واصف شنون
الحوار المتمدن-العدد: 1488 - 2006 / 3 / 13 - 10:18
المحور:
المجتمع المدني
بعد 27 سنة تلقيت هتافا ًمن صديق بصراوي عزيزا ًعليّ،شكرت التكنلوجيا (الإمبريالية )على ذلك ،فقد تيقنت إن واحدا ً من موالدينا لايزال حيا ً ....
أمضى مواليد 1957 و1958 و1959 العراقيين حياتهم في الجيش العراقي يخدمون عَلم البلاد ..ثم القائد المتيّم بالقدسْ وبعده إبنه الفطحل الأولمبي..،
تلك البلاد التي حولها العراقيون أنفسهم إلى رمز واحد هو السيد الرئيس العنكبوتي راكب الحصان الأبيض ..وجنرالاته أولاد العم والعشيرة وبلاعي بصاق فقراء العراق....،فكل المناسبات (الكثيرة )كما هي الأن ...،تشاهد النسوة ذوات السواد والوردي المزركش ،وهنّ يهزن بالأرداف ويتلاعبن بنغمات الألسن ..أبشع الأشعار والأغاني مودة ًوهياما ً بالذي منح أزواجهن عنفوان الرجولة ومغلفات الأقدام من النعل وأحذية باتا ..!! ،ولكي لانظلم الأناث فقد أدى الذكور الأباء العراقيون ..دورهم التاريخي المخزي في الزج بفلذات الأكباد رغما ً وطوعا ً ..وأحيانا ً حبا ً بـ(المقفوص ) حاليا ً ..في حروب ديزفزل والشلامجة والبسيتين وبحيرة الاسماك والفاو وحاج عمران وحلبجة ...والكويت وكذلك في الحرب علينا عام 91..،نحن أصحاب الجواميس الذي جلبنا الضرغام الإسلامي محمد القاسم من الهند لنحتل جنوب الجنوب العراقي ...!!
تلك المواليد المنحوسة ،بما فيهم أكاديمين ومثقفين وحرفيين وسوّقة وغجر ،غالبيتهم العظمى ماتوا في الحرب الصدّامية العالمية على الخميني ،ثماني سنوات من طحن الدم والطين بالجماجم والتوابيت واللافتات السود والصلبان ..،لم يبق منهم سوى ضائعا ً هناك في كندا وكئيبا ً اخر في سياتل ومفقودا ً في إيران أو مكبودا ً في القطب الجنوبي أو الشمالي ......أو صاحب كشك في العمارة يطارده أبناء الرفاق السابقين وهم يقودون جيش المُخلِصْ المنتظر غودو ..!!
خدمة العلم الدستورية الإلزامية لجيش صدام جاوزت الـ 12 سنة لمواليد 1957 وحدهم ،ثم رحمهم بعد حربه على إيران ليدعوهم مرة اخرى في حربه على الكويت ...
جيل أواخر النهضة في العراق ..أمضوا شبابهم أما تسكعا ً أو تشردا ً أو هروبا ًأو موتا ً أو أسرا ً ...كلهّم ماتوا ...،إحسبوا أعدادهم المتبقين في الداخل والخارج وستعرفون كم عشرات همو بين ملايين...
#واصف_شنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟