي !















المزيد.....

الحرب التي لا تنتهي !


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 5838 - 2018 / 4 / 7 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




يذهب بنا الاعتتقاد مباشرة، إثر تصريحات روحاني، بإعلان نهاية الحرب في سوريا، الى أننا امام يالطا جديدة، وأن الاطراف الدولية قد سلّمت أخيراً بنتائج حرب الآخرين ضد السوريين، وأن المنتصر يتوّج اليوم نفسه ذي ملك غير محدود في أرض ليست له، وعلى شعب اقتلع من بيته في غفلة من زمنٍ تسيّد فيه الصمت المطبق على الجريمة المنظمة في سوريا منذ سبع سنوات. فهل كان روحاني يدرك تماماً ما يرمي إليه ؟ أم أنه يُشاطر ترامب رمي الحصى لاختبار ردود الفعل، وتأكيد الوجود على المسرح الدولي، في ظل تنامي تعقيدات المشهد السوري؟
تبدو قمة أنقرة، وكأنها ترسم خواتيم الحالة السورية ونهايات المعارك، التي تخوضها أطراف التدخل والتأثير في مسارات الحرب، كلٌ وفقاً لسياساته وأهدافه. لم تكن تلك- بأية حال - هي حرب السوريين، ولم تصعد قراهم إليها، ولكنها جرتهم إليها بالقوة، فأصبحوا أداتها وحطبها، ووحدم من يتذوقون ويلاتها، ويتحملون نتائجها وأعباءها. ثم تأتي المبادرات لتلعب دوراً رئيساً في تحديد المصائر، وتمنح أطرافاً دولية أو أخرى حقوقاً غير مشروعة في رسم صورة المستقبل، عنوة، دون مشاركة السوريين، ورغماً عن إرادتهم بالتغيير.
الحرب مستعرة، وثمة فصل جديد في إذكاء الحرائق، تشهده الساحة السورية، وتنتقل فيها الخرائب من منطقة الى أخرى. وتتجدد فيها الأهداف والغايات، ويتم التوافق فيها على قواعد وأسس الانجاز والانتقال الى مرحلة تالية. هذا ما شهدناه، منذ أن بدأت روسيا حربها ضد السوريين قبل مايقارب من أعوام ثلاثة، لم تُخف فيها أهدافها، واستخدامها مختلف أنواع الأسلحة، بما فيها حق النقض في مجلس الأمن، فتمكنت من تحقيق تغييرات حاسمة على الأرض، ترافقت مع جهود ديبلوماسية وسياسية كبيرة، على المستويين الإقليمي والدولي، ولعل من أهمها هو خفض مستوى تفرد إيران العسكري، لصالح التدخل الروسي، واستمالة الطرف التركي، الذي يعاني من خلل في العلاقة مع الناتو، والولايات المتحدة، بشان الملفين الكردي والسوري. وترافق ذلك مع مساعٍ حثيثة لتعطيل مفاوضات جنيف، وتسويق ادعاءتها بمحاربة القوى الارهابية في سوريا، بما فيها المعارضة. والتي كانت كانت هدفاً رئيساً في معظم عملياتها العسكرية المبكرة.
أيا تكن الظروف الدولية، فإن قمة أنقرة جاءت بعد ان تمكنت أطرافها من تفكيك أهم القوى المسلحة على الأرض، وحصر ما تبقى منها في مناطق محدودة، خاضعة للسيطرة والمراقبة، وهي – بصورة أو بأخرى- ستكون أمام نتيجتين لا ثالث لهما: إما القضاء عليها عسكرياً، أو احتوائها وتفتيتها. فقد تمكنت إيران وروسيا، بعملياتهما المباشرة، أو من خلال دعم عمليات النظام السوري، الى تحجيم ومن ثم إنهاء دور الفصائل المسلحة، كما تمكنت تركيا، من هزيمة حزب العمال الكردستاني، وطرده خارج أهم قواعده في الشمال السوري: عفرين. ونجحت في خفض مستوى التهديد الذي كان يتربص بأمنها القومي.
وفي الواقع، فإن ما حدث في الغوطة، ترى فيه روسيا وإيران ونظام الاسد نجاحاً لحملاتها العسكرية، والتي تزامنت مع حصار التجويع والتركيع، المستمر منذ ست سنوات. وقد ساعدت سياسات الفصائل العسكرية المناوئة للأسد، على الدفع بالوصول الى تلك النتائج الكارثية على المدنيين السوريين، وعلى تمكين الاطراف الاحتلالية من بسط سيطرتها على المناطق التي يتم تفريغها من المقاتلين والسكان والعمران على حدّ سواء.
دون النظر الى أسباب التغول الروسي الإيراني في سوريا، فإن النتائج التي تمثلت بالتدمير المهول، وفي إضعاف جميع قوى المعارضة السورية الى درجة صفر في التأثير والمبادرة السياسية، فإنها قادت الى محاولة انتزاع شرعية حيازة الملف السوري، بكل أبعاده، وهذا ما يعمق التجاذبات المتواترة المستمرة، في العلاقات الدولية، بين الأطراف المتدخلة مباشرة في الشان السوري. وترى موسكو أنها قادرة اليوم، على فرض المسار السياسي الذي تختاره، للحل في سوريا، خاصة في ظل توافق وتنسيق مع تركيا في المقام الأول، وتفهم إيراني لطبيعة التوافقات الجديدة التي من شانها أن تمنح إيران دوراً أساسياً في أية مفاوضات تستهدف تسوية الملف السوري لاحقاً، في مواجهة المواقف الاوروبية والأمريكية التي تسعى للحد من الدور الإيراني في المنطقة، مع استبعاد أي دور للأطراف العربية الداعمة للثورة السورية.
في المحصلة، تستغل اطراف قمة أنقرة، كل الظروف السياسية والعسكرية والأمنية المتاحة لها في المنطقة، نتيجة لهيمنتها، وتعمل معاً لتقاسم النتائج، وفي رسم حدود المنافع والمصالح، آخذة في الاعتبار، أن المنطقة أصبحت واعدة بالنسبة لجميع الأطراف بما فيها فرنسا وبريطانيا إضافة الى الولايات المتحدة، وأن تفاهماتها البينية سوف تفرض أمراً واقعاً، لا يحول دون الاعتراف بمصالح الآخرين، حتى وإن تعارضت معها. ولذلك فإن أنقرة وموسكو وطهران، حددت ملامح المرحلة القادمة، بإنهاء تواجد أي فصيل عسكري، والتعاون معاً لانجاز خطة سلام تقوم على مخرجات أستانا وسوتشي، ووضع خريطة للقطاف الامني والاقتصادي معا، عبر مشاريع إعادة الإعمار، وإعادة المهجرين الى مناطق الحماية الجديدة، وإعادة تدوير المشكلات والتهديدات المتصلة بكل طرف، بما يحقق حضوراً مؤثراً في المنطقة..خطط قد لا تبدو ممكنة بعيداً عن المشاركة الأمريكية.
في الولايات المتحدث، تبدو قمة أنقرة، وكأنها محاولة للتحلل من القبضة الأمريكية، والتي تشهد غموضاً استراتيجياً في لحظة " الفراغ " السياسي القائم، وفي العلاقة الغير مستقرة بين مؤسسات الإدارة الأمريكية، والتعثر في المواقف، وفي الصراع الخفي بين تياراتها، بشان الوضع في سوريا، وفي الموقف من تنامي الدور الروسي، الذي بات يُنظر إليه بمثابة اختبار روسي لاستعادة الحرب الباردة، بما يمنح موسكو دوراً أكثر فاعلية بعد ربع قرن على سقوط الاتحاد السوفييتي، وكأن الحالة السورية كانت ضرورة لذلك.
لم تكن الحرب هي غاية السوريين، انتفاضتهم ضد الاستبداد، وسوف تبقى، ما بقي الطاغية، وما بقيت يد العدالة بعيدة عن محاكمة مجرمي الحرب. وإعلان روحاني الباهت عن انتهائها، ليس سوى تأكيد على مواصلة الاستفراد في الحرب على السوريين، قتلهم وتدمير بلدانهم، بوحشية لم يُعرف لها مثيلاً، في ظل صمت دولي، هو أقرب الى الشراكة، منه الى التغاضي.



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا: المغيبون والمصير المجهول
- تجليات وأوهام سوتشي
- عفرين والمصير المرير
- سوتشي: الهروب من استحقاق جنيف
- تبخّر داعش .. وتمكين الاحتلال في الرقة
- حلم كردستان بين الحصار والخذلان
- الرقة على مذبح روما
- جرائم الحرب والإفلات من العقاب
- واشنطن وسياسات الاحتواء
- تغيرات الموقف الفرنسي إزاء القضية السورية
- الرقة بين التحرير والتفريغ
- خطوط متقاطعة في معركة الرقة
- نظام المحرقة الأسدية المدلل
- الرقة: سجال حول المجالس المحلية وحرية الصحافة
- منطقة الفرات وتحولات السياسة التركية
- فيتو مزدوج و رسائل قاتلة
- مؤتمر جنيف والحرب على داعش
- الترامبوية : عنصرية صادمة و سياسات مقلقة
- مؤتمر أستانا و تعويم الأسدية
- إشكالية التنظيم السياسي للمعارضة السورية


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - الحرب التي لا تنتهي !