عبدالعزيز عيادة الوكاع
الحوار المتمدن-العدد: 5831 - 2018 / 3 / 30 - 09:54
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
عندما نتناول موضوع الإتصال الرقمي، و (الانترنيت) بالذات ، فلا بد من القول بأنه ثورة، وقفزة، تكنولوجية مذهلة في تاريخ الحضارة البشرية المعاصرة . ولذلك أصبح مظهرا من أبرز مظاهر ها. ولا عجب في ذلك، فهو نتاج فكر، وثقافة، وعلم جاد، قاد إلى هذا الإنجاز المذهل الذي بفضله، توصل اليه الانسان المعاصر، والذي بفضله تمكن من طوي الزمن، واختصر المسافات، وألغى الحدود، ودخل في كل بيت، ومصنع، وهيئة، وجامعة، واصبح وسيلة للابحاث العلمية، والاجتماعية، والطبية والهندسية، وبشكل سريع، وفني ومتقن، بل نستطيع القول انه دخل في كل مجالات الحياة العصرية المتحضرة .
ومع كل تلك الإيجابيات والمنافع التي حققتها ثورة الإنترنت، إلا أنه لابد من التنويه، إلى مخاطر الافراط في استخدام النت، والتأكيد على ضرور الاعتدال في الاستخدام من دون إفراط، لتلافي سلبيات الاستخدام المفرط للإنترنت، وإساءة الاستخدام، في مجالات غير مفيدة، والتي تؤدي إلى الإدمان.
ولعلنا في عالمنا العربي الشرقي، نلاحظ وللاسف الشديد، أن استخدام الانترنت، قد اخذ منحى سلبيا، في اساءة استخدامه، وفي معظم جوانبه ، لاسباب كثيرة متعددة. ولعل منها معاناة الناس، بسبب الظلم، والفساد السياسي، والمالي، والاداري، وانتشار الامية، والتخلف عن ركب الحضارة المعاصرة، الأمر الذي يدفع المستخدمين إلى استخدامه بشكل سلبي، ومن ثم الإدمان عليه.
تلك هي مشكلة العصر التي وقع في شباكها، مختلف شرائح مجتمعاتنا العربية المعاصرة ، بما فيهم قسم من اصحاب الفكر، والثقافة، نتيجة الحرمان والظلم والفساد والصغوط النفسية، وافرازات الحروب الطاحنة التي خاضتها، وتخوضها معظم البلاد العربية بتأثير العوامل الخارجية، والتحديات في الداخل، مثلما حصل من تأثيرات سلبية، مع لعبة ما يسمى بالربيع العربي، الذي ألقى بظلاله، على كاهل المواطن العربي، الذي اصبح اليوم يتخبط في حياته، مترنحا بين تلك الضربات المؤلمة، ليجد تسلية، وعزاءا له عالم الانترنيت، وبشكل استغراق مفرط، لعله يخرج، ولو بشكل افتراضي، عن محيطة الحقيقي المؤلم، وينعزل عن بيئته القاسية، ويهرب من وضعه المتعب، باستخدامه المفرط للانترنيت، وبشك أدى إلى إدمان الكثير من المستخدمين.
#عبدالعزيز_عيادة_الوكاع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟