التغطية الإعلامية ومشكلة الإعلام لدينا..

محمود عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5828 - 2018 / 3 / 27 - 23:33
المحور: المجتمع المدني
    

التغطية الإعلامية ومشكلة الإعلام لدينا..

كتب: د/ محمود محمد سيد عبدالله
(كلية التربية - جامعة أسيوط - مصر)

للأسف مشكلة الإعلام - خاصة الإعلام المحلي - في الغالب لدينا هي نشر حدث ما أو تحقيق وتسليط الأضواء عليه بناء على "تربيطات" و"علاقات" دون أدنى موضوعية أو مراعاة لميثاق الشرف الإعلامي..وسرعان ما تستشف أن الهدف الحقيقي هو تلميع شخصيات معينة

فتجد صحفية شابة مثلا تخلت عن المهنية تماما - فلا هم لها إلا نشر تحقيقات تخص أقاربها أو كل من يخصها أو تربطه بها صلة دون الإهتمام بأي أحد آخر على الساحة - مهما كانت كفاءته وإنجازاته..فتجد عنواين براقة أخاذة مثل "الرجل الحديدي" و"المرأة الأسطورة" و..و...الخ ناهيك عن كيل الشعر وعبارات المديح لأشخاص معينين..وسرعان ما تكتشف أن هذه الصحفية بالذات لا تنشر شيئا إلا عن هؤلاء الذين ينتمون لملتها فقط بكل إنحياز..

وقد تجد أخبارا في عدة مواقع عن "مناقشة رسالة علمية" هنا أو هناك يصور لك الكاتب أن موضوعها فذ ولم يحدث من قبل وأن أحدا لم يتطرق إليه أو أنه إسهام فريد من نوعه سوف ينقذ البشرية..وسرعان ما تكتشف - بعد فترة قصيرة من التأمل - أن الموضوع عادي جدا وأن هناك موضوعات لآلاف الرسائل العلمية الأفضل والأقوى منها تمت مناقشتها دون أدنى تغطية إعلامية!!

وهكذا فإن الإعلام المحلي لدينا منحاز..وفاسد في بعض الأحيان..ونسمع عن صحفيين ممن غلبهم الهوى وماتت ضمائرهم وباعوا أنفسهم للشيطان يتلقون رشاوي كي ينشروا أو لا ينشروا شيئا ..أو ليغضوا الطرف عن شيء أو ليشهروا بفلان وينكلوا بعلان..وقد تجد صاحب جريدة محلية صفراء مغمورة غير مهنية (حصل صاحبها على تصريح لها بألف دولار من لندن أو قبرص) لا ذكر لها على المستوى الإقليمي يتلقى صاحبها مبالغ مالية تصل إلى 10 أو 20 ألف جنيه مقابل نشر تحقيق كيدي يشوه فيه صورة أحد الشرفاء المخلصين مليء بالسفسطة والمغالطات يعرضه للمساءلة القانونية في النيابة العامة..والأمثلة كثيرة على ذلك كثيرة لا حصر لها!!

إذا لدينا مشكلة "القلم الشريف" المحايد الذي ينشر فقط ما يستحق أن ينشر..ولا يجامل أحدا على حساب أحد..ولا يتملق ذوي المناصب والنفوذ وينشر أخبارا عادية لهم وكأنهم فتحوا عكا أو خلصوا المسجد الأقصى من دنس اليهود..الإعلام مسئولية كبيرة وليس كل من هب ودب يصلح إعلاميا..وليس كل من فبرك خبرا مكذوبا كي ينال مجدا شخصيا بالإعلامي الناجح..وليس كل من يغفل أصحاب الطاقات والهمم والأعمال المتميزة الرائدة بالإعلامي الهمام الذي يهمه مصلحة بلده وتقدمها..استقيموا يرحمكم الله!!
خالص تحياتي

#محمود_عبدالله (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات