أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور الدين بوفرة - رحلة من داخل كواليس جهاز القضاء المغربي – الفصل الثاني-














المزيد.....

رحلة من داخل كواليس جهاز القضاء المغربي – الفصل الثاني-


نور الدين بوفرة

الحوار المتمدن-العدد: 5827 - 2018 / 3 / 26 - 00:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما سبق الذكر في الفصل الأول فإن قطاع العدل خاضع برمته للديوان الملكي و للمستشار الملكي المكلف بالشؤون القانونية و القضائية و جميع القرارات ذات الشأن يتخذها هذا الأخير و تنفذ بحذافيرها من طرف وزارة العدل و السلطة القضائية و جرت العادة أن وزراء العدل لا يتخذون مجموعة من القرارات ذات نسبة من الأهمية إلا بعد مراسلة الديوان الملكي كتابة و أخذ المشورة , كما جرت العادة في حالات الاستعجال أن يتصل الوزيرهاتفيا بأحد موظفي الديوان لاطلاعه على الحالة موضوع المشورة الذي بدوره يطلع مستشار الملك الذي يتخذ القرار الذي يراه مناسبا و تجدر الإشارة بأنه واحتراما للهرمية السلطوية فلا يمكن لوزير العدل الاتصال مباشرة بالمستشار الملكي بل فقط بأحد الموظفين الذي غالبا ما يكون من سلك القضاء كما هو الشأن بالنسبة للقاضي خالد بيحيى
إلا أن هناك بعض القرارات ذات الصبغة السياسية أو الحقوقية التي لا يتخذها المستشار المكلف بالشؤون القانونية و القضائية و التي يرجع فيها إلى أحد المستشارين ذوو الاختصاصات العامة مثل المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة و الذي إن استدعى الأمر يستشير الملك في ذلك و بخصوص هذا النوع من الملفات ذات الأهمية و الحساسية البالغة , فعادة ما يغيب دور وزير العدل حيث كان يتم ربط الاتصال مباشرة بمدير مديرية الشؤون الجنائية الذي عوض في التنظيم الجديد برئيس النيابة العامة ,الذي يعمل على تمرير التعليمات الفوقية إلى وكلاء الملك الذين بدورهم يمررونها لرؤساء المحاكم ثم إلى القضاة أو للقضاة مباشرة حسب الولاءات و غني عن البيان أن القضاة دائما ما يتنافسون بينهم لإظهار الولاء للحصول على مناصب أرفع و امتيازات أكثر و في معرض الحديث نتذكر كيف قام رئيس المحكمة الابتدائية بالرباط محمد الليديدي بمناسبة محاكمة النقابي مبير الأموي خلال التسعينيات بارتداء بذلة الجلسات و ترؤس جلسة جنحية للحكم على النقابي المذكور بسنتين سجنا نافذا , مظهرا بذلك ولاءه و خضوعه لسلطة المخزن و الحال أنه ليس من مهام رؤساء المحاكم حسب القانون و حسب جداول الجلسات العمومية للمحاكم ترؤس الجلسات الجنحية , لكن كانت لهذه الإشارة من طرف هذا القاضي تأثيرها حيث رقي نتيجة ذلك إلى أن أصبح كاتبا عاما لوزارة العدل , و غني عن البيان أن القصر هو أيضا يشجع القضاة على الخضوع لإملاءاته بالنظر لمكافئته لهذا النوع من القضاة الخاضعين و من بين الأمثلة و الحالات , نسوق السلسلة الذهبية التي كانت تمرر عبرها التعليمات المتعلقة بالملفات السياسية و الحقوقية إثر تولي محمد السادس الحكم كملف الصحفي المرابط أو نادية ياسين أو بنشمسي و ما جاور ذلك حيث كانت تصدر التعليمات عن المستشار الملكي محمد المعتصم الذي كان يمررها للقاضي خالد بيحيى الذي بدوره يمررها إلى مدير الشؤون الجنائية الطيب الشرقاوي الذي بدوره يمررها إلى وكيل الملك بابتدائية الرباط عبد السلام عماني و الذي بدوره كان يمررها لنائبه مصطفى يرتاوي الذي بدوره كان يمررها للقاضي محمد العلوي و نرى كيف أصبح الطيب الشرقاوي بعدها وزيرا للداخلية و كيف أصبح مصطفى اليرتاوي وكيلا للملك بالمحكمة الابتدائية بآسفي و كيف أصبح محمد العلوي وكيلا للملك بالمحكمة الابتدائية بمدينة صفرو .
و في نفس السياق نشير إلى أن استقلال القضاء في المغرب لم يكن يوما ما مطروحا في علاقته بالسلطة التنفيذية أو التشريعية بل في علاقته بسلطة القصر و حينما كان عدد من القضاة السذج محدودي الثقافة المنتمين لنادي قضاة المغرب يدعون لاستقلال السلطة القضائية عن وزارة العدل فإنهم إنما كانوا يطالبون بجعلها خاضعة مباشرة للديوان الملكي و إبعاد أية مراقبة عنها وما حدث حين لم يصبح وزير العدل رئيسا للنيابة العامة و الذي على الاقل كانت تتم مساءلته أمام البرلمان ,هو أن سلطاته انتقلت إلى رئاسة النيابة العامة التي ليست شيئا آخر سوى مديرية الشؤون الجنائية بتسمية جديدة و مقر جديد و انتفت بذلك أية آلية لمراقبة و محاسبة النيابة العامة ..... يتبع



#نور_الدين_بوفرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة من داخل كواليس جهاز القضاء المغربي – الفصل الأول -


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور الدين بوفرة - رحلة من داخل كواليس جهاز القضاء المغربي – الفصل الثاني-