|
حقيقةالأحلام - محاضرة القيتها في قاعة علي الوردي - المتنبي يوم 16/3/2018
رائف أمير اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 5820 - 2018 / 3 / 19 - 13:40
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
قبل آلاف من السنين بدأت رحلة عقل الانسان العلمية لفهم واكتشاف الوجود من حوله .. واكتشاف وفهم نفسه .. لكن رغم انه خلالها استطاع أن يكتشف ويفكك ويفهم أغلب ذلك الوجود ، لم يفهم العقل نفسه بشكل كامل .. ولم يكتشف موجودات وتفاصيل الدماغ الذي انطلق منه الا قبل مدة لاتزيد على ال 150 سنة تقريبا . فيما لم تتوالى الاكتشافات التفصيلية المهمة الا في السنوات الخمسين الاخيرة من عمر الحضارة. ولم يتبق من الفهم سوى الربط الصحيح لتلك الاكتشافات. ويبدو السبب أن دماغ الانسان قد زود بحواس تتطلع لتحس الخارج فتلبي احتياجات الداخل أكثر مما تحس بالداخل لتلبي احتياجات الخارج. وهكذا استطاع مثلا و اينشتين وبور وماكس بلانك قبل مئة سنة أن يفهموا الكون وعظمته دون أن يفهموا ماهية العظمة التي تمثلها عقولهم . ربما اعطيت للعقل نوع من القدسية من خلال ربط ظواهرة بالغيب فانحرف تفسيره وتفسير ظواهره لفترة طويلة حتى توغلت تقنيات الكشف الحديثة فأجبرت الباحثين ان يعدلوا مساراتهم. الآن، لم يبق من اسرار الوجود الاّ القليل .. ولم يبق من اسرار العقل الاّ الاقل... ومن هذه الاسرار ظاهرة الاحلام التي ارى أن ماتيسر من اكتشافات في علوم الدماغ كافية لأن تفسر بشكل تام فتعزل من دائرة الالتباس والوهم والدجل. *مثال عن مرض يصيب الكلى : نفسر المرض على اساس مادي فلماذا لانفسر حالة او مرض يصيب العقل على اساس مادي؟ حيرني سؤال دقيق لم أجد الاجابة عليه عند من اهتم بالظاهرة من علماء وباحثين وكان مدخلا مهما لفهم الظاهرة بشكل صحيح. وهو : عندما أحلم، أكون مغمض العينين فأرى صورا، فمن يرى من ؟ .. والسؤال طبعا يمتد الى حالة اليقظة ناهيك أن السؤال يمتد الى باقي الحواس فيلح علينا فهم (الأنا) التي ترى وتسمع وتذوق وتشم وتلمس ومعرفة ماهيتها وموقعها وحدودها داخل الدماغ الذي يتكون من مليارات من الخلايا العصبية وعشرات التقسيمات .ولتوضيح السؤال أكثر: عندما نرى في اليقظة نقول (مجازا): إن العين ترى، والصورة تنتقل الى داخل الدماغ فتفسر. بمعني يوجد هنا (أنا) يمثلها جسدي و أشياء من حولي هي خارج الأنا. لكن هنا داخل الدماغ نفسه أين هو موقع مانرى و وأين موقع الرائي. ومامعنى أن يكون الحلم لا إراديا فتتكون أمامنا صورا عقلية، وتتشكل وتتداخل كما يحلو لها.. بعض من الخارج هنا أصبح في الداخل بشكل ذاكرة فما هو الداخل عندها الذي يمثلني.. خصوصا أنني وحتى في الحلم أعتبره (خارجا ) عني .. وخصوصا أيضا أنني اتعامل معه وأنا في الحالة اللا ارادية مثلما هو الحال في الحالة الارادية (اليقظة) ..قد تحدث اختلاطات لكن اغلب الاحيان يبقى العدو عدوا ويبقى الصديق صديقا رغم اختلاف صيغة التعامل.. هنا العدو والصديق أصبحا في داخلي ، داخل جمجمتي فمن الأنا المتعاملة معه. بل الاخطر أن العدو هذا في الداخل يكون أقوى منه في الخارج فيكتم انفاسي ولا استطيع الخلاص منه الا باليقظة .. عدو يتشكل كما يريد دون أن تكون عندي (إرادة) توقف صوره. أثناء التوغل الى هذا العمق وهذا التحديد ميَّزت أكثر الأخطاء التي وقع فيها من نظَّر في الظاهرة ناهيك عن الاباطيل والتضليل بها. خصوصا الادعاء بتفسير الاحلام.. الادعاء بأن الاحلام هي رموز وهناك من يفك معناها.. وطبعا هؤلاء يدّعون أن عندهم موهبة غيبية لايملكها غيرهم وهذا يناقض العلم وتعميمه، حيث أن الظواهر التي يتم التنظير بها علميا يكون بالامكان لأي متعلم اتباع قوانين أو معلومات متحقق منها فيفسرها، أو يثير سؤالا أخرا مقبولا لإتمام البحث. قطعت علوم الدماغ شوطا كبيرا في فهم تفاصيله الدقيقة ووظائفها ولم يعد مقبولا أن نتقبل مفاهيم قديمة دون أن نعرف ماتعنيه داخل الدماغ أو أين موقعها.. لم يعد مقبولا أن نردد كلمات ومصطلحات مثل (العقل الباطن) و(العقل الواعي) دون أن نعرف أين مكانها في الدماغ وأي مجموعة من الخلايا تشكله .. والأدهى .. هل مازالت هذه المفاهيم لازمة حقا؟ ليس هذا فحسب، فمثلما لم يعد مقبولا في معادلات الكيمياء أن نكتب كلمة ماء فنكتب تفاصيلها المتكونة من ذرتي هيدروجين وذرة أوكسجين فنفهم مايجري من تفاعل ونسبة مادخل وماخرج وهذا الفهم مكننا من الارتقاء في الحضارة من أوجه كثيرة لها مثل الطب والزراعة والعمران؛ لم يعد مقبولا أن نطلق ونؤسس مفاهيم دون ارتكازها على علوم تم تجريبها وقياسها مثل التشريح أو الفسلجة أو الكيمياء والفيزياء وقوانينها وماهياتها.. فربما ستبقى لفترة قريبة من المستقبل كلمات الرغبة والارادة والشعور واللاشعور وحتى الارادي واللاإرادي ثم بعدها لانراها الا في الأدب وحكايا بسطاء الناس ثم تضمحل وتندثر بعدها الى الأبد، يتلذذ بها باحثوا التاريخ القديم. و لتفسير الظاهرة رأيت أن ابدأ بالنقاط الموضحة التالية: 1- المحاضرة لاتفسر الاحلام وأنما تفسر الظاهرة ككل مع تفسير لبعض مظاهر الاحلام... كذلك هي لاتفسر الرؤيا. 2- لايعتد بتفاسير لظاهرة الاحلام وضعت قبل فهم تفاصيل الدماغ 3- إن ظاهرة الاحلام هي جزء من الظاهرة الفكرية للدماغ والتي أنيطت بمفهوم العقل باعتباره الجزء الارادي الوحيد في الدماغ وهو يؤدي وظيفته بعملية التفكير . وفي كتابي (آلية انتاج الفكر في دماغ الانسان) بينت أن عملية التفكير هي عملية مادية بحتة لانها تبدأ من مستوى الذرات سواء كانت على شكل عناصر أو مركبات فما فوق، بينما يبقى المجهول ماهية وأصل الطاقة التي تكون المادة. أي أن ظاهرة الاحلام هي ظاهرة مادية تقع خارج دائرة مانطلق عليه الغيبيات. ولفهمها وفهم آليتها ومظاهرها لابد من فهم الجهاز المعصبي وبالاخص الدماغ ومظاهره ومنها اليقظة والنوم. 4- في اليقظة تشارك التفكير باعتباره ظاهرة ارادية حالات تبرر راينا في ان الأحلام هي ليست رموز لأنها تتشابه مع حالات الاحلام في: أ- ظاهرة التشتت والانتباه: وهي الانتقال من فكرة الى اخرى او من صورة عقلية الى اخرى وبشكل مستمر بينهما تشابه مثلا رؤية السماء الزرقاء يذكر بالبحر الازرق ومن البحر الى السفن الشراعية ومن الشراع الابيض تذكر شيء ابيض اللون وهكذا .. ب- تدخل فجأة صور عقلية ليس لها علاقة تماما بمانفكر . مثلا صورة شخص ليس له علاقة تماما بموضوع التفكير وتكون احيانا بهيئة تختلف عما تم خزنه ، مثلا صورة شخص عنده شارب وهو ليس كذلك في الواقع او يرتدي ملابس لم يسبق أن ارتداها. ج- احلام الخيال وابتداع صور وحالات يتم تشكيلها. د- تذكر اشخاص أو أجوبة لأسئلة أو تكملة حديث يتم نسيانها لفترة قد تطول لأيام أو اشهر. ه- - الوحي الشعري ومثله لباقي الابداعات وهنا من الصعب تمييز اراديتها من عدمه. و- ليست كل صور الاحلام رآها الحالم في الواقع فمنها مايكون تأليف وهي بذلك تتشابه مع خيالات الانسان في الواقع حيث يستطيع تركيب صور من طريقة التخزين بشكل اجزاء في الذاكرة . ز- في اليقظة تحدث اوهام بصريةوسمعية وحسيةاخرى وهي حالة تتشابه مع بعض مفردات الحلم حيث لا تفسر المنبهات الداخلية (الرغبات) بصورها العقليةالصحيحة .. وحالة الاوهام تتسبب من الاعاقات اللحظية المتولدة من السائل المخي وحالة التشتت في الايصالات العصبية والانشغال بمنبهات اخرى. 5- اذا كانت كل صورة تمثل في الحلم رمزا فكم من الرموز يجب تهيأتها لمليارات الصور التي ترد في الحلم .. ثم ماهو مبرر ان تكون لكل صورة رمز وكل مانحس او نشاهد هو موجود في الواقع او مقاطعا منه ؟ ثم كيف يستطيع المفسر تفسير رموز لم يراها او يسمع بها .. مثلا مفسر ولد وسكن في العراق ولم يرَ حيوان الكنغر او اللاما أو قنديل البحر ثم يأتيه شخص رأى مثل هذه المخلوقات في الحلم حيث يسكن هو ويطلب منه تفسيرا لرؤيته في الحلم. أو عالم في مختبر يرى في المنام نوع من الفطريات كيف يفسره من لم يفهم الفطريات وانواعها الاكثر من مليون نوع؟ 6- الحلم ليس وظيفة وانما خلل في وظيفة وهي وظيفة السيطرة على التفكير (تبقى السيطرة على الجسم في حالة متدنية مع وجود حالة الانذار لتنبيه السيطرة عند الخطر كي تعود لمهمها بلحظات). وهي حالة خلل في وظيفة لأنها تحدث في حالة النوم مستندة على نفس أدوات اليقظة التي تدفع الانسان لأداء وظائفه ككائن حي له دوره في الطبيعة. 7- مايقال عن تنبؤات أو اكتشافات علمية أو اختراعات تأتي في الحلم ماهي الا جزءً وتكملة من عمليات تفكير وتوقعات واستنتاجات بدأت عند اليقظة. 8- ليست حالة الاحلام هي تفريغ رغبات مكبوتة وانما تكون هذه الحالة جزءا منها احيانا ... بل فيها احيانا تعقيدات مستنتجة من تلك الرغبات ... وبذلك نرى الاحيان ان الاحلام تكون مزعجة من تلك التعقيدات او من تشوهات صور عقلية اخرى غير متناسبة مع الجهاز الحوفي او الذكريات التي تمثل طموحات واهداف الانسان. 9- اغلب الناس لايهتمون بتفسير الاحلام ولايعدونها مهمة، إلا في حالات معينة عندما يكون فيها تهديد أو تفاؤل ويكون الحالم في وضع نفسي يتقبل خيالاتها 10- من النادر أن يكون قد استفدنا من حلم حيث اننا نحلم كل يوم. وتبقى الاستفادة منها فقط باعتبارها جزءً من الدورة الكيميائية للجسم التي تتضمن فترات استراحة واسترخاء و(حرية لبعض التفاعلات). 11- تفسير فرويد للاحلام مردود عليه في كتاب (تدهور امبراطورية فرويد وسقوطها) للمؤلف هانز ج. أيزينك. حيث يبين أن مدرسة التحليل النفسي لاتستند على اسس علمية وقد استبدلت بالمدرسة التجريبية. ويقول الفيلسوف الالماني هيرمان إبنجهاوس على اعمال فرويد (ماهو جديد في هذه النظريات ليس صحيحا وماهو صحيح في هذه النظريات ليس بجديد) ... وهنا نقول ان تفسير الحلم الواضح لايختلف عن التفسير النفسي لحالة الشخص في اليقظة ، أما الحلم غير المفهوم وغير المنطقي فلايتعدى كونه اختلاطات حسية عشوائية تشبه حالته وهو مخمور، لايمكن الاستنتاج منها، أو هي تزيد الالتباس. خصائص الأحلام التعريف العام : الحلم هو الصور أو الأفكار أو المشاعر التي نعيشها في المنام.. وتعريفي له : هو مجموعة من الاحداث الصورية او الحسية غير المرتبة وفق منطق معين، أو لاتتشابه في ترتيبها مع اصولها في اليقظة. من خصائصها: *عدم المنطق او التسلسل المنطقي لتتابع الصور او هوية او وظائف الاشخاص أو كلامهم أو التواجد في مكان معين او تغير المكان مثلا، امامك صورة لشخص سرعان ماتتغير الى شخص اخر فاحيانا لاتميز بعد أن تستيقظ اي منهما كان في الحلم * شخصية الانا متغيرة أو مختلفة احيانا عن الواقع و الخارج يتشابك لوحده والداخل يفقد منصبه او هويته المعنوية. *يحدث فيها تفريغ لبعض الرغبات المكبوتة والآنية وأحيانا يحدث تفريغ خاطيء مثلا تواجه اعتداء او انت تعتدي على شخص لست في عداوة معه في الواقع. وكذلك الحال في الحالات العاطفية . *الشعور بقوة مبالغ فيها، أو كوابيس او خوف مبالغ فيه من صور غير مفهومة أو من صور قد لايخاف الانسان منها بنفس الدرجة في الواقع .. وقد لاتستطيع الانا الدفاع عن نفسها مثلا يشعر النائم وكأن يديه قد شلت أو ان رجليه لاتستطيع الهرب . *الشعور بالطيران او القفز الطويل. *يتم الاستيقاظ خصوصا في احلام التهديد *اغلب الاحلام لاتكتمل *غياب الزمن او الوقت في الاغلب *أحيانا تشك بأن ماترى هو حلم *يستقيظ النائم فيعرف انه كان يحلم على الاقل لانه يجد نفسه في فراشه وليس مكان الحلم وهناك قطع بين احداث الحلم والواقع حيث ان هناك احلام يكون فيها بعض الواقعية والمنطق في تسلسل احداثها وهو ماحصل لي مرة عندما رجعت ونمت اثناء الحلم. *هناك دراسات بينت أن الثدييات ايضا تحلم. *من مفسري الاحلام محمد بن سيرين وابن خلدون وابن عربي وسيجوند فرويد وكارل يونغ والفرد أدلز جسم الانسان والجهاز العصبي والدماغ يتكون جسم الانسان البالغ من حوالي 70 ترليون خلية . و هي خلايا مختلفة الانواع والوظائف تنتظم على شكل انسجة متشابهة ثم اعضاء من انسجة مختلفة متعاونة لاداء وظيفة ما ثم تكون الاعضاء المختلفة اجهزة مثل الجهاز الهظمي والدوران والتنفس و الجهاز العصبي وغيرها.. تتمركز غالبية خلايا الجهاز العصبي البالغ تعدادها حوالي 100 مليار خلية في المنطقة الرأسية داخل الجمجمة والباقي تنتشر في انحاء الجسم. ان وظيفة الجهاز العصبي هي التنسيق بين اجهزة الجسم الاخرى وبين الجسم ككل ومحيطه. لذلك فان استطالات ومحاور خلاياه المتنوعة والمتخصصة على شكل حواس مختلفة تنتشر بين انسجة تلك الاجهزة فتستلم منها ماتتاثر به وتستجيب لها بردود فعل مختلفة. فانتظمت تلك التشابكات المنتشرة تصاعديا وتشابكات مع بعضها باشكال ومراحل مختلفة فسارت كحبل شوكي ثم تضخمت داخل الجمجمة لتشكل الدماغ (مثل شبكة كهربائية معقدة). يتألف الجهاز العصبي من قسمين هي والجهاز العصبي المركزي الذي يتكون من الدماغ والحبل الشوكي. والقسم الآخر خارجه وهو الجهاز العصبي الطرفي الذ يشمل الاطرف والاحشاء الداخلية وهذهالاخيرة ينتشر بينها الجهاز العصبي الذاتي بفرعيه السمبثاوي والباراسمبثاوي. والدماغ يتكون من الدماغ الامامي او المخ والدماغ المتوسط والدماغ الخلفي. مايعنينا من الجهاز العصبي هو الدماغ الذي تجري فيه الاحلام وبالاخص منطقة الدماغ المتوسط والدماغ الامامي .. وهي مسرح الاحلام. قشرة المخ تتكون من 47 منطقة متخصصة وظيفيا، وفيها يتم خزن المعلومات الواردة على شكل ذاكرة فهناك ذاكرة صورية وسمعية وشمية وذوقية ولمسية .. وارتباط اجزاء الذكريات فيما بينها يحدث التفكير وظواهر الدماغ الاخرى منها الاحلام بالاشتراك مع منطقة الدماغ الحوفي وبتوجيه دقيق من التكوين الشبكي وهو ذاته صاحب القرار والادارة . .. وهي ماعدا المنطقة قبل الجبهية (منطقة التفكير العالي المدرك) تشبه مكتبة ضخمة فيها قسم صوري وفيه كتب متدرجة في المستوى وقسم للصوتيات فيه اشرطة متنوعة وايضا قسم للروائح وقسم لمتذوقات الاطعمة واخر للمتحسسات والمتلمسات (اي ذكريات لمسية او حس جسدي) . لكن الميزة في هذه المكتبة ان كتبها احيانا تتفاعل مع بعضها .. فترتبط مثلا صورة شخص لم نشاهده يوما يرقص مع معلومات حركية فنشاهده يرقص. المنطق في الترتيب اللحظي للمعلومات يأتي من خلال عمل الحواس. وقدبينت آلية التفكير في كتابي الية انتاج الفكر في دماغ الانسان وبالامكان تزويده على شكل بي دي اف على النت . تمتمييز مناطق الدماغ من خلال الاتلاف او الاستئصال استئصال المناطق 18و19 لايستطيع الانسان فهم الصور رغم رؤيتها بشكل واضح .. وتصل الحال انه لايستطيع تمييز صورته عن غيرها .. بمعنى لو رأى هذا الشخص نفسه في الحلم ايضا لايستطيع معرفتها. أستئصال قشرة المخ سيكون الانسان بلافكر اي مثل دودة الارض استئصال المناطق الرابطة قبل الجبهية او تلفهااو تلف جزء منها سيظهر مرض تناذر الفص الجبهي اي سيتصرف الانسان كمجنون او تصرفات غير متزنة او بلاوعي حسب حجم الجزء التالف استئصال النواة اللوزية تزيل عامل الخوف من الانسان .. واخيرا تم معالجة حالات الخوف المرضي بهورمون السايكوستين .او هورمون الحب او هورمون الولادة. تلف او استئصال قرن آمون يؤدي الى النسيان بعد دقائق بينما تبقى القابلية للتذكر قبل حدوث حالة التلف اوالاستئصال. حكومة الدماغ التكوين الشبكي- الرئيس reticular formation النواة اللوزية – المخابرات والأمن amygdala الفص الحوفي – وزارة الخارجية limbic lobe الفص الايسر – وزارة التخطيط left brain hemi sphere الفص الايمن – وزارة الفنون right brain hemisphere نواة الجهاز الهظمي – وزارة الاستيراد نواة جهاز الدوران – وزارة النقل نواة الجهاز التنفسي – وزارة الطاقة نواة الجهاز البولي – وزارة المبازل والمجاري نواة الكبد – وزارة الصناعة النوم هناك عدة نظريات لاسباب حدوث النوم .. منها أن النوم يحدث بفعل تأثير هورمون الميلاتونين الذي تنتجه الغدة الصنوبرية على عمل التكوين الشبكي وعند النهار تنبعث اشارات من اعصاب العيون بسبب دخول الضوء الى الغدة الصنوبرية فتوقف عملها، وبالتالي تتوقف بعض اجهزة واعضاء الجسم وارتخاء للعضلات .. بينما يبقى جهاز الدوران والتنفس عاملان . هناك 5 مراحل في دورة النوم الطبيعية، تم تقسيم هذه المراحل بعد أن درس العلماء أشكال التخطيط الكهربائي لدماغ الإنسان أثناء النوم واليقظة. كما تم الاتفاق على تسمية المراحل الأربع الأولى باسم مرحلة حركة العينين البطيئة (Non REM )، أما المرحلة الخامسة والأخيرة فتدعى مرحلة حركة العينين السريعة (Rapid Eye Movement ) أو اختصاراً (REM ). من أجل التفريق بين هذه المراحل وقياس طول كل واحدة منها يستخدم العلماء وسائل مختلفة أهمها تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG) الذي يظهر أنماطاً مختلفة ومميزة لكل مرحلة نوم. إضافة إلى الأجهزة المستخدمة في مراقبة العلامات الحيوية مثل تخطيط كرة العين الكهربائي (EOG) من أجل حركات العينين وتخطيط العضلات الكهربائي (EMG). هذا وتستمر دورة النوم الطبيعية بجميع مراحلها حوالي ساعة ونصف الساعة أو أكثر بقليل. المرحلة الأولى (النوم الخفيف) تعتبر مرحلة النوم الأولى (Stage 1 ) أكثر مراحل النوم سطحية، تبدأ بعد أن نغفو بعدة دقائق أو حتى ثوان! يبدأ خلالها الدماغ بإظهار موجات تدعى موجات ألفا (Alpha Waves) وموجات ثيتا (Theta Waves). كما تبدأ حركات العينين بالتباطؤ، تدوم هذه المرحلة التمهيدية للنوم حوالي 7 دقائق يكون الشخص فيها متنبهاً نسبياً أو سهل الإيقاظ في حال سماع ضجة من حوله. وهي المرحلة الوحيدة التي نمر بها عندما نأخذ غفوة قصيرة (أثناء حضور حصة دراسية مملة أو مشاهدة التلفاز مثلاً). المرحلة الثانية من النوم تعتبر هذه المرحلة خفيفة إلى حد ما، يظهر على تخطيط الدماغ الكهربائي تباطؤ في موجات الدماغ يتخلله فترات مفاجئة من التسارع تشبه شكل المغزل على جهاز التخطيط لذلك تعرف باسم مغزل النوم (ing Spindle). المرحلتان الثالثة والرابعة (النوم العميق) هنا نبدأ بالدخول في النوم العميق، حيث يولد الدماغ موجات بطيئة تدعى موجات دلتا (Delta Waves)، في هذه المرحلة لا نلاحظ أي حركة في عيني المريض. كما تتوقف الفعاليات العضلية العشوائية (أي أن العضلات تأخذ أكثر وضع استرخاء ممكن)، يصبح إيقاظ النائم في هذه المرحلة صعباً لأن الجسد يصبح أقل استجابة للتنبيهات الخارجية (مثل الأصوات والأضواء القوية أو لمس المريض. تزداد موجات دلتا على مخطط الدماغ الكهربائي مع التقدم في النوم وينعكس ذلك على النائم بصعوبة أكبر في الإيقاظ. في هذه المرحلة يقوم الجسد بالتحضير لليوم التالي عبر العديد من العمليات الحيوية: مثل إصلاح الضرر الذي يلحق بالألياف العضلية كل يوم. تنشيط جهاز المناعة ونمو الأنسجة، كما يجهز مخزون الطاقة الذي سوف يصرفه بعد الاستيقاظ، إضافة إلى ذلك تُعتبر هذه المرحلة جوهرية في مجالات الذاكرة والتعليم ومعالجة المعلومات. مرحلة حركة العينين السريعة (REM ) تستمر هذه المرحلة حوالي عشر دقائق، وكما يخبرنا الاسم تتميز بحدوث فترات متقطعة عشوائية من الحركات العشوائية السريعة لكرتي العينين. كما أن الأحلام والكوابيس تحدث في هذه المرحلة أيضاً، لا تتحرك العينان بشكل مستمر ومنتظم إنما ترتدان لتنظرا إلى الأعلى والأسفل ومختلف الاتجاهات. يقترح بعض الباحثين أن هذه الحركات استجابات بصرية للعينين تجاه الصور والتخيلات الذهنية في الأحلام على العكس من عضلات العينين اللتين تتحركان بشكل عشوائي تمر العضلات التي تحرك الجسم بمرحلة من الشلل التام. ما عدا العضلات التي تبقينا على قيد الحياة مثل عضلة القلب والحجاب الحاجز الذي يؤدي هبوطه وصعوده إلى حدوث عملية التنفس بشكل طبيعي.
ألية حدوث الاحلام .. تفسير الظاهرة عند النوم ينقطع اتصال الحواس بالخارج لارتفاع حدود العتبة التي تمنع ايصال السيال العصبي وايضا اغماض العين بالنسبة لحاسة البصر لارتخاء عضلاتها وعند حركة العين السريعة التي تحدث بسبب موجات الفا وبيتا تحدثالاحلام بشكل دوري كل ساعة ونصف الى ساعتين تقريبا. وعندا التشبيه بحكومةالدماغ كما اسلفنا: في اليقظة يكون الرئيس التكوين الشبكي في مكتبه فيرى كل الوزراء وموظفيهم كل في مكانه وشخصيته الرسمية وصلاحيته .. في النوم يفقد التكوين الشبكي سيطرته وعند التشبيه بما تقدمنا في حكومة الدماغ فانه مثل رئيس انتهى دوامه فيفقد شخصيته الرسمية لبعض الوقت فيتصرف كمواطن عادي .. وهنا سيرى الموظفين وقد انتهى ايضا دوامهم وقد تحولوا الى مواطنين عاديين يتحركون كل بمزاجه او مهامه الشخصية .. يلتقون مع بعضهم بحكم صداقات (أو تعارفات ) جديدة .. فيستغرب الرئيس مثلا من بعض العلاقات مثلا مدير عام يلتقي بغانية أو شخصية من وزارة اخرى أو وزير يمارس رياضة الركض مع اناس بسطاء .. أو هو نفسه يتصرف مثل نوري السعيد عندما عبر دجلة بصحبة موافق في زورق وكان صاحب الزورق يشرب الخمر وهو لايعرف نوري السعيد .. فيشرب نوري السعيد من خمره وعندما يحدث بينهما حوار ويقول له نوري السعيد انه رئيس الوزراء يهزأ به صاحب الزورق قائلا . أنت شربت قدح واحد فسكرت وادعيت انك رئيس الوزراء فكيف اذا شربت (البطل) بأكمله؟ وهي تتشابه ايضا مع حالة بعض الملوك الذين كانوا يتخفون ليلا بشخصيات اخرى ويتجولون ليعرفوا الناس كما هم فلايرون الامور منتظمة كما يصفها لهم المقربون أو لاتكون العلاقة هنا رسمية وفق ضوابط أي لاتكون مثل المنطق او الضوابط التي تترتب في الواقع بسبب اشتغال الحواس واداء الانسان لوظائفه ومهامه في النهار . هذا بالنسبة للاختلاطات الصورية وشخصياتها ومهامها واعتباراتها. بالنسبة للطيران او القفز او عدم القدرة على الحركة او الهرب او الدفاع عن النفس فيحدث بسبب ضعف الايصالات العصبية الاتية او الذاهبة بين التكوين الشبكي والاطراف او جزء منها . بالنسبة للكوابيس او العواطف : بسبب نشاط النواة اللوزية والحصين او مايسمى قرن آمون ، وهي أجزاءٌ دماغيةٌ تتدخل في المشاعر والأحاسيس والذكريات من الجهاز الطرفي [1]. وعي الحلم : الرئيس هنا يأتيه اتصال من الخفر (بعض خلايا الدماغ تبقى متيقظة وعند حوت الدولفين فانها لاتنام لانها تتكون من دماغين احدهما يبقى يقظا عند نوم الاخر.) بان هناك خطر أو هناك معلومات امنية مثيرة للشكوك فيرجع الى مكتبه وقد يرتأي انها المعلومات غير مهمة فيرجع يمارس حياته خارج الدوام أو يكون هناك تهديد شديد فيبقى في مكتبه أي يستيقظ مذعورا. الحاجة الى الطعام أو الذهاب الى التواليت: طبعا هنا شدة التنبيه تستطيع عبو حد العتبة الذي ارتفع اثناء النوم بسبب كثافة الشحنات الكهربائية وفرق الجهد المتسبب من الجوع او الرغبة الى الافراغ. وكذلك الحال بالنسبة للرغبة الجنسية.
الشعور بالأنا وها قد وصلنا الى الاستنتاج بأن الشعور بالانا يتمركز بالتكوين الشبكي مرتبطا بمعلومات الذكريات القريبة منه والتي تمثل ذكريات الطفولة ومابني عليها من ذكريات شخصية جدا. وبتجريدها فهي لاتتعدى مركبات كيميائية يفصلها عن باقي ذكريات (الخارج) شحنات كهربائية متنافرة. والمركبات هذه هي عبارةعن طاقة وهذه تعني حركة .. وبذلك أكون أناعبارة عن حركات تجمعت بشكل منفصل عن حركات الخارج الذي تمز تخزينه في الداخل.
#رائف_أمير_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيضة النسر الكبير
-
تسامي الإنسان في فيلم (Transcendence)( التسامي)
-
بارا .. بيوتي .. لوجي
-
ميتا...كون
-
محاضرة اختراق حاجز الموت
-
كرة بيضاء
-
يدُ الحياة
-
عمر الانسان وتباطؤ الزمن - تفسير مبسط لمثالين في نظريتي النس
...
-
ضوء أنثوي
-
معادلات الزمن الصعب
-
الفلسفة المطلقة
-
يوم الحلم البشري
-
جذور الجدل
-
من غرائب (الكفر)
-
أشقاؤنا في السماء
-
بريء
-
باراشيطانلوجي
-
نظرية الأوتار الفائقة من منظور الفلسفة العلمية
-
تفسير ظاهرة التنويم الايحائي(المغناطيسي)
-
قنبلة الزمن الأسود
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|