ليست مجرد خمس أيام

اسامة عرار

الحوار المتمدن-العدد: 5831 - 2018 / 3 / 30 - 16:20
المحور: حقوق الانسان
    

انا طالب في جامعة النجاح الوطنية تم منعي من دخول الجامعة بسبب منشور كتبته عبر الفيس بوك وبعيداً عن مضموون المنشور احببت الحديث عن تجربتي التي استمرت خمس ايام من الصراع .
كان صراعاً لا أحسد عليه صراع يقودني الى التهلكة صراعاً مع كل من لم يفهم ما افكر به في هذه الأيام كنت أشعر انني في داخل شخصية رجب بطل عبد الرحمن منيف في رواية شرق المتوسط دور الأم التي كانت تلعبه قبل ان يدخل للسجن وهو دور الأم الخائفة على ابنها ولا تريد ان يتعرض للأذى تحولت كالشجرة مغروسة في تراب الارض وكل من كان يهاجم ابنها دافعت عنه بكل صلابه وأكدت ان ابنها يناضل من أجل ان يسمح للناس التي تهاجمه بالعيش بحرية هذا الدور قد جسدته امي بكل تفاصيلها الأم التي تخاف على أطفالها لكنها لا تتردد في التأكيد على حق الحياة وعلى عدم المساومة على الحقوق
اما دور اخته الذي كانت تعيش تناقضات كبيرة ما بين موقف رجب الرافض للذل وتدعمه امام الاخرين وبين الأخت الحنونة التي تفكر في اخيها الذي يتعرض
للتعذيب الجسدي بأبشع حالته هذا الدور وبكل تناقضته جسدته خالاتي وعماتي لقد رددن على مسمعي انقذ مستقبلك من الانهيار وحافظ على شهادتك ولكن دافعن عني بكل صلابة ويتسائلن لكن الثمن اكبر من ان يقدمه أسامة فالأمر يتعلق بالأبتزاز
اما حامد الذي كان يقول الحيط الحيط اللهم الستره تحول بسبب الضغوط إلى نفس دور رجب في النضال هذا المشهد جسدهه رأفت الذي قال في كثير من المرات انا لا افهمك ولا احتاج ان افهمك لكن عندما اشتد الأمر قال معك في نفس الخندق مهما حدث
اما رجب الذي يؤكد انه ليس بطلاً خارقاً ولا يحاول كل ما في الأمر كان يريد ان يناضل من أجل حريتة وكرامته في الحياة وعندما تعرض للسجن لم يستسلم بل لم يسجل اعترافاً واحد على رفاقه .ولكن عندما تعرض للمرض وقع للحكومة على تعهد مبايعة الحاكم والتأكيد على عدم ممارسة اي نشاط مخالف لقوانين الحكومة لكن لم يساعده ذلك بل هو السبب الرئيسي في موته فقد شعر انه كان يجب ان يموت في السجن على ان يفعل ما فعل بقيى هذا الشعور يتوغل في جسدة حتى قتله
هذا الشعور كان يصارع دماغي بكل معانيه وان اختلفت القضية ما بين التوقيع المخالف لمبادئي واستفزاز كرامتي وما بين خسارتي لجامعتي التي لم تكن حياتي فيها سهلة وما بين الخيارين اسهلهم مر وعلقم فمن اين اقوم بجلب للناس برجب يشرح انني لا اريد قتل ذاتي .وعلى الرغم من عدم وجود حاضنة شعبي للموقف الذي عاش رجب كل تفاصيله
اما عادل وهو ابن اخت رجب الذي يمثل دور المستقبل وان راح رجب سيولد الزمن اخرون يناضلون كما فعل عادل الذي بداء ينخرط في العمل منذه صغره من اجل حياة كريمه
هذا الدور الذي ناضل رجب من أجله فقد أراد إن يأتي زمن عادل بحياة كريمة
وهذا ما أثق به ان جامعتي ستحقق لطلاب مستقبلاً لأنها تحمل تاريخاً عريقاً وستجنبنا ان يولد عادل على طريقة رجب.
انتهى

#اسامة_عرار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات