|
إلى أبنائنا طلاب جامعة دمشق ..- 2
جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 1487 - 2006 / 3 / 12 - 11:35
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
إن ما أدمى قلبى وأنا مشرد من وطني منذ ست وعشرين عاماّ أن أسمع وأرى مأساتكم أيها الأحبة والموقع الذي وضعكم فيه نظام المافيا الأسدية نظام القتلة واللصوص الذي حوّل سورية الحضارة والعروبة والإنسان المبدع المتمرد على صمت القبور والظلم والعبودية إلى مزرعة خاصة للعائلة الأسدية وكل حثالات البشر وإمعاتهم من اللصوص والقتلة وعملاء الأجنبي ... إن ما أدمى قلبي وقلوب جميع أحرار سورية من أبناء جيلنا الذي قارع الإستعمار والصهيونية وحطم جميع أحلافه ومخططاته في الخمسيات والستينات من القرن الماضي يوم كان القرار السياسي بيد الشارع الوطني الديمقراطي والصحافة الحرة والمجتمع المدني وفي مقدمته جامعتنا جامعة دمشق وطلابها وأساتذتها الوطنيين البواسل ..... إن ما أدمى قلوبنا أن تخطف جامعتنا من بين شعبنا ووطننا لخدمة المافيا الأسدية التى حولت بعضكم مع الأسف إلى حملة هراوات عوضاّ عن مشاعل العلم والحضارة والتقدم وإلى بلطجية وفتوات إقطاعية للإعتداء على أهلهم وأخواتهم وإخوانهم الذين هتفوا أمام قصر العدل في دمشق : كفى .كفى لثلاث وأربعين عام من قاون الطوارئ والأحكام العرفية وانتهاك أبسط حقوق الإنسان ... كفى لحكم العسكر والقمع والفساد وتزوير إرادة الشعب والتاريخ وما راعنا أكثر أن يختبئ القتلة والجلادين خلفكم مدّعين أن الخلاف بينكم وبين أهلكم من أحرار سورية الأسيرة في سجنهم الكبير ... وبما أن هذا النظام اعتمد أن ينسيكم أنفسكم أولا وينسيكم تاريخ جامعتكم وشعبكم الوطنى الديمقراطي يوم كانت جامعتكم وطلابه وأساتذتها قلعة حصينة ضد الإستعمار والصهيونية وضد جميع الديكتاتوريات العسكرية التى اغتصبت السلطة من الشعب بحراب ودعم الأجنبى مباشرة أو غير مباشرة لذا قررت أن أعود بكم إلى دور جامعتنا في النضال ضد ديكتاتورية الشيشكلي الأمريكية السعودية الصنع كديكتاتورية الأسد تماما يضاف لديكتاتورية الأسد العتيدة الدعم الإسرائيلي المباشر المستمر بشكل فاقع لكل من يرى اليوم في التاسع والعشرين من تشرين الثاني عام 1951 قام أديب الشيشكلى بانقلابه الثاني لينفذ مشروع تمرير أنابيب نفط شركة الإرامكو ( التابلاين ) الأمريكية من الظهران في السعودية إلى الزهراني على ساحل المتوسط في لبنان مروراّ بالأردن وجنوب سورية .. وخلال عامي 52 و53 حل الأحزاب وألغى الصحافة الحرة ونصّب نفسه رئيسا للجمهورية وشكل حزب أوحداّ أطلق عليه إسم ( حركة التحرير العربية ) وصادر الحريات العامة وقادت مخابراته حملات اعتقال وتعذيب لم تشهدها سورية من قبل واطلق عليه المنافقون اسم ( بسمارك العرب ) وعلى سورية اسم ( بروسيا العرب ) ونام العدو الصهيوني مرتاحا بعد أن وقع الديكتاتور اتفاقية الهدنة الدائمة معه وسمح له بتجفيف بحيرة الحولة واحتلال المنطقة المجردة من السلاح ...... ولست هنا بصدد التأريخ لهذه المرحلة بل بصدد توضيح دور الجامعة وطلابها في التصدي لهذه الديكتاتورية حتى إسقاطها وإعادة النظام البرلماني الديمقراطي للبلاد لم يمض شهر طيلة وجود هذه الديكتاتورية دون تنظيم تظاهرة أو إصدار بيان ضدها أو كتابة شعارات ضد الديكتاتورية وأ سيادها الأمريكان في الليل على جدران مدن وقرى سورية . وكان البعثيون الوطنيون الأوائل يلتحمون مع الشيوعيين المناضلين الأوائل في هذا النضال اليومي ضد الديكتاتورية مع جميع الوطنيين الديمقراطيين من مختلف الإتجاهات الأخرى وأكتفي هنا بذكر واقعتين نضاليتين في هذه المرحلة الأولى : تصدينا للديكتاتورية وشرطتها التي حاولت منعنا من التظاهر في 29 تشرين الثاني 52 هذا اليوم الذي يحمل ذكريين أليمتين - ذكرى اغتصاب لواء اسكندرون عام 1939 وتقسيم فلسطين عام 1947 وامتدت التظاهرات من الجامعة إلى سوق الحميدية عدة أيام كان طلاب الجامعة قادتها وجنودها وسقط العشرات من بين جرحى ومعتقلين وعندما حاصرتنا الشرطة حول مدرج الجامعة امتداداّ إلى البرامكة كان المناضلات من رفيقاتنا يجمعن الحجارة لنقذفها على الشرطة ويهتفن معنا أذكر منهن السيدات : بادية الأتاسي - أسماء فيصل - هاجر صادق - ناديا خوست وغيرهن وبعد أربعة أيام من التظاهرات المتواصلة التى كان محركها الأول طلاب جامعة دمشق اعتقلنا وأحلنا إلى نظارة الشرطة لم تكن يومها فروع مخابرات وقمع منتشرة كالوباء كما في عهد ( بشار وبس ) الذي تهتفون له اليوم مع الأسف وطلب من كل طالب أن يوقع على تعهد بألايعمل بالسياسة حتى يطلق سراحه وقع معظم الطلبة ليتابعوا نضالهم ضد الديكتاتورية ورفضنا التوقيع على أي تعهد رغم تهديد الجلاد ابراهيم الحسيني بإرسالنا إلى سجن تدمر ونفذ تهديده بإرسالنا إلى سجن تدمر بعد يومين لنعمل أشغالا شاقة فيحفر الاّثار تحت سياط الضرب والتعذيب ... ولست هنا بصدد شرح تفاصيل حياة السجن سبق أن كتبت عنها في مقالات سابقة إنما أ سجل لقاء الديكتاتور شخصياّ بنا في مبنى الأركان العامة بتاريخ العاشر من اّب 1953 ليعتذر منا ويطلق سراحنا بنفسه كنا يومها إحدى عشر طالباّ تحدينا الديكتاتورية ورفضنا التوقيع على تعهدها وكان بيننا الشهيد نورالدين الأتاسي الرئيس السابق كان البعثي الوحيد الذي رفض التوقيع أما البقية فكانوا شيوعيين ذكرت أسماءهم الكريمة في مقال سابق بعنوان : ( بين ديكتاتورين - أديب الشيشكلي و حا فظ الأسد ) بتاريخ 25 -7 - 2004 على هذا المنبر الحر أعادونا من سجن تدمر إلى سجن المزة فى أواخر تموز 53 وكان سجن المزة يغص بالوطنيين الديمقراطيين من جميع الأطياف السياسية وخصوصاّ من الشيوعيين والبعثيين المدنيين والعسكريين منهم الشهيد عدنان المالكي وشقيقه المحامي رياض المالكي والمحامي خليل كلاّس والدكتور فيصل الركبي والدكتور عطورة كماضم السجن زعماء حزب الشعب الحلبى وفي مقدمتهم الدكتور معروف الدواليبى رئيس الوزراء ورفاقه عبد الوهاب حومد - رشدي الكيخيا رشاد برمدا المهم أنهم حملونا بشاحنة عسكرية دون أن نعلم إلى أين وصعدوا بنا إلى الطابق الرابع في مبنى الأركان العامة الذي كان موقعه يومها في بوّابة الصالحية أمام مبنى نقابة المحامين بدمشق لم نصافحه أو نحييه . انتظرنا ليلقي علينا موعظته لنرفض مايطلبه منا لكنه لم يطلب شيئا استهل كلامه بقوله : أنتم كأولادي وإن كنتم عاقين . أنا اسف لإضاعة عام دراسي لكم إنشاء الله ستعوضوه ... ثم قال : نحن نقوم بتجربة حكم قد ننجح وقد نفشل اّمل أن تترك قيادات أحزابكم سورية تتمتع بعهدها الذهبي ولا تقوم بأعمال تخريب ضدنا . قالها بالفرنسية ( سابوتاج ) والاّن سنطلق سراحكم دون قيد او شرط - مع السلامة . إنتو مثل أولادي هكذ أطلق سراحنا لنتابع النضال ضد الديكتاتورية لنعتقل من جديد في تشرين الثاني إألى سجن القلعة لنتابع النضال بعد خروجنا حتى إسقاط الديكتاتورية في 25 شباط 1954 ورفض الديكتاتورطلب أنصاره قادة القطعات الرئيسية في الجيش بالتصدي للإنقلاب الذي بدأ بقوة صغيرة حزم حقيبته ورحل إلى الأرجنتين دون إراقة نقطة دماء وجنب البلاد كارثة محققة فما رأيكم يا أبناءنا طلاب جامعة دمشق بالسيد ( بشّار وبس ) اليوم يهدد لبنان بالدمار والتكسير إذا لم يمدد لعميله لحود ويهدده اليوم بمواصلة مسلسل الإغتيالات إذا خرج من وصايته وهيمنة شبكات مافياته التي لاتزال في لبنان ... وبعد كشف جر يمة اغتيال الرئيس الحريري وبقية الشهداء يضع مستقبل أشخاص مجرمين مدانين فوق مصير ومستقبل سورية وشعبها بكاملها ويقرر حمايتهم حتى النهاية مستجديا الحكام العرب والعجم لإخراجه من ورطته مع استمراره حماية اللصوص والقتلة دون أن يغيّر حرفا واحداّ أو سلوكاّ واحداّ وشبابنا وخريجونا تفتك بهم البطالة والذل للحصول على لقمة العيش والعصابة المتسلطة لاتدري أين تودع ملياراتها المسروقة من قوت الشعب وثروات الوطن الجائع الحزين أكتفي بهذا لئلا أثقل عليكم بأمثلة كثيرة ... فهل ستهتفوا بعد اليوم للديكتاتور أم سترجموه وزبانيته بالحجارة وهل أيديكم أقصر من أيادي أطفال فلسطين الذين مازالوا يرجمون المحتل الصهيوني حتى يرحل عن أرضهم إنني أعتقد أن الأيدي التى صفقت للطاغية الأب والإبن مكرهة ستحفر قبر الديكتاتورية الفاشية والهراوات التي حملكم إيّاها حزب المخابرات واللصوص لتعتدوا بها على المتظاهرين الوطنيين قبل يومين أمام قصر العدل ستسقط على روْوس الطاغية وعصابته وستهتفوا قريباّ ( سورية الجمهورية الديمقراطية وبس - شعبنا وأهلنا وبس ) لندفن الديكتاتوتورية والفساد والطائفية القذرة إلى الإبد عندها ستعيدوا لنا جامعتنا حصناّ للإستقلال والديمقراطية لنركع جميعاّأمام علم الروّاد الأوائل أمام أسوار الجامعة ننشد معاّكل أناشيد فخري البارودي ونجيب الريس وخليل مردم وماري عجمي وخليل مطران وغيرهم وأحبها للطلاب عبر تاريخ نضالهم الوطني على الإطلاق : ؟ ياظلام السجن خيّم ..... إننا نهوى الظلاما ليس بعد السحن إلا .....مجد حق يتسامى لاهاي : - 11 - 3
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إلى أبنائنا طلاّب جامعة دمشق
-
الثامن من اّذار وعسكر الطاووس في سورية ..؟؟
-
نداء إلى منظمات حقوق الإنسان في الوطن العربي والعالم
-
المكاري .. بين الأمس واليوم ....؟؟
-
نقابة المحامين السوريين .. شهيدة الإستبداد الأسدي - 7
-
نقابة المحامين السوريين .. شهيدة الإستبداد الأسدي .. -6
-
...- 5 نقابة المحامين السوريين .. شهيدة الإستبداد الأسدي
-
الهروب إلى الأمام.. وجلباب الدين..؟
-
نقابة المحامين السوريين .. شهيدة الإستبداد الأسدي . - 4
-
نقابة المحامين السوريين ..- شهيدة الإستبداد الأسدي . - 3
-
نقابة المحامين السوريين .. شهيدة الإستبداد الأسدي .. -2
-
نقابة المحامين السوريين . شهيدة الإستبداد الأسدي .....؟ - 1
-
الطيور على أشكالها تقع ....؟
-
تحية حب وتقدير للأسرى المحررين في سورية
-
استجواب أولي للسيد عبد الحليم خدام نائب الديكتاتور السوري...
...
-
بطاقة حب من المنفى
-
سيبقى لبنان شوكة في حلق الغزاة .. وموطناّ للحرية
-
لن يكسر قلم جبران التويني ولن يحجب نور النهار
-
الموْسسة العسكرية السورية بيت الأمس واليوم - الحلقة التاسعة
-
حلاّق دمشق .. وتنابل السلطان
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|