أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الصديق هيباوي - ضريبة الموت














المزيد.....


ضريبة الموت


الصديق هيباوي

الحوار المتمدن-العدد: 5830 - 2018 / 3 / 29 - 22:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الملاحظ في هذه الفترة، أن النقاش في المغرب احتد مرة أخرى حول مسألة تتعلق بالمرأة، كما كان الشأن سابقا حول مدونة الأسرة. يتعلق الأمر هذه المرة بالإرث و بالذات بالتعصيب، و بالطبع ثمة تياران متناقضان، تيار يطالب بإلغاء الإرث بالتعصيب و آخر يطالب بالإبقاء عليه، و لكل حجته -على الأقل بالنسبة إليه- و لكنها بالنسبة للآخر غير مقنعة، و كأن الحوار حوار طرشان.
المطالبون بالإلغاء يرون فيه انعكاسات سلبية على المجتمع، خاصة و أن القرآن لم يرد فيه نص يقر التعصيب. أما المطالبون بالإبقاء على التعصيب فيرونه من بديهيات الدين، فمنهم حتى من قال بأن العرائض لا تبطل الفرائض، فهل كان يهدف إيهام المتلقي بأن التعصيب فرض من فروض الإسلام أم أنه يندرج ضمن الفروض في الإرث ؟
من جهتي، أرى أن أطرح أمام القارئ ملاحظات -هي بالطبع ليست إبداعا- فلا شيء خفي على من أراد البحث، إنما هي مقدَّمة بشكل قد يكون مختلفا :
- حسب علمي، ليس في القرآن نص يقر التعصيب طريقة للإرث. فقهاء السنة، اعتمدوا على أحاديث لإقراره، و الكل يعلم أن الأحاديث منها الصحيح ومنها غيره.
- من داخل التعصيب أقدم مسألة و أترك الحكم للقارئ : في الحالة الأولى، هلك هالك و ترك إبنا (1) و ثماني بنات (8). له في البنك رصيد قدره ستون ألف درهم (60000). تقسيم الإرث يفضي إلى أن نصيب كل بنت 6000 درهم و نصيب الإبن 12000 درهم. في الحالة الثانية، هلك هالك و ترك نفس العدد من البنات، ثمانية (8) و عاصبا واحدا (1) ربما هو أخوه أو ابن أخيه أو عمه أو ابن عمه أو ابن ابن عمه الخ. له في البنك نفس الرصيد (60000). يفضي تقسيم الإرث في هذه الحالة إلى أن نصيب كل بنت 5000 درهم و نصيب العاصب 20000 درهم.
20000 هي نصيب العاصب، أما نصيب ابن الصلب -لو وُجد- فورث عوض العاصب فلن ينال سوى 12000، وكأن ابن عم الهالك أو ابن ابن عمه أقرب له من ابنه.
6000 هي نصيب البنت مع أخيها الشقيق، و 5000 نصيبها مع ابن ابن عم أبيها. أخذ منها هذا العاصب أكثر مما أخذ شقيقها.
من استطاع عقله أن يستسيغ هذه النتيجة، فالشكر له جزيل لو تفضل و وضح مبرراته.
- انعكاسات التعصيب على المجتمع لن أستطيع إحصاءها، أكتفي بذكر بعض منها : جلي لدى الجميع أن المغاربة جميعهم لا يرحبون بعاصب، و هذا صحيح طبعا حتى بالنسبة لمن يتشبثون بالإبقاء على التعصيب طريقة للميراث. لهذا يسعى الكل إلى توفير ما يحجب العاصب، فترى الزوجين يتوقان إلى إنجاب الولد الذكر، وقد يصبح لديهما من البنات أعداد و الذكر لم يأت بعد و قد لا يأتي، و جلي ما يترتب على تعدد البنات من آثار نفسية، لأنهن وُلدن غير مرغوب فيهن، فكل بنت تمثل خيبة أمل في الحصول على ذكر. أما الآثار الاجتماعية فأذكر منها الإخلال بالتوازن الطبيعي بين الجنسين في المجتمع و انعكاساته على العنوسة و التعدد الأسري. و قد يطلق الزوج زوجته التي لم ينجب معها ذكرا، وإن لم يطلقها قد يتزوج ثانية أو ثالثة. التوق إلى إنجاب الولد الذكر هو بمعنى آخر التشاؤم من إنجاب الأنثى، و هذا بكل وضوح سبب وجيه في تفضيل الذكر على الأنثى، أي الرجل على المرأة و عدم المساواة بينهما.
- من لم يتمكن أو لم يرغب في الحصول على الذكر قد يسعى إلى طرق أخرى لإبعاد العاصب، الطريقة تختلف حسب قدرة الفرد على التحايل و مدى تقبله للجنوح عن الدين أو القانون، و هو في كل الحالات مخادع.
- قد يتسبب التعصيب في بعض الحالات في صدمات نفسية و اجتماعية يصعب تحملها و تقبلها بل لا يُستبعد أن تؤدي إلى انهيار نفسي و اجتماعي. من هذه الحالات –و ما أكثرها– حالة الأسرة المكونة من الأب و الأم و بناتهما، دأبت على العيش في طمأنينة و رغد، تحت سقف بيتهم الذي شيدوه من عرق جبينهم، و جهزوه بما استطاعوا لضمان راحتهم. فجأة توفي الأب، صاحب البيت. أيام أو أسابيع بعد ذلك، غريب يطرق الباب، لم يتعرف عليه أحد من أهل البيت و لم يسمع بوجوده حتى، إنه ابن عم أبيهم الذي غاب لمدة في بلد ما و أصبح منسيا حتى من لدن المتوفى. حلت الفاجعة الثانية، فقد كانت وفاة الأب هي الأولى، نصيب الزائر في ما ترك ابن عمه يتجاوز خمس التركة (24/5 من التركة). أما إن تشبثت العائلة بالمكوث في بيتها، فما عليها إلا أن تؤدي للزائر الغريب، المحظوظ، 20 مليونا من السنتيمات إذا كانت تقطن في بيت قيمته 100 مليون، ذنبهم الوحيد أن أباهم مات، فمات معه خمس ما ترك. إنها ضريبة الموت، التي يسميها البعض تعصيبا.



#الصديق_هيباوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...
- المسيحيون في سوريا ـ خوف أكبر من الأمل عقب ما حدث للعلويين
- حماس تشيد بعملية سلفيت بالضفة الغربية
- مجموعات الدفاع عن المسلمين واليهود تنتقد ترامب لاستخدامه كلم ...
- إصابة مستوطن في عملية إطلاق نار في سلفيت.. وقوات الاحتلال تغ ...
- أول تعليق من حماس على عملية إطلاق النار قرب سلفيت بالضفة الغ ...
- ترامب مهاجما زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ: كان يهوديا وأصبح ف ...
- 65 ألف مصل يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مستوطنون يجرفون أراضي ويقتلعون 80 شجرة غرب سلفيت
- احتجاجات ضد المجازر الطائفية بسوريا وتحذير من تداعياتها على ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الصديق هيباوي - ضريبة الموت