أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم كطافة - نسخ الله المتكاثرة..!!؟














المزيد.....

نسخ الله المتكاثرة..!!؟


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 1486 - 2006 / 3 / 11 - 09:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما زلت مؤمناً أن الخالق هو أكثر ديمقراطية مما يؤمن به أعتى علمانيي الأرض، لسبب على بساطته لكنه ما زال مخفياً، على الأخص، عن أكثر مخلوقاته تعلقاً وتشدقاً باسمه. أنه أوجد الإنسان مفكراً وليس مبَرمَجاً. لم يصنع له برنامجاً بخيارات إجبارية. لكنه أوجد كوناً مسيراً بقوانين موضوعية، تحفظ استمراره. وما مسؤولية الإنسان تجاه خالقه، سوى مسؤوليته تجاه نفسه، أن يجرب ويختار ما يجده ملائماً لاستمرار نوعه على الأرض. إن أصاب فله وإن أخطأ فعليه. أعتقد أن هذا هو الله الواحد الأحد. أما نسخه المنتشرة في الآفاق والمتفشية بيننا هذه الأيام كالطاعون، فما هي إلا عودة جينية لأسلافنا الأباعد.
منهم من أخفى الله في مكان ما (فوق)، بمعنى حصره في المكان، بينما هو متعالي على المكان والزمان. وهذا النفر حتى لا يدري شيئاً عن تحولات كرته الأرضية. الـ(فوق) في النهار، يكون (تحت) في الليل. ثم ذهب إلى أبعد من هذا، أخذ يجسد الله بملامح من الخشونة والقباحة تعافها حتى الحيوانات. وجعل له وكلاء ليس كلهم مرئيين. أحد من الأتباع لا يدري على وجه اليقين، ماذا يريد هذا الإله. فقط هم الوكلاء الذين يتناقلون أوامره من فوق إلى تحت. أوامر سداها ولحمتها القتل والدمار والانحدار تدريجياً بحياة الإنسان إلى درك الوحوش. وكلاء وأتباع صاروا مطاردين من قبل كل أجهزة استخبارات الأرض. يحركهم وكيل أعلى، متخفياً في مغاور وجبال ووهاد لا تطأها حتى الشياطين. والسؤال هنا؛ إذا كان الوكيل بهذا الاستعصاء كيف للاتباع أن يحلموا بالوصول إلى الله نفسه.. ثم هل هذا هو الله حقاً.. أم زعيم مافيا..!!؟
نسخة أخرى؛ كانت وما زالت تصور الله جلاداً..!! يمسك بيمينه سلاسل الجحيم وبشماله مفاتيح الجنان. وما على الإنسان، سوى استمالة قلب هذا الجلاد المتجبر والجالس على عرش في السماء، بصنوف التذلل والخضوع والتوسل، عله يفلح بمفتاح من تلك المفاتيح. ولأن أمر الوصول إلى تلك المفاتيح المتلألئة بشمال الخالق، يكون في العادة صعباً وعصياً ومحفوفاً باحتمالات السقوط في وهاد الجحيم، عندها، لا مفر أمام الإنسان المغلوب على أمره، غير أن يحول مسار توسلاته وخضوعه إلى وكلاء الجلاد.
نسخ كثيرة، تحولت بفعل الزمن وأفاعيل الوكلاء، إلى مذاهب وطوائف، تكفر بعضها وتسعى إلى مسح الأرض بالآخرين. لقد تقاسموا المؤمنين كما يتقاسمون إقطاعيات وجسدوا الخالق بما يشبه ملامحهم هم. الله الوهابي عليه أولاً أن يؤمن بما جاء على لسان (ابن تيمية) و(محمد بن عبد الوهاب) –بالطبع ليس المطرب- والله السني عليه أولاً أن يؤمن بسنة الله ورسوله كما يراها الوكلاء والله الشيعي عليه أن يكون من أتباع أهل البيت.. وهكذا.. أنها نسخ تشبه أتباعها. يجهدون النفس بمنح الخالق ملامحهم. لقد حولوا الله من خالق لا يشبه شيئاً إلى مخلوق يشبههم.
ولدواعي صعود حضارة لا دينية، تحولت كل تلك النسخ الرئيسي منها والفرعي، إلى ملفات تشبه قنابل موقوتة، في أرشيف أجهزة استخبارات هذه الحضارة. ملفات مؤرشفة وموضوعة تحت اليد حسب الحاجة. لقد تحولت هذه النسخ الدينية المتكاثرة والمتخاصمة على طول الخط، إلى عبء على إنسان هذه الأرض المبتلى بكل صنوف الفقر والقهر والتخلف والجهل بعصره. و(السيد) الشيطان إن كان الأكبر أم الأصغر، في كل الأحوال والظروف، سوف لن يكون اكثر خطورة من هؤلاء الوكلاء علينا.
في النهاية ما فرقنا في بداية القرن الواحد والعشرين، عن أسلافنا الأباعد، عن السومريين والبابليين والآشوريين والكنعانيين والفينيقيين والفراعنة.. ألم تكن لتلك الأقوام آلهة متعددة تشبههم تماماً.. ألم يكن الإله المعبود والسائد هو المنتصر في الحروب..؟ في كل حرب ينتصر إله ويسقط آخر، ليقيم المنتصر حضارته على أنقاض ودماء أتباع الإله المهزوم..!!؟
لكن، ألم يكونوا أكثر صدقاً منا..؟ على الأقل هم كانوا يشكلون آلهتهم على هيئة كائنات فيها البشري وفيها الحيواني ومأخوذة في كل الأحوال من بيئتهم بعد عجنها بخيال الفنان. كانوا يجسدون آلهتهم بما يسمح للمؤمن الوصول إليها، بل هو حتى يستطيع أن يتلذذ ويطمئن، إذ يرى ويلمس أن نذوره لن تذهب هباءً منثورا، بل يرى كيف تشم آلهته روائح الشواء..!!



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داء الذئب السياسي ومصائد الخرفان
- تجحيش الديمقراطية
- قل لي ما لون قميصك قبل عشرين سنة.. أقل لك من أنت
- في جدل الروائي المؤرخ
- صحيح العراقي
- بين الملاكم (تايسون) و(فيصل القاسم) ثمة جثة..!!؟
- مرة أخرى عن الحصان والعربة..!!؟
- نحن والمشتبه بهم
- محنة قناة الشرقية مع المجهول..!!؟
- بين الجزيرتين..!!؟
- شبكة الإعلام العراقية ومحنة الهوية
- بين العراقيين العرب وعرب الطائفة المنصورة..!!؟
- ماذا يحدث في سومرستان وأنباريا..!!؟
- من أفشى السر..!!؟
- ليس عندنا فساد.. عندنا تمويل ذاتي
- أسلم.. تسلم أيها السيد (القمني)..!!؟
- للحلاق رب يحميه..!!؟
- بين ثقافة الداخل وثقافة الجوادر..!!؟
- شؤون وشجون آخر امبراطورية للبعث
- لماذا يلاحقون لواء الذئب..!!؟


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم كطافة - نسخ الله المتكاثرة..!!؟