علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 5827 - 2018 / 3 / 26 - 15:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المجازر المتنقلة على طرق محافظات كركوك والأنبار وصلاح الدين وديالى والتي راح ضحيتها مدنيون وعسكريون والتي نسبت الى عصابات داعش وأعلنت هذه العصابات مسؤوليتها عن بعضها، وسيطرة عصابات داعش على وادي حوران، والاتهامات للسفارة الأميركية - وبعضها اتهامات نيابية – بحماية ودعم فلول داعش / الرابط 1، كل هذه الأحداث والمظاهر يراد لها ان تكون حجارة واحدة تصيب ثلاثة عصافير ونصف:
العصفور الأول: إدامة وتوسيع الوجود العسكري الأميركي والغربي الذي تعمل عليه إدارة ترامب والذي يستتبعه بالنتيجة تصاعد التدخلات الإيرانية مضادة للحفاظ على التوازن بين الدولتين في العراق.
العصفور الثاني: الإبقاء على هراوة العصابات الداعشية مسلطة على رؤوس العراقيين بعد أن أفشلت تضحيات العراقيين تمديد بقائها كما تمنى وسعى الأميركيون لأكثر من عشرين أو ثلاثين عاما بما يديم الاستقطاب والتخندق الطائفي بين الشيعة والسنة.
العصفور الثالث: إنجاح محاولة واشنطن والبارزاني الخارج خاسرا من مغامرته الانفصالية الأخيرة لتحويل محافظة كركوك الى بؤرة للتوترات القومية بين العراقيين من العرب والكرد بعد أن تم بنجاح تفتيت المكون العربي طائفيا بين شيعة بقيادات تابعة لإيران في أغلبها، وسُنة بقيادات أغلبها موزع التبعية على السعودية وقطر وتركيا وبهذا سيكون مستحيلا على العراقيين النهوض من واقع التخلف والتبعية فيسهل التحكم بحكوماتهم وإدامة حالة فقدان السيادة الوطنية والاستقلال الحقيقي.
هناك نصف عصفور صغير آخر أو نصف عصفور قد يراه العارفون قليلا في علم النفس الجمعي، ستضربه هذه الحجارة الأميركية، ومفاده أن هذه العمليات المنتقاة والمختارة ومع اقتراب الانتخابات العراقية، ستكوِّن حالة ضاغطة على الرأي العراقي العام (أو بمصطلحات النفسانيين :على الوعي واللاوعي الجمعي) بهدف تذكير العراقيين وإقناع أكبر عدد من الناخبين بأنهم بحاجة الى حيدر العبادي في ولاية ثانية لاستكمال "انتصاراته" الناقصة على داعش، وكأن الذي انتصر على داعش في الموصل وغيرها والذي ضحى التضحيات الفادحة من اجل ذلك هو العبادي وليس الجهد العراقي العسكري والمدني متناسين أن هذا الذي يقدمونه كمنتصر والذي يقود تحالفا انتخابيا اسمه النصر عجز حتى اليوم عن إخراج قوة أجنبية " تركية" صغيرة من منطقة بعشيقة بحجة أنها قوة "رمزية" لا مانع من أن توجد رغم أنف حكومته كما يبدو من كلامه! وأنه لم يدافع عن سيادة العراق المزعومة أمام القصف التركي المتكرر والذي يهدد أردوغان بتحويله الى اجتياح بري على طريقة "عفرين" السورية.
*الخلاصة: لا يمكن رد هذا الحجر الداعشي الأميركي الأردوغاني من قبل حكومة العبادي أو أي حكومة محاصصة طائفية تابعة للأجنبي بنجاح، بل يمكن ذلك بإنهاء العملية السياسية الأميركية وإطلاق عملية سياسية عراقية كمقدمة لحسم الوضع الامني بعمليات عسكرية شاملة ودقيقة ضد فلول داعش.
الحلول الترقيعية لا تنفع ولا بد من استعادة كركوك قولا وفعلا لتتم استعادة العراق كله.
رابط خبر حول اتهام لجنة الأمن النيابية للسفارة الامريكية بنقل قيادات إرهابية جديدة واسلحة ومعدات إلى وادي حوران :
http://www.almaalomah.com/2018/03/24/294055/
*كاتب عراقي
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟