|
مجرمون عبر التاريخ وتاريخهم الأسود يشهد على ذلك
جاك ساموئيل
الحوار المتمدن-العدد: 5820 - 2018 / 3 / 19 - 22:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا يختلف أردوغان عن سابقيه من المجرمين القتلة العثمانيين فتاريخهم الأسود المبني على القتل و الدم و تاريخهم الأسود يشهد على ذلك ، استباحوا أمما وشعوبا باسم الإسلام والخلافة المزعومة فقد اعتاد هؤلاء في احتلالاتهم وبسط نفوذهم على الشعوب على ممارسة الإذلال بحقهم من تلك الحوادث نذكر منها : عندما أجبرت مصر دخولها المعتقل العثماني في العقد الثاني بالقرن ال 16 أرسل السلطان سليم الأول صاحب(( صناعة الخازوق وابتكاره )) إلى قائد المماليك بمصر طومان باي تطالبه بالتسليم والخضوع لدولة الأتراك التي كانت قد ضمت حلب والشام وغزة وبدأت ترنو لحكم مصر والتي كانت تعتبر أهم ولايات الشرق لأهميتها وموقعها إلا أن الحاكم المملوكي رفض التسليم و انتهى الامر بهزيمته في موقعة الريدانية و أمر بشنقه السلطان سليم بعد أن جعل نساء البلاط ملكات اليمين و أباد الرجال وعلق جثمانه على باب زويلة طبعا التجأ طومان باي قبل اعتقاله إلى قرية اسمها البوطى ليحتمي عند الشيخ حسان بن مرعي و بعد أن أقسم له أن يحميه و ألا يغدر به قام بتسليمه إلى السلطان سليم الاول . لقد تأثر عالمنا العربي بكافة مجتمعاته بالعادات والتقاليد العثمانية والتي أغلبها تنسب إلى ثقافة موروثة من مجتمعاتنا الأصيلة إلا أن ذلك غير صحيح فآثار الاحتلال العثماني باقية حتى يومنا هذا وذلك من خلال لغتنا المحكية فالاحتلال العثماني لم يعمل على بناء المجتمع بل على العكس طمس الحضارات والثقافات وتم تحويل معظم الكاتدرائيات و الاديرة الموجودة فترة حكمهم إلى مساجد وحارب اللغة العربية بكافة الأشكال والممارسات واليوم ظهر هذا الاحتلال بكل شفافية برمزه الجديد السلطان رجب طيب أردوغان حيث نصبه العرب قبل 12 سنة بطلا قوميا وإماما للمسلمين والعرب واليوم هذه الشعوب التي تم تعليب عقولها وحشوها في وازع ديني واحد دون العمل على ترسيخ انتمائها القومي وولاءها الجغرافي حتما ستكون تابعة و منقادة حسب غرائزها الدينية فأغلب البلاد العربية و على رأسها سوريا حاملة لقب قلب العروبة النابض لم تذكر في مناهجها التاريخية شدة وقسوة الاحتلال العثماني الفاشي وممارساته في إبادة شعوب بأكملها كالسريان السوريون عدا عن الفظائع التي ارتكبت بالأرمن تلك المذابح التي يعتبرها المؤرخون حقبة سوداء في تاريخ تركيا و بالرغم من ذلك يعتبر العرب الأتراك فاتحين . طوال حقبة الإحتلال العثماني لم تستطع هذه الإمبراطورية إنتاج ثقافة إنسانية بديلة واحدة أو إبتكار حضارة جديدة تختلف عن ثقافة القتل وحضارة الإجرام والدسائس التي كانت تتبناها طوال فترة احتلالها للشعوب وقد اشتهر سلاطينهم عبر مراحل حكمهم بأساليب الإعدام وطرق القمع و القتل الوحشية لمعارضيهم كانوا من الشعوب المحتلة أم من المنقلبين على السلطة الحاكمة من العائلة و كانت أغرب طريقة إعدام ابتكرها العثمانيون هي عقوبة الخازوق و هي وسيلة إعدام وتعذيب ذاع صيتها في أرجاء الدولة العثمانية و كانت تستخدم لعقاب العرب المعارضين لسياسة التتريك و المطالبين برحيل الخلافة العثمانية المزعومة و أيضا للثوار الأرمن من هؤلاء الذين حملوا السلاح في وجه الإجرام التركي ، تمثل هذه العقوبة أحد أشنع وسائل الإعدام حيث يتم اختراق جسد الضحية بعصا طويلة و حادة من ناحية و إخراجها من الناحية الاخرى حيث يتم إدخال الخازوق من فم الضحية أحيانا و في الأغلب من مؤخرة الضحية بعدها يتم تثبيت الخازوق في الأرض ويترك الضحية معلقا حتى الموت و في معظم الأحيان يتم إدخال الخازوق بطريقة تمنع الموت الفوري ويستخدم الخازوق نفسه كوسيلة لمنع نزف الدم وبالتالي إطالة معاناة الضحية لأطول فترة ممكنة تصل إلى عدة ساعات و إذا كان الجلاد ماهرا فإنها تصل إلى يوم كامل . . و الأكثر من ذلك بحكم الرابط الديني يذهب بعض أذيال الإمبراطورية العثمانية ممن يعتبرون انفسهم جزءا من دولة الخلافة المزعومة على ان العثمانيين لهم الفضل الأكبر على العرب وعلى شعوب الأمم التي رزحت تحت سطوة الإحتلال العثماني الأعمى الذي كان يعتبر هذه الشعوب عبيدا ولم يتم التعامل معها إلا على هذا الأساس من العبودية الدينية و العنصرية المذهبية . أما المدافعين عن العثمانيين من العرب والمطالبين بعودة دولة الخلافة يعتبرون الرابطة الإسلامية هي التي تجمع بين جميع شعوب الدولة العثمانية على اختلاف أجناسهم فدولة الخلافة هي الجامعة لكل من يحيى على أراضيها ، إلا أن واقع الحال يختلف عن المزاعم التي تبنتها الدولة العثمانية فالشعوب غالبا ما كانوا ينتفضون ويطالبون باستقلالهم عن الدكتاتورية الدينية و سطوة السلاطين فالمجتمعات العربية لم تتخلص من بقايا التخلف و التقهقر الأخلاقي الذي يعتبر من مخلفات الإحتلال العثماني الذي دام 400 عام فما بالكم أربعة قرون من الحكم الجائر والسلطة القامعة حيث منعت السلطات جميع أشكال التنور والمعرفة و كانت المدارس تقتصر على المدارس الشرعية التابعة للباب العالي ونشر ثقافة الأسلمة والملل والطوائف حيث عمل السلاطين على تعيين أغلب البطاركة ورجال الدين من المسيحيين وإرغامهم على التبعية و في حال الخروج عن طاعة الباب العالي يتم تصفية رجل الدين مهما بلغ من شان في مراتبه دون أي احترام او اعتبار ، حيث أغلب الممارسات القمعية التي قام بها العثمانيون وخصوصا بحق المسيحيين وبعد سقوط القسنطينية بقيت طي الكتمان والتحفظ فنادرا ما تذكر تلك الممارسات والأفعال في كتب التاريخ و المناهج التاريخية التربوية في البلدان العربية بسبب اعتبار الامبراطورية العثمانية امتدادا للخلافة الإسلامية و حامية العرب والمسلمين ولكن كان الواقع يختلف عن ذلك كليا وما يزال أذيال هذه الإمبراطورية يبنون أحلام و أهام الخلافة أملا في عودتها مرة أخرى علما لا تصنيف لهم في قواميسها سوى أنهم مرتزقة مجرمون ............
جاك ساموئيل
#جاك_ساموئيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في سبيل جنونهم الشرعي
-
نحو ثورة دينية إلى الاستبداد
-
هال ما يعانيه الأقباط في مصر هو تطهير عرقي ام تهجير ممنهج
-
أزمة المواطن السوري في عامها السادس
-
مشكلات تبحث عن حلول
المزيد.....
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|