عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 5827 - 2018 / 3 / 26 - 01:14
المحور:
سيرة ذاتية
وجوه من الحياة.. علي العريبي...الشهير بـ طشة
عبد السلام الزغيبي
كان سي علي العريبي الشهير بلقب " طشة" يقود بشكليطته" دراجته " ــ كوسيلة مواصلات أكثر شيوعًا بين عمال التوصيل في المخابز في ذاك الوقت في مدينة بنغازي ــ، بمهارة نادرة، وبدون فرامل في كثير من الاحيان، يحمل الخبز الساخن من كوشة" مخبز" سي خليفة البرغثي التي تقع في دردوحة" منحدر" سيدي حسين، وبالتحديد في سور جانبي للجبانة القديمة، ليوزعها على دكاكين منطقة وسط البلاد...
يمر من أمام حوش" منزل" عائلة ساطي على يمينه وعلى يساره سور جبانة سيدي حسين ...يواصل طريقه ويقطع حي السكابلي مرورا من امام وزارة الزراعة ومن خلف الديوان الملكي، يمر على مدرسة الامير ويدخل الى شارع عمرو بن العاص ومنه الى شارع الحشر ووالوسعاية ليصل إلى شارع طرابلس مارا بشارع العقيب ليضع الخبز الساخن المحمول فوق لوح من الخشب مغطأة بقماشة نظيفة.. يقف امام بقالة محمود الاوجلي،يضع الخبز في صندوق خشبي، ثم يواصل طريقه الى بقالة سي علي الاوجلي " الشنة" وباقي محلات البقالة...
كان طشة " موزع الخبز" يتعب في سبيل تحصيل قوته اليومي من عرق جبينه، يحمل الخبز على بشكليطته ويحمل في ذات الوقت املا في انجاز مهمته اليومية دون مصاعب، في سباق ماراثوني في الشوارع والأزقة، لتوصيل الخبز إلى محلات البقالة ومنها الى الزبائن.. ومن ثم العودة الى الكوشة لحمل المزيد من ارغفة الخبز الساخنة...وكنا نحن الصبيان عندما نراه من بعيد قادما بدراجته، نناديه اعطنا فردة من الخبز الساخن يا طشه.. يبتسم ويمنحنا ما نريد، نقتسم فردة الخبز ومن ثم نواصل لعب الكرة في ساحة الوسعاية...
كنت أراه عن قرب في الكوشة" الفرن" عندما اذهب لزيارة اخوالي في حي سيدي حسين، وكان احد ابناء خالتي "اوريده الله يرحمها" يعمل معهم في الكوشة في الفترة الصيفية..
كان سي علي العريبي، إنسان بسيط مكافح، يتعب من اجل الحصول على لقمة عيش شريفة، وقد واصل عمله باجتهاد، وقد علمت مؤخرا انه يدير مطحن للبقول والتوابل في منطقة الزريريعيه..احد احياء مدينة بنغازي، وانتقل إلى رحمة الله منذ أشهر.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟