أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر أبوالقاسم - الفهم الساذج للهوية معيق للبناء المجتمعي وتحديثه














المزيد.....

الفهم الساذج للهوية معيق للبناء المجتمعي وتحديثه


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1486 - 2006 / 3 / 11 - 08:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد تكون للاهتمام المتزايد بالمسألة الدينية والمذهبية، في ارتباط بقضايا التنمية والدمقرطة والتحديث، من طرف المثقفين والسياسيين عموما، أسباب وعوامل مرتبطة بأحداث ووقائع اجتماعية أو سياسية معينة، لكن المؤكد اليوم هو أن هذا النقاش احتد في المغرب، كما في باقي البلدان الأخرى، مع ظهور ممارسة سياسية مدعومة من طرف أكثر من جهة، داخلية وخارجية، تروم اتجاه كبح المد الجماهيري المتصاعد لمجموع القوى الديمقراطية الفاعلة في حقل محيطها السياسي، والضاغطة في اتجاه فرض إصلاحات وتغييرات سياسية وقانونية واقتصادية واجتماعية.

غير أن هذا المنحى العام في التعليل، يبقى غير كاف لمعرفة أسباب هذه الدرجات القصوى من التعطش لدى القراء المغاربة، التي فرضت نوعا من الإيقاع على مستوى المواكبة الإعلامية اليومية لكل النقاشات الدائرة حول المسألة الدينية والمذهبية، سواء في علاقتها بقضايا المجتمع، كما هو الشأن بالنسبة للجدل الصاخب الذي عرفته قضية المرأة، إبان مناقشة خطة العمل الوطنية لإدماجها في المحيط الأسري والاقتصادي والاجتماعي والسياسي، أو في علاقتها بالدولة، كما هو الحال بالنسبة لما دار من نقاش حول المشاركة السياسية للتيار السياسي الديني، أو حول الأحداث الإرهابية التي عرفتها بلادنا في 16ماي 2003.

إن الاهتمام بالشأن الديني في هذه المرحلة - حسب اعتقادنا - هو وليد الوقع السلبي الكبير على مستوى الإحساس بالأمن والاستقرار الذي أفرزته مجموعة من الأحداث المتوالية، المعبرة عن الميل إلى التعصب والتطرف الديني والمذهبي، والأثر البالغ على مستويات التأطير والتوجيه التربويين داخل مؤسسات التنشئة الاجتماعية، ومن خلالها على مسار تلمس مداخل الانتقال الديمقراطي، والانعكاس الخطير على مستوى الإرادة السياسية والخطوات الإجرائية الهادفة إلى إقرار وضمان وإعمال ترتيبات المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي.

وبالمقابل لابد من الإقرار والوقوف على عمليات التهديد المباشر الذي تعاني منه مختلف الثقافات والخصوصيات المجتمعية على المستوى العالمي، وفي القلب منها الثقافة ذات الجذور الإسلامية. وهو أمر واقع لا محالة، ولا يمكن أن يتنكر له إلا من كان من أصحاب ودعاة العولمة الساعية إلى تنميط العالم وفق الرؤية والمنظور السياسي والاقتصادي الأمريكي، المنتهجة منذ نهاية ما كان يسمى بالحرب الباردة.

المسلمون اليوم، مهددون وغير آمنين ومحبطون في العديد من المواقع الجغرافية نتيجة تعرضهم للظلم والقهر بسبب دعم القوى الكبرى لأنظمة حكم فاسدة غير عابئة بمصالح شعوبها. كما أن طروحات هذه القوى، والولايات المتحدة تحديدا، حول الإصلاح والديمقراطية والعدالة والمساواة الاجتماعية، متناقضة على أرض الواقع، بفعل سيطرة نظام المصالح على حساب الأبعاد الإنسانية والاجتماعية.

إن التخوف من الانعكاسات السلبية لهذا التهديد على مختلف الثقافات المحلية، يعد من حيث المبدأ والمنطلق تخوفا مشروعا، وله من الأسباب والدواعي ما يدفع بالضرورة إلى التفكير الجدي في إنتاج الصيغ والآليات والطرق الدفاعية، لممارسة نوع من "الممانعة" الممكنة واللازمة، للتخفيف من حدة حجم الانعكاسات السلبية لعملية التنميط العالمي هذه، على أقل تقدير.

هذا النوع من التفكير الدفاعي، وهذه الطريقة في فهم ما يجري على مستوى الخريطة السياسية والاقتصادية الدولية، عليهما ألا يسقطا في فخ الفهم الأسطوري أو المقدس لمفهوم الهوية والخصوصية، كما عليهما أن يتجاوزا اعتبار الهوية مفهوما ثابتا غير قابل للتحول والتبدل، لأن مثل هذه الفهوم الساذجة والشكلية للهوية تتحول بدورها ـ مثلها في ذلك مثل أي تدخل خارجي سافر ـ إلى معيق من نوع آخر في وجه عمليات البناء والتحديث المجتمعي، سواء في الحاضر أو المستقبل.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة استئناف النظر في مناهج الاجتهاد المغربي
- مهام منظومة التربية والتكوين وتحديات التعبئة والإدماج الاجتم ...
- الواقعية السياسية وواقع الممارسات الحزبية
- أي دور للدين في سياق التطور التنموي والديموقراطي الشامل؟
- هل العلمانية تعبير عن تحول دخيل منحرف ؟
- التيار السياسي الديني وإشكالية الجنوح إلى الإرهاب
- الديمقراطية بين:واقع التدين المصلحي ومطلب التغيير المجتمعي
- الفهم الساذج للهوية معيق للبناء المجتمعي وتحديثه
- حين تتحجر الأفكار أو تتطرف أو تحلق في الغيب
- تغيير المناهج التعليمية
- إصلاح التعليم الديني جزء من
- الجابري وإشكالية الفصل والوصل بين الدين والسياسة
- الحقل التربوي وإكراهات واقع التدين ومتطلبات إرادة التحديث
- القوى الديمقراطية بين واقع التدين ومطلب التغيير الاجتماعي
- الأحزاب السياسية وضرورة توفير مناخ المصالحة بين الفرد والمجت ...
- حين تتحجر الأفكار


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر أبوالقاسم - الفهم الساذج للهوية معيق للبناء المجتمعي وتحديثه