ثمانية اعوام مضت من عمل لجان التفتيش ولاتزال ترواح في محلها وتسير ببطء عجيب . اليست مهزلة هى ان تتولى مهمة لجان التفتيش ثلاثة لجان ومئات الخبراء والاف التقنيات والتحليلات والتهديدات والوعود الاميركية بتقديم الادلة الكاريكتيرية مثل تلك التى تحدث عنها كولن باول في الامم المتحدة والتى لن يصدقها لو هو سمعها من افواه وفد اخر بل هي تذهب الى افتراضات هزيلة ومضحكة احيانا مثل قضية مخططات الشاحنات.
ولاتزال اللجان والولايات المتحدة تطالب بكشف المزيد وهم عاجزين عن اثبات نوع المزيد وشكله وكميته ومكانه فاذا كانوا يملكون الادلة فلماذا لا يرسلون الفرق اليها لاثباتها؟
ان الولايات المتحدة بصيغة القرار1441 انما ارادت ان يتعرى النظام من كل اسلحته مثلما يطلب الكاوبوي من سيدة ان تنزع بيدها كل ملابسها قطعة بعد اخري تحت تهديد المسدس لكي يكون بامكانها تنفيذ عملية الهجوم باقل خسائر ممكنة.
ومهما فعلت بغداد فلن يرضى امريكا ذلك لانها مصممة على تحقيق اهدافها وجعل العراق مفتاح بابها للدخول الى منطقة الشرق الاوسط والتحكم بمصادر الطاقة ومصائر دول اخرى وتغيير الخرطة السياسية للمنطقة على مدى السنوات القليلة القادمة تحت حجة جعل العراق منارا للديمقراطية.
ثم كلما تحدث مسؤول امريكيى او بريطاني هدد بان الوقت ينفذ!!!
انها بالضبط يريدون ان تكون مثل فلم امريكي يبدء مملا وثقيلا الى ان تحسم كل احداثه في حركات بهلوانية سريعة في الدقائق الاخيرة قبل انتهاءه.
فلماذا الان الوقت ينفذ؟ واين كانت تنام لجان التفتيش خلال كل ذلك الزمن ؟ ومن منا نسى مهازل تصرفاتهم كما حدث حين صادروا قمامة وزارة الزراعة في حي السعدون؟ او تفتيش ونبش حديقة كنيسة الزعفرانية ؟؟ او مثل مسرحيات سكوت ريتر او مثل تجسس بتلر؟؟
لماذا يهددون بالزمن الان ؟الم يكن بامكان الادارة الاميركية ان تنهى المسالة قبل ان يطرد النظام الحاكم اللجان وان تجعل ثمة هيبة ومصداقية للامم المتحدة وللمجتمع الدولى؟ هل كانت امريكا عاجزة عن ذلك ام انها كانت تريد ابقاء الحال على ماعليه للمستقبل البعيد كما نجحت في خطوط الحظر الجوى التى فرضتها امريكا وبريطانيا خارج قرارا الشرعية الدولية وسكتت عنها كل دول العالم؟؟ والتى سوف تستثمر امريكا وبريطانيا ثمراتها الان؟
ان المقالة التى نشرها الكاتب البرازيلى باولو كويهلو في جريدة الغارديان اللندنية هي خير من يظهر لنا مهزلة هذه اللجان التى اصبح واضحا لكل دول وشعوب العالم كيف تريد استثمارها امريكا في حملتها على العراق.