أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - دماء المدنيين الأبرياء في رقاب رجال الدين شيعةً وسُنة














المزيد.....

دماء المدنيين الأبرياء في رقاب رجال الدين شيعةً وسُنة


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 1486 - 2006 / 3 / 11 - 08:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


((ومن قتل نفسا بغير نفسٍ أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس أجمعين ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ... المائدة 32 ))

حشدت قائمة "التوافق" وجهات داخلة فيها وعلى مقربة منها ألف رجل وعالم دين ، نعم ألف ، هذا هو العدد الذي ذكرته الأنباء وقتذاك ، لكي يفتوا بضرورة و وجوب المشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة بهدف الزج بالجماهير العراقية ، وخصوصا في المناطق الشمال غربية و التي قاطعت الانتخابات السابقة في العملية السياسية المدارة أمريكيا .
وقبلها ، صادرت قائمة "الائتلاف العراقي الموحد " منزلة ومكانة أكبر مرجع ديني في البلاد ،ووضعت صورته على ملصقاتها الانتخابية ووزعت ملايين النسخ من فتاوى قيل إنها صدرت عن المرجع الأعلى ومراجع أخرى تفيد بوجوب المشاركة والتصويت تحديدا لهذه القائمة ومباركتها .
هاتان الواقعتان ، تؤكدان و بالملموس الدور الخطير والفعال الذي صار يلعبه علماء ورجال الدين والمؤسسات والهيئات الدينية في الواقع السياسي العراقي في عهد الاحتلال ، وهو ما يعني ضمنا دمار وتلاشي أو في الأقل ضمور وتراجع ما كان يسمى " الحركة الوطنية العراقية " كما عرفها العراقيون طيلة عقود .
لسنا في وارد الخوض في الاستنتاج الأخير ، ولكننا نود أن نتساءل ،وقد بلغ السيل الزبى وفاض دما بريئا في شوارع ومساجد ومدارس ومستشفيات العراق ، لماذا لا يقول علماؤنا الأجلاء وهيئاتهم الجليلة كلمتهم القاطعة والحاسمة في وجه القتلة المجرمين وهؤلاء معروفون بأسمائهم وراياتهم ومراكزهم الإعلامية ، فيسحبون عنهم الغطاء الديني نهائيا وبشكل حاسم ؟ لماذا لا يقولون لهم إن أية عملية تفجير بسيارة أو عبوة أو حزام ناسف في وسط مدني حتى إذا كان المستهدف بها قوات الاحتلال مدانة ومحرمة ومرتكبها قاتل ومجرم وخارج على الملة والدين ؟
نظرة خاطفة إلى أخبار اليوم و الأيام القليلة الفائتة تعطي القارئ صورة بشعة عن الجحيم الذي يعيشه العراقيون ، رجالا ونساء ، أطفالا وبالغين :
- قصف مدارس بالقذائف .
- تفجير سيارات على مقربة من المستشفيات .
- عشرات وربما مئات الجثث مجهولة الهوية تكتشف كل يوم .
- تفجير عبوات وسيارات مفخخة في الشوارع والأسواق .
- اغتيالات عشوائية في كل مكان وبكيفيات ممجوجة تخجل من ارتكابها أشرس الحيوانات المفترسة .
كل هذا وعلماء الدين وهيئاتهم يكتفون بإصدار نعي من أربعة أسطر هنا أو تصريح لا يخلو من الغمز واللمز السياسي هناك . بتنا نستمع إلى بيان يصف مجزرة قذرة يرتكبها خمسون مسلح جبان بحق العشرات من العمال المساكين العزل من أي سلاح في معاملهم بأنها " حادث مؤسف " ! وكأننا إزاء حادث دهس لأحد المارة بسيارة مسرعة .
علماء دين ، و مؤذنون ، وضباط شرفاء ، وعلماء ، وأساتذة جامعيون ، وفنانون ، وصحفيون يقتلون بالعشرات والمئات وترمى جثثهم في المزابل وقد عذبوا حتى الموت دون أن يصدر من الهيئات الدينية والمراجع العليا ما يجرم القتلة ويدينهم أو يطالب بفتح تحقيق علني محايد .
لماذا كل هذا الصمت والتردد ؟
أهو الخوف من مسلحي الزرقاوي الانتحاريين أو من مرقطي فرق الموت المدارة أمريكيا ؟
الدماء تسيل ،
والجثث البريئة تتراكم ،
ودماء هؤلاء جميعا في رقاب رجال وعلماء الدين العراقيين من جميع الأديان والطوائف وخصوصا رجال وعلماء الدين من الشيعة والسنة ، إذا لم يبادروا سريعا ، سريعا جدا ، إلى اجتماع وبالآلاف ومن جميع الطوائف والأديان العراقية وبالقطع وعدم التنسيق مع قوات الاحتلال ليقولوا كلمتهم علنا :
- إدانة وتجريم وتحريم التفجيرات العشوائية أو المخطط لها والتي تحدث في الوسط المدني حتى إذا كان المستهدف منها قوات الاحتلال .
- إدانة وتجريم وتحريم عمليات الاختطاف والقتل والتعذيب والتهجير التي تقوم بها جهات مسلحة مجهولة أو شبه مجهولة أو غير مجهولة .
- التفريق بين هذه الأعمال الإجرامية وبين حق الشعوب في مقاومة الغزاة الأجانب .
علماءنا الأجلاء ، الشعب العراقي يذبح من الوريد إلى الوريد ، نهارا جهارا ، وبين أيديكم القرآن المجيد ، فقولوا كلمتهم بوجه القتلة فرادى كنتم أو مجتمعين ..
الشعب العراقي سيعبر - بكل تأكيد - هذا النفق المظلم والمستنقع القاني وسيتذكر من وقف معه ضد القتلة ،
ومن سكت ،
ومن تردد ،
ومن قاتل بالكلمة والفتوى ..



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة المدنس لفهم المقدس في أقدم مهنة في التاريخ
- محاكمة صدام بين مأزقين ...فهل تخرجها استقالة القاضي رزكار من ...
- قصة -المؤتمر التأسيسي- من الألف إلى الياء :كيف ومتى ولِدَ ول ...
- زوروا موقع -البديل العراقي - ......!
- ثلاثون عاما سجنا لكاتب كردي عراقي انتقد فساد حكم المليشيات
- طزطزات السيد -الرئيس- وهيباخات أخيه برزان
- الطائفيون السُنة والشيعة وقوانين الدخول إلى الحمام الأمريكي!
- مؤتمر القاهرة العراقي : إنجاز أمريكي ثمين بثمن بخس !
- مجازر الستار الفولاذي والصمت المخجل :
- هل عاد العراق إلى مرحلة العشرينات من القرن الماضي !؟
- كاترينا- و - ريتا - ومفهوم أو خرافة العقاب الإلهي !
- الحرية لمحسن الخفاجي الروائي العراقي الأسير في زنزانات الاحت ...
- هل أصبح الجنوب العراقي جزءا من بريطانيا ؟
- دولة ولاية الفقيه كأمر واقع في العراق ومعركة العرب السُنة مع ...
- الزرقاوي نفذ تهديداته وقتل مئات المسلمين فهل يكفي اعتذاره ؟
- نعم ، العراق بلد عربي ولكنه ليس جزءا من الأمة العربية !
- المعممون وفاجعة جسر الأئمة : بين تمجيد الموت العبثي والتستر ...
- الفروق الظاهرة والمخفية بين الدستور واللطمية !
- إنهم يكذبون ، ويشوشون على مظاهرات الجمعة القادمة ،والكرة في ...
- ماذا يريد التكفيريون : تحرير العراق من العراقيين أم من المحت ...


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - دماء المدنيين الأبرياء في رقاب رجال الدين شيعةً وسُنة