أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الهلالي - حزب البديل الحضاري إشكالات ورهانات















المزيد.....



حزب البديل الحضاري إشكالات ورهانات


عزيز الهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 1487 - 2006 / 3 / 12 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في المنهج:
تستدعي الضرورة المنهجية البحث عن أثر الحزب ( أوراقه السياسية والتنظيمية, بياناته, وتصريحاته الإعلامية...) للكشف عن بنائه السياسي والفكري. إذ داخل منطوق النص ترقد جوانب خفية, تكون أحيانا حاسمة في مساره السياسي. والحقل السياسي هو بؤر للإنفلاتات, والتناقضات, وطمس المعنى...ومن ثمة,فالمعنى مرتحل على الدوام بفعل إكراهات ذاتية وموضوعية.
وانشغالنا ببنية حزب البديل الحضاري يدخل ضمن استراتيجية البحث عن المعنى, والذي قد يعني فتح هوامش مناسبة لمؤثرات خارجية, من شأنها أن تساهم في تقديم قراءات تلعب دورا استئناسيا وترشيديا أحيانا. لعلها المرحلة التي لا تخلو من قيمة منهجية, لكنها تظل بدون تأثير إذا استحضرنا الاعتبارين التاليين:
* فقر الكتابات المهتمة بحزب البديل الحضاري بالقياس مع التيارات الإسلامية الأخرى, كحزب العدالة والتنمية, وجماعة العدل والإحسان...
* العنصر الخارجي أحيانا يكون مضللا لكونه لا يشكل ثقلا مؤثرا ومناسبا, وما يقع تحت أيدينا من نصوص حول حزب البديل الحضاري يدخل ضمن هذا الاعتبار.
وعلى هذا الأساس, فالارتقاء ببنية الحزب منهجيا ينبع من رؤية داخلية تتوخى فهم منطقه الداخلي وميكانيزمات تطوره, وإنتاجه, وأدائه...وهو ما يعني حصر مجال البحث في إطار رقعة لعب صغيرة تنطوي على قدر كبير من مسالك التيه.
ملاحظات أولية:
تحت عنوان: " من نحن؟ ", " ماذا نريد؟ ", " ماهي قضيتنا؟ ", " ما السبيل إلى ما نريد؟ ". علامات استفهام تحاول أوراق حزب البديل الإجابة عنها للتعريف بالخط السياسي للحزب وبأهدافه. وطبعا ثمة, أوراق تفصيلية أخرى تدخل في باب رسائل موجهة إلى اليسار وإلى التيارات الإسلامية للدعوة إلى عقد تحالفات, تراها البديل مخرجا مناسبا لأزمة التواصل بين المكونات اليسارية والإسلامية. فلطالما يرسل حزب البديل إشارات تستعجل بناء رأسمال الثقة بين الفاعلين السياسيين, وهو بهذا المعنى يختزل في ذاته جسر التواصل وأسباب التعايش.
لكن, بداخل هذه الأوراق ترقد مساحات بيضاء لا تسعفها القدرة على إيجاد أجوبة لإشكالات تتعلق بموقع الحزب داخل المشهد السياسي. إذ بالرغم من اللغة التي تمتلكها هذه الأوراق, والتي لا تختلف في بنائها عن لغة القوى الديمقراطية, فإن تفكيرها يظل متشبثا بالأهداف العامة وبالنوايا الحسنة.
فما هو المسلك الذي سيقودنا إذن إلى الإمساك بالخيوط الأساسية للتفكير السياسي للبديل الحضاري؟
لعل الحوارات التي يعقدها كل من ذ.مصطفى معتصم الأمين العام للحزب. وذ.الأمين ركالة الناطق الرسمي باسم الحزب, تنطوي على قدر كبير من الأهمية, بحيث تكاد تغطي تلك المساحات البيضاء. الأستاذان يجمع بينهما القدرة على التحليل الدقيق لقضايا سياسية تتطلب إجابات ترسم علاماتها الفارقة كمؤسسة حزبية داخل المشهد السياسي.
ومن هذا المنطلق, فتناولنا لأهم القضايا في الفكر السياسي لحزب البديل يجعل من حوارا ته الإعلامية مادتنا الأساسية, بما تملك من معالم التفرد والخصوبة في التفكير السياسي للحزب. ويبقى السؤال: إذا كان حزب البديل الحضاري حزب نخبوي وهذا اختياره- كما جاء على لسان ذ.معتصم- أليس تقليص دائرة التفكير والاجتهاد يجعل منه مجمعا للحكماء لا يتجاوز عدد أعضائه اثنين؟ أليست حركته دائرية انكماشية تقوده نحو مفهوم نخبة النخبة؟
في التكوين والتحول
"جاء تأسيس حزب البديل الحضاري يوم 22/أكتوبر/1995 نتيجة سيرورة حركية تجد جذورها في الحركة الوطنية مرورا بالشبيبة الإسلامية وحركة الاختيار الديمقراطي ". من داخل هذه القنوات عرف مسار الحزب تحولات ميزت معالم تفكيره السياسي, بحيث سجل حضوره في إطار الإتحاد الوطني لطلبة المغرب, مناهضا مشروع "لا" التي تتزعمه القوى ذات التوجه الإسلامي كدلالة مقاطعة مؤسسات الكفر والضلال.
العمل داخل الإتحاد الوطني كفضاء طلابي دشن انطلاقة البديل وسط إعصار شديد, لكونها تمثل من جهة, الابن الضال في أعين الإسلاميين, ومن جهة أخرى تمثل حركة رجعية محافظة كابحة للتقدم في تقدير الماركسيين.
ففي سياق الستينيات والسبعينيات يكتسي التموقع السياسي أهميته من حيث الاصطفاف, ومن حيث التميز داخل السلم الإيديولوجي لدلالة الحسم في التوجهات الليبرالية أ والاشتراكية. والوسط موقع لا يرقى إلى حروب الجدل ولا يحظى بالتفرد, بل إنه ساحة استراحة للأطراف المتناحرة, ومركز التدريب لشحذ سيف المهارات الخطابية بالنسبة للمبتدئين.
كيف ستواجه البديل الحضاري مصيرها كحركة "منبوذة" ومعزولة سياسيا؟
من خلال مقاربتنا للنسق السياسي والفكري لحزب البديل الحضاري, نلمس كون عقيدته السياسية تتماهى مع المستحيل إنجازه. إذ مراهنتها على المسافات الطويلة يجعل منها حركة تنمو بتدرج بطيء. صحيح أن خطابها لا يروم تأجيج العواطف لكسب قاعدة موسعة وأتباع احتياطيين, سواء على طريقة القومة ( جماعة العدل والإحسان) أوفي إطار استراتيجية انتخابية( حزب العدالة والتنمية). فهي حركة نخبوية تراهن على البعد الزمني لقياس مفعولات اجتهادتها, مدركة أن حركة التاريخ تتغير بقوة الأفكار. فقوة حزب البديل الحضاري- كما يشير ذ.معتصم- في آرائه وأفكاره واصطفافا ته. إذ من "الاختيار الديمقراطي" إلى "البديل الحضاري" حركة تاريخية تعكس رغبة الجنوح نحو تبني فلسفة الانفتاح والحوار وبناء تحالفات ومد الجسور بين المكونات الديمقراطية.
إن الانتقال من مرحلة الصحوة كمؤشر عن لحظة طفولية تعكس صرا عات ديماغوجية وإيديولوجيا, إلى مرحلة المؤسسات والتنظيمات والبرامج السياسية...يعزز لحظة النضج- لدى البديل- والوعي بأهمية تقليص مسافة الانعزال وفتح مسارب أمام تكثلات.
ولعل تفكيك العلامة/التسمية يعكس إلى أي حد تسعى البديل إلى إيجاد شرعية التأسيس لموقعها الجديد داخل سياق يكتنفه ثقافة النبذ والإقصاء. إذ المرور من مرحلة انقلابية ( مرحلة الاختيار الثوري بلغة حركة التحرر الوطني ) إلى مرحلة "الاختيار الديمقراطي", ينتشل الحركة من مسألة اللاحسم في اختياراتها. فالديمقراطية قوام تفكيرها وأساس شرعية مشروعها المجتمعي, و"ليست ذلك التعريف الفلسفي كما هو موجود في المضامين الإغريقية أو في أدبيات الثورة الفرنسية. بل إنها آلية التي تمكن من الوصول إلى السلطة عن طريق انتخابات تحترم إرادة الشعب".(ذ.معتصم.جريدة Reporter). ثم مرحلة البديل الحضاري باعتبارها تشكل"بديلا لواقع انغلق عليه الآفاق...وحضاري لأننا أبناء حضارة إسلامية"(ذ. معتصم, جريدة السلام العدد,70/2000).
وأمام هذه العناصر, نخلص إلى أن حزب البديل الحضاري كمرحلة متقدمة في مسارها, تعني البديل في الاجتهاد داخل المرجعية الإسلامية, والإقرار بالمنطق النسبي, والانفتاح على الحكمة الإنسانية...وبذلك تكون قد أسست موقعا يغني مساهمتها ويعزز دعاويها السياسية, باعتبارها ملتقى تقاطع بين العلمانيين والإسلاميين, مع البحث عن قوا سم مشتركة تحترم بنود التعاقد المؤسس للاختلاف.
إشكالية الهوية
ماهي الإضافة النوعية التي تغني رصيد البديل وتميزه داخل الحقل السياسي؟
إشكالية الهوية لدى البديل الحضاري يتم مقاربتها من خلال مبدأين أساسيين:
مبدأ اجتهادي تنتصب مقوماته في اتجاه محاربة حركات استنساخية, التي تجتر سياقات تاريخية بحمولاتها الرمزية والنظرية, مفاتحها الأساسية "الصالح لكل زمان ومكان". ومبدأ انفتاحي يروم التفاعل والتلاقح مع كل المساهمات الفكرية الإنسانية. بهذا تكون حركة البديل حركة تجديدية, وفي نفس الآن ثورية, بحيث " لا تجديد ديني من دون تجديد اجتماعي سياسي, ولا ثورة في الفكر الإسلامي من دون ثورة في الفكر السياسي الاجتماعي العربي عموما"(برهان غليون.الدولة والدين ص.556).
تعامل البديل مع أجهزة مفاهمية تحمل قدرا من التوظيف الحداثي والعقلاني كمنطلقات تصورية, ثم التصدي لقيم وأفكار تشكل عوائق أمام التاريخ, كان بمثابة قلب الطاولة على نسيج المسلمات, والجاهز للتصريف, والدوغمائية...ذلك أن إشكالية الحركات الإسلامية, كونها تقليدا نية ولم تستطيع أن تبني بنائها النظري على خلفية تحديثية,"بدايتها ارتبطت بإشكالات فقهية أو تنظيمية ولم ترتبط بإشكالات فلسفية أو تصورية"( الأمين ركالة. مجلة منتدى الحوار). ومن ثمة, فحركة البديل الحضاري انتدبت لنفسها مهمة مزدوجة: إعادة قراءة الإسلام مستلهمة عناصر الحداثة, يسعفها في ذلك " تكوينها العلمي" و"ماضيها القريب من الحركة الماركسية اللينينية". ثم العمل السياسي على قاعدة المشاريع والبرامج والتدبير العقلاني للاختلاف. وهي مداخل تحدث بموجبها خلخلة للمرجعيات الإسلامية, مهددة شعبويتها ودعائمها القلبية. صحيح أن القاعدة العددية- كما يقول ذ.الطوزي- لا تمنح للأفكار قوتها, بل القوة في مدى تكييف هذه الأفكار وفق الشروط الزمنية الملائمة.
ومن هذا الاعتبار, يظل العنصر الزمني لدى البديل ذا أبعاد فلسفية يتغذى من المطابقة ما بين الأذهان والأعيان. تلك هي الحكمة التي تجمع في توليفة تفاعلية عناصر الجدل في التفكير والممارسة.
وإذا كان الرهان على العنصر الزمني, ما يجعل البديل الحضاري تواجه بإصرار وبتفاؤل انعزالها, فإن انسيابه ليس بحركة هادئة سلسة, بل متوتر بفعل مراكز الضغط والمقاومة بأشكالها المتعددة, تصر كل مرة على جعل حركته دائرية بطيئة تنتج المحظور, والخرافي, والمستحيل نقده... إذ تحت مبرر الخصوصية تنتصب المرجعية الإسلامية رافضة لكل القيم الحضارية والإنسانية, جاعلة من الثرات الإسلامي وعاء الإجابات المطلقة. هذا المسار في الفهم أنتج عنفا رمزيا ضد الآخر وإنتاجا ته الفكرية, ليتغذى من روافد ساهمت في تشكيل شخصيتة, دعائمها النفسية الوهم وجنون العظمة.
أليس الوهم نمط من أنماط التفكير وآلية من آلياته السياسية, يمنح حق التحدث باسم المطلق, مدعيا أسباب النجاة والخلاص لهذه الأمة؟. صحيح, أن هذه الأطروحات تتقوى بفعل وضع مأزوم سياسيا واقتصاديا...وبسبب تراجع دور المؤسسات الجامعية, والجمعيات الثقافية التي كانت تشكل منابر التنوير, ودور الأحزاب السياسية كمدارس للتأطير والتأهيل...كل هذه العوامل تتظافر لتنتعش بداخلها أعراض مرضية لاختيارات لا يمكن أن توصف إلا بالإفلاس السياسي.
وبما أن التاريخ لا تحقن خصوبته الفعلية إلا من خلال التضاد والاختلاف لتحويل مساره, فإن بؤر التنوير تتشكل إرادتها من داخل هذه المرجعية السياسية الإسلامية, لتعلن عن استعدادها للحوار معتمدة مرجعية الحكمة الإنسانية, خصوصا تلك "المتضمنة في المواثيق و الإثفاقيات الدولية وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".(ذ.معتصم.موقع إسلام أون لين). لعله الانفلات من دائرة الأسر/ الخصوصية لمعانقة الامتداد ورحابة الأفق. وممانعتها في كونها حركة اجتهادية في إطار المرجعية الإسلامية.
إشكالية السياسي و الديني
لعل إشكالية السياسي و الديني أثارت جدلا واسعا بين المثقفين والسياسيين, مما أفرز أطروحات تتجه إما في اتجاه الفصل بين الديني والدنيوي, أو في اتجاه الجمع باعتبار أن الإسلام دين ودنيا. أو في اتجاه البحث عن علمانية الوسط لفك لغز التناقض. فأين يتموقع حزب البديل الحضاري داخل الأطروحات الثلاثة؟
في سياق التصنيفات المعتمدة للأحزاب السياسية, يتموقع حزب البديل في خانة الأحزاب الإسلامية تماشيا مع تصريحاته وأوراقه, الأمر الذي يعطي الانطباع سلفا أنه حزب يتبنى أطروحة الجمع بين المقدس والدنيوي. ومن ثمة, فالثوابت المرجعية الإسلامية تظل علامة فارقة لهذه الأحزاب لا يجوز المساس بروحها.
لكن, إذا استحضرنا التصريحات الإعلامية لكل من ذ.معتصم, وذ.الأمين ركالة بخصوص هذه الإشكالية, فإن معالجتهما النقدية تمر عبر مفاهيم تنزع عنها طابع المطلق والغيبي لتتم المعالجة في إطارها التاريخي وليس الأسطوري. فالمفاهيم مثل الفصل/التكامل/التعاقد/المواطنة...تجد مرجعيتها في فلسفة الأنوار كمنبع لإشاعة قيم ديمقراطية, وفي نفس الوقت من داخل حقل العلوم الإنسانية ومناهجها الحديثة.
وبما أن الفكر السياسي الإسلامي ارتفع ببنيته إلى ما فوق الطبيعي, فإن خطابه ذو بنية ميثية مفتوحة على المدهش والغرائبي...ومن ثمة, فنقد المقدس داخل إشكالية العلاقة السياسي والديني, يعتبر في تقدير حزب البديل الحضاري مدخلا أساسيا في ضبط إطار الفصل والتكامل بين المكونين, والذي يعني من جهة"نزع القداسة عن القرارات السياسية". ومن جهة أخرى "البحث عن الصيغ التكامل والتعايش بين الدولة والدين".(ذ.ركالة.جريدة الأحداث المغربية).
إن أطروحة الجمع بين السياسي والديني تعيد إنتاج سلطة المقدس والإلهي داخل ثنايا أجوبة عن إشكالات مجتمعية وسياسية...فالجماعات الإسلامية تغذي مخيال أعضائها بانتعاش سلطة الحكاية والقصص والأسطورة... لتهيئ مسالك أفكار المرشد/الأمير/الشيخ..إلى قلوب الجماعة وقد امتلكها الإعجاب الذي يجد مرجعيته في تذويب المحسوس. والبنية المخزنية بدورها لا تحيد عن هذا الخطاب الميثي في التفكير السياسي والاجتماعي لمّا تضفي عن القائد صورة البطل الخارق "لإعادة تنشيط الحالات النموذجية القصوى والمؤمثلة لزمن مطلق تأسيسي".(م.أركون.الفكر الإسلامي, قراءة علمية ص.203).
وعلى هذا الأساس, ففصل السياسي عن الديني "يقتضي تحديد مجالات كل من الدين والدولة المدنية" من أجل "تحرير المجال الديني من أي توظيف سياسي"(ذ.ركالة.جريدة الأحداث المغربية). والفصل ليس بمنطق الإقصاء أو التهميش للدين باعتباره يشكل"بنية عائقة", بل الفصل الذي يروم الاجتهاد لتحقيق مبدأ التكامل لكل المكونات التي تجيب عن حاجيات الإنسان الروحية والمادية بما تضمن من عناصر الانسجام, إذ"ليس الخطأ في تكوين أحزاب سياسية تستلهم القيم والمبادىء والأحكام الإسلامية, لكن في الانزلاق من ذلك نحو إعادة قدسية العقيدة السياسية المستمدة من القيم الدينية, وقدسية السلطة المرتبطة بها"(ب.غليون.الدولة والدين, ص 461).
الدولة تستمد سلطتها وسيادتها بأشكال يمتزج فيها الإلهي والدنيوي, وبموجبهما توظف قدرا كبيرا من العنف والقوة لفرض هيبتها السياسية. هذا التوجه في الممارسة السياسية الذي يكثف المقدس داخل ثنايا القرارات السياسية مع طمس بنية النص الدستوري, ما جعل البديل الحضاري تتموقع كمعارض لأشكال التدبير الذي يلغي دور الدولة في تنظيم الاختلاف وسيادة التعدد. الدولة يجب أن تستمد سيادتها من إرادة المجتمع أو كما يقول هيجل من المجتمع المنظم ذاتيا عبر الدولة.
حزب البديل يعلي من قيم التشارك والمواطنة وحقوق الإنسان, باعتبارها مفاهيم شكلت تحولا في التاريخ الإنساني (الثورة الفرنسية). إنه يسعى بذلك إلى هدم الأسس المعيقة لآلية التفكير السياسي, ومساهما في خلخلة الخطاب المؤسطر لفائدة الحدث التاريخي. وفي هذا النص نلمس تكثيفا هاما لمدى انفتاح حزب البديل على قيم حضارية وديمقراطية قوامها المواطنة كحلقة أساسية في التدبير السياسي:
"نحن الآن مطالبون بالانتقال من الدولة ما قبل مدنية إلى الدولة المدنية. دولة يكون فيها المواطن هو الوحدة السياسية الأساس بغض النظر عن اعتقاداته ومرجعيته, دولة يكون فيها الشأن السياسي شأنا عاما غير قابل للاحتكار والمصادرة. دولة تضمن التداول السلمي للسلطة". (ذ.ركالة, جريدة الأحداث المغربية).
إن الدولة بهذه المواصفات تعني تسيد قيم الحرية وتجسيدها. فالمواطن يشحذ قدراته الفكرية والمهارتية داخل فضاء يضمن له قدر كبير من الحرية تحمي اختياراته السياسية والفكرية. وحينما تشهر الدولة سيف المنع في وجه إطارات سياسية تحت مبررات دينية أو تشيعية أو إثنية...فإنها بذلك تجهز على رهان أساسي يضمن تأهيل النظام السياسي والاجتماعي.
هذه المصادرة للفكر سواء من جهة الجماعات الإسلامية التي تخول لنفسها حق التحدث باسم الدين, أو من جهة الدولة التي تختزل في ذاتها السلطة اللاهوتية والسلطانية, هو ما يعني التطاول على مبدأ الحرية والعقلانية تحت معايير شكلية وماهيات ثابتة تقود, من جهة استنتاجات الحركات الإسلامية إلى الانغلاق والتعصب والتأخر الفكري. وتقود, من جهة أخرى الدولة إلى الانحراف عن دورها الأساسي حين توظف القوة والمنع تحت هذا المبرر أو ذاك.
المشروع المجتمعي للبديل الحضاري بقدر ما يقاوم الدولة اللاهوتية, على اعتبار حقيقة الدين تختلف عن حقيقة الدولة, بقدر ما يكرس حرية الاعتقاد واحترام حقوق الإنسان. و " الدولة المدنية التي أساسها الفلسفي العام هو احترام الإنسان وإرادته لا يمكن أن تتناقض مع الإسلام الذي كرم الإنسان تكريما مرتبطا بإنسانيته بغض النظر عن إيمانه وكفره". (ذ. ركالة, جريدة الأحداث المغربية), ذلك أن الاعتقاد ليس امتيازا يمنح الإحساس بالتفوق والتعالي وامتلاك الحقيقة كأساس للانتقاء والاصطفاف عبر معايير تركب مراتب التدرج من العام إلى الخاص, لتستقر سلطتها في ذاتها(جماعتها), مستلهمة حظوتها من المطلق. لعل " تجربة الاعتقاد يجب أن تكون مكفولة بموجب الدستور, إذ لا معنى أن تفرض على شخص أن يكون مسلما بالولادة..فالإسلام قبل كل شيء اختيارا".(ذ.معتصم, لوجورنال إيبدوالعدد 119).
دولة المواطنة مشروع استراتيجي للبديل الحضاري تتفاعل معه كل الطروحات الحاملة للقيم الديمقراطية والحداثة, وهو مشروع يخوض معاركه السياسية والفكرية, وعلى هذا الأساس يعتبر حزب البديل الحضاري "أن من مهامه المساهمة في العملية الفكرية الثقافية التي تستهدف إشاعة التنوير والتجديد الفكري وتعمل على إدخال الأمة العربية والإسلامية عصر أنوار عربي إسلامي"(ذ.ركالة, جريدة رسالة الأمة.العدد31/2005), لكن إذا أمعنا النظر إلى قاعدة الحزب وأجهزته التنظيمية, يظل المشروع سجين بلاغات ونداءات وتصريحات إعلامية...إذ الزج به داخل براد يغم تقليدي كما تستنسخه القوى السياسية, معناه انتفاء قيمته, ليتوقف عند مفاهيم تسعى إلى تكثيف ماكياج الحداثة على جسد نتن ومترهل. إذا كانت غائية حزب البديل الحضاري هو انتشال الإسلام من مجال تقليدا ني وسياسوي نحو دائرة التنوير والتجديد. أليس تأسيس مؤسسة.. تشكل الظاهرة الإسلامية إحدى انشغالاتها برؤية علمية ومنهجية, قد تساهم في تخصيب بؤر الحداثة والانفتاح العقلاني؟
نعتقد أن هذه المهمة تتجاوز الأفراد داخل البديل الحضاري, ذلك أن المشروع ممتد في الزمان والتفكير في استراتيجية جديدة بداية مسار سليم نحو تتبيث دعائم المشروع.
صحيح, أن" حزب العدالة والتنمية" له إطاره الموازي "الإصلاح والتوحيد"يشكل دعامته الأساسية, كما أن "جماعة العدل والإحسان" تعتبر أن منطلقاتها تربوية ( مؤسسة التربية) انسجاما مع ثالوثها المقدس: تربية- تنظيم- زحف, بما يضمن إعادة تشكيل وتأهيل أعضائها وفق تصور "المنهاج النبوي". فهل حزب البديل يستطيع أن يمتد بمشروعه عبر مؤسسات منفتحة على أطر فكرية تغذي طرحه السياسي؟
نخلص إلى أن مقاربة إشكالية السياسي والديني لدى حزب البديل الحضاري يتملص من التصنيفات الحاسمة التي تشتغل بالثنائيات الحادة, كما لو أنها أقطاب منفصلة. وفي نفس الوقت لا تستهويه عملية التماهي لدرجة الخلط بين الوظائف, إذ "لا وجود لدولة دينية في إطار فهمنا للإسلام "(ذ.ركالة, جريدة الأحداث المغربية) كما لا يروم البحث عن صيغ توفيقية لإرضاء الأطراف المتقابلة. فمعالجة الإشكالية في إطار من الإنزلاقات تشوش على مضمون دولة المواطنة وتقود إلى بناءات تقصي التعدد والاختلاف. والديمقراطية هي أسمى قسمة بين الإطارات السياسية, وتبني قيمها بهذا القدر أو ذاك ما يجعل خفض التوتر بين السياسي والديني أمرا أكثر جدية.
والديمقراطية التي ينشدها حزب البديل ليست تقية حزبية أو تحايلا على مضمونها, بل هي فلسفة وتوجه سياسي وسلوكي " لهذا رفضنا أي اصطفاف في الساحة السياسية المغربية على أساس علماني في مقابل إسلامي أو ديني في مقابل لا ديني. واعتبرنا الاصطفاف اليوم يجب أن يتم على أساس من مع الديمقراطية ومن ضد الديمقراطية "(ذ. معتصم, موقع إسلام أون لاين).
المؤسسة الملكية
لعل النسق السياسي في فكر حزب البديل الحضاري لا تختل إيقاعات عناصره, حينما يستدعي الأمر التعامل مع إشكالات أساسية من ضمنها المؤسسة الملكية. فطالما نلمس خليط من التوظيفات التي تتغذى من منابع متناقضة لطبيعة المؤسسة الحزبية, هدفها البحث عن مخارج لأزماتها داخل سياقات تخدم مصالح قادتها. سواء في اتجاه إخماد نار المطالبة بالإصلاحات الدستورية (حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية/ حزب التقدم والاشتراكية/ وحزب العدالة والتنمية..). أوفي اتجاه خجول يطالب بإصلاحات دستورية سطحية لا تمس المؤسسة الملكية( حزب الاستقلال..).
حزب البديل الحضاري يتفاعل طرحه السياسي مع دينامية المجتمع المدني و يتموقع, من حيث جرأته السياسية, ومن حيث إصراره على الانخراط داخل المشروع التحديثي إلى جانب حزب الاشتراكي الموحد, والنهج الديمقراطي وحزب الطليعة... بحيث يتوغل مع هذه الإطارات إلى عمق الإشكالية الدستورية المتعلقة بصلاحيات المؤسسة الملكية.
وعلى هذا الأساس, فالبديل يعلي من قيمة المضمون الديمقراطي للمؤسسات بما ينسجم و قوانين السياسة الحديثة. ومن ثمة, فالمؤسسة الملكية يجب أن تكون محايدة إيديولوجيا و" في منأى عن الصراع وتضمن في نفس الوقت تداولا سلميا يكون فيها الملك رمزا لوحدة البلاد واستقلالها. ويكون الشعب صاحب السلطة يفوضها من خلال انتخابات للحزب الذي يراه أهلا لإدارة شؤونه, نظام يتميز بفصل فعلي بين المؤسسة الملكية والدولة وبفصل حقيقي للسلط...نظام يتأسس على تعدد سياسي وليس حزبي فقط"(ذ.ركالة, جريدة الصحيفة العدد49/1996).
هذا الموقف المدعم لنظام الملكية البرلمانية, يقطع مع كل التسربات التي من شأنها أن تنفجر من بين شقوقه بفعل إكراهات السلطة قصد تليين مواقفه السياسية, وما صموده أمام آلة المخزن للحصول على وصل إيداع دون تقديم تنازلات تمس عمقه السياسي والنضالي, يعكس إلى أي حد أن بنيته السياسية في منأى عن الهزات التي أصابت "حزب العدالة والتنمية" بسبب ورقة ذ. الرميد بخصوص الملكية التنفيذية وتصريحات ذ. الريسوني بخصوص إمارة المؤمنين. كان من تجليات ذلك, غياب الديمقراطية الداخلية داخل مؤسسات الحزب, وحسم في قررات مسبقة ضدا على اختيارات القاعدة.( اختيار عبد الله بها رئيسا للفريق النيابي بالرغم من حصول ذ.الرميد على أغلبية الأصوات , واستقالة/إقالة ذ.الريسوني من قيادة الإصلاح والتوحيد...).
وإذا كانت "جماعة العدل والإحسان" تمتلك موقفا آخر من السلطة, فإن خلفيتها الفقهية والديماغوجية ساهمت في اختلال معادلتها أي وضع الدين في موضع الدولة ووضع الدولة في موضع الدين. هذا الاختلال عمق الانزلاق نحو فهم يسمو عن الواقع لانتقاء سياقات تاريخية وأسطرتها, للمراهنة على القومة والإمساك بالحلقة المنفلتة( زمن الخلافة). ومن ثمة, بقيت رهينة السؤال " التأسيسي لمدرسة الإخوان المسلمين المرتبطة بالحكم والخلافة".( ذ.ركالة, جريدة مجلة منتدى الحوار).
هذا الاستشراف العكسي للنظر, ولد حالة من الثبات تفجرت تهيؤات وهلوسات وأضغاث أحلام, إذ مشكلة التيارات الإسلامية كونها ظلت سجينة " المقاربة الفقهية لمشروعية وشرعية السلطة...الحركات الإسلامية هي حركات اجتماعية وليست فقهية..على اعتبار أن الأسئلة الفقهية لها أهلها أقصد العلماء الذين يتصدون لها بعيدا عن أي صراع سياسي أو مجتمعي بغية تحقيق مقاصد الشريعة"(ذ.ركالة, جريدة الأيام العدد192/2005). المطلوب, إذن مد البصر نحو البحر حيث هناك قيم ديمقراطية تنهل منها البديل الحضاري ومن نظمها السياسية والمدنية, وما موقفها من المؤسسة الملكية حيث الملك يسود ولا يحكم سوى تقوية للمشروع السياسي الحداثي. المؤسسة الملكية يجب أن تلعب " دورا أساسيا في بناء الدولة المدنية..وتوفير الشروط التحول الديمقراطي". (ذ.معتصم, إسلام أون), فحصول أول حزب إسلامي على وصل الإيداع يشكل خطوة إضافية داخل المسلسل التحول الديمقراطي, والقوى السياسية التي تتقاطع مع البديل الحضاري طرحها, بخصوص انطلاق قطار التحول, يجعل من التحالف بين اليساريين و الإسلاميين قوة فاعلة في هذا المسار. لكن, أليس الحديث عن شروط التحول هو بمثابة انزياح عن قراءة موضوعية للمشهد السياسي, بما يشكل من تراجعات خطيرة تخدم النسق المخزني ضدا على المكاسب الحقوقية والسياسية...للأمة؟
إشكالية النقائض
طالما نجد حزب البديل الحضاري يرسل إشارات متعددة نحو بناء تحالفات, بحثا منه عن المشترك السياسي بين اليساريين والإسلاميين. لكن, ما معنى أن تصر البديل على جمع المتناقضات, وهي تعلم أكثر من غيرها أنها عملية مستحيلة؟!!
يقول ذ.معتصم في حوار له مع جريدة reporter " نحن لا نريد أن ننتقد غدا كما تنتقد الآن الحركات الوطنية التي لم تتحمل مسؤوليتها. والأجيال المقبلة لا تسامحنا على تقصيرنا في استمرار واقع بقطبين متناحرين: قطب إسلامي وآخر علماني ". ثم يضيف " إننا نحاول تجنيب بلادنا أوضاع مأساوية كالتي عاشتها الجزائر, وتونس, أو الدول العربية التي لم تتمكن من إيجاد مخرج لأزمتها".
البديل انتدبت لنفسها مند البداية مهمة هدم العوائق, منطلقة من أن فكرة الحدود هو سياج نفسي قبل أن يكون فكري. وفي ندوة عقدت بالدار البيضاء أيام 11 يناير2001 تحت شعار" تجميع القوى الديمقراطية ضرورة لتحقيق الانتقال الديمقراطي" أشار ذ. حررني إلى أن البديل الحضاري " بذلت أكبر مجهود لتخطي الحواجز الوهمية التي كانت تفصل بين الديمقراطيين, وخاصة الديمقراطيين ذوي المرجعية العلمانية والديمقراطيين ذوي المرجعية الدينية". ونداء الديمقراطية الذي تم التوقيع عليه في نفس اليوم, هو تتويج لمسار يأتي في سياق تحولات تمس أنماط التفكير السياسي لدى اليسار.
ها هو اليسار الآن يدشن تجربته إزاء الوحدة الاندماجية, يعيد بناء ذاته على أرضية الاختلاف والتواصل (تأسيس التيارات) كأفق لتكريس مبادىء الديمقراطية. وفي ظل هذه المتغيرات يعيد تحديد مواقفه بما ينسجم ومشروعه المجتمعي. لعله يقدم إجابات حاسمة على إشكالية التنوير داخل التوجهات الإسلامية. ونعتقد أن تباشير إجاباته عكستها الجلسة الافتتاحية لمؤتمره الاندماجي بين اليسار الاشتراكي الموحد والوفاء للديمقراطية, المنعقد بالرباط وبوزنيقة أيام 23- 24 شتنبر 2005, إذ حضور كل من حزب البديل الحضاري في شخص ذ. مصطفى معتصم, والحركة من أجل الأمة في شخص ذ. محمد المرواني يحمل أكثر من دلالة.
الاتفاق إذن على برنامج مشترك بين الإسلاميين واليساريين ليس غريبا, فهو ثمرة تقارب تاريخي, إذ "جزء منا له تاريخ قريب من الحركة الماركسية اللينينية"( ذ. معتصم, لوجورنال العدد.119 ) واستمر هذا التقارب مع الفعاليات اليسارية"مجموعة الميادين".
السؤال الآن: ما معنى ألا تستجيب الأطراف الإسلامية الأخرى لنداء الديمقراطية, خصوصا وأن المشترك يستهدف البرامج وليس المرجعيات, وهذا من شأنه تذويب لهيب التناقضات؟
يعزي الأمين ركالة الأسباب في "انعكاسات فشل مشروع الوحدة(1992- 1990). والسبب الثاني يكمن في الدينامية والتحولات التي شهدتها الساحة الإسلامية طيلة العقد الأخير...الشيء الذي جعل الاهتمام بالشأن الداخلي ذو أولوية قصوى".
هذه المبررات التي يسوقها ذ.ركالة, هل فعلا ترخي بضلالها على المشروع التعاقدي؟ أم أن الحركات الإسلامية مازالت ترى في دعوات البديل انتصارا للمضمون اليساري على حساب المضمون الإسلامي؟
تبقى الأسئلة مفتوحة حول رحلة الجسر التي تخوض البديل مغامرتها, هل ستفضي إلى مرفأ حيث تتعايش القيم والأفكار, أم أن القذائف التي تستهدف جسر البديل ترى في استراتيجية الحدود أمنها السياسي؟
تلك هي إذن أسطورة سيزيف الحضاري مثقلة بنزيف التاريخ.



#عزيز_الهلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار كأفق للإختلاف والإنفتاح


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الهلالي - حزب البديل الحضاري إشكالات ورهانات