آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 5820 - 2018 / 3 / 19 - 22:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتبارد إلى ذهني ردًا على هذا السؤال: لماذا الغرب متسامح مع الإسلام؟ وأرسلته إلى الباحث حامد عبد الصمد، بيد أنه لم يرد عليه.
علينا في هذا الموضوع أن نفرق بين المسلمين كبشر وناس، وهذا عمليًا لا يدخل في باب الحسابات السياسية المباشرة في المدى المنظور، وبين الإسلام السياسي كنهج وأهداف ومصالح وسياسة.
في السياسات لا يوجد شيء اسمه تسامح. هناك حسابات وأهداف وغايات ومصالح من كل الأطراف السياسية التي تتناول الممارسات السياسية من موقع الفاعل في السياسة. بمعنى أن السياسات لا تأت من فراغ.
يمكنني القول حسب وجهة نظري:
إن التحالف الاحتكاري الدولي أو الفوق احتكاري بينه وبين الإسلام السياسي مصلحة مشتركة. بمعنى لا يوجد تناقض بينهما وأنما تداخل بنيوي عميق لتعويم القضايا السياسية والاجتماعية والسيطرة عليهما وفق رؤية مشتركة أو منهج مدروس. بمعنى:
إن هذا التحالف الاحتكاري، والفوق احتكاري مع الإسلام السياسي النفطي، لا يمهمه عمران أو بناء أو مجتمع.
إنه تحالف نخبوي مالي سلطوي ونفوذ، يعمل على إعادة المجتمع إلى الهمجية، إلى القرون الوسطى للبقاء متسيدًا فوق هذا العالم الذي نعيشه فيه.
إن مصلحته البنيوية تستدعي أن تتمزق الديمقراطيات وتفكيك المجتمع المدني وتهميش الناس ومصالحهم ومستقبلهم وإبقاءهم خائفين مهزومين يطلبون الأمان.
لنتذكر أن الديمقراطية الغربية تتأكل تماما يومًا بعد يوم منذ سقود جدار برلين وإلى هذه الساعة.
بمعنى، هذه الديمقراطيات لم يعد لديها ما تعطيه ولا يوجد في حساباتها السياسية إدخال تعديل عليها أو إصلاح أنظمتها وتطوير برامجها ورؤاها.
إنني أراها تسقط بفعل فاعل. والحكومات الغربية مجرد شاهد زور، ليس في يدها القدرة على إيقاف هذا الانحدار أو القرار لحماية نفسها أو القدرة على لجم ما يحدث.
أريد القول أن هناك إنسجام تام بين الإسلام السياسي النفطي وهذا التحالف.
لهذا نرى أن أوروبا ككائن شائخ يدخل في بدنها الأمراض والعلل، دون البحث عن دواء يحمي جسدها من الانهيار.
أننا على مفترق الطرق.
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟