شفيق التلولي
الحوار المتمدن-العدد: 5837 - 2018 / 4 / 6 - 12:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في العام 1983 كان مخيم جباليا يتهيأ للخروج في تظاهرات عارمة، وتحسباً لذلك قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بجمع "الكاوتشوك" إطارات السيارات المستعملة ووضعها في "المركز" ثكنته العسكرية الواقعة وسط المخيم.
وفي صبيحة اليوم التالي هب أهالي المخيم وساروا بإتجاه المركز يرجمونه بالحجارة والزجاجات الحارقة حتى اشتعلت تلك الإطارات، اقتحموا المركز بعد أن خلا من جنود جيشهم الذين هربوا لهول النيران المشتعلة، ورفعوا علم فلسطين فوق سارية المركز، مما استدعى جلب قوات إسناد أخرى، ولتتمكن من إعادة السيطرة على المركز قامت يإطلاق النار بإتجاه المتظاهرين، فاستشهد العديد منهم وأصيب من أصيب، وفرضوا حظر التجوال على المخيم لأيام طويلة.
اليوم جمع الغزيون إطارات السيارات المستعملة على طول حدود قطاع غزة التي تفصلهم عن أرضهم المغتصبة في فلسطين المحتلة حيث مسيرة العودة الكبرى لإشعالها؛ كي تكون بمثابة ساتر يحول دون قنصهم من قبل جنود الاحتلال المنتشرين على الشريط الحدودي، وبالتالي يتمكنوا من غرس علم فلسطين على تلك الحدود.
ما أشبه اليوم بالبارحة، بالأمس جن جنونهم من تلك الإطارات، فقتلوا وجرحوا، وطوقوا مخيم جباليا، واليوم تُرى هل سيقنص من يغرس علم فلسطين على الحدود بحجة اجتياز شريط الأسلاك الشائكة؟ وأظن ذلك ما هم فاعلون.
لذا وجب الإنتباه ولا داعي لإشعالها؛ لتبقى شاهد وشهيد، فقد وصلت الفكرة وحققت الرسالة هدفها، فكرة أن شعبنا قادر على الإبداع والإبتكار والدفاع عن نفسه، وأن هدف رسالته هو التمسك بحق العودة وتقرير المصير.
أما وإن صار واشتعلت وتغولوا وأطلقوا نيران أسلحتهم بهدف قتل المخيمين بجوار الحدود، فليشهد العالم أنهم لم يتسللوا، إنما تظاهروا سلمياً؛ بهدف غرس علم فلسطين هناك، ولأجل ذلك استخدموا حرق تلك الإطارات؛ لعلها تحميهم من القنص.
"درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"
#شفيق_التلولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟