أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمد بوعلام عصامي - تعليق على تغريدةٍ بُلبلية.. بعنوان البلبل الحزين














المزيد.....

تعليق على تغريدةٍ بُلبلية.. بعنوان البلبل الحزين


محمد بوعلام عصامي
(Boualam Mohamed (simo Boualam Boubanner))


الحوار المتمدن-العدد: 5835 - 2018 / 4 / 4 - 15:36
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


الكثير من الأطفال المغاربة بلابل تعيش على "البلبولة" وطحين من الحبوب في يوميات الخبز الحافي والشاي ركيزة عيشها.. تحلق في السماء حالمة، حافية، مهملة، منبوذة، مقصية، وهم يسرقون ما في أرضها من مناجم.. تسقط الأمطار يعترضون المياه على الوديان بالسدود، يحولون مجاريها تصب في ضيعاتهم الشاسعة، فتموت البلابل بالعطش والإهمال والاحتقار معزولة مهمومة مهملة، فانقرضت تغريداتها في كل فجر جميل وقبيل الغروب حيث صحن الشمس يودع بسلام هلال القمر...

تلك الأراضي التي اغتصبوها من البلابل.. تموت عطشا ولا يرثي لحالها أحد من الثعابين والثعالب.. وتلك حال البلابل أطفال هذا المغارب.. يطل عليهم طائر الكناري بين الفينة والأخرى وراء الجزيرة ويغرد للمشاهد: تموت الأشجار هنا واقفة كي لا تتهدم أعشاش العصافير، ولكنهم يقتلون المعاني في الحياة التي أنشدتها البلابل عبر العصور والأجيال، فتموت المعاني وتموت الألحان البلبلية، لأنهم جاؤوا بالوقواق والغربان والخفافيش تعيث فسادا وخرابا بين الوديان والجبال المنسدلة من أعالي الأطلس والريف حيث مناجم الذهب والماس والنحاس والفوسفاط التي نهبوها وكأنها دراهم معدودة في جشعهم اللامحدود لم نعرف منها إلا دخان المصانع وتقارير عن بيع الأطاا منها في أسواق سوداء والأداء بالكاش، كي تكون خارج الحسابات، وزدها عن أطنان وأطنان أخرى ما خفي منها كان عظيما..

وإلى هذا الحين لم نعد نسمع شذى البلابل ولا ألحانها الشجية.. منذ أصبحت الوقاويق والغرابان هي صاحبة الأنشودة الرسمية، أنشودة رديئة بشعر رديء في أسطوانة كئيبة علينا أن نردد معهم، بالحان تعيسة كاذبة مقيتة،. عاش عاش العام زين العام زين.. أجمل بلد في العالم يبهر العالم.. وهلم جرا من الترهات والأقاويل على "نُفّاخة" خانق هواءها ليس فيها أوكسجين، هكذا بات يردد الوقواق ويعيدها الغراب دون كلل دون خجل دون ملل.. ومن لم يصدّق، وتمنطق في طابور الدل والهوان، يقصف إلى خارج السرب في حصار القمع والتفقير، منبوذ مضطهد.. وهكذا انقرضت كل البلابل خارج السرب، هاجرت أو ماتت في البحور الأطلسية والمتوسطية أو أصيبت بالزهايمر والرهاب حيث أرادوا أن يطبعوها بلون الخفاش وتصرفات الوقواق وجلباب الثعبان وما تلكم طبيعتها ولا لحنها..
تكلم حياة بلابل الأحرار، فما عاش منها بأناشيد الحرية يبطي على القيود في رثاء الحرية، على عهدها تغرد ألحانها الشجية، لكن صوتها بات خافتا بعضها نتلقفه وبعضها يضيع بين الرياح، هنالك في ذلك الأطلس العميق، بات صوت الوقواق والغربان هي العملة المفروضة وعلينا أن نشتري ونبيع... حيث ماتت تلك المعاني منذ كان البلبل يغرد بين الأغصان المخضرّة، لا يعرف غير صفاء السماء وعلياء الحرية، قبل أن تتربص به الثعابين والثعالب وتجعل من صوت الغربان والوقاويق بين الزقازيق هي الأنشودة الرسمية...

ألا ترددوا معي في ذكرى البلابل الحزينة عبارات الحرية، وما كانت تغردة بين أغصان أشجار السنديان الزاهية التي تحيا وتموت شامخة: ردد معي فتلك الألحان من تلك الأعالي هي كل ما نملك، كل ما نلمك من أجل المستقبل من أجل أطفالنا ومن أجلنا: هذا مغربنا هذا عشنا نموت نموت في أعشاشه ولاتستعبدنا الغربان والوقاويق.. نموت نموت أحرار رفعين رؤوسنا إلى سماء السلام وصفائها في علياء جعبتكم العكرة، نموت نموت على أنشودتنا ولا نترك أعشاشنا سائغة للثعابين والخفافيش مصاصي الدماء، ونردد معا كي لا يقول أجيال المستقبل، زورثنا العبودية والحرمان والركوع عن أسلافنا، هذه الأرض لنا حرة، هذا الشجر لنا هذا الأطلس لنا هذا الحب في هذه الأرض من قلوبنا هذا الذهب لنا هذا الفوسفاط لنا هذه المجاري لنا هذه القلاع لنا هذا التاريخ وهذا التراب لنا..
ردد معي عبارات الحرية البُلبلية فوق بلبلة المشعودين والموهومين في صناعة القيود الاستعبادية، ردرد معي هذه الأنشودة لأنها أغلى ما نملك، فنحن صامدون صامدون.. على هذه الأرض صامدون.. وكل ما فيها لأطفالنا ولنا.. ومن أجلها ومن أجل أطفالنا أحرار على درب الحرية.. صامدون صامدون.
هذه أنشودة البلابل فلا تردد وراء الوقاويق والغربان أنشودة الكذب والبهتان، حيث تقتل فيك معاني الحرية.. تقتل فيك معاني الإنسان.
صامدون من أجل الحرية من أجل الإنسان.
على هذه الأرض.. أرضنا الأطلسية صامدون صامدون..

محمد بوعلام عصامي
[email protected]

____________________________________________________
تدوينة:
الشاي والكونياك وتأملات على مداد السطور في مكافحة بني همجون
http://md-boualam-issamy.blogspot.com/2018/03/blog-post.html







#محمد_بوعلام_عصامي (هاشتاغ)       Boualam_Mohamed_(simo_Boualam_Boubanner)#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالة جورج أورويل وأغنية حمادة بن عمر (الجنرال).. من خلفيتين ...
- مغاربة العالم المعاصر بين القرن 20 والقرن 21 بين الأمس واليو ...
- الشاي العتيق والكونياك وعطر الكولونيا وتأملات إنسان على مداد ...
- تعديل في نثرية نزار قباني: الحرية بين الأمس واليوم في مقياس ...
- حنين من الماضي: تلكمُ الأعيادث كلّها ما نرجو منها إلا أن تخل ...
- ارقصي غجرية على أوتار قيثارة كلاسكية ترن بألحان الخريف
- ما يجمعني مع هذا التراب بين ديكتاتورية وظلم الهمج البشري وذل ...
- عن الحجاب: لا للعنف وإجبار المرأة والتدخل في اختياراتها الشخ ...
- نقد عقل الحكم العربي بانعدام الحكامة أمام انكسار القيم المدن ...
- بُنيتي
- وأنت تكافح من أجل حريتك لا تنسى أن تحيا بتلك المعاني التي به ...
- وأنت تكافح من أجل حريتك لا تنسى أن تحيا بتلك المعاني التي به ...
- على أنغام القصيدة
- في أوطان الهمج
- دعني أغرد
- الحقيقة والتضامن مع أفارقة جنوب الصحراء في أحداث الدار البيض ...
- بمناسبة الذكرى المائوية للثورة الروسية: إلى أرواح شهداء الإن ...
- الدولة المدنية وإشكالية تحرر الديمقراطية من المنظومة الديكتا ...
- عن إشكالية التحرر والديمقراطية في الدول المغاربية، ببساطة وت ...
- سارقو الأحلام


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمد بوعلام عصامي - تعليق على تغريدةٍ بُلبلية.. بعنوان البلبل الحزين