وطني

محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 1487 - 2006 / 3 / 12 - 05:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

أيا وطني !!
و يا أملي، و يا حُزني و أشجاني
و يا حُضناً أريدُ العيشَ في ظِـلِّهْ
ليعصرَني نسيمُ الحبِّ في زهوِه،
أقبلـهُ، يقبـِّلني
و يطربُ قلبُهُ شوقاً لألحاني.
و لكنِّــي، و لكنِّــي!؟
أخافُ "عليكَ من عيني و منِّي،
و منكَ ومن زمانِكَ و المكانِ"
***
أيا وطني!!
رأيتُ اليومَ قوماً،
من أعرابٍ و كُردٍ،
يُضيفونَ الفسادَ على الهوانِ
فواحدُهم يزيدُ بك ابتزازا
و ثانيهم يريدُ بك احتكاراً
و ثالثهم يريد لـه انقياداً
و رابعهم يٌقطِّعُ في الأماني
.....
وأوَّلـُهم للتزويـرِ يقتلْ،
و آخرهم يشعِلُ أحقاداً بألوانِ
و ترقص صبحةٌ رَقصاتِ عُهرٍ
و ترفع في الكؤوسِ و في الأواني
***
أيا وطني!
إذا مالماءُ طال العمـرَ وقفاً
يُخبِّثُ في الهواءِ على الجِنانِ
....
الخردلُ المشئوم لا زال على الجبالِ
لم يمسح الجنوبُ ما فيه من دموعِ
لم تنتهِ الأنفالُ في الشمالِ
فيزحف الخضوعُ في خنوع
عِبرَ السهولِ و الرمال
و سائِر الوِديانِ
رأينا رأسهم في يوم أمسِ
يعانق ضاحكا أولادَ عفلق
و يزحفُ صاغراً نحو ابن صبحه
يقبل خدَّه في دفءٍ حناني
و نفسَ الرأسِ أصبحنا نراه
حليفـاً للطغاةِ و للـزَّوانِ.
***
أيا وطني!!
العفَّـةُ لا تكـون في حجابـها الشَّيطاني
و الصدقُ لا يكون في الإيمانِ في الأديانِ.
ففي حِلفِ الجهالةِ و السَّـقامِ:
تموتُ البنتُ في سِجنِ الظـلام
يصيرُ البيتُ فيه العيشَ تَعْـساً
و يضحى السعدُ فيه اليوم نحساً
و رأسٌ لا نراه الليلَ إلاّ
خطيبُ الحُزنِ في أيامِ عرسِ
فيقلب أُنـسَـنا شغَفاًً لبؤسِ،
لتطبيرٍ و زنجيلٍ و لطـمٍ،
ليركضَ خلفـه إنسٌ و جِـنيّ
فيطغي الجَهلُ في عقلِ (الرجالِ)
ليمحي الضوءَ من وجهِ الحِسانِ
***
أيا وطني!!
ذا الأرض المديــدة
أرى رِكضَ الكلابِ على العظامِ
مطوقةً بأطواقٍ عديدة:
بطوقٍ أبيضٍ كالثلج ناصع
و طوقٍ أسـودٍ كالليل قاتمْ
و طوقٍ أحمـرٍ كالدّم قانِ
.....
ذبابــةٌ تشابهُ الذبابــه
و جوهـهم واحدةٌ قميئـه
قديمها الجديد، جديدها القديم
و دودةٌ تعلفُ في أعشابِنا الرَّدِيئَـه
أعرابُهم تنحرُ في طفلتِنا الرضيعه
أكرادُهم تخنقُ في أحرفِنا البديعـه
تحالفاً أكبرَ للإرهابِ من مُحالِف
تآلفــاً أصبحَ للتِّمن و المعالِف
و ازدادت البلّـةُ في الأطيانِ
و تضيعُ يا وطنـي،
في لَهَبِ الرشوةِ و النيــرانِ
***
محيي هادي- أسبانيا
11/3/2006

#محيي_هادي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات