زياد عبد الفتاح الاسدي
الحوار المتمدن-العدد: 5820 - 2018 / 3 / 19 - 20:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس المهم أن الاخواني المجرم والعثماني الحالم أردوغان قد تمكن من احتلال عفرين بجيشه وأدواته الطائفية والتكفيرية .... لكن التحدي الحقيقي القادم لاردوغان ولعصاباته الهمجية أن يتمكن من البقاء في عفرين, والقدرة على استمرار سيطرته على عفرين السورية .
وفي هذا الاطار فالصمت الامريكي والغربي تجاه ماحدث ويحدث في عفرين من جرائم وقصف وقتل ودمار واحتلال وتهجير لمئات الالوف من المدنيين عبارة عن تواطؤ وتخاذل وتخلي واضح للغرب الامبريالي المُخادع عن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب بعدم ردع حليفه التركي في الناتو ومنعه من الهجوم على "حلفائه " في عفرين , الذي يعتبره البعض بأنه يرتقي الى درجة التحالف الاستراتيجي .. رغم أن التجربة قد أثبتت مرارا بأنه ليس كذلك ... إنما لا يعدو عن كونه تحالف مرحلي مُخادع أخطأت في حساباته بكل غباء قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب .
ولكن بالمُقابل فالصمت الروسي والايراني الغير مُبرر الذي يتم دون إدانة واستنكار واضح ومُعلن لما يجري من قصف شديد واستهداف همجي للمدنيين الابرياء في عفرين وإن كان لا يرتقي بالتأكيد الى درجة التواطؤ والتخلي والتخاذل الغربي ... لكنه صمت لا يُمكن تبريره تحت أي ظرف من ظروف التنسيق الروسي والايراني مع القيادة التركية فيما يتعلق بتفاهمات استانة ومناطق خفض التصعيد في سوريا أو غيرها من التفاهمات .
وبالتالي فعلى قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب أن تستفيق من أحلامها النرجسية واندفاعها الاحمق والانتهازي نحو التنسيق والتعاون مع قوات تحالف الغرب المُراوغ والمُخادع والتحالف معه طلباً للدعم والسلاح والحماية من العدو التركي المُتربص والوقوع بالتالي في فخ الاغراءات المُخادعة بكيان كردي مُستقل .
ولذلك فعلى القيادة السياسية لحزب الاتحاد الديمقراطي أن تتحمل نتائج أخطائها المُدمرة والقاتلة والانتهازية, وتقوم بتصحيح مسارها وحساباتها بشكلٍ جذري ... والعودة بشكلٍ فوري الى التنسيق الشامل مع الدولة السورية والجيش السوري والتفاهم بوضوح مع القيادات العسكرية الروسية في سوريا ..... والاهم من كل ذلك أن تضع هذه القيادة في ذهنها ومنظورها الاستراتيجي أن أكراد سوريا هم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي السوري ومكون أساسي من الفيسفساء التي تتشكل منها سوريا وتشمل العرب والاكراد والآشوريين والسريان والكلدان والتركمان والارمن والشيشان والشركس ....الخ . كما عليها أن تضع في حساباتها أنه يُمكن تحقيق الطموحات القومية من ثقافية وتعليمية ولغوية لاكراد سوريا بأشكال مختلفة من وسائل الادارة الذاتية ولكن في إطار الدولة السورية الواحدة .
#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟