|
ميتافيزيقا الإرهاب: القطيعة والاعتقاد (2)
سامي عبد العال
الحوار المتمدن-العدد: 5821 - 2018 / 3 / 20 - 04:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تعاني المجتمعات إنسانياً من عنف الإرهاب الديني وفظاظته. وكأنَّ هؤلاء التكفيريين قد سقطوا غرباءً بالكلية من كوكب آخر. لا يدركون آلام الضحايا ولا تأخذهم بهم شفقةٌ ولا رحمة. إذن السؤال المنطقي: ما السبب الذي يجعل المنتحر صخرة قاتلةً تهرس المارَّة ؟ أليس إنساناً: هذا القاتل أو المقتول؟ هل ينعدم الإحساس البشري لدى التكفيري؟ ما الذي يحدث ( ميتافيزيقياً ) حتى أنَّه لا يأبه بعواطف الضحايا؟
لكي يصل إلى تلك المرحلة، دوماً يرسِّخ الارهاب " اختلافاً جذرياً " بين جماعاته الدينية وبين سائر الناس. هكذا بضربة انطولوجية واحدة: أنَّ الوجه النقيض حسياً وفكرياً لأية جماعة هم الناس، كلُّ الناس. فيغدو الوضع المفارق كالتالي: المتطرفون / الأخرون، الجماعة / المجتمع. وعلى نحو عمومي مع امتداد الخط: التنظيم/ الدولة، الجماعة / العالم، سيرة الجماعة / التاريخ، الجهاد / أهل الكفر. ثم يتحول الوضع إلى بلورة أكبر طرفين في أفق الديانات: الله / الشيطان، لينتهي إلى ممارسة الحياة / الموت.
أي يستبيح الارهابيون حياة الناس في مقابل كونهم موضوعاً للتحارب باسم الإله حتى الموت. والفاصلة هنا فضاء لا هوتي يتنزل فيه الإله بكل محمولات الكلمة من معانٍ. والموت ليس بديلاً لكن الارهابي يعتبر كونه حلاً للمعادلة التي تجمعه مع سواه. وإلاً لكان يبحث ابتداء عن المشترك الإنساني.
ولذلك يقال في الثقافة العربية الشائعة ( وهي داعشية بالأساس) عن الخلافات بين الأفراد واتخاذ المواقف بناء عليها: " وحدّ الله بيني وبينك"، أو " بيني وبينك الله" أو "بيني وبينهم ربنا". لأنَّ الكلام مبني على التكفير الآتي في أسمال بالية للتفرقة الدينية بين أهل الكفر وأهل الإيمان. وهو اعتقاد واسع الانتشار في التصورات والمعتقدات الشعبية. وبالطبع تندس الكلمات داخل الخطابات المتداولة من باب تذكير المتلقي بفخ الاعتقاد القديم، وأنه سيبقى مهدِّداً تحت انفلات الكلام نحوك أنت. فالهدف معروف والحد الفاصل يستحضر أطيافه يمينا ويساراً مهما جدَّت الأحداث وتغيرت الأحوال. وكان على عبارات القسم الماضي إظهار خلفيات الحلف بالاعتقادات إذ تعبر القطيعة عن الصراع الأزلي بين الخير والشر. والقطع هنا بكون الله ( كفاصل ميتافيزيقي) هو المسافة المستحيلة بين الحالف والمختلف معه( = عنه).
وبما أنَّ الله مقولة يتم تأويلها بأوضاع الإيمان والكفر، فالإرهابي ( الحالف) يتخذها عهداً لا قبل لأي سياق بإنزالها إنسانياً. أي يتحتم وضع الله هنالك بين المؤمن والكافر( بين الارهابي وكل الناس)، ولنا أن نتصور هذا الوجود الكلي، الجامع لمجمل دلالات الانفصال. وعليه تنمو لدى الإرهابيين مشاعر الكراهية والجمود الإنساني والقتل بدم بارد دون إحساس.
لا يَفْرقُ الموقف في هذا المضمار إزاء شمالٌّ عن جنوبٍ، ولا شرقٌ عن غربٍ، ولا وسطٌ عن أطرافٍ، ولا مركزٌ عن هامشٍ. إن المجتمع، كافة المجتمع، تحت مقصلة التكفير. فالإرهابي لا يميز الناس، ومهما تكن درجة ايمانهم ينالون المصير نفسه. والعماء يقام على الاختلاف اللاهوتي المشار إليه. الفكرة التي تشكل قطيعة اعتقاد- كالسيف الباتر- لتطرح حاجزاً متعالياً يَجُب ما كان قبله. وعبر مداها تصبح " معياراً أنطولوجياً " يزن به الإرهابيون الأفكار والأشخاص والمؤسسات والوظائف ضمن الأنظمة الاجتماعية.
وبالتدريج تنشأ الفجوة الكونية( هم هكذا يعتقدون!! ) بين الناس وبين الجماعات المتطرفة. فجوة ليست مادية فقط لكنها داخل تكوين الاعتقاد ذاته وتداعياته. كلُّ فجوة من ذلك القبيل نوع من الاستغراق التام في ماهية الحذف والتصنيف. حيث ينتقل الاختلاف إلى فعل ميتافيزيقي صرف، له شكل الشمول والصرامة التجريديين للهوس بالتكفير. وهو بدوره يتأسس لا عن طريق الفراغ الحاصل، بل على مقلوب الحب والتسامح والعفو والقبول والرحمة والعطف. والمقلوب( أي الكراهية) عمل يذهب تجاه الآخرين بشكل مقصود، لأن حتى طريقة كلام الإرهابي بها كم من الزجر والعنف غير المتوقفين. لو أنَّ ثمة من يتعامل مع أحد المتطرفين سيدرك كم هو غليظ، وقد لا يحتمل العدم الذي ينتشر من بقايا حديثة. ومنهم من تراه لزجاً ومتمحكاً، لكنه تمحك قاتل يلف حول وجودك، حول رقبتك، كل عنف محتمل. كأنك فريسة اعتقادية يراها فرصة لن تعوض لإخضاعك إلى ما يعتقد ويرى. ويظل يلهث بأفكاره صغيرة أو كبيرة لدفعك تجاه حظيرته التكفيرية المنتظرة.
وربما يتجادل الإرهابي حول قضايا عقدية كبرى وإن كان الداعي إليها أمور معيشية بسيطة. فمثلاً عندما يتأخر الباص عن موعده الشائع، فقد يعتبره عملاً من أعمال الشيطان: والشيطان هنا - بناء على القطيعة الاعتقادية - يبدأ من الآلة والآخر والدولة والمجتمع والعالم والحياة بأكملها. لأنَّ الإغواء في التفاصيل يتربص به لدرجة أن تأخير الباص يعتبره مصيدة لإيقاعه عمداً في الاحتكاك بالناس وإثارة غضبه. وبتلك الصورة يبرر على نحو عكسي لماذا يطيع الناس الشيطان بينما يهربون من الله.
وتلك نظرة أسطورية ترى الأشياء والوسائل المادية جسداً لحركة كائنات خفية تنطق بالكفر والإيمان أو تجتذب ضحاياها في الطريق العام.
وليس غريباً أن يصبح أعضاء الجماعات الارهابية حاملي أدوات نحت تكفيرية خاصة بحفر مناطق الاشتراك بينهم وبين المجتمعات، ولا يكفون عن سلخ العلاقة حد التقطيع والإدماء. عليك أنْ تراهم مبتوري الأطراف ومقطوعي الأذنين ومغمضي العينين.. هذا هو الوصف البراني لحدة الاعتقاد الباطني. وفي مراحل مختلفة من حياتهم يندمجون في حالات التقية حتى يظفروا بالتعاطف تمهيداً للظفر برقاب الناس!!
أما الوصف الداخلي فهو تكتل المشاعر على غرار العمل الموسوي كما جاء بالقرآن: "فأوحينا إلى موسى أنْ اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وأزلفنا ثمَّ الآخرين وأنجينا موسى ومن معه أجمعين، ثم أغرقنا الآخرين، إنَّ في ذلك لأية ما كان أكثرهم مؤمنين وإنَّ ربك لهو العزيز الرحيم"( الشعراء/ 63: 68).
بكلمات واضحة، يبقى المتطرف موسوياً في علاقة جماعته بالحياة. لكونه يشبه الأخيرة (أي الحياة) بالبحر المتلاطم الأمواج. وهذا يأتي في سياق التحذير والتحقير الدائمين من شأن الدنيا، وأنَّها فاتنة قاتلة للمؤمنين، وأنّها قد تبسط لهم أيديها وأحوالها كما بسطت شهواتها لمن سبقهم فتغرقهم كما أغرقت الأمم الغابرة. هنا لا يخلو خطاب متطرف من الوقوف طويلاً على حدود الاغواء الدنيوي الذي يتجسد في النساء والأموال والبيع والشراء ومعاقرة الرغبات. هذا بالرغم من كون الارهابيين العتاة متعددي الزيجات، وربما لو أرادوا اختيار هذا الجانب من الدنيا، فإنهم يعملون كماكينات بيولوجية غرائزية لتفريخ الأولاد والبنات نتيجة زيحاتهم المتعددة!!
وكما كان موسى مأموراً بضرب البحر، فالإرهابي يأتمر بضرب الدنيا في صورة الأشخاص المخالفين له. ولن تكون هناك ليونة من أي نوع كان. والانفلاق يأتي بلغة الحس وكذلك يشعر الارهابي بالتمايز( كتمايز الحق والباطل) حتى تصبح الفوارق كالأطواد، الجبال بالغة الارتفاع. حيث يسير متأكداً من حمل اليقين بين راحتيه. لأنَّ ثمة اعتقاداً ضرورياً لديه بامتلاك الله كما كان الله عونا ًلموسى تجاه فرعون!! والهروب الموسوي أمام جنود الفرعون يشابه الفرار الإرهابي من جحافل الدنيا على حد تكرار آرائهم. والحادثة الموسوية تطبع ذاكرة المتطرفين حين ينقيها الخطاب الضمني بكونها مظهراً لجوهر العلاقة مع الكافرين. وإذا أراد أحد أن يمارس نفس الدور فما عليه إلا انجاح محاربة المجتمع كما نجح موسى في محاربة الفرعون.
إنَّ الذاكرة الدينية تقلب جميع الأعمال والقصص لصالح تأويل براجماتي تستعمله في النيل من الأغيار. حيث سيقال في نطاق المجتمع إن أعمالاً كفرية أو أخرى مرتبطة بالناس، وبالتالي يجب الابتعاد عنها وعنهم، وأن هذا السلوك أو ذاك من بقايا الضلال الذي يتحرز منه المؤمنون في رؤيتهم للحياة والأفراد. وأنَّ على الاعضاء الأنقياء الابتعاد عن ممارسات هي تودي بهم إلى غضب الله وعذاب السعير. حتى أن الخاطرة- مجرد الخاطرة - تمر بذهنية الارهابي فتجعله منتفضاً خوفاً من الوقوع في المحظور. وقد ينخرط في بكاء لا واعٍ كنوع من الردع النفسي لإثبات انتباهه تجاه الخطاياً.
وليس مصادفة التعبير عن الفكرة السابقة بكلمة: الجاهلية كما لدى سيد قطب وأبي الأعلى المودودي. هذا المصطلح القائم على دلالة الفرز والاستبعاد والعنف. لكنه بالأساس يقطع بإطلاق نسيج المجتمعات مثلما أظهرنا. والميتافيزيقا التي تسكنه تفصل رأسياً بين الطرفين بلا أمل في أدني التقاء. فالجاهلية ليست صفة لكنها عملية تناقض ميتافيزيقي، حدي يستحيل عبوره بين الجماعة والناس. بدليل أنَّ التكفير بمثابة الجزء الأساسي منها، كما أن التربية الفكرية العنيفة داخل الجماعات الدينية تقوم عليها، وكذلك سلطة العزل الشعوري والمادي للأجساد والذهنيات والعواطف، ثم إن انطلاق الجماعات الارهابية للجهاد أشياء متولدة مباشرة عن تخمر مفهوم جاهلية المجتمع حتى ملاحقة كل معارضيها.
ونتيجة ميتافيزيقا الاختلاف الجذري لن يوجد إلا تجلياته في أدق التفاصيل. فمنذ اليوم الأول لانتماء أي عضو إلى الجماعات السابقة يشعرونه شيوخُها ( بكافة الوسائل والممارسات حتى طرائق عبور الشوارع والتقبيل والملابس والنظرات والحركات والمصافحات والهمس والغمز واللمز والابتسامات والكلام ) أنَّه مغاير لجميع المحيطين به من البشر... هو منذ تلك اللحظة فرد كوني إلهي خارج الجغرافياً والمناخ الاجتماعي السائد.
كان من قبل شخصاً مهملاً لا قيمة له، ساقط من غربال السماء ومن مصفاة الشريعة. وفجأة حين التحق بالجماعة غدا إنساناً آخر. لقد تم صناعته من جديد، خلق مرة واحدة بعيون الله مباشرة( ولتصنع على عيني). ويردد له الاعضاء جيئة ورواحة أنه انتقل ( هكذا بملء المعنى المادي الكامل ) للعيش في جنة الأرض( التنظيم). وأنه لولا عناية الله لكان في عداد الهالكين لا محالة. وعليه أن يكون عند مستوى الاصطفاء الإلهي القادم.
وطبعاً يخفي الارهابيون - فيما يعرف بتجنيد الأعضاء- أيَّ فضل لهم مباشرة في العملية. لأنَّ الله – كما يؤكدون لهم- يشرف عليها، وهو من صاغ الرحلة، ودفع هذا أو ذلك كي يكون سبباً لهداية الشخص.
ذلك حتى يشعر العضو بالذنب عما ارتكبه في حياته السابقة، ولكي يظل طوال مستقبله يكفر عن خطاياه ظاهرةً وباطنةً. وهذه خطوة مرحلية مهمة لإخضاع الأعضاء تماماً لإرادة التنظيم. وهي أداة هيمنة على التفكير وتضمن انتقال التعاليم من جيل إلى جيل. فالسمع والطاعة يتمان في مناخ الخطيئة بأثر رجعي. إن الضبط الإرادي الذي تمارسه الجماعة لن يجري سوى من خلال " لاوعي آثم "، والإثم بمثابة الفرشاة التي تلطخ خلفيات الصور التشكيلية التي يرسمها الأعضاء لبعضهم البعض. كما لو كانت الآثام عاهات مستديمة لن يبرأ منها الأفراد.
وتدريجيا ينقطع العضو مع جماعته عن جسد المجتمع. ويدفعه الإثم القديم إلى التوبة المتواصلة عما ارتكب. ويشكل لدية سلكاً شائكاً بينه وبين سواه. والإثم يحيي في نفسه عملية الندم العملي عما فات. وليس هذا وحسب، بل ينفصل أثمه على هيئة عقدة الذنب يحملها أينما ذهب. وهي الإحساس القهري المتواتر في أفعاله وتصوراته بكونه كان في طريق المعاصي ثم عليه طلب الغفران. ويصبح الذنب والحرام والإيمان أشبه بصخرة سيزيف، كلما تجاوز الإنسان مرحلتها سرعان ما ترتد بأشكال أخرى من الممارسات داخل التنظيم.
كل إثم لا يموت في مراحله المتأخرة رغم مرور زمنه، لكننا نعيشه حتى في مراحل التطهر منه. وهذا بالتحديد ما يجتره أفراد الجماعات الإسلامية بشكل معكوس. لأن آثامهم تظل ماثلة كنعيق البوم في غسق الليل الحالك. مما يوقعهم في آثام أكبر متعلقة بأعمال الاقصاء والكراهية. وليس بعيداً أن يتحول الإثم إلى تبرير لكل عمليات التكفير والقتل وتدمير المجتمعات.
أولا: يتم تفريغ إرادة أعضاء الجماعات الدينية مما كان يشغلهم من اهتمامات خارج الجماعة. وطالما غدوا بلا إرادة، فقد اصبحوا لقمة سائغة لشيوخهم توطئة للقيام بعمليات انتحارية.
ثانياً: تزيد القطيعة الاعتقادية اعتبار التكفيري من عجينة أخرى في مجتمعه. ترسخ لديه البارانويا، أي يشعر بأنه مضطهد دوما من الآخرين. ولذلك إما أن يقتص منهم أو يسوغ لنفسه استباحة اعراضهم وأحوالهم وأموالهم.
ثالثاً: القطيعة الاعتقادية جزء من جسد التنظيمات الارهابية. لأن أي تنظيم حركي يحتاج إلى فجوة كي يمارس دوره. ومن هنا كانت القطيعة مهمة لفترة حضانة لفيروسات التكفير حتى تنضج وتفرخ في مظاهر مادية وسلوكية. وهذا يعني تعطيل المجتمع والعلاقات الطبيعية بين أفراده.
رابعاً: القطيعة اشبه بالاختيار الإلهي لدى المجتمعات اليهودية. فلئن كانت الأخيرة تتصور أن الرب قد اختار شعب بني اسرائيل بخلاف البشر، فالقطيعة الدينية تطبيق حرفي لمقولة الاصطفاء الإلهي لعناصر التكفير. لكن المدهش أن يندمج هؤلاء في لعب أدوارهم وقد تيقنوا من سيناريوهات القصة السردية داخل جماعات الارهاب. ودون حتى الشعور بكونهم إرهابيين. ومن هذا الباب تتماثل اعتقادات الارهاب مع النزعات الفاشية التي تدمر وتستبيح الإنسان.
خامساً: القطيعة الاعتقادية أشبه بكرسي اعتراف ميتافيزيقي. يجلس عليه الارهابي طوال حياته ويستخدم قادة الجماعة خطاياه لإعادة صياغته جسديا ونفسيا. لكن الأنكى أن هذا الكرسي الميتافيزيقي ينقلب إلى كرسي الاعدام، نتيجة انتحاره زاعماً القيام بعملية استشهادية!!
سادساً: لا توجد ما تسمى بالجاهلية، لأن الثقافة الإنسانية متصلة ويستحيل بتر أوصالها لصالح مساحة مستقلة وطافية فوق سطح التاريخ. وأن القطيعة لا تلخص كافة تجارب البشرية. لأنها تفترض سلفاً حذفها واستبعاد الغير. فالقطيعة تفتك بأصحابها قبل أي أناس آخرين.
سابعاً: أخطر ما في ميتافيزيقا القطيعة الاعتقادية أنها قنبلة موقوتة، نظراً لكونها تستخف بالتنوع البشري. وتلخص الأحوال في طرف هزلي مقابل أطراف حقيقيين. كما أن الواقع لا يتغير بهذه البهلوانية ولا بالتكفير. لأن أية ظاهرة طالما نشأت واقعياً لابد أن تتحلل وفقاً لقوانين الواقع نفسه كماً وكيفاً. ومن ثم فالتكفير نوع من الاستخفاف الذي ترعاه عقول خرافية الفهم والتحليل.
ثامناً: القطيعة الاعتقادية عملية تلاحقها عقدة الاضطهاد وتشتغل على محاولة النيل من الآخر بتدمير نفسها. كأن القطيعة ذاتها انتحار معرفي وفكري قبل أن يصبح فعلاً.
تاسعاً: هل تحمل القطيعة الاعتقادية بعضاً من دلالات الحادثة الأولى في تاريخ السرد الديني بخصوص الخطيئة التي انزلت أدم وحواء من الجنة؟ وبناء عليها يحاول التكفيريون تبرئة أنفسهم بتدمير الجسد كبصمة تاريخية في حفريات الدين. وكأنهم يكفرون الناس لتخليص أنفسهم( وبالتبعية الناس) مما يؤمنون به ولا طاقة لهم بتحمله كما لم يكونوا هم مرتكبيه المباشرين!! ما هذه الاعادة التكرارية لقصص السرد الديني في شكل حادثة اعتقاد؟ وهل القطيعة ثم التكفير ثم التفجير تنويعات على قصة الخلق أم نوع من الانتظار بعد الموت المقصود لحياة أخرى بلا خطايا؟
#سامي_عبد_العال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ميتافيزيقا الإرهاب (1)
-
التَّحرُش الجنسِي كمظهرٍ تعويضي
-
ماذا وراء التحرُش الجنسي ؟!!
-
الهرْش الديني: في حساسية الاعتقاد!!
-
فلاَّحٌ في حقلِّ الديمقراطية
-
أنطولوجيا الحب: هل نحتفل بالسر؟!
-
دولةُ المُتملِّق: تفكيك العقل الاحتيالي (6)
-
دولةُ المُتملِّق: تفكيك العقل الاحتيالي (5)
-
دولةُ المتملِّق: تفكيك العقل الاحتيالي (4)
-
دولةُ المُتملِّق: تفكيك العقل الاحتيالي (3)
-
دولةُ المُتملِّق: تفكيك العقل الاحتيالي (2)
-
دولةُ المُتملِّق: في العقل الاحتيالي (1)
-
لعنة التاريخ: ترقيع بكارة الثورات!!
-
احتمالات الربيع الفارسي
-
دولةٌ تحارب الإرهابَ
-
الربيع بالحروف الفارسية
-
الإرهاب يهنئنا بالعام الجديد!!
-
فوضى الدولة النهارية
-
أسطورة الدولة الليلية
-
الدَّولةُ المَرِحَةُ
المزيد.....
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|