أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رامى جلال - السابحات في الفلك














المزيد.....

السابحات في الفلك


رامى جلال

الحوار المتمدن-العدد: 1486 - 2006 / 3 / 11 - 07:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في القرون الوسطى, ظهر في أوروبا مجموعة من الباحثين تحدثوا عما أسموه بالإعجاز العلمى للكتاب المقدس, كان هذا منذ حوالى أربعة أو خمسة قرون, تحدثوا عن قصة الخلق وكروية الأرض ودورانها حول محورها وعدد النجوم والدورة الدموية ومراحل نمو الجنين وغيرها من المواضيع العلمية التى جاؤوا بآيات من الكتاب المقدس ليربطوا بينهما.. ولأن في أوروبا بشراً يفهمون, لم تتقبل عقليتهم أن يربطوا الثابت بالمتغير وأن يحقروا من كتابهم ويحولونه من كتاب دينى مطلق ثابت إلى كتاب علوم نسبى متغير لن يستطيع وقتها أن يصمد أمام كتب مثل "أصل الأنواع" لدارون أو "النسبية" لأينشتين.. ولهذا فقد وقف الأوروبيون أمام هذا الإتجاه وحاربوه بضراوة حتى أندحر أصحابه ولم يبق من آثار هذه المدرسة إلا بعض الإشارات في دراسة هنا أو بحث هناك.. ولأن الغرب يسبق الشرق فقد ظهر هذا الإتجاه الآن (بعد خمسة قرون) متمثلاً في الحديث عن الإعجاز العلمى للقرآن الكريم, بدأه الدكتور "مصطفى محمود" وآخرون, ثم جاء الدكتور "زغلول النجار" ليمضى على الدرب.. وبطبيعة الحال- ولأسباب لا مجال لذكرها هنا- فإن التربة عندنا خصبة جداً لنمو مثل هذه الإتجاهات الظلامية التى تمهد للفلاح أن يقسم أنه رأى إسم الله مكتوباً على حبة الفول, أو الشهادة منقوشة على سيقان شجرة, بل يؤمن أن العيوب الخلقية التى تصيب البشر والبقر ليست طفرة وراثية بل معجزة إلهية..
بإصرار عجيب يؤكد الدكتور زغلول النجار, في صحيفة قومية كبرى, أن الآية الرابعة من سورة يوسف تشير إلى عدد الكواكب في مجموعتنا الشمسية, وتقول الآية الكريمة:
{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} (يوسف:4).. وقد قال الدكتور زغلول بالحرف الواحد:
"ليس من قبيل الصدفة أن يكون عدد أخوة يوسف- عليه السلام- أحد عشر, ويكون عدد الكواكب في مجموعتنا الشمسية بنفس العدد".. أنتهى كلام "الدكتور"..
لو كان الدكتور زغلول قد كلف نفسه مشقة وعناء قراءة كتب العلوم المقررة على المرحلة الإعدادية لعرف على الفور أن عدد كواكب المجموعة الشمسية تسعة, وأى طفل صغير يعلم ذلك علم اليقين.. أما إذا كبر الطفل وصار شاباً يافعاً وأتيحت له الفرصة للإطلاع, فإنه سيعرف أن كواكب مجموعتنا الشمسية عددها عشرة; لأنه قد تم إكتشاف كوكب جديد منذ عامين (أُطلق عليه "سِدنا"), وكانت جميع الحسابات قد أكدت منذ سنوات وجود هذا الكوكب إلا أنه لم يكن قد أكتُشف فعلياً بعد, وللأسف فإن مناهجنا الدراسية لا تتطور مع تطور العلوم.. أما الشخص المتخصص في مجال الفلك فإنه سيعرف بالضرورة أنه في مجموعتنا الشمسية, التى تتبع مجرة (الطريق اللبنى), هناك إحتمالات مفتوحة لإكتشاف عدد إضافي من الكواكب, ولا أحد يستطيع أن يجزم أن عدد كواكب المجموعة الشمسية يبلغ تسعة أو عشرة أو حتى مائة; لأنه, وبكل بساطة, يمكن لعلماء الغرب- الذين نتطفل عليهم- أن يكتشفوا كواكباً أخرى مع مرور الوقت.. وحين فطن "الدكتور" إلى هذه الحقائق خرج علينا الأسبوع الماضى ليوهمنا بأن عدد الكواكب أحد عشر كوكباً لأن حزام النيازك (الذي أسماه هو حزام الكويكبات) يعتبر كوكباً!!! والواقع أن هذا الحزام يتكون من آلاف النيازك ويقع بين كوكبى المريخ (الكوكب الرابع) والمشترى (الكوكب الخامس).. ويفصل هذا الحزام بين مجموعة الكواكب الداخلية (عددها أربعة), ومجموعة الكواكب الخارجية (عددها ستة).. فهل غاب عن سيادته الفرق بين الكوكب والنيزك؟..
إذا كان "الدكتور" زغلول يعرف كل هذه الحقائق وينكرها- وهذا هو المرجح- فهذة كارثة.. أما إذا كان لا يعلم بهذة الحقائق فالمصيبة كبرى.. إن أول الصفات التى يجب أن يتحلى بها الباحث هى الأمانة العلمية والموضوعية والتجرد التى تمنعه من أن يلوى عنق الحقيقة لتتطابق مع هواه..
لا تتعجب إذا سمعت أحد الإعجازيين يؤكد أن مصر تقع جنوب القارة الأسيوية أو أن القمر ما هو إلا ضلالات بصرية ينسجها عقل البشر المريض.. فحين يصبح التلفيق بديلاً عن التوثيق فتوقع أن تجد من يفتح لك كتاباً ليصحح لك معلوماتك ويُذكرك بأن الدين كان أول من تنبأ بقيام وسقوط "مرتضى منصور", وأنه سيعود مرة أخرى ليملأ الأرض عدلاً بعد أن ملأها إتحاد الكرة ظلماً.




#رامى_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معذرة.. هل أنت -برعى-؟
- قراءة إجتماعية في جدول الدورى
- الصراع بين الحقيقة والخيال
- الحقيقة والأسطورة في اللص والكلاب


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رامى جلال - السابحات في الفلك