أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - الجمهور غائب عن يوم الأرض، هل أصبح يوما لقادة حزبيين؟














المزيد.....

الجمهور غائب عن يوم الأرض، هل أصبح يوما لقادة حزبيين؟


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5831 - 2018 / 3 / 30 - 16:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا نقلل من أهمية ذكرى يوم الأرض وضرورة تحويل هذا اليوم إلى يوم نضالي من أجل حقوق الأقلية العربية في إسرائيل. لكن ما ألاحظه منذ سنوات هي عملية مزايدة لا علاقة لها بالواقع والظروف السياسية وبجاهزية الجماهير للمشاركة في فعاليات يوم الأرض.
هل عدنا، كما في كل سنة من السنوات الأخيرة إلى المزايدة السياسية الجوفاء؟ هل يظن رئيس وأعضاء لجنة المتابعة ان المشاركة ببرامج يوم الأرض لا يحتاج إلى تحضير الشارع ورفع الجاهزية السياسية للجماهير؟ إلى توعية بظروف خاصة يجب تأكيدها وتعبئة الشارع الفلسطيني داخل إسرائيل للقيام بها؟
هل هي لعبة لتحقيق مكاسب شخصية تخدم شخصا أو أشخاص محددين حتى على حساب هذا اليوم الخالد في ذاكرة شعبنا؟
الأرضية الجماهيرية غير جاهزة لمثل هذه اليوم، واكاد أجزم أن الأجيال الجديدة بعيدة عن فهم أهمية اعلان يوم الأرض التاريخي .. وأهمية المشاركة بهذه الذكرى النضالية.
أمامنا مهمة لا تقلق قادة هذه الجماهير، أصلا قيادتهم بالأسلوب الذي نعرفه هي أكبر ضرر للجماهير العربية في إسرائيل. كتبتُ مرّة واكرر ذلك اليوم: إذا لم نبن مجتمعنا قوياً، مثقفاً، عقلانياً، متنوّراً، أخلاقياً، مليئاً بالجماليات، ثريّاً بالفكر الإنساني، بالاستعداد للتعاضد والتكامل الاجتماعي، بجاهزية كاملة للتجند وراء مطالبه الحيوية، ولا أستثني السياسة من هذه المطالب، ستبقى كل ممارساتنا الثقافية والسياسية تعاني من قصور في الرؤية، من العجز في فهم دور الثقافة الاجتماعي والحضاري، وكيفية توجيه ودعم وتطوير حياتنا الثقافية وبناء نهجنا السياسي، تطوير خطابنا السياسي العقلاني، وهو الخطاب القوى والأكثر تأثيرا .. ولكنه الغائب الكبير من ثرثرتنا السياسية!!
من المهم معرفة مدى جاهزية الجماهير للمشاركة بهذا اليوم النضالي، هل هم على معرفة بالحقائق التاريخية والنضالية التي قادت لإعلان يوم الأرض؟ لم أجد أي مادة إعلامية حول يوم الأرض، مجرد إعلانات وقرارات فوقية لا تقول شيئا للمجتمع العربي داخل إسرائيل. الموضوع ليس مجرد المشاركة بذكرى حدث تاريخي او بإضراب بمناسبة يوم الأرض.
لا تنقصنا المطالب، ولا الشعارات ولا الغضب على سياسة السلطة العنصرية. لكن هل هذا لوحده يشكل معياراً صحيحاً لطرح موضوع نشاط ما في ذكرى يوم الأرض؟!
سبق وأن كتبت حول نفس الموضوع في السنة الماضية وما قبلها وها أنا اكرّر موقفي. قرار الاحتفال بذكرى يوم الأرض يحتاج إلى جو سياسي نضالي لا أراه قائما، لا أرى أن القيادات العربية، أعدت جماهيرها لتعبئة سياسية نضالية واعية. أكاد أجزم ان نفس الوجوه هي التي ستشارك بدون تغيير. سيقف "القادة" على المنصة ويلقون خطابات حماسية او نارية، قد تطرب خطاباتهم بعض الجمهور، لكن ستتلاشى رنين خطاباتهم بالباص العائد بالمشاركين الى بلداتهم ومنازلهم.
هدف يوم الأرض ان يخطط له ليكون صدمة لكل المجتمع الإسرائيلي وخاصة اليهودي. ان نوصل معاناتنا من سياسات التمييز العنصري، سياسة مصادرة الارض وعدم تخصيص مساحات لتطوير بلداتنا العربية. غياب مشاريع إسكان، غياب مناطق صناعية، تحويل بلداتنا الى مجرد فنادق للعمال الذين يشتغلون بأغلبيتهم الساحقة بشركات يهودية. بحيث يكون لهذا اليوم رد فعل سياسي في الدولة كلها، وليس مجرد مظاهرات قليلة العدد بالمشاركين وخطابات مهما كانت حماسية ستتلاشى بعد دقائق من انتهاء الخطيب من القاء كلمته.
أسأل نفسي .. يهمني ان اشارك لكن ما هو المضمون الذين سينجز من مشاركتي ومشاركة عشرات الألوف من أبناء شعبنا؟ هل التصفيق لقادة الأحزاب هو الهدف من اجل ضمان عودتهم الميمونة لعضوية الكنيست، او لمناصب براقة لكن لا قيمة فعلية لها؟
شعبنا لم يفقد حسه الوطني، لكن هناك حالة تسيب سياسي واجتماعي وثقافي وفكري لم اشهد مثيلا لها خلال تجربتي التي لم تتوقف منذ بداية الستينات من القرن الماضي.
أن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية غائبة عن الجماهير، ويصح القول انها اسم بلا مسمى. مجرد هيئة هلامية لا اعرف ضرورتها. الضرورة لوجودها تتقلص وتذوى نتيجة تحولها إلى لجنة منفعية تخدم شخصيات ولا تخدم قضايا مجتمعية ملحّة. ولم يعد سرا ان رئيسها يستغلها في مسار انتمائه الحزبي، كما جرى بموقفه السلبي من رئيس بلدية الناصرة علي سلام !!
لا أستهتر بأهمية لجنة متابعة. السؤال كيف تتحول إلى لجنة تقود وتوجه مجمل النضال الوطني للعرب في إسرائيل، عبر رؤية سياسية استراتيجية وليس مجرّد نزوات وقرارات فوقية!!
ما أطرحه ليس جديدا، لكنه بات ملِحّا في السنوات الأخيرة مع تنامي الفاشية في إسرائيل .. خاصة ظاهرة تكاثر القوانين العنصرية وعلى راسها قانون القومية.
لجنة المتابعة لم تقم من أجل يوم الأرض فقط، قضايا المجتمع العربي في إسرائيل كثيرة وملحّة جداً، وفي مجالات حيوية تحتاج إلى ملاحقة يومية، وليس إلى لجنة "حاضرة اسما وغائبة فعلا".
ما أراه أن لجنة المتابعة باتت لجنة تشريفات أكثر مما هي لجنة لتوجيه النضال، وطرح الأهداف السياسية وملاحقتها، والإعداد لمواجهة العنصرية المتفشّية في مؤسسات السلطة، وفضح التشريعات العنصرية على مستوى الدولة والمستوى الدولي، وخوض معركة شعبية وبرلمانية وقانونية متواصلة لفضح الممارسات والتشريعات العنصرية المعادية للأقلية العربية.
هل سيقنعونني الآن بأن الدعوة للمشاركة بذكرى يوم الأرض، ستلقى حماساً جماهيرياً، وكأنها المطر بعد الانقطاع الطويل؟!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات نصراوي:-استقلال- اسرائيل كما عايشته
- الملك عاريا ... استيقظوا من سباتكم يا جبهويين!!
- سكيتربوليس الرومانية، بيسان الفلسطينية، بيت شان الإسرائيلية ...
- المكم من فشلكم وفقركم الفكري ..
- ميزانية بلدية الناصرة بين حابل الجبهة ونابل شباب التغيير
- مجتمعا متنورا متقدما مشروط بمشاركة كاملة للمرأة
- الرأسمالية في التطبيق!!
- العقل المنفعل والعقل الفعال .. والقناني الفارغة!!
- مفاوضات للوصول ل -مرشح توافقي- لمواجهة علي سلام في انتخابات ...
- بصراحة: عن الناصرة والجبهة وانتخابات البلدية القادمة
- كولومبوس يكتشف الناصرة – ارضنا الجديدة
- ملاحظات ثقافية: الجنس في الأدب
- يوميات نصراوي: أجمل عرض ماركسي في المدينة
- مطلوب مرشحين لرئاسة بلدية الناصرة
- قصيدة للفنان الإسرائيلي التقدمي يهونتان بن جيفن عن عهد التمي ...
- عهد التميمي تعمق وتثبت مرة اخرى تنكر الاحتلال الإسرائيلي لحق ...
- بانتظار جائزة نوبل
- اشراقات قصصية -2
- اشراقات قصصية...
- ملاحظات حول مؤتمر مساواة للمكانة القانونية للجماهير العربية


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - الجمهور غائب عن يوم الأرض، هل أصبح يوما لقادة حزبيين؟