أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورين كيلو - عيد نوروز وازد-هك ما بين التاريخ والاسطورة















المزيد.....


عيد نوروز وازد-هك ما بين التاريخ والاسطورة


جورين كيلو

الحوار المتمدن-العدد: 5823 - 2018 / 3 / 22 - 12:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الالفية الاولى قبل الميلاد، وعلى ارض الانهار التي اسماها الاغريق ميسو-بوتاموس meso potamo والتي عني بها في العصور القديمة الجزء الشمالي فقط من المنطقة، لان الجزء الجنوبي سمي انذاك بابلونيا او بابل، (النص الوحيد المتبقي الذي نملكه والذي يشير الى المنطقة حتى خليج فارس كبلاد ما بين النهرين ميسوبوتاميا هو نص الجغرافي وعالم الرياضيات اليوناني كلاوديوس بطليموس الذي عاش في القرن الثان للميلاد في الاسكندرية - الكسندريا.)
كانت تعيش العديد من الشعوب الملونة، والتي كانت عبارة عن مجموعة من القبائل بمفهوم الانية، تتحالف تارة وتتحارب تارة اخرى فيما بينها، بالتوازي مع التكيف الثقافي لبعض العقائد والميثات والالهة التي تلائم غاياتها او العالم الذي تصبو اليه في رؤيتها، عالم يضمن الحب والمعرفة والسلم والصدق والفن والخلاص
وهناك وتحديدا في سهول ووديان وتلال والبلاد الواقعة جانبا من جبال زاغروس، كانت تنتشر الديانة الازدية ديانة الشمس ازد بالتزامن مع الديانات الزرادشتية والميثرائية اللتان تزلان حيتان في ديانات الايزيديين والعليونية العلوية والكاكائية او اهل الحق، بلبوس تكيفت به مع الغايات اللاهوتية المتغيرة بسبب عوامل الزمن، فقد نجت القليل من الثقافات القديمة من الطغيان السياسي والديني وايضا البيئي، سيما وان الالهة الزراعية المعتدلة لا تتكيف بسهولة في البيئة الضنك الجافة، واذا ما انتقلت صدفة تحت ظروف هجرة جماعية مثلا بحيث يفقد الكهنوت سيطرته على النظام الاجتماعي ويتغلب الفرد ابشع المخاوف في عالم غير مطمئن، تنبعث رغبات اللاهوت الى نظام اخلاقي جديد، يجعل الناس سعداء ويعيد للوجود الانساني نكهته بالسيطرة على اعماق طبيعته،. فكان ولابد للنزعة التلقائية النابعة من دوافع البقاء في الطبيعة البشرية، لان تصبغ الثيوغونيا (انساب الهتها) الخاصة بها بالوان الاندماج لاشباع اذواق شخصية لا تقلق الاخرين او على الاقل لا تعرقل استمراريتها، وهكذا انتقل البانثيون الفينيقي للاوليمبوس كما انتقل ازدها من البانثيون الهندي للشرقي على سبيل المثال لا الحصر، وسرعان ما كانت تلك الصبغ تلتبس الملوك والزعماء والقادة ايضا ومنهم الملك ازد-هكَ والكاف تلفظ جيم مصرية لعدم وجودها في الكتابة العربية، وهو احد الملوك الميديين العظماء والذي يلفظ في اليونانية ازدياغوس واستياغوس.
ازد-هك التاريخي:
امبراطورية ميديا شملت كل منطقة جبال زاغروس ثم توسعت إلى الأناضول في الغرب وإيران في الشرق وقد كانت هذه الاراض تضخ بالمعادن وخاصة الذهب وقد تم صهره في وقت مبكر جدا. لم يترك الميديون اي مصادر كتابية والمصادر التي نملك هي اركيولوجية لمكتشفات اثرية بالاضافة الى المصادر الآشورية والبابلية وتقارير الكتاب اليونانية ومنهم هيرودوت الذي يتحدث عن واقعتي كسوف الشمس اثناء روايته لتاريخ الميديين.
اقتبس من هيرودوت هذه الاسطر المختصرة قبل ان ندخل في صلب الموضوع:
(استمر حكم الملك ديوسيوس الذي وحد صفوف الميديين 53 سنة ثم خلفه ابنه فراورتيس Phraortes الذي اخضع الفرس لحكمه، وهكذا جمع حكم شعبين كلاهما قوي ذو باس شديد. ومضى بعد هذا النصر ليستولي على اسيا، فاخذت البلدان تتهاوى واحدة بعد اخرى امام سطوته، حتى قضى عليه الاشوريين واعني هنا اصحاب نينوى فخلفه ابنه كيخسرو-Kyaxares الذي جهز جيشا ليغزو اسيا وهو عازم على الانتقام لابيه من اهل نينوى، قاتل في البداية الليديين وهزمهم، وعندها انقلب النهار فجاة الى ليل dazumal, als mitten im Streit Nacht ward aus dem Tag اقتبسه كما جاء من الترجمة الالمانية لتاريخ هيرودوت للاهمية. ثم اشتبك مع الاشوريين في معركة انتهت بهزيمتهم الا ان السكيث-السكيثييين اجتاحوا امبراطوريته ودحروها وزحفوا منها للاستيلاء على مصر، بيد ان ملوك مصر سبقوهم الى سوريا وفي عسقلان قابلوهم واغرقوهم بالهدايا راجين منهم العودة الى ديارهم، وهكذا غدت ارض سوريا كنزا مفتوحا فراحوا ينهبون كل معابد افروديت، ومعبد افروديت في عسقلان هو اهم واقدم معابد هذه الربة، وحتى معبد شتيرا شيده الفينيقيون فاصابتهم لعنة افردوت بمرض ايوريس، ولما تجبر هؤلاء في المنطقة وفرضوا الاتاوات على اقوام وشعوب سوريا والاناضول وفارس فوق ما يبلغهم من غنائم، فضلا عن عسفهم في البلاد، دعاهم الملك الميدي كيخسرو الى وليمة فخمة واترعهم نبيذا اخذت بعقولهم حتى انزلوا بهم مذبحة كبيرة واستعادوا ارضهم وملكهم القديم واستولوا مجددا على نينوى وكل بلاد اشور عدا بابل وتوفي كيخسرو بعد حكم 40 سنة فخلفه ابنه ازده-هكَ. ) انتهى الاقتباس
الملك كيخسرو هو مؤسس اكبر كونفدرالية في الشرق واسيا الصغرى، الامر الذي يؤكده البحث الأثري وتقارير المكتشفات المسمارية في المدن المجاورة.
تألفت مملكته من أكثر من 100 دوقيات مصغرة وقبائل تحكم بامره تغير تحالفاتها سياق الهياكل الإقليمية للكونفيدرالية الوسطى. نملك دلائل اثرية على تاريخية الملك مثلا صورة منحوتة له في قصر اكزركيس الواقع في برسوبولس وفي عهد كيخسرو وصلت المملكة الميدية لاقصى توسعاتها سنة 614 ق م واثناء تحالفه مع بابلونيا سنة 612 ق.م سقطت اليه العاصمة الآشورية القديمة نينوى.
بعيدا عن ما تبقى في ذاكرة بعض الشعوب والتي نجت بجزء من ثقافاتها القديمة مثل الشعب الكردي امام شمولية الاديان الابراهيمية التوحيدية خاصة، كان الملك ازد-هكَ من الناحية العسكرية ملكا عظيما لكنه كان متعسفا ظالما لشعبه واهله الميديين وكهنوتيا مؤمنا لدرجة انه امتنع عن تزويج ابنته ماندانا من ابناء قومه ليزوجها الى Gembej كَمبيج - قمبيز باليونانة كمبيزيس وكان احد النبلاء الفرس نتيجة حلم رآه في السابق ولرؤيته حلم اخر تنبأ به الكهنة على انه خراب لمملكته نوى ان يقتل حفيده الذي كانت تحمل به ابنته وريثة العرش ووكل المهمة رجلا من اتباعه يسمى هرباغو والذي لم يقدر على خيانة الدم الميدي الذي يجري في عروق ذلك الطفل المولود حديثا لوحوش وضواري الجبال فاستنجد باحد الرعاة المتزوج بجارية ازد-هك التي تسمى سينو ومعناه الكلبة لينفذ له عملية الاغتيال، وكانت قد وضعت سينو بدورها للتو طفلا ميتا بدلته بابن قمبيز وهذا الطفل الذي سيصبح في الحقيقة الملك العظيم قورش. بيد ان فعلة الراعي وزوجته لم تخفى على ازد-هك طويلا، فسرعان ما اكتشف المؤامرة وللانتقام من خيانة هرباغو له دعاه وعائلته الى وليمة شكر وعرفان لانقاذ الطفل مدعيا الندم، وقد غمر فؤاد هرباغو السرور والحبور من مسامحة الملك له وارسل بفتاه الوحيد الى ازد-هك يسبقه، وما ان وصل الفتى حتى أمر ازد-هك بذبحه وتقطيع اوصاله، وشوي بعضه وطهي الاخر ووضعه امام والده هرباغو ليأكل منه دون علمه بما جنى عليه ازد-هك، ولما شبع هرباغو ساله ان كان قد استطاب الطعام فاجابه بالاستمتاع وعندئذ جلب خدمه سلة وفيها رأس ابن هرباغو المسكين وبقية عظامه. وبرغم ان هرباغو لم يبدي أي تاثر بما رآى في لحظتها وحمل بقايا ولده ليدفنها، الا انه ظل يتلهف للانتقام طويلا.
ولما ارسل ازد-هك حفيده قورش الى اهله في بلاد فارس حتى ما تقع عليه عينه عاملا بنصيحة الكهنة الموج، وهم كهنة الرب ازدان، والموج في اليونانية هم الموجوس = مجوس، تقرب منه هرباغو وقد استمال العديد من كبار الميديين لطرفه، وللاطاحة بازد-هك من عرشه لعسفه وبأسه وتنصيب قورش ابن ماندانا وريثة العرش عليه، ما انفك يراسل قورش ويحرضه على الثورة ضد جده وقد اشترك في جيشه الذي اشتبك مع الجيش الميدي واوقع ازد-هك في الاسر بعد هزيمة جيشه وانتهى حكمه بعد 35 على هذا النحو. لينته معه الكونفيدرالية الاتحادية الوسطى وتقوم الإمبراطورية الاخمينية العظيمة والتي منحت الطبقة الأرستقراطية المتوسطة العديد من الامتيازات حتى انه شاركت في الإدارة.
الجدير بالذكر ان هناك نقاش اخير يرده هيرودوت في تاريخه بين الملك ازد-هك والنبيل هرباغو حيث يساله ان كان ضلعا بالمؤامرة عليه مع قورش وتاكيد هرباغو له بالقطع يقول له ازد-هك: جملة مؤثرة جدا في التاريخ (اذن انت يا هرباغو لست الاشد لؤما بين البشر، بل الاكثر غباء، فان صدق قولك بالتدبير لذلك، لكان الاجدر بك ان تقدم هذه الجائزة الجليلة لميدي. لكنك اعطيت السلطان لفارسي سيحمل الميديين الى العبودية فما كان عليك ان تسلم العرش لغيرك، لكن الحال القائمة ان الميديين الابرياء من كل جنحة غدوا عبيدا بعدما كانوا اسياد وغدا الفرس سادة عليهم بعدما كانوا عبيدا.)
وعلى الرغم من ان الملك قورش كان ملكا برغماتيا عادلا فك اسر العديد من الشعوب المستعبدة ومنهم اسرى بابل اليهود، وتعامل مع الهة بقية الشعوب بمحبة واحترام حتى انه ركع امام اقدام الهة بابل كما ركع امام امون. الا ان احفاده لم يتدبروا نهجه واغرقوا المنطقة بسيول من الدماء، لينه حكمهم الكسندر الكبير. والمملكة الميدية لم تختف مباشرة من الوجود فقد حكمتها الاسر المحلية سواء في عهد الاخمينيين او السلوقيين او البارثيين لكنها بدات بالتلاشي ككيان سياسي وجغرافي على عهد الساسانيين الذين امنوا بالنسطورية التي تحولت تدريجيا الى الاسلام.
ومن هذه الحقيقة التاريخية للملك الميدي ازد-هك ننتقل الى الحقيقة التاريخية لثورة الزعيم الميدي كاو وماتا = كاوا سنة 522 ق.م ضد الملك قمبير الثاني ابن الملك قورش والذي كان طاغية سفاكا للدم حسب ما وردنا، فقد قامت ثلاث ثورات ميدية على عهده وعهد داريوس الذي سطى على عرش شقيقه، جميعها تبؤات بالفشل وكما يبدو انه وبحكم الفرسنة والتعريب والتتريك فقد سقطت بعض الميثات على بعض الشخصيات التاريخية كما ذكرت مسبقا بفعل السياسة واللاهوت والبيئة كميثة Ejdiha- a‍dahak وهو من الوحوش الشبيهة بالأفاعي، المرتبطة أحيانًا بالظواهر الطبيعية، خاصة المطر والكسوف يتغذى على ادمغة الاطفال وقد كان الكنعانيون ايضا كثيرا ما يضحون بصغارهم لتلك الكائنات والمقابر التي اكتشفناها في العديد من المستوطنات الفينيقية دلالة على انتشار العادة بكثرة في المنطقة. ولعله وبسبب التقارب اللفظي مع اسم الرب ازد تم خلط التاريخي بالاسطوري اما للتشويش على بعض الحقائق او انه فعل نابع من التابو بهدف تحقير اله الشمس ازد خاصة وان الميديين انكروا زرادشت في البداية الذي لجئ بدوره الى والد الملك داريوس واعتنق ديانته ليواجه به الاديان الاخرى كالازدية، والميثرائية القادمة من الهند والتي اخذت تتوسع بشكل مرعب بين شعوب الاناضول والشام ومصر وشمال افريقيا واليونان بدون ميثرا نفسه وكما اسلفت لازالت الميثرائية حية لدى العلوية والكاكائية اهل الحق. بالاضافة الى دين نابونيدس القمري الذي ادخله الى بلاد ادوم ومنه الى جزيرة الفرات الاعلى شمالا وخاصة حاران والجزيرة السفلى في خليج ايلات والصحراء الشامية الكبرى جنوبا.
ازد-هك الاسطوري:
وتقول اسطورة ازدها المتضاربة ببعضها في المصادر المختلفة، سواء في الادب الشرق الاوسطي القديم وفي الحكاية الشعبية الهندو-ايرانية والادب الارمني والكتابات الدينية المتأخرة وفي الأساطير المانوية وكذلك في الشاهنامه وتاريخ ابن خلدون والخ، ان بيوراسب اغتصب عرش شقيقه فريدون وبالمناسبة فريدون اسم فينيقي لا شان له بفارس مطلقا وفارس في تلك الحقبة كتبت بالارامية السورية المطورة من الفينيقية وهو الامر الذي يدعم هذه احتمالات التوليفة المتعمدة، فظهر له ابليس وقبله على كتفيه للتعبير عن شكره بذلك الفعل الشرير، فسرعان ما نبتت مكان القبلتين حيتين ازدها تسببان له الما شديدا ان لم يقم باطعامهما امخاخ الصغار فاضطرت عامة الشعب ان تقدم اطفالها قرابينا للملك المغتصب حتى قام كاوا Kawa the Blacksmith بالانجليزية او Kaveh der Schmied بالالمانية او هسنكار بالكردية او كاوا اهنكر بالفارسية بثورته ووصل مع الثائرين الى قصر الملك، قاطعا له راسه ومحتفيا بالنصر عبر اشعال النار ليتحول الامر الى تقليد سنوي.
وفي الادب الهندو-ايراني والريفجدا الهندوسي المقدس نقرأ في أسطورة إندرا وفاترا أن ازدها هو تنين يقيد المياه السماوية = الامطار، ما يسبب الجفاف للارض ولا يفك عن السماء الا بقوة اله او بطل. وبخلاف النصوص الهندوسية فازدها في النصوص الزردشتية قد يعيش البحار وأحيانا الأنهار على سبيل المثال نجد اباوشا وهو نقيض تيشتريا حارسة هطول الأمطار في التقاليد الزرادشتية = افستا اباوشا اية ابوس وهذه التنانين موجودة في معظم الكتابات الدينية المتأخرة كالبراق الاسلامي المحور لغويا بقلب اللغة من الكوراب المسيحي والكورابيم اليهودي.
وجذور الكلمة ازدها التي تعني أصلاً ثعبان فقط تعود للكلمة الهندية اهي افستان ازي واذا ما عدنا للقاموس الايتمولوجي فسنجد ان هاتان الكلمتان ترتبطان بشكل اشتقاقي بكلمات في اللغات الهندو-الأوروبية الأخرى. وقد تم استبدال كلمة a‍i في الغالب، جزئيا لأسباب من التابوات او المحرمات اللغوية = تكفير ازد، وربما يرجع ذلك جزئيا لأسباب صوتية ايضا.
ونجد في الكتابات البهلوية ان ازدشير قد هزم AZDAHA
اما في الأساطير الهندية فإن التنين الوحيد ذو الأهمية هو الثعبان/التنين (اهي) المهزوم من قبل ايندرا وعادة ما يشار إليه باسم فرترا الذي حط في البانثيون الهندو-ايراني باسم اف = ماء ونجد له تقليد في وقت لاحق لدى بعض النظراء المحليين على سبيل المثال، في الادب الأرميني اسطورة فاه-غن Vahagn بينما في الأساطير الهندية، قاتل التنين هو الإله المحارب ,في الأساطير الزرادشتية، قتلة التنين هم أبطال خارقون = AI DAHAK وايضا do azdahak = تنينين اثنين، وهما اللذان نبتا على كتف الملك بيوراسب والأهم انهم وفي الكتابات المانوية فئة من الكائنات الشيطانية التي تسمى احيانا مازان تكون عادة كائنات عمالقة مرتبطة بالمحيطات، المازانون الذين يرافقون ازريتارس مثلا. بعضها عبارة عن تنانين بحرية أو وحوش البحر التي تشبه التنين. اما الاسم الإغريقي السوري أداماس / أداموس وهو "البطل العدواني الذي لا يقهر أو"البطل آداماس" نجده يحمل رمحا في يمينه ودرعا في يساره وهو ابن هدد المجهز بالقوى العشر، المبعوث الشرير بطل ابطال الحروب وبطبيعة الحال، فان المعركة بين الإله ووحش البحر معروفة جدا في أساطير الخلق البابلية وفي هذا الإله الشاب مردوخ الذي شق امه تيامات التي تجسد المحيط المالح البدائي او المياه الهيولية الاولى عن طريق إطلاق سهم في فمها.
"اسطورة كاوا كما ذكرها مارك كامبل"
في بلدة صغيرة في جبال زاغروس وفي قلعة حجرية ضخمة بابراج شاهقة وجدران داكنة عالية وبوابات صنعت من خشب شجرة الارز نحتت عليها اشكال لكائنات مجنحة عاش داخلها ملكا اشوريا قاسيا يدعى دهاك قامت جيوشه بترويع كل اهل الارض، وقد ساءت الامور في عهد الملك جمشيد الذي اعتقد نفسه اعلى من الاله الشمس، فاستغل الفرصة الملاك الشرير اهريمان. لاحظ هو نقيض اهوارامزدا الاله الزرادشتي النوراني وسيطر على روحه ليبدأ بفقدان الإحسان مع شعبه" .فقد اختار دهاك لتولي العرش بعد قتل جمشيد وقطعه إلى قسمين. اختبئت الروح الشريرة اهريمان في صورة طباخ قام بتغذية الملك دهاك بالدم ولحم الحيوانات وقبله كان الملوك لا ياكلون سوى من خيرات الارض، (وهذه دلالة انثروبولوجية على رفض شعوب الاناضول للاديان الرعوية وقرابين الدم وتفضيل الزراعة والبذور) وفي يومٍ ما أشاد به دهاك على أطباقه اللذيذة، فشكره وطلب منه تقبيل أكتافه وما ان فعل حتى كان هناك وميض كبير من الضوء واثنين من الثعابين السوداء العملاقة ظهرت على جانبي كتفيه. ارتعب دهاك وحاول وبكل ما في وسعه ان يتخلص منهما فاختبئ اهريمان مجددا في صورة طبيب واقنعه بضرورة التهام ادمغة الصغار. منذ ذلك اليوم المظلم تم اختيار طفلين يوميا، أخذت أدمغتهم إلى بوابات القلعة بعدما تم وضعها في دلو خشبي كبير مصنوع من خشب شجرة الجوز، أقاموا بتثبيته بثلاث أشرطة رفيعة من الذهب. ليشبعوا جوع الثعابين. وليتم رفع دلو العقول من قبل اثنين من الحراس الى داخل القلعة. حزنت الشمس واختفت (كسوف الشمس حدث في زمن الملك ازد-هك واعتقد الميديين انها غضبت عليهم لعدم فهم الظاهرة) وذبلت المحاصيل والزهور والأشجار والنباتات وغادر الطاووس والحجل من حول اشجار الرمان العملاقة وحتى النسور التي كانت تحلق فوق الجبال ذهبت وغدا كل شيء مظلماً وبارداً وقاتماً حزنت الناس وخافت. ولتعبر عن حزنها راحت تعزف على المزامير الفلوت المصنوع من الخشب لتسمع صداها في جميع انحاء الوديان.
وتحت قلعة دهاك كان هناك حداد يصنع أحذية حديدية للخيول البرية الشهيرة في ميسوبوتاميا وقد أضناه الحزن وزوجته فقد قدموا لدهاك 16 من أولادهم السبعة عشر قرابين وعزم كاوا على ابقاء الابنة الاخيرة فضرب مطرقته على السندان وقرر التخلص من الملك الشرير وفي اليوم الثاني ضحى بخاروف وقدم دماغه لدهاك وسمع بذلك اهل المدينة فقلدوه حتى ترعرع جيشا من اولئك الصغار في الجبال وقادهم كاوا الى دهاك وعندما رفع مطرقته نحو بوابات القلعة صعد الحشد الكبير إلى الأمام وحطّم بوابات القلعة وسرعان ما تغلبوا على رجال دهاك وما ان قطع كاوا رأسه حتى ذبلت التنانين وماتت ثم صعد إلى قمة الجبل فوق القلعة وأضاء نيرانا كبيرة ليخبر جميع سكان بلاد ما بين النهرين أنهم أحرار. وأضيئت المئات من الحرائق في جميع أنحاء الأرض لنشر الرسالة، وقفز اللهب في سماء الليل وأضاءها، وطهر الهواء من رائحة دهاك وأفعاله الشريرة. ذهب الظلام. مع ضوء الفجر، جاءت الشمس من وراء الغيوم الداكنة وحمت الأرض الجبلية مرة أخرى. بدأت الأزهار تفتح ببطء وبدأت البراعم على أشجار التين تنفجر. الى النهاية.
اذن ما ان نفرز التاريخي من الاسطوري نجد ان كسوف الشمس ازد قد اثار الكثير من الحزن في قلوب الميديين وبسبب تعسف ازد-هك واذا صدقت فرضية اصول الهكسوس من الهوريين فالكلمة هك في اللغة الهورية تعني كاهن بما يجعل الاسم ازد-هك معناه كاهن الرب او كاهن الاله. فللكلمة هك جذور في الهورية والمصرية القديمة ايضا ابان غزوهم من الهكسوس وعنيت في المصرية السحر. اما الاحتفال براس السنة الشمسية في يوم 21 مارس حيث يصادف اول ايام الاعتدال الربيعي فهو سابق لازد هك التاريخي وهو تراث وثقافة عامة في ميسوبوتاميا كما هو اشعال النار والرقص والغناء وحلقات الدبكة واللباس التقليدي وحادثة قتل ازد-هك لابن هارباغو الوحيد بتلك الطريقة المروعة تركت ذكرى حزينة البست طابع اسطوري لفظاعة الجريمة التي لم يتقبلها عقل شعب مزارع وجبلي صديق للبيئة عاشق للحرية والطبيعة الغناء.






#جورين_كيلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة فتح الاندلس
- الثقافة السوري هلنستية وتأثيراتها في التراث الإسلامي. (الأص ...
- معركة كركرا Karkara. Battle of Qarqar قرقار سنة 853 ق.م = 85 ...
- الاستمرارت الثقافية (الكنعانية والبابلية) في التراث العلوي- ...
- العلاقة التشاكلية في الفكر الغيبي: البنى المشتركة للدين والس ...
- لما كانت الأولوية لنقد الإسلام؟
- أفول الإسلام (نهاية الكيان العروبي المصطنع)
- الأصولية وأشكال التردي الحضاري
- حول منطق العنف الإسلامي
- إكتشاف توبينغن لأقدم قرآن بين المشاريع الزائفة والحقائق التا ...
- مراجعات في أصول الدين الإبراهيمي (1) التوراة ونصوص ما بين ال ...
- الإسلام: من الجذور الشامية للتعريب


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورين كيلو - عيد نوروز وازد-هك ما بين التاريخ والاسطورة